أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - مهمة الرئيس جلال الطلباني .. و بيضة القبان .. ؛؛














المزيد.....

مهمة الرئيس جلال الطلباني .. و بيضة القبان .. ؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 22:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدور الذي يضطلع به الأخ رئيس جمهورية العراق لاحتواء الأزمة السياسية الراهنة ، والبحث عن حلول لها يحتل أهمية استثنائية في الظرف السياسي الحالي ، حيث يعتمد عليه مستقبل الوحدة الوطنية العراقية التي تمر بمنعطف خطر ومعقد ، لا يمكن تجاوزه بغير الدبلوماسية الطويلة النفس التي اتصف بها منذ تسلم منصبه لحد اليوم. وفي رأي الكثيرين أن دور الرئيس وعلاقاته مع مختلف الأطراف السياسية العراقية يماثل وظيفة بيضة القبان في الموازين ، لأنه حرص دائما ألا ينحاز لطرف على حساب الآخر ، وهو الشرط الضروري الذي يؤهله كضامن للتوازن الضروري الذي يمنع انحدار العراق الى حافة الهاوية. فهو ومن خلال ما يطرحه من آراء ، وما يقوم به من خطوات يتجاوز كثيرا دور سفراء النوايا الحسنة ، فرغم كونه ممثلا لقوة سياسية لها اعتراضاتها على السياسة العراقية الراهنة ، لكنه حرص ألا يكون لها تأثيرا سلبيا على ما ينوي انجازه للصالح العام ، وهنا تكمن اسباب النجاح التي وضعها هدفا للمؤتمرالوطني الذي يمهد لعقده بمشاركة القوى السياسية العراقية. واعتقد أن السيد جلال الطالباني يدرك جيدا أن الوضع العراقي الراهن لا يحتمل فشل مهمته ، و ان الخيارالوحيد أمامه هو النجاح وحده.

وحتى تنجح مهمة الرئيس طلباني ، واذا رغب أطراف الحوار في انقاذ العراق من محنته ، لابد لهم من القبول بمبادئ أساسية ثلاثة ، وهي : التسامح المتبادل بين الأطراف كافة ، والاعتراف المتبادل بالآخر ، والتضحية بالخاص من أجل العام. وليس مهما هنا أي المبادئ الثلاثة أكثر أهمية. وحتى يكون النجاح أكثر ديمومة وثباتا ، ينبغي على القوى السياسية العراقية أن تنظر الى ثلاثة حقائق مميزة لواقع البنية السياسية العراقية الحالية وهي : ليس لأي طرف من الأطراف السياسية المنخرطة بالعملية السياسية سلطة تعلو عن سلطة القانون ، ليس بين القوى السياسية جميعا من له حق الادعاء بالعصمة من الخطأ ، وأخيرا ، ليس لأي فصيل سياسي الفضل على فصيل سياسي آخر في وجوده على مسرح العملية السياسية. فجميع القوى التي تحكم باسم الشعب حاليا قد جاءت بها الولايات المتحدة الأمريكية ، فالفضل للأمريكيين وحدهم في وجود تلك القوى في سدة الحكم ، وأن الأمريكيين من حافظ على سلامتهم ، ودافع عن كياناتهم السياسية خلال الثماني سنوات الماضية. وسيكون من التواضع والحكمة عدم نسيان ذلك.

وفي اعتقادي أن المؤتمر الوطني القادم للقوى السياسية الذي اقترحه ويسعى اليه الرئيس العراقي يجب ان يتيح للقوى السياسية العراقية غير المشاركة في الحكومة للمشاركة الكاملة في أعماله ، و بذلك وحده يمكن استثمار كل الطاقات السياسية العراقية لبحث المشكلات الراهنة بصراحة وجدية والتوصل الى حلول أكثر قدرة على الحياة. ومن الضروري أن تتم أعمال المؤتمر بعيدا عن الضجيج الاعلامي غير المسئول ، فقد كان دور الاعلام خلال الأسابيع الماضية سلبيا جدا ، بسبب ما أحدثه من بلبلة للرأي العام الداخلي والخارجي لتركيزه على الجوانب السلبية في العلاقات بين القوى السياسية. كما ينبغي تحاشي تحويل المؤتمر الى منصة للخطابة ، أو نادي لتبادل الرأي ، او فرصة للدعاية واللعب على مشاعر الجماهير ، فمثل هذه الأدوار أصبحت من الماضي المحزن ، ولا ينبغي تكرارها. انعقاد المؤتمر هو المجال الأفضل لأي طرف لشرح وجهات نظره والدفاع عنها ، واذا ما تم تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية ، سيمكن التوصل الى صيغ توافقية تخدمنا جميعا ، لأن التوافقات السياسية أصبحت قاعدة للعمل في نظامنا السياسي ، ولم تظهر لحد اليوم قاعدة أخرى أكثر ديمومة منها ، و ما علينا الا العمل وفقها.
التحضير للمؤتمر جيدا يعتبر أحد شروط نجاحه ، بمعني أن تتقدم الأطراف المعنية بمشاريع سياسية جدية ومدروسة جيدا ، ليس فقط لتنقية الأجواء ، فليس هذا هو الهدف من المؤتمر رغم أهميته ، انما الموضوع الأهم هو وضع خريطة طريق مفصلة ورصينة لعمل القوى السياسية خلال الفترة المتبقية من ولاية حكومة المالكي على أن تتحدد بموجبها المسئولية الجماعية عن تنفيذ السياسة الحكومية في مجالات الاقتصاد وغيرها من ميادين عملها. فالناس تريد أن ترى منجزات في مقابل المليارات من الدولارات التي انفقت وتنفق سنويا من قبل الأجهزة الحكومية التي وضعت الجماهير ثقتها فيها. وسيكون ايجابيا جدا أن يثمر المؤتمر لوطني المزمع انعقاده لقيام جبهة وطنية بين القوى السياسية العراقية جميعها ، يكون بمثابة المرجعية السياسية للقوى المؤتلفة داخلها ، قاسمها المشترك هو التنمية الاقتصادية ووحدة التراب الوطني.

رئيس الجمهورية أمام مهمة ليست سهلة ، لكن بسبب ما لشخصيته من قبول عام لخبرته السياسية الطويلة ، فان عوامل النجاح لمهمته تبدو أقوى من عناصر الفشل. ومن دون شك فان وضع الثقة في الرجل ، ودعم جهوده ، يتطلب من الاطراف الأخرى أن تمد له يد التعاون لانجاح مهمته ، فنجاحه هو نجاح للعراق ، وهذا ما لا تتمناه القوى المعادية للوحدة الوطنية العراقية ولاعادة بناء العراق.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي .. (2) ..؟؟
- أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي ...؟؟
- السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟
- أضواء على الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915 ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ....(الأخ ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي.... (2)
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ...(1)
- ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على الولايات المتحد ...
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على أمريكا ... (1) ...
- ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟ ..... (2)
- ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)
- هل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها ....؟؟
- تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛
- هل العالم أفضل حالا ... بعد انهيار الاشتراكية ....؟؟ ....( ا ...
- حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية
- هل العالم أفضل حالا.. بعد انهيار الاشتراكية...؟.....(1) ....
- حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - مهمة الرئيس جلال الطلباني .. و بيضة القبان .. ؛؛