|
عن مشاركة الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري المنعقد مؤخرا في تونس
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 12:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ردي على أسئلة الأخ بروسك ديبو من أسرة تحرير صفحة ولاته مه الألكترونية حول غياب الشفافيّة في عمل المجلس الوطني السوري و اتباع القائمين عليه اسلوب التزكية و الاقصاء في تهميش البعض و تعيين البعض الاخر... ، وأسئلة مهمة أخرى ، أقول : أعتقد أن المجلس الوطني لم يأتي من السماء ، وإنما كان نتاج لصراع الجماهير السورية ، وطليعتها المتقدمة في شوارع درعا وحمص وحماه وعامودا وقامشلي ودير الزور مع أعتى نظام في منطقة الشرق الأوسط ، النظام الانقلابي الذي يقوده الآن من عين قائدا ً للجيش والقوات المسلحة في سوريا الفريق أول بشار الأسد ، وقد سبق ظهوره بوادر ايجابية من قوى وطنية سورية (كردية وعربية ) أسست للحراك ، منها لقاء هامبورغ في أواسط كانون الثاني من العام الماضي ، ثم لقاء استانبول ، فانطاليا .. الخ . ثم جاء المجلس الوطني ليعلن عن نفسه من خلال مؤتمره في أواسط أيلول 2011 بقصد وحدة صفوف المعارضة الوطنية الداعمة للحراك الشعبي على الأرض . وهو أي المجلس الوطني السوري اختار أن تكون خطوته الأولى من تركيا الجار الشمالي لسوريا لأسباب عدة منها : -أولا : تواجد عدد كبير من اللاجئين إلى تركيا هربا من بطش النظام ، وثانيا لقربها قربها من سوريا ، وثالثا لرخص تكاليف الاجتماع فيها . في الحقيقة لم تكن انطلاقة المجلس انطلاقة ديمقراطية حيث أن مجموعة كبيرة من القوى السياسية فوجئت بالإعلان عنه ن لكنه في نهاية المطاف نجح في اجتياز المرحلة ، ووافق عليه جزء كبير من الحراك الشعبي في شوارع المدن السورية ، و رفعت جماهير المتظاهرين عقب الاعلان عن نفسه شعارات كان منها : " المجلس الوطني يمثلني " لكن عندما ظهرت بعض النواقص خرج البعض على الملأ ليقولوا : " المجلس الوطني لا يمثلني " . وقبيل مؤتمر تونس قامت الأمانة العامة للمجلس بعدة تحركات سياسية شملت زيارات لدول أوربية منها دولة النمسا التي اعترفت ضمنيا بالمجلس الوطني السوري كممثل للمعارضة السورية ، وزيارات لدول عربية أبدت ارتياحها للموقف المعلن من جانب المجلس في مشروع برنامجه السياسي الداعي إلى اسقاط النظام الاستبدادي وبناء دولة ديمقراطية – مدنية . في مؤتمر تونس تواجد خليط سياسي ، من اليمين واليسار ، " من العلمانيين والاسلاميين ، من العرب والكورد .. " وخرج الجميع ببرنامج مقبول ، وافقت عليه الهيئة العامة بالتوافق . أما في مجال تعامل المجلس مع القضية الكردي فإني ارفع القبعة باحترام لجميع اعضاء المجلس لموقفهم المتعاطف مع قضية الشعب الكردي ، حيث لم تكن هناك معارضة للبند المتعلق بقضية الشعب الكردي ، ولا للبند المتعلق بقضية الشعب الآشوري . لقد وافق الجميع على إقرار حقوق الشعب الكردي دستوريا ، وهذا ما ما كانت تطالب به غالبية الأحزاب الكردية ، إضافة إلى إلغاء المشاريع العنصرية ، وتعويض المتضررين من جراء تطبيق المراسيم والقوانين العنصرية بحق الشعب الكردي في سورية . وبالرغم من ذلك ، بقي لنا ككتلة كردية ، وكمكون كردي أن نتحفظ على إبقاء كراسي شاغرة في الأمانة العامة لأعضاء المجلس الوطني الكردي الذين لم يحضروا بالأساس ، وقد اقترحنا عليهم ككتلة كورية إشغالها بأعضاء مشاركين ، و لم يأتنا الجواب بعد . هذا إضافة إلى تحفظ الميثاق الوطني الكردي واتحاد القوى الديمقراطية الكردية على عدم مشاركته في الأمانة العامة رغم أن الأخ سردار كان قد رشحه الشهيد مشعل تمو قبيل متمر المجلس الأول المعقود في تركيا عن الأحزاب المشاركة في الميثاق الوطني الكردي . !! ورغم تجاوز عدد أعضاء الكتلة الكردية الأربعين شخصا بينهم اثنان في الأمانة العامة للمجلس، فإن نسبة تواجد الكورد لم تصل إلى النسبة المطلوبة من جانبنا وهي 15% استنادا إلى نســبة كورد سوريا إلى سكانها بشكل عام . وقد كانت مشاركة الكرد في مؤتمر تونس متنوعة حيث تواجدت شخصيات مستقلة مثل الأستاذين "احمد حسو ، وموسى موسى " ، وشباب من التسيقيات كالأخ " يلماز" ، و" فرهاد احمه" ، وحقوقيون كالأستاذ " رديف