المصالحة الفلسطينية

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ سنين طويلة ونحن ننتظر المصالحة الفلسطينية التي صارت شبه مستحيلة . فقد تم هدر جبل من الوقت فقط في الكلام عن المصالحة واللقاءات الباردة
والمصافحات الثقيلة ولا مصالحة تحققت ولا وعودا كانت صادقة .
منذ وصول حركة حماس بهو السلطة الفلسطينية المعتم والغامض والإنقسام يتجدر يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة تلو الأخرى . ويبدو لنا
حاليا أن هذه المصالحة تحتاج إلى دهر من الزمن لعلها تتحقق .هذه المصالحة التي شغلت الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي كل هذا الزمن
الضائع لا يمكن لها أن تكون صادقة وصادرة عن نيات حسنة وإنما على ما يبدو هي فقط لربح الوقت مثل سلطة الزمن العربي البائس .
والدليل على سوء هذه النية هو هذا الصمت المريع والمريب المطبق ضد المجازر والمدابح التي تحدث في سوريا . والتي حدثت قبل وقت قريب
في اليمن وليبيا ومصر وتونس . فكأن حركة حماس وغيرها من الحركات الفلسطينية والتي تطلق على نفسها ( إسلامية ) لا تعنيها من قريب أو بعيد
هذه الشعوب العربية التي كانت دائما تقف ولا زالت إلى جانب الحق الفلسطيني المهدور من طرف العدو الصهيوني . هذه الشعوب التي تتعرض للقتل
في سبيل كرامتها وحريتها هي نفسها التي امتزج دمها بالدم الفلسطيني دفاعا عن القضية العربية الأولى فلسطين . لكن هذه الحركات نفسها هي من إختارت
الصمت المخجل إزاء المجازر التي تقع ولا زالت تحدث في سوريا بشكل رهيب وفضيع يبعث على الغضب والقلق والدهشة .
إذن لماذا هذا الصمت الرهيب أو ليس الصمت في هذه الحالة هو علامة الرضى كما يقال ؟
إنه لمن المثير للدهشة والإستغراب أيضا حينما يتم إسقاط الطغاة في تونس وليبيا ومصر فيتم أيضا الإلتفاف من جديد على الثورة وثمارها من
طرف نفس الحركات التي تسمي نفسها ( إسلامية ) وعن طريق الإقتراع ياحسرة .
ماذا يحدث لهذه الشعوب العربية المسكينة حتى وهي تثور ؟ أهو الجهل من يفعل ذلك ؟ أهو انعدام الوعي والذكاء ؟
كنا نتمنى لو تقوم هذه الحركات الإسلامية يتوضيح هذه اللعبة التي لا تضر إلا بمصالح هذه الشعوب ذاتها . فالصبر على هذا الطاغية الذي يحكم سوريا بالحديد والنار . وإطلاق العنان ليده القذرة كي تسفك دماء الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة هو أمر مستهجن ومستغرب
وغير مفهوم البتة . فإذا كان هذا الديكتاتور هو من سيأتي على يده تحرير فلسطين كما يبررون . فنحن نخشى أن يكون على حسابه لأن ذلك
التحرير بالضرورة سيكون فاسدا . وإذا كانت إيران هي من سيقودنا إلى ذلك . فنحن نتمنى هذا التحرير أن يكون للشعب الإيراني الذي إنتفض
قبل الربيع العربي . نتمنى للشعب الإيراني البطل أن يتحرر من أخطبوط جماعة ولا ية الفقيه أولا . لأن فاقد الشيء لا يعطيه . فالتحرير الحقيقي
يكون أولا للشعوب قبل الأرض . فالشعوب تريد أن تحيا بحريتها وكرامتها كسائر شعوب العالم الحر ولهذا بالذات على المصالحة أن تحرر نفسها
من أعدائها وعلى الشعب الفلسطيني أيضا الذي مل الإنتظار أن يقول كلمته الفاصلة بين هذا وذاك .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات