إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:07
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لقد فرقّت العرب منذ القديم بين العام والسنة دلالة ، رغم أداء كلتا المفردتين المعنى الزماني نفسه ، إذ تدل ّ السنة عادة- على الأيام العجاف الموغلة في القسوة –بينما العام شارة الفرح- على خلاف السنة المنبتة شأن الكائن المحتضر – الآن – بين أيدي ستة مليارات من البشرفي هذه الساعات الأخيرة من هذا اليوم الأخير من هذه السنة
كيف لا أسم – المخلوق –هكذا بوسم السنة,وأنا,وسواي من أبناء قريتنا الصغيرة – الكرة الأرضية , باتت تصفع نواظرنا – شاشات التلفزة , بكل ما لدن آلهة الشر من دمار ورعب , وجوع , ودم ......دم ........حيث بات يفطر الطفل الصغير في أسرته على أصداء مشاهد الدم المروعة بعد أن كان يحظر القاصر - من قبل- في عصر مراعاة سيكولوجية الطفولةالمقدسة سابقاً - مشاهدةأفلام العنف في ما لو احتوت هولة , بل صفعة , بل محض نقطة دم , قبل ان تسعف الفياغرا فحولة قابيل – في زمان مابعد حداثة الموت أيضا ً- فتتناسل سلالته , ويتولى عنه الاحفاد زمام مهام الموت الجديد على أبشع صورة – مألوفة - في ظل الإرهاب –و الدكتاتوريات، و الاحتلال بنوعيه :السافر و المشرعن , و هو ما يجعل من صورة كل حلم اعتدنا على رسمها – في هكذا ساعات أخيرة من ذيل الروزنامة الحولية – تجديفاً , و تهويماً , لا تفلح أصابع البرهة في ترجمتهاالبتة .
سنة أسميها 2004 ....ولا أتورع .......من مغبة ما....!!
دم عشية السنة....دم ......
دم في نقطة صفرها .....دم......
دم في خطوتها الأولى ...........
دم في شباطها , آذارها , نيسانها إلى آخر الدورة ...
سياط شرط و زنزانات و مخبرون ....و أنين شاسع ...شاسع...................
رصاص أهوج تفرج عنه الأحقاد كي يمارس اللعبة المشتهاة...
أفواه جائعة , وجائحة بطالة , وأطفال في انتظار آباء قد يأتون .....أو لا يأتون ...
طغاة حرباوات يخلعون الألبسة الكاكية وفق طقس المستقبل- في خديعة مقبلة - ليبقوا كما كانوا من قبل ....وراء مقود المهزلة ........
ضحايا في الأقبية ومجرمون قضاة طلقاء يديرون الدوائر و يصعدون عالياً ....عالياً ....
شهداء في صومهم الطويل ..الطويل.......
جرحى لا تزال الطلقات تمشي في بياض لحومهم
مزهوة
مكابرة
سنة أسميها 2004 ...ولا أتورع.......
سنة عجفاء ......لاعام......
سنة أكثر ثقلاً ..!
سنة دون قصيدة و أعشاب
سنة من عويل و انكسارات
تودع وراء خطوط خرائط الناس
وجوهاً كثيرة تشرش في قلبي
حيث:
القصيدة لما تزل كما هي عليه
نائمة الحبر
من يقول لأم الشهيد :
كل عام و أنت بخير..؟
من يقول لزوج السجين :
كل عام و أنت بخير ؟
من يقول
للطفلة – للطفل – للحبيبة
يعبرون حدود سنة إلى مجاهل عام دون الغائبين
إليكم باقة القرنفل ....!
سنة عجفاء ....سنة
سنة لم أقل فيها شيئاً ....
لم أقل شيئاً....
سنة ...........................................................................................
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