مصطفى ، والأستاذة منى مصطفى " إضافة إلى الأحزاب السياسية التي تمثلت بأحزاب الميثاق الوطني الكردي البارتي – سوريا ، ويكيتي الكردستاني ، وحزب الاتحاد الشعبي الكردي ، إضافة إلى حزب آزادي الكردي في سوريا .. بعد انعقاد المجلس تتواصل الكردية فيما بينها باستمرار من أجل وضع برنامج عمل نضالي يؤسس لعمل مؤسساتي داخل المجلس الوطني السوري ، وكان للكتلة دور مهم في تبيت بند اقرار الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا حيث كان مطلب أساسي لغالبية أعضاءها . وحول السؤال الذي طرحه أخي العزيز بروسك ديبو العضو في هيئة تحرير " ولاته مه" الذي يدور حول فشل المجلس في رص صفوف المعارضة وتقريب وجهات النظر ، وعن فشله في ضمان اعتراف الدول به ، أقول لأخي بروسك : " على ما أرى ، فالأمور تختلف عن سؤالك تماما حيث من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف رأي في مجلس وطني يضم غالبية شرائح وفئات المجتامع السوري ، حيث اجتمع وكما أسلفت سابقا علمانيون مع اسلاميون ، وقوميون أكراد مع قوميين عرب ، وشيوخ مع شباب .. وخرج الجميع بوثائق تعتبر منهاج ونظام للمجلس الوطني السوري . لقد فتح المجال للناقش البرنامج التنظيمي والسياسي حتى بات الوضع أقرب إلى الفلتان سيما في الليلة الثالة حيث بقي المجتمعون في حوار وسجال حتى الثالثة صباحا ، الكل أدلى برأيه ، وأعتقد ان الكتلة الكردية أدلت برأيها أيضا ، كما شاركت في ورشات العمل ، ووافقت على مجمل قرارات المجلس . وكان في المكتب الإعلامي للمجلس نصيب لا بأس به من أعضاء الكردية كالأستاذ موسى موسى وأحمد حسو ، ومنى مصطفى ، وربحان رمضان ويوجد بيننا تواصل حتى الآن . لقد تحفظنا ككتلة كردية على بعض الممارسات من قبل المجلس ، وعلى الخطوة التي أقدم عليها رئيس المجلس البروفيسور برهان غليون ، و تقدم الأخ شفكر ممثل البارتي – سوريا بطلب تجميده من المجلس إلا أن إلحاح رفاقه ومحبيه على العودة جعله يتراجع عن قراره لنسمر معا ضمن الكتلة في إطار المجلس الوطني . وفي كل الأحوال ، ورغم بروز بعض النواقص التنظيمية ، والسياسية ولا سيما في إقدام البروفيسور غليون على توقيع الاتفاقية مع هيئة التنسيق أعتقد أننا قدمنا خدمة عظيمة لشعبنا الكوردي وذلك في اعتراف المجلس بالشعب الكردي توثيقياً ، واننا إذ نستمر في النضال داخل إطار المجلس نعاهد شعبنا الكردي ، وشركاءنا العرب بأننا ماضون في النضال حتى إسقاط النظام ، بمنهجه الاستبدادي ، وبرنامجه العنصري ، وإسقاط أقطابه المشاركين في الاجرام والقتل العمد بحق السوريين ومحاكمتهم محاكمات عادلة ، ونعاهد الجميع على بذل كل ما نملكه من أجل تحقيق هدف السوريين جميعا ، وذلك من خلال العمل ضمن إطار المجلس من أجل تحقيق آمال السوريين في سوريا ديمقراطية ، مدنية ، تعددية ، لامركزية ، و أملي كبير بالنصر .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجلس الوطني السوري بين صديق معاتب وعدو شامت*
-
صورةعن قرب لبرهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري*
-
ضيف لليلة واحدة فقط
-
ياسلام : الأحزاب الكردية - الشرعية - عقدت مؤتمرها بسلام*
-
هتافات الجالية السورية في فيينا يوم أمس عبرت عن وحدة السوريي
...
-
زينب الحصني.. شهيدة شهيدة وإعلام النظام ، إعلام كاذب وأحمق
-
مناشدة المجتمع الدولي للتدخل السريع لانقاذ سوريا من نظام الا
...
-
مؤتمر فندق السمير ميس هو اجتماع النظام مع قوى جبهة الزور من
...
-
اليوم يوم الرحيل هل سيصغي الأسد لمطالب الشعب ؟!!
-
سلمية .. سلمية ، هل وصلت رسالتنا ؟؟
-
وجهة نظر وحلول عملية للأزمة التي صنعها النظام
-
دور الكرد السوريين في ثورات سوريا الوطنية
-
أي تغيير نطمح إليه في بلدنا سوريا ؟ *
-
ألف ياسمينة للمرأة في يوم المرأة
-
تصريح السيدة كنفاني يهدد كافة أطياف المعارضة ويرهبها من قمع
...
-
لودامت لغيرك ، ماوصلت إليك *
-
ملاحظات حول اسم الحزب الكردي هل هو سوري ، أم كردي في سوريا ؟
-
انتفاضة تونس وهواجس مابعد بعد الانتصار
-
استفتاء جنوب السودان ، يروه انفصالا، ونراه نحن : تقرير مصير
...
-
وين - راحوا النشامى .. *
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|