الدكتاتوريات في الشرق الأوسط و علاقتها بالمجتمع

ماردك رمزي الشوفي

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 22:23
المحور: المجتمع المدني
    

الحالة الاجتماعية و الثقافية السائدة في مجتمعاتنا, الممانعة للتحضر و التحدث هي من جلب هذه الدكتاتوريات في الوطن العربي, هذه الدكتاتوريات كانت نوعاً ما تحقق التوازن ما بين متطلبات الحياة الحديثة و الثقافة المجتمعية السائدة المناهضة للانفتاح الفكري و العقلاني.

حيث استطاعت أنظمة كالبعث و نظام القذافي وكل انظمة الشرق الأوسط بالتكيف مع الحالة المجتمعية تلك عكس المتوقع و هو العمل على تطويرها و العمل لأجلها للانتقال لحالات أفضل و أمثل....., بحيث أن المجتمعات تقدمت على هذه الأنظمة مع الفترة الزمنية دون أي تقدم من هذه الأنظمة يوازي تقدم مجتمعاتها البطيئ نسبياً وهذا ما أدى الى ثورات الربيع العربي, حيث استغلت هذه الأنظمة المجتمع و قضاياه كاملة(الدينية و الوطنية و القومية) في السيطرة على الشعوب و مقدراتها بل و حتى أفكارها.

بمعنى و مستهلّ آخر: الدين(ولا أخص بمعناه الدين) بل البروباغندا الدينية الناتجة عن رجال الدين و اضافة للعادات و التقاليد التي جزء كبير منها مربتط بالبروباغندا الدينية و الاجتماعية هي المساهم الأكبر في تأخرنا مئة سنة أو أكثر و هي نقطة الضعف الوحيدة في مجتمعاتنا التي حان الوقت لردمها, فلولاها لما كانت الفرصة لهذه الأنظمة و الدكتاتوريات في استغلال هذه المساحة الاجتماعية وبسط سيطرتها ...


لنأحذ على سبيل المثال نظام الأسد في سوريا فمنذ الثمانينات لنقل استناداً لأحداث مجزرة حماة, معتقلو نظام الأسد لم يكونو أصحاب اللحى فقط, بل كان هناك أصحاب الفكر أيضاً.
فنظام الأسد اعتقل سرّاً جميع أصحاب الفكر و التمدّن لمنع تسرب المد التنويري للشعب , وتاريح معتقلي الرأي و الفكر الذي لا نعلم عنه أدنى قدر كبير و مغيّب..... بالمقابل قام نظام الأسد باعتقال و قمع أصحاب اللحى و المنتسبين للأخوان المسلمين و المتعاطفين معهم وأنصار الحلقات الدينية علناً وبشكل مبالغ به لجعل الشعب يعايش هذه المشكلة و يلتصق بها و يبتعد عن الفكر التنويري التمدّني, كل ذلك ترافق بمجتمع غيبت فيه أي قوانين تهتم بحقوق الانسان و المرأة, حتى أن قانون الأحوال الشخصية السوري حتى لحظة اليوم في سوريا لم يطرأ عليه أي تغيير منذ تاريخ الاحتلال العثماني, ترافقاً مع انتشار قوانين جرائم الشرف و الخ....

ما أعنيه أي أن الأسد صرّح بقتال التكفيريين و قمعهم دون رحمة, و عمل على تغييب أي من عمليات القمع الرهيبة التي كانت تمارس بحق الكتاب و المفكرين من العلمانيين و أصحاب الفكر اليساري و التمدني المستند للحداثة, وبالتالي خلق وطناً خالياً من الفكر و التمدّن وأي شكل من أشكال الحداثة ببداهة و مليئ بالتكفريين, مما أدى بوقوع الشعوب و الأجيال بين براثن الارهاب الفكري الأمني من قبل الدولة و الارهاب الاجتماعي الممارس من قبل المجتمع نتيجة غياب المظاهر الفكرية.

#ماردك_رمزي_الشوفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات