أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - يــوم الحســـاب















المزيد.....

يــوم الحســـاب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما كان مدرسونا ومربونا الأفاضل ومعهم الفقهاء و, وكل الأوصياء الآخرين والدعاة والسعاة الأتقياء بين الأرض والسماء الذين اعتلو رقابنا واستباحوا عقولنا واجتاحوا أدمغتنا بفعل الوكالة السماوية الحصرية الممنوحة لهم وكأنها مزرعة وإقطاعة مقتطعة من المزارع المتسرطنة في جمهورية من جمهوريات الموز والخيار والفقوس والرعب والنفط والشفط وبرلمانات الرسوم المتحركة المصممة للتسلية وقتل الفراغ السياسي والوقت الضائع بين شوطي مباراة اختلاس الأوطان, والتي لا تشتغل وتدارإلا بالريموت كونترول, وكانوا يسهبون في الحديث عن يوم القيامة والساعة القادمة والتي لا ريب فيها,وتهديد ووعيد وويل وثبور وعظائم من الأمور لمن لا يلتزم وينصاع وكأننا في مختبر وعظي لإنتاج العبيد والخانعين الساجدين الراكعين الخاضعين إلى يوم الدين, ومن ثم إطلاق هذه المنتوجات الهلامية المميزة لبناء الأوطان وتحريرها من الصهاينة والأمريكان وبناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء ولرفاهية الإنسان.وكم كان كثير من الأطفال والأولاد الصغار يصاب بالخوف والهلع وتهيؤات نفسية هذيانية حين يسترسل الجهابذة في الحديث عن عذابات القبر وكأنهم كانوا حاضرين إحدى تلك الجلسات والإستجوابات الميتافيزيقية المرعبة .وسط رضا وصمت ومباركة من أولي الأمر البررة.

وكانت هذه الطقوس, والدروس ,وعمليات الجزر, والإنحسار العقلي, والحضاري تلك تجري في جو من الإرهاب, والقمع الفكري وويل لمن تجرأ واستخدم عقله وصم أذنيه عن سماع هذه الحمم الهادرة, والتي كانت تندفع بلا هوادة أو توقف, وبمناسبة وبدون مناسبة.وكان يستطرد اولئك في سعيهم الترويضي والتدجيني هذا وبلذة وغرور سادي وكأنهم قاموا بفتح عظيم أين منه فتوحات الإسكندر المكدوني ونابليون العظيم.كما كانوا يوغلون ويمعنون في الحديث عن علامات الساعة وكأن الله أعطاهم السر الدفين, في حين نفى الرسول (ص) علمه بالغيب والروح ويوم الدين وجاء ذلك في آيات بينات في القرآن الكريم.

وتبين لنا في ما بعد ,وإضافة لما قاله المتنبؤون العباقرة,أن القيامة قيامات, وليست كما كان يسوقها أحيانا أولئك الجهلة الشاخرون المخدرون بالغيب والخرافات. وان القيامة قد قامت وتقوم كل يوم ألف مرة ولا تقعد بالمرة حسب وصفهم وكلامهم .وأن قيامتنا قائمة منذ زمن بعيد ويبدو أنها لن تقعد في المدى المنظور.وأن حديثهم عن القيامات السماوية المرتقبة لم يكن إلا مزحا و"لعب عيال" بريء وطفولي أمام القيامات الأرضية التي تقيمها آلهة الشر وأرباب الحروب والقمع والمعبودين الآخرين من الأشرار والفجار الكبار منهم والصغار. وصار مشهد القيامة الأخير المرتقب مألوفا لدى الكثيرين, وآمن الكثيرون بيوم البعث العظيم السماوي الحقيقي, بعد ما رؤوا من هول الجحيم والسعير الذي لم يخمد على هذا الركن المليء بالمجانين والقتلة المسعورين الذين فقدوا عقولهم وصوابهم وقلوبهم.والذي لم يطلعنا بتاتا عليه أولئك الدعاة الصادقين الورعين وتجاهلوا كليا,وعمدا, كل القيامات التي قامت وتقوم كل ساعة ودقيقة وليس بعد زمن لغزي مجهول وبعيد.

اليس هذا الموت المستشري في كل مكان وهذا الجنون والشبق الفطري الغريزي عند أولئك المجرمين القتلة لرؤية الدم المسفوح ورائحته القاتلة هو إحدى القيامات الكثيرة التي قامت ولم تقعد وعلامة من علاماتها الكبيرة؟وكل ذاك الطيش البدائي الغاشم من الإستعباد والإستجواب والحساب وانتهاك حياة البشر وأرواحهم ودماءهم وأمنهم هنا وهناك وبهذا الشكل أو ذاك هو يوم من أيام البعث والنشور المبشر بها في كل كتب السماوات؟ أليست جهنم كل مسلسلات القتل اليومية تلك وزهق الأرواح والتي لا علاقة لعزرائيل بها, والمستمرة بنجاح ويتابعها الجمهور يوميا, وهي من تدبير وإخراج أرباب موت آخرين لا يقبضون الأرواح إلا بالجملة وفاقوا بقدراتهم الوحشية ملوك الموت السماويين "المساكين".أوليس ظاهرة التسونامي الجامحة التي ابتلعت الأرض والآدميين واقترب عدد قتلاها من قتلى إحدى القيامات الأخرى, حين ألقى أحد ألهة الموت الجهنمين من الأمريكان على ناغازاكي وهيروشيما قنبلة نووية, والذي قبض روحه منذ شهور فقط عزرائيل بسلام وأمن ودون ان تقوم "قيامته" بشكل دموي وعنيف.

لقد قامت قيامتنا وانتهى أمرنا وصرنا في عالم آخر غير ذاك الذي يعيش فيه الناس المحترمين, ونحن في عذاب كبير وجهنم, وهل يمكنك أن ترى الفراعنة إلا في جهنم وهم فيها خالدين؟ ومنذ أن حرمنا من إنسانيتنا وصادرت آدميتنا قوى البغي والشر المهين وأصبحنا في سعير دائم أين منه ذاك السعير الأبدي العظيم, وأين لنا أن أن نرى كل هذا الفجوروالإفقار والإذلال والإقصاء والبطر والغلو والحقد والصراخ والعويل والنواح والزعيق والنعيق والموت وقصف الأعمار بهذه الأعداد إلا في النار؟ وهاهي جهنم وبئس المصير في إحدى تجلياتها الأرضية تستعر وتبتلع كل الآدميين ولا يهم إذا كنت من المؤمنين أم من الكافرين,ولا ينجيك من هذا العذاب إلا العودة للجاهلية وعبادة والأصنام وتصبح من الوثنيين الذين كانوا يعبدون إلها من تمر وطين.وهنا كل يوم هناك حساب وعقاب واعتقال واستجواب وسؤال مرير, ووقوف ذليل, أين منه الوقوف والمثول امام عزرائيل.وتسأل عن كل صغيرة وكبيرة ومايجول في خاطرك وماجال في تلافيف مخك الحبيس من يوم أن كنت طفلا في المهد صغير.وهل مارست في يوم من الأيام أي نوع من العقلانية والتفكير؟وإذا كانت آلهة السماوات تمهل ولا تهمل ,وتقبل بالتوبة والعودة إلى الوجدان والضمير,فإن العقاب هنا قريب ووشيك ولا مجال للمهلة أو التأخير, وحين تدنو ساعة عقابك تطلق صفارات النفير وتذهب فورا إلى السعير.

هذا هو يوم جهنمي عادي من أيام الأوطان المسكينة المستباحة, وهل منكم من زال لايؤمن بجهنم وبئس المصير برغم من كل ما ترون وتعيشون أفلا تبصرون وتعقلون؟ وفي كل يوم هناك عقاب وحساب وسفح للحياة وقبر جماعي ونيران من الشر وأتون لايخمد من الحروب والموت المجاني الرخيص,وكم تمنيت أن أرى أيا من صحبة المكتب القدامى الشكاكين الملاعين لأخبرهم واقنعهم بأن يؤمنوا بيوم الحساب فيها وأن جهنم حاضرة في كل آن وحين ,ومن لا يتعظ ولا يؤمن فعليه بإلقاء نظرة على هذا المنظرالجنائزي الحزين.

إنه السعيرفتذوقوا لهيبه...........يامواطنين.

نضال نعيسة كاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمـــد لله عا السلامة
- الإبستيمولوجيا الإرتقائية
- الصحافة الســوداء
- الزلــزال
- إلى الأبـــــد
- حتمية العولمـة-عولمة لغويــة
- بابا نويـــــل
- مأوى العجـــزة
- أضغــاث أحـــلام
- البــدون
- الأمـــــوات
- -هرطقات عربنجية-
- صـــــــح النوم يامو
- يوم للذكرى
- المعصومون
- الحضاريون الجدد
- اللعب في الوقت الضائع
- الحوار المتمدن ........عفوا
- الثورة العالمية الثالثة
- سوق عكاظ .........الالكترونية


المزيد.....




- مصر.. تهريب أموال بسندويتشات شاورما!
- لافروف يوضح سبب تحرك الناتو إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ
- لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ -جي دي فانس- نائباً؟
- في عيد ميلادها الـ70.. الألمان يحنون إلى عهد المستشارة ميركل ...
- تسمم جماعي بسبب وجبات المطاعم السريعة شرق الجزائر
- قبل غيابه لمدة 80 ألف عام.. دراسة تتنبأ بـ-مصير- مذنب يزورنا ...
- ميدفيدتشوك يرجح تورط زيلينسكي في محاولة اغتيال ترامب
- نعيم قاسم: الإدارة الأمريكية كاذبة ومنافقة وتسير مع إسرائيل ...
- لافروف: سماح ألمانيا بنشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها بمث ...
- موقع: الجيش الإسرائيلي سيقوم هذا الأسبوع بتجنيد آلاف الرجال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - يــوم الحســـاب