|
في ظل النظام الرأسمالي ليس هناك مخرج من الأزمة في صالح الشعوب
الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)
الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 22:26
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مقتطفات من مقابلة قناة ANT1 التلفزيونية التي أجرتها صباح يوم 5/1/2011 مع الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني اليكا باباريغا.
سؤآل: ما هو اقتراح الحزب الشيوعي اليوناني كحزب لا يتطلع للسلطة البرجوازية. و لا يدعو لانتخابه ليشكل حكومة تقود لامور مختلفة. ماذا تقترحون للخروج من هذا المأزق؟
جواب: عندما نقول للشعب ان النظام الرأسمالي، وحديثنا عن النظام الرأسمالي في اوروبا الذي خاض كامل دورته. و هو اليوم موضوعياً عاجز عن تقديم الحلول و استنفذ ما في حوزته. فهذا يعني أنه لا ينتظر من الحزب الشيوعي اليوناني مشاركة في النظام السياسي البرجوازي، و في حكومة إدارة نظام عاجز عن تقديم أي شيء.
سؤآل: إنكم تتحدثون عن إسقاط النظام؟
جواب: بالتأكيد.
سؤآل: ألا يهمكم المشاركة في تشكيل حكومي؟
جواب: ليس الأمر متعلقاً باهتمامنا. بل هو متعلق بالضرر الذي سيلحق بالشعب. كما و سنتواجد حينها أمام تناقض كبير أي أننا من جهة نطلق شعارات مؤيدة للشعب مستخدمين تاريخنا المتجاوز لتسعين عام، و من جهة أخرى سنجلس للحديث عن إلغاء هدية عيد الفصح وعيد الميلاد. فالأمر إذاً لا يتعلق بما نريد.
سؤآل: في حال انتخبكم الشعب مانحاً حزبكم نسبة كبيرة، فرضاً، ماذا كنتم ستقولون، أستقولون له : إنني لن أحكم لكي لا أسبب الضرر لك، و لأنني عاجز عن الحكم في إطار النظام الرأسمالي؟
جواب: عندما سيقوم الشعب اليوناني بمنح أغلبية مماثلة للحزب الشيوعي اليوناني، فهو حينها عازم على الإنخراط في المعركة. نحن نعرض سياستنا كاملة. و لا نخرج لنقول بإمكانية تشكيل حكومة ستفرض اثنين أو ثلاثة حلول جيدة. هذه أقاويل الأحزاب الأخرى التي تقوم بالكذب. ويجب في رأيي، القول أن سياستها عاجزة فلا أعتقد أن كوادرها و سياسييها، يكذبون عن وعي.
فلو كان بإمكاننا كبح آثار الأزمة و حل مشاكل الشعب عبر المشاركة في حكومة لكنا قد قمنا بذلك. فنحن جسورون و نقوم بالمخاطرة. ولكن هذا أمر مستحيل. فلتقل لنا الأحزاب المتكلمة عن حكومات يسارية، تقدمية، أو يمين الوسط ، يسار الوسط : فعند وصولها إلى الحكومة. فهي في اليوم التالي ستواجه المذكرات و القروض المتتالية و رابطة الصناعيين و هيئات النقابات المؤيدة لأرباب العمل. أتعلمون ماذا يحدث الآن؟ حتى عند ممارسة نضال في فرع أو مصنع معين، ضغطا على صاحب العمل الراغب بالتراجع، تسارع حينها نقابات الصناعيين بالقول له : لا تتراجع لأن تراجعك سيفتح الباب أمام تراجع بقية المصانع. وبالتالي فإن العامل لا يواجه فقط رب عمله الخاص، بل مجموع مالكي رأس المال ووسائل الإنتاج.
سؤآل: الانتخابات. إذا نظرنا الى استطلاع الرأي نستنتج عدم تشكيل حكومة حزب واحد. ماذا ستفعلون تجاه هذه العملية؟ هل ستكونون و لمرة أخرى الحزب الشيوعي اليوناني الصارخ بأنه الوحيد الذي يعبرعن اليسار؟
جواب: إن ما قلته هذا، لا نقوله بهذا الشكل. نحن نسعى عبر مواقفنا للتعبير موضوعياً عن مصالح الطبقة العاملة المعاصرة و مصالح قطاع كبير و ليس جميع العاملين لحسابهم الخاص و المزارعين، لا كل المزارعين. فنحن نحدد قوى اجتماعية. نحن نتوجه للعامل المنتمي لحزب الباسوك و لحزب الجمهورية الجديدة.
فنحن نرى قوىً اجتماعية، لأنك عندما تتحدث بمنطق اليسار و اليمين والوسط، ففي الحاضر لا تقول شيئا. ليس للشعب لديه ما يخسره، من حكومة ضعيفة و على العكس فهو قادر على شيء ما. و بقدر ما كانت الحكومة المزمعة أقوى، سيكون حزمها و إصرارها على مواجهة الشعب متناسباً.
و لكي نتكلم بواقعية عن الانتخابات القادمة. إن ما يمكن القيام به هو خروج شعب قوي قادر على عرقلة عمل الحكومة المقبلة. و أن لا يخاف. من عدم تشكل حكومة حزب واحد فسيجدون لها حلاً. تم بالفعل إعدادها. فهم قد استعدوا سلفاً. لا تصغوا لما يقوله السيد ساماراس أو باباندريو أو زعيم الباسوك الجديد. فهناك الراغبون سلفاً. و ليتنا نصل إلى نقطة استحالة تشكيل حكومة إطلاقاً، لكي يقوم الشعب بالتدخل. ما هو مهم هو أن لا تكون هناك حكومة قوية. فليس بالإمكان وجود حكومة صديقة للشعب.
سؤآل: هذا أمر على وجه الحنكة بعض الشيء، بالمعنى السياسي. تقولون باستحالة تشكيل حكومة تقدمية، عبر استثناء حالة لا تتضمن حزبكم، بل تتضمن كلاً من السيد تسيبراس (سيريزا)، و السيد كوفيليس (اليسار الديموقراطي).
جواب: نحن نقول بشكل واضح. لا و لا نقوم بأي تلميح.
سؤآل: فإذن أنتم تقولونها مباشرة؟
جواب: في ظروف تعايش مع الاحتكارات، وليس فقط في الاقتصاد بل في كل مجال، و عبر مفاوضات داخل الاتحاد الأوروبي، لأن جميعهم يزعمون أنهم سيقومون بمفاوضات "كفاحية"، فحكومة تقدمية لا وجود لها. فهذان أمران لا يتوافقان. و لكن من الممكن وجود حركة قوية على الفور في اليوم التالي للانتخابات.
سؤآل: إن الناس لها مطالب منكم. و هم يقولون ان هناك أمام الحزب الشيوعي اليوناني إحدى الفرص القليلة التي أعقبت نهاية الحكم العسكري، عبر النسب التي يمنحها الشعب لحزبكم، راغباً في حضور فاعل للحزب و كما و في سماع اقتراحات الحزب الشيوعي اليوناني حول المخرج من الأزمة. و هي أمور يطلبها أناس من المحتمل ألا يكون لهم علاقة أيديولوجية مع الحزب الشيوعي اليوناني.
جواب: لدينا اقتراح للخروج من الأزمة. و لن أقول لكم أننا نشرنا نصه كتابياً فقط. بل قمنا بتجمعات جماهيرية واجتماعات في مختلف أنحاء اليونان. و فعلاً هو اقتراح لا يمكن تقديمه و شرحه خلال دقيقة واحدة. فإذا كان الناس يعنون مقترح مخرجٍ الآن. حيث يبقى كل شيء على ما هو عليه ثم تأتي حكومة لتغيير كل شيء عبر قرار في البرلمان، فلا يوجد شيء من هذا القبيل. أي في إطار نظامنا الحالي، ليس هناك طريقة للخروج.
سؤآل: إنكم تتحدثون عن إسقاط النظام؟
جواب: نعم ، ولكن هذا لا يمكن القيام به في ليلة واحدة و عبر هجمة واحدة. إننا نقول التالي : في كل معركة أمامنا يتوجب على الشعب صعود السلم كمقاتل، حتى و عبر مكاسب جانبية. و لا يمكننا استبعاد حصول إسقاط جذري خلال السنوات القادمة. فعلى الشعب نفسه أن يقرر، و في الحين نفسه ينبغي أن يكون مستعدا ليمارس ضغوطا حاسمة، عبر تصعيب مجيء الأسوأ و عبر تحقيق المكاسب. إنه ليس بإمكاننا تحديد يوم تغيير النظام السياسي، و أن نقول بعد عام واحد أو اثنين أو ثلاثة، و ذلك لأن الأمر يعتمد على غالبية الشعب و لن يكون عمل الحزب الشيوعي اليوناني وحده. فإذا لم يقرر الشعب فهذا التغيير لن يحدث.
اثينا 5/1/2012
#الحزب_الشيوعي_اليوناني (هاشتاغ)
Communist_Party_of_Greece#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول المعضلة المطروحة من قبل الحكومة الإئتلافية و البلوتوقراط
...
-
الاشتراكية هي المستقبل!
-
في ضرورة التضامن مع نضال عمال شركة الصلب اليونانية الصامدين
...
-
كلمة ثيوذوريس خيونيس سكرتير المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية
...
-
من أجل تعزيز النضال الهادف للإعتراف بالدولة الفلسطينية!
-
حول التدخل الإمبريالي في سوريا
-
عبر الصراع الطبقي يجري تسطير التاريخ
-
في الصراع الطبقي و التحالف الاجتماعي، أمل الشعب
-
أول رد شعبي على الحكومة الجديدة
-
فليحول الشعب الإبتزاز الممارس بحقه لسهم مرتد نحو مبتزيه
-
من أجل تعزيز النضال الطبقي والنشاط المعادي للامبريالية في مو
...
-
حول الهجمة المنظمة الإجرامية ضد التجمع الإضرابي لقوى -بامِه-
...
-
تجمع إضرابي غير مسبوق في ضخامته لقوى -بامِه- في أثينا و في 7
...
-
وابل من الإضربات في اليونان وتصعيد عبر اضراب لمدة 48 ساعة
-
حول إعادة الحزب الشيوعي اليوناني للإعتبار لنيكوس زاخارياذيس
-
من أجل تعزيز النضال الطبقي والنشاط المعادي للامبريالية في مو
...
-
يمكننا التصدي لهم! لا ندين لهم- لن ندفع ضرائبكم المجحفة -!
-
حول الأزمة الاقتصادية الرأسمالية والمديونية
-
مهرجان الشبيبة الشيوعية اليونانية مظاهرة ضخمة معبرة عن الكفا
...
-
مفهوم الإشتراكية وفقاً لتصور الحزب
المزيد.....
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
-
مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|