أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الحلف بالله جل وعلا كذبا (3 )عند المنافقين فى عهد النبى عليه السلام.















المزيد.....



الحلف بالله جل وعلا كذبا (3 )عند المنافقين فى عهد النبى عليه السلام.


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هو خصم لله جل وعلا من يستخدم الدين فى طموحه الدنيوى

أولا : ملامح النفاق فى المدينة فى وقت نزول القرآن الكريم
1 ـ الدين السّنى القائم على تقديس الصحابة يعتبرهم جميعا ( عدولا ) أى معصومين من الخطأ ، وأنّ من إقتدى بهم إهتدى. الدين السّنى يتجاهل التأنيب الذى جاء فى القرآن الكريم للصحابة (الذين آمنوا) فى السور المدنية.وبالنسبة للمنافقين يتجاهل الآتى :
1/ 1 : كثرة الآيات القرآنية التى تحدثت عن المنافقين وفضحت تآمرهم وسرائرهم.
1/ 2 : منهجية القرآن الكريم فى التعامل مع قضية المنافقين ، فمع أن الايات نزلت تعلق على أحداث محددة بوقتها ومكانها وظروفها وأشخاصها فإن التناول القرآنى لهذه الأحداث يغلب فيه التجريد للتأكيد على أن (النّفاق) حالة إنسانية تسرى فى كل زمان ومكان . أى لا يتصور عاقل أن النفاق قد أخذ أجازة مفتوحة بعد انتهاء القرآن الكريم نزولا ، أو إن هؤلاء المنافقين الذين فضحهم القرآن وعاشوا بعده قد إنقطع وجودهم ، أو تابوا وأنابوا وقدموا إستقالتهم من النفاق الذى عاشوا عليه طيلة حياتهم. بل كانوا المسئولين عما حدث للاسلام والمسلمين بعد موت خاتم النبيين ، كما سيأتى فى هذا المقال.
1/ 3 : ظاهرة النفاق بدأت بسيطة ثم أنتشرت وإزدهرت وتعاظمت بتوالى السنين إلى أن أصبحت أحد الملامح الأساس فى المدينة وما حولها قبيل موت خاتم النبيين . يظهر هذا فى سورة الأنفال التى نزلت تعقّب على معركة بدر:(إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ ) (الأنفال 49 )، ومع أنها إشارة سريعة فى جزء من آية إلا إنها تظهر حقد المنافقين على انتصار المسلمين فى بدر ، بل وتشير مبكرا الى وجود تجمعات ساخطة مع المنافقين ، ممن فى قلوبهم مرض . ثم إزدادت حركة النفاق كما يبدو فى سورة البقرة التى كشفت خداعهم وإجتماعاتهم السرية:( البقرة 8 : 20 ). ثم تطورت حركة النفاق بعد هزيمة (أحد ) كما جاء سورة آل عمران، وعلا ضجيجها فى سورة الأحزاب التى نزلت بعد معركة الأحزاب ، وظهرت فصائل جديدة من المنافقين وأعوانهم . وبتطور خطورتهم نزلت سورة بأكملها ( المنافقون ). وأحتل المنافقون الاهتمام فى فى سورة النساء بما يدلّ على إتساع حركة النفاق وزيادة نفوذهم داخل المدينة لتضم من كفر بعد إيمانه وكتم كفره ليحافظ على وضعه المميز. وبهذا إزداد نفوذهم وتأثيرهم ،ونرى هذا فى تدبرنا لهذه الآيات: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ) ( النساء 137 : 143 )
2 :سورة التوبة هى آخر السور نزولا حسبما يظهر من سياقها العام ، وفيها مسح عقيدى لمجتمع المدينة وماحوله من كفار معتدين ومؤمنين سابقين بعملهم وتقواهم ومؤمنين خلطوا عملا صالحا وسيئا ، ومؤمنين وقفوا على الحافة،وأمره الى الله جل وعلا. ولكن التركيز كان على المنافقين وتنويعاتهم وتآمراتهم وحركاتهم ونفسياتهم بطريقة يتخيل معها القارىء أنهم أصبحوا أغلبية فى المدينة. وقد تمتعوا بحريتهم السياسية طالما لا يرفعون سلاحا ، فوصلوا الى أقصى مدى ممكن فى تآمرهم وفى أقوالهم وطعنهم فى الله تعالى ورسوله . يكفى أنهم كانوا يؤذون النبى ويتهمونه بأنه (إذن ) أى يسمع لكل من هبّ ودبّ ،ولم يردّ عليهم النبى، ونزل الوحى يدافع عنه ويرجىء عذابهم للآخرة:(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( التوبة 61 ). ويكفى أنهم كوّنوا جماعات من الرجال والنساء تطوف بالمدينة تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف،تتحدى الاسلام علنا :(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )(التوبة 67 ـ ).
2/ 1 : بل جاء فى سورة التوبة إشارة خطيرة يتجاهلها فقهاء الدين السّنى، يقول رب العزّة يحذّر ـ مقدما ـ النبى والمؤمنين فى المدينة :(وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) (التوبة 101) . الخطورة هنا تتجلى فى الآتى :
2/ 2 :ـ أنّ هذا الصنف الأخطر من المنافقين هم من (أهل المدينة)،أى من عموم سكانها أى من المهاجرين والأنصار، أى من الملازمين للنبى الحائزين على ثقته لأنهم كتموا نفاقهم وحافظوا على ولائهم الظاهرى بحيث لم تظهر منهم بادرة شكّ فيهم . هؤلاء المنافق السّريون (من أهل المدينة) هم الأخطر، وهم الدليل على إنتشار سرطان النفاق داخل مجتمع الصحابة .
2/ 3 :ـ كان النبى لا يعلمهم (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ)، وهذا دليل على عدم علمه عليه السلام بالغيب،وعلى إنه كان يتعامل مع الظاهر،وليس له أن يحكم على السرائر والنوايا والقرائن ، فقد كان عليه السلام يذهب الى مسجد الضرار الذى أقامه المنافقون وكرا للتآمر، دون أن يعلم بما يدور فيه،وظل يصلى فيه إلى أن نهاه الله جل وعلا عن الصلاة فيه:(وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ)(التوبة 107 ـ ). بل كان عليه السلام رفيقا بالمنافقين حريصا على هدايتهم ،إلى درجة أنه كان يستغفر لهم إلى أن نهاه ربه جل وعلا عن ذلك : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(التوبة 80 ). هذا التسامح هو الذى ساعد على نشر النفاق ، فكل ما يتطلبه أحدهم أن يفعل ما يشاء ثم يحلف بالله جل وعلا كذبا ليبرىء ساحته . وهذا هو مدخل موضوعنا عن الكذب عند منافقى المدينة.
2/ 4 : أولئك الذين أدمنوا النفاق خوفا من نزول القرآن بفضحهم ،تغير حالهم بموت النبى وانتهاء القرآن نزولا، فلم يعودوا خائفين من نزول القرآن يفضحهم كما كان يحدث مع المنافقين الصرحاء، فتطور كيدهم للاسلام ، وساعدهم على النجاح أنهم كانوا خلايا نائمة خائفة فاستيقظوا واستغلوا مصداقيتهم فى مجتمع المدينة ، وإذا تبين لنا ارتفاع نغمة النفاق وكثرة المنافقين بالتدريج فإن هذه الخلايا النائمة وجدت تعاونا من بقية المنافقين الصرحاء ومن كفار قريش ( الطلقاء ) ، وتهيأ المسرح لبدء خفوت الاسلام شيئا فشيئا فى نفس جيل الصحابة ، بزعامة أولئك الذين توعدهم رب العزة بالعذاب مرتين وفى الآخرة عذاب عظيم ، أى ماتوا بلا توبة وبعد أن ختموا أعمالهم وحياتهم بما يستحق من الله جل وعلا أن يقول فى حقهم (سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ).
2/ 5 ـ وهذا يحمل تحذيرا ضمنيا من خطر آت فى المستقبل،وهو ما حدث بعد موت النبى مباشرة فيما يعرف بحرب الرّدة، فأول حركة للردة هاجمت المدينة جاءت من الأعراب الذين كانوا أقرب الى المدينة ،وكانوا يغيرون عليها من قبل فى أواخر حياة النبى فأمر الله جل وعلا بقتالهم :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )( التوبة:123). أى نلمح بين سطور الآيات حركات تآمر مالبث أن إنفجرت فى حرب الردة بعد موت النبى مباشرة . ولا شك أن حرب الردة هذه لم تكن بعيدة عن تخطيط أولئك الذين أدمنوا النفاق ،أى تلك الخلايا السّرية النائمة التى نشطت بعد موت النبى ، وحين نشطت دخلت بالاسلام فى دور التراجع بعد أن دخل فيه الناس أفواجا ،ودخلوا بالمسلمين وبالعالم فى مرحلة تاريخية جديدة بالفتوحات العربية وما أعقبها من الفتنة الكبرى التى لا يزال يعيشها المسلمون من سنة وشيعة حتى الآن.
3 ـ المشكلة الكبرى هنا أن إزدهار النفاق فى المدينة واكبه أنها حوصرت من أعدائها من كل الاتجاهات، من الداخل والخارج. بعد أن انتهى حصار الأحزاب بهزيمة الأحزاب فى موقعة الخندق ، يتضح أن المدينة قد حوصرت بقوى معادية داخلها وخارجها ، تشمل المنافقين داخل وخارج المدينة مع المنافقين العلنيين والسريين والكفار الصرحاء المحيطين بالمدينة ، الذين إعتادوا الزحف عبر الصحراء للاغارة على المدينة ثم يفرّون ، وكانوا يرسلون من يصطنع الاسلام نفاقا ليدخل المدينة ويكشف عوراتها ، ويلتقى بالمنافقين فى مسجد الضرار ، ثم يعودون الى الكفار المعتدين بما لديهم من معلومات . ولم يكن أولئك المنافقون السّريون بمعزل عما يجرى،وإن كتموا نفاقهم وأوقفوا تحركاتهم وفق ما هو معروف من تخطيط الخلايا النائمة التى تنتظر موت النبى لتملأ الفراغ بعده. هذا التخطيط الذى يجمع بين أعداء الاسلام داخل وخارج المدينة والذى تعاون فيه المنافقون والكافرون حول المدينة تعامل معه القرآن بمنهج واضح ومعلن :
3/1: بالنسبة للمنافقين الصرحاء داخل المدينة فلهم الحرية المطلقة فى المعارضة الدينية والسياسية والقولية والحركية ، طالما لا يحملون سلاحا .
3 / 2 : بالنسبة للمنافقين السريين يكفى التحذير منهم مقدما دون كشف أسمائهم ، إذ لا مؤاخذة فى دولة الاسلام على المعارضة السلمية العلنية القولية والحركية فكيف بالمعارضة القلبية بالسرائر ؟
3 / 3 :بالنسبة للكفار الصرحاء المحاربين فقد كانت مواجهتهم بالاستعداد الحربى ليردعهم عن العدوان ، مع الاستعداد للخيار السلمى لو كفّ المعتدى مع الاعتماد على الله جل وعلا لو أراد العدو الخداع :(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ) ( الأنفال 60 : 62 ). كما ارتبطت بيقظة تامة تتعرف على الخطر القادم فتخرج لمواجهة المعتدى وهو فى زحفه عبر الصحراء وتلتحم معه هناك قبل إقتحامه المدينة، حتى لا تتكرر محنة معركة الخندق وحصار الأحزاب للمدينة.
3/ 4 : أى إن علو نغمة النفاق كثيرا بعد معركة الأحزاب جعلت دعوة المؤمنين للقتال الدفاعى بعد الأحزاب مرتبطة بمصطلحات معينة وجديدة مثل الحذر والنفرة والخروج : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّه لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا )( النساء 71 : 73 ) . وهنا إشارة الى توخى الحذر مع النفرة أى الخروج سريعا للقاء المعتدى فى الطريق قبل أن يقتحم المدينة أو يحاصرها ،وفى داخلها منافقون كثيرون . وهنا إشارة الى موقف المنافقين دون تسميتهم ، وهو وصفهم بالتباطؤ بالخروج أو النفرة للقتال الدفاعى ، فإذا انتصر المجاهدون تمنى لو كان معهم ، ولو إنهزموا فرح بتخلفه عنهم .
3/ 5 : وتتبلور مواقف المؤمنين أكثر فيما بعد فى سورة التوبة ،فيأتى التأنيب للمؤمنين ليس فقط على تباطئهم عن النفرة بل على تثاقلهم عنها ،وهو تأنيب لاذع ، يقول فيه جل وعلا لهم:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ) ثم يأتى التهديد بعد التأنيب :(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، ثم تكرارالأمر بالنفرة والجهاد :(انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)(التوبة 38 ،39، 41).
3/ 6 : أما المنافقون فقد تطور موقفهم أيضا بالتخلف عن الخروج ، ثم الحلف الكاذب بالله جل وعلا بأعذار واهية ، وقد فضحهم رب العزة مقدما بأنها لو كانت نزهة أو سفرا قصيرا لاتبعوك:(لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)(التوبة 42 )، وأنه لو كانت لديهم نية الخروج لاستعدوا له :(وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (التوبة 46 : 47 ). أى من المؤمنين من أدمن سماع المنافقين وطاعتهم: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ). والله جل وعلا هو العليم بهم : (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ). وبغضّ النظر عن أيمانهم الكاذبة فالواقع إنهم فرحوا بقعودهم عن النفرة: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ). ورضوا لأنفسهم أن يكونوا مع الخوالف من العجائزوالأطفال (رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ )( التوبة 87 ، 93 ). وعقابهم هو حرمانهم مستقبلا من شرف القتال فى سبيل الله:(فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ)(التوبة 81 : 83 ) .
3/7 : كانت المدينة وقتها محاطة بالكفّار الصرحاء المتعاونين مع المنافقين الصرحاء والمنافقين كاتمى النفاق ،لذا نلاحظ الآتى :
3/ 7 /1 : تكررمرتين الأمر الالهى للنبى بجهادهم معا :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)(التوبة 73)(التحريم 9 )، بل جاء الأمر بقتال الكفار المحيطين بالمدينة وكانوا يغيرون عليها :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )( التوبة:123) . والدليل على أنه أمر بالقتال الدفاعى هو قوله جل وعلا فى الآية السابقة : (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )، فالله جل وعلا مع المتقين ويحب المتقين ولا يحب المعتدين ، فتشريع القتال فى الاسلام دفاعى فقط لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ( البقرة 190 )
3/7 / 2 : وبسبب تحالفهم كافة فى حرب المسلمين جاء التشريع بقتالهم كافة :(وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(التوبة 36 ). ونعيد التذكير بأنه أمر بالقتال الدفاعى لقوله جل وعلا هنا أيضا:(وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) ، فالله جل وعلا مع المتقين ويحب المتقين ولا يحب المعتدين ، ومن هنا كان تشريع القتال فى الاسلام دفاعيا فقط لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )(البقرة 190 ).
3/ 8 : فى سورة التوبة وصف رب العزة الأعراب بأنهم الأشد كفرا ونفاقا وتربصا بالمؤمنين : (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(التوبة 97 : 98).وكان منهم من يزعم الاسلام وهو منافق، يدخل المدينة ليتآمر مع منافقيها وفى داخل مسجد الضرار الذى أقامه المنافقون وكرا للتأمر( التوبة 107 ) ، ومنهم كافرون محاربون معتدون يزعمون الاسلام الاسلام نفاقا وخداعا ، ويدخلون المدينة للتجسس وليتعرفوا على أماكن الضعف فى تسليحها للإغارة عليها ، ومن أجلهم نزلت تشريعات قتالهم إن لم يكفوا عن العدوان ، ومن كان منهم يزعم الاسلام فعليه أن يهاجر الى المدينة ويتمتع بنفس الحقوق التى يتمتع بