|
قراءة سياسية وقراءة مضادة حول الواقع المصري
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 16:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هما قراءتان إحداهما قبل الانتخابات والثانية بعدها القراءة الأولى : التحليل السياسي للواقع السياسي في مصر اليوم في ظني في ظل العسكرتارية القابضة على زمام الحكم في مصر بعد ثورة 25 ، مع إصرارها على انتخابات البرلمان مبكرا وقبل انتخابات رئيس الجمهورية أمر مقصود لتمكين التيارات السلفية والإخوانية من اكتساح الانتخابات مع بقايا مليونيرات الحزب الوطني ، لتكوين واجهة ديمقراطية من خلال حزب ديني أو ائتلاف حزبي من مجموع التنظيمات الدينية مطعما ببقايا أعضاء الوطني ، معارضين ربما ، ومن ثم يظل حكم العسكرتارية هو النافذ والفاعل الحقيقي خلف قناع برلماني يتلون بألوان حزب العدالة والتنمية التركي ، وهذا ما تحبذه أمريكا والاتحاد الأوروبي . أما عن التشتت الديني الظاهر الآن ، وخروج الزمر أس 2 الآن قبيل الانتخابات وإعلانه عن تكوين حزب ودخول الانتخابات به ، فهو مقصود من القائمين عسكريا وسياسيا على شأن البلد الآن ، بهدف تفتيت التكتلات الدينية في الانتخابات . # كان هذا تحليلي للواقع السياسي قبيل الانتخابات .. لكن الواقع بعد اكتساح التيار الإسلامي المسيس كان على نقيض هذا التحليل .. لذا اعترف بخطأ استقرائي للواقع السياسي في مصر .. وأعيد النظر على ضوء ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات . القراءة الثانية: أولا: على العكس مما توقعت في قراءتي الأولى هناك اشتباه في مهادنة العسكر للتيارات التدينية المسيسة في واقع الأمر وهو الأمر الذى مهد لهم الأرض بدءا من عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية بدءا من تشكيل اللجنة التي قامت بالتعديل حيث كان بين أعضائها ممثلين اثنين من تلك التيارات رئيس اللجنة نفسه وعضو الإخوان صبحي صالح وهو أحد صقور الإخوان المتشددين # ثانيا : تفكك مفاصل نظام مبارك الحاكم الذي ركز جهوده الرسمية والحزبية على مسألة التوريث ؛ تاركا ما دون ذلك من واجبات حياتية نحو حقوق المواطنة بما في ذلك توفير أقل الاحتياجات اليومية الضرورية والملحة لأفراد الشعب ؛ مما أتاح للجماعات الإسلاماتيكية أن تنمو وتتوسع وتتشعب في المناطق الشعبية وفي العشوائيات تقدم لها الخدمات اليومية البسيطة والضرورية سواء في توفير بعض الأشياء الضرورية من علاج أو خبز أو أنابيب بوتاجاز أو غيرها من خدمات يومية ؛ فضلا على الدور الدعوي للزوايا والمساجد في البلاد مدينة وقرية ؛ الأمر الذي تغلق فيه الشوارع الرئيسية أمام المرور ؛ حيث تفرش الحصر والبسط في الشوارع للصلاة بغض النظر عن وجود حاجات ضرورية لمرور عربات أسعاف أو غيرها في لحظات حرجة ، إلى جانب تسيب باعة الكتب الصفراء والكاسيتات على أرضفة محطات الأوتوبوس أو الترام ، وبناء مئات الزوايا على جزء من أرصفة الشوارع أو على الترع ووضع صناديق التبرع بحجة بناء مستوصف إسلامي أو جامع أو غير ذلك من الأساليب ؛ فضلا على صمت الحكومة وخرس القانون بإزاء تلقى جماعة الإخوان والسلفيين لأموال وهبات من الخارج ( السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج ) بقصد نشر المذهب الوهابي ، مع الصمت المشبوه لدور الأزهر طوال تلك الفترة الرديئة مع أن القانون يتشدد في محاسبة ومراقبة الجمعيات والجماعات والمنتديات وتمويلاتها أو مصادرها المالية ومصروفاتها ؛ فلقد ساعد النظام السابق منذ حكم السادات وصولا إلى سلطة العسكر الحالية مرورا بفترة مبارك وانحطاط نظامه ( السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخارجي عربيا ودوليا باستثناء تشاركه مع دولة العدو العنصري ) ساعد على حالة التسيب في منظومة إدارته من ناحية وفي تفكك أو انفراط عقد الولاء لنظامه ولكثير من قيم الأصالة التي تربى عليها الشعب المصري مما ترك الباب مفتوحا أما دعاة لا يكتفون بالشعارات بل يقدمون معها الخدمات اليومية الضرورية لحياة كفاف. # ثالثا: الدور الذي لعبته تلك الجماعات المنظمة نفسها خلال التواجد بين الناس – في الشارع - تقدم لهم في المناطق الشعبية خدمات عجزت الدولة عن تقديمها بما لديهم من أموال وصلتهم من أية جهة عربية خليجية أو غير ذلك فالمهم هو أنهم متواجدون في الشارع بشكل يومي ويمدون يد المساعدة للوفاء إلى حد ما نيابة عن الدور الذي كان على مؤسسات الدولة أن تقوم به بحكم واجبها نحو شعبها ، وهو عمل من شأنه تقارب هؤلاء الجماعة مع الطبقات الشعبية التي لم تجد أنابيب البوتوجاز فتوفرها جماعة السلفيين والإخوان لا يجدون الخبز فيوفرونه لهم ؛ بينما يكتفي أصحاب التيارات السياسية التقدمية والمدنية بالمقالات النقدية والشعارات والطنطنة أو المداخلات النقدية بهدف التوعية في برامج " التوك شوت " أو اللقاءات والندوات ؛ المتلفزة . وليست غالبية الشعب من البسطاء والريفيين في حاجة إلى الكلمات ؛ لقد شبعوا كلاما على مدى ستين عاما من الشعارات والخطب والوعود والتصريحات بينما واقع الحال بائس إلى أبعد الحدود .. لذلك كان من الطبيعي أن يتجه صوت الغالبية الشعبية لأناس يعيشون بين الناس في الشوارع أناس يجدهم الناس بينهم عند الحاجة إلى علاج مرضاهم عن طريق المستوصفات الشعبية وعند عجز الدولة في ظل الفساد الفاشي في الدولة عن توفير أبسط الاحتياجات لاستمرار حياة كفاف فيها قليل من احترام إنسانية الإنسان المصري بصفته مواطنا يعيش في دولة كانت عريقة فأهانها النظام الحاكم وغدر بها رئيسها بمعاونة عصبة من اللصوص والبلطجية الذين تربعوا على سرير الحكم فاض الكيل بالمصريين من كثرة ما وقع عليهم من بلاء بسبب ذمرة الحكم ونفروا من سماع الخطب والشعارات .. لذا وقفوا مع من وقف معهم في وقت الشدة من وجدوهم في وقت الحاجة إلى المساعدة . هذه هي النظرة التحليلية لما حدث في مصر نتيجة طبيعية لفكرة ( قف معي اليوم أقف معك غدا )
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستنقع الذئاب الجزائري في عمان
-
مستنقع الذئاب - في عمانس
-
قيمة الحرف في الإيحاء بسيكلوجية اللفظة
-
- أيقونة العشوائي - ومعمار البنية السردية
-
الكتابة المسرحية من منظور التناص
-
مر بي
-
فعل الكتابةالمسرحية في عصر الصورة
-
المسرح بين أدب السيرة والتراجم الذاتية
-
سفر الخروج من -طما- - ج1
-
مؤسساتية الظاهرة المسرحية في مصر
-
الإيقاع في فن النص المسرحي
-
مرات أبويا
-
الأطفال في مسرح يوسف عز الدين عيسي بين التربية الجنسية والتر
...
-
مشروع إخراج نص مسرحي لطلاب الدراسات المسرحية العليا
-
العرض المسرحي المصري بين مأزق التحصن بالهوية ولهاث اللحاق بر
...
-
نهار اليقظة في المسرحية العربية
-
ثمار الثورة في حجر إخوان السلف
-
أموال مبارك في بنوك تل أبيب بتوصية من بوش الأب
-
حوار المواطنة
-
الحقيقة ضالة الباحث
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|