أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - هل تنهار العراقية .....















المزيد.....

هل تنهار العراقية .....


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تنهار العراقية .....

اعتقد جازما إنها ضربة معلم تلك التي قام بها رئيس الوزراء العراقي بتوجيه التهم بصورة أكيدة إلى طارق الهاشمي , وبعرض اعترافات المتهمين على الفضائيات , والتي أجبرت نائب رئيس الوزراء العراقي للهرب إلى إقليم كردستان كملاذ أخير وامن ....

الكل يعلم إن هناك ملفات محفوظة جيدا بين الفرقاء العراقيين , محفوظة حتى تستخدم في الوقت المناسب, والكل يعلم إن هناك الكثير من الدماء المسفوحة على جانبي العملية السياسية , وان هذه الدماء بقيت بلا ثمن , والكل يعلم إن العملية السياسية لو لم تتم في اربيل بعد إن رعاها الراعي الكردي , وتوصل والى ما توصلوا إليه من عملية سياسية حافظت بكل دقة على المسافة ثابتة بين كل الأطراف السياسية ( الأكراد والشيعة والسنة ) والكل يعلم إن هذا لم يتم لولا الهجمة القوية من التفجيرات والتي صاحبت العملية السياسية وكانت ورقة ضغط بيد بعض الأطراف لتحقيق مكاسب سياسية ....

والكل يعلم إن هناك توازن معروف ومتفق عليه , بين الأطراف , وهو التوازن القائم على مبدأ الحصص , وهي المحاصصة البغيضة , والتي رفضها وهاجمها كل العراقيين , ولكن أصبحت ضرورة حتى يستمر كل الأطراف في عراق موحد , ولكنه دموي وبقسوة شديدة , وكأن كل الأطراف لا تستطيع التعايش إلا على انهار من دم يسفك بكل سهولة دون مراعاة للإنسانية الحقيقية وحقوق الإنسان والتي طالما نادينا بها , هذا التوازن البغيض هو الذي اخرج الصورة النهائية للدولة , اجبر على جعل رئيس الدولة كردي , وللعلم يرفض الأكراد إي منصب سوى الرئاسة , وهكذا تم وضع احد منصبي رئاسة الوزراء بيد طارق الهاشمي عن الطائفة السنية والمنصب الأخر بيد عادل عبد المهدي من الطائفة الشيعية , ثم كان اختيار الخزاعي كشخصية ثالثة تشغل منصب نائب الرئيس , وتم لاتفاق عليه ضمن سلة واحدة , فأما يتم الاتفاق على العملية كلها أو يتم رفضها كلها وهذه كانت إرادة المالكي , واستماتة المالكي في وضع من يريد في المكان الذي يريد ....

هذه المحاصصة هي التي جعلت منصب رئيس الوزراء منصب شيعي بكل جدارة ولكن جعلت نائبه سني , وكان هذا النائب صالح المطلق المكروه والمفروض فرضا على رئيس الوزراء المالكي .... ورئيس البرلمان منصب سني كذلك , ولكن جعلت احد نائبي رئيس البرلمان شيعي والأخر كردي .... وبهذه المحاصصة تم الاتفاق على عراق موحد , ولكنه ملئ بكثير من الثقوب المحزنة والمؤلمة في نفس الوقت , والكثير من الإرهاب والاوجاع وأيادي الغدر دخلت من هذه الثقوب , وكثير من الو لاءات الغريبة تمادت في الجسد العراقي ... قادمة من خلال هذه الثقوب .....

الصراع لم يتوقف عند هذا الحد , فلا يرضى السياسيون بما لديهم ولا هم يقنعون ولا ليست لهم حتى حسن نية , حتى يصلون بالبلد إلى بر الأمان ... يبقى هناك الصراع على حجم الصلاحيات , ويبقى منصب رئيس الوزراء لب السياسة العراقية كلها ومطمح الطامحين , ومسعى الساعين , فهل يرضى المالكي سوى إن يكون السيد المطاع في هذا المنصب , وهل يرضى الخصوم إلا التدخل في كل صغيرة وكبيرة تخرج من مكتب رئيس الوزراء وتحرج المالكي في نفس الوقت وتصويره بأنه رب البيت الذي لا يطاع .....

فنوري المالكي مقيد بالدستور وكثير من القوانين التي تجبره بإرجاع كل قراراته للبرلمان حتى يراجعها حرفا حرف وكلمة كلمة , وهل يرضى المطلق الخصم اللدود إلا أن يكون ندا لرئيس الوزراء بتشجيع قوي من القائمة العراقية والطائفة السنية خلفه والدول العربية والتي ترقب الوضع العراقي والمارد الشيعي بكل خوف ..... أليس هذا هو لب المشكلة والتي خرج بها المطلق ويصرح بكل قوة وإحساس بالمرارة أن المالكي , هو ديكتاتور جديد .... أليس هذا السبب والذي تمسك بها نوري المالكي بكل الأوراق والوزارات الأمنية لا يسلمها إلى احد ليكن هو السيد المطاع والمسيطر على الحالة الأمنية في البلد ....

الصرع الدائر بين العراقية وقائمة المالكي , بدأ قبل تشكيل الحكومة وإثناء الانتخابات , ولسوء حظ المالكي وعلاوي والعراقية ولسوء الشعب العراقي كذلك إن الانتخابات أسفرت عن تساوي المالكي وعلوي بعدد كبير من الأصوات ولكن لا يسمن ولا يغني من جوع , فلا العراقية لها الحق في تشكيل الحكومة ولا قائمة المالكي تستطيع إن تشكل الحكومة فلم تستطيع أي قائمة إن تنال النصف +1 ... وبقى الأمر معلقا لشهور طويلة أخذت الكثير من أعصاب الموطن العراقي وصبره , والذي بقى يترقب ماذا يحدث .... فصراع الأقوياء اخذ الكثير من أموال وميزانية العراق والوقت الثمين والذي يحتاجه للبناء ......

ثم كان تشكيل لحكومة بناء على محاصصة تم الاتفاق عليها وترتيبها بين السادة الكبار , وخلال هذه المدة كثرت الانفجارات في بغداد وكل عراقي شعر بكل الم إن هذه الانفجارات مقصودة كورقة ضغط لإجبار الفرقاء على ترتيب البيت العراقي بهذه الصورة وبهذا الشكل ..... فمن كان وراء انفجارات بغداد ؟!!! .... هل كانت القائمة العراقية أو كان إياد علوي أو طارق الهاشمي ...أو صالح المطلق أو ظافر العاني خصوصا وقتها إن ظافر العاني والمطلق تم وضع أسمائهم ضمن المشمولين بالمسائلة والعدالة أم كانوا أنصار البعث أو القاعدة !!!! ..... ثم تشكلت الحكومة ... والمحاصصة حملت المطلق تحديدا من كونه مطلوبا إلى منصبه كنائب لرئيس الوزراء .....

لم يتم محاسبة احد أو الكشف عن اسم واحد ساهم بهذه التفجيرات , بل تم نسيان كل شي , من كان وراء هذه العمليات ومن المسئول ومن المدبر , ومن الممول ومن المنفذ لا احد يدري , تم نسيان كل شي وقيل وقتها من اجل مصلحة البلد وحتى تسير السفينة بمن عليها لتصل إلى بر لامان ... ولكن هل حقا وصلت ؟!!!......

كل الملفات القديمة والمحفوظة جيدا أريد لها إن تخرج اليوم , وهي ضربة معلم حقيقية , فالعراقية وجدت نفسها في ركن تدافع عن نفسها وطارق الهاشمي هناك في ضيافة الرئيس العراقي , هاربا وقد استبيح بقوة القانون , بيته ومكاتبه وأجهزة الحاسوب لديه , وفوق هذا كله أصبح لا يعي شيئا أو كيف يتصرف , وحيدر الملا يلقى بتصريحاته من الأردن , وقادة العراقية لا يعرفون كيف يتصرفون وهم في تحرك شبه دائم بين إقليم كردستان والأردن وتركيا.... ولم تعرف العراقية كيف تلملم نفسها , تبعثرت بصورة لم يتوقعها احد , حتى المالكي نفسه لم يتوقع إن تتبعثر القائمة بهذه الصورة خصوصا بعد إن انسحب أعضاء القائمة في محافظات البصرة وذي قار والنجف وكربلاء وحين أعلنت حركة الوفاق في لبصرة انسحابها من القائمة العراقية .... والسبب الإقصاء والتهميش والتوجه الطائفي لدى قادة القائمة وفقدان التوازن في التعامل مع قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي , أو هكذا قيل .....

فهل هي لحظة انهيار القائمة العراقية , وهل يتسيد نوري المالكي المشهد , وإذا انهارت القائمة العراقية فهل يعني ذلك بزوغ نجم نوري المالكي , وهل هي ولادة ديكتاتور جديد مطاع لا يستطيع احد ن يكون ندا له أو حتى يتهرب من تنفيذ قراراته أو السير على هدى كلماته وحروفه ....

الذي يجري حاليا هو صراع سياسي بمعنى الكلمة ومع انه داخل اطر الدستور والقانون , فالكل يحاول إن يحافظ على هذه الأطر , ولكن دخل هذه الأطر .... تكمن معركة الصلاحيات ومدى هذه الصلاحيات , هناك تغير في العملية السياسية , حتى يمكن أن نقول انه تغير في وجوه القائمة العراقية وهناك تخوف وترقب , وهناك سياسة ماكرة وخادعة .... فلا وجد للشرف , مع إن التيار الصدري يعمل على اصدرا ميثاق شرف بين الساسة العراقيون , مع إني لا افهم ما هو ميثاق الشرف في ساحة لا شرف ولا كلمة فيها .... وقيل سابقا , السياسة فن الممكن , والممكن هو كل شي يتم اللعب به والسياسة هي مصالح دائمة لا صداقة لا قرابة .....

ربما ينقذ المؤتمر الذي يتم الإعداد له الان ما يمكن إنقاذه و ربما يضع شروط جديدة للعبة قديمة .... الذي يجري الان بكواليس السياسة سوف يتوقف عليه وضع البلاد في المستقبل القريب .... وأتمنى صادقا إن تتغلب الحكمة لتحفظ ما يمكن حفظه وتنقذ ما يمكن إنقاذه .... في وقت صعب جدا ودقيق جدا ربما يحمل في طياته مالا يحمد عقباه ....

وقلبي على العراق .....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!
- تقرير بسيوني ... ورد الأعتبار للمواطن البحريني
- العراق .... والحل في الفيدرالية
- عملية اغتيال السفير
- ثقافة المال العام .....
- 11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم
- أزمات الحكومة العراقية
- عبد الكريم قاسم
- سورية ... وضرورة التغير .
- حافظ الميرازي والاعلام السعودي
- الفيدرالية وأقاليم الشمال والجنوب والوسط
- رعب الحكومات العربية من ثورات الشباب
- ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة
- وهم التعايش الأسلامي القبطي
- المصالحة الفلسطينية ومشكلة اين يجلس خالد مشعل ؟
- الأزمة البحرينية
- لماذا لاتكون البحرين دستورية ملكية ؟
- مهزلة الأيفاد في العراق
- المالكي ومأزق المائة يوم ..
- أخر أيام القذافي


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - هل تنهار العراقية .....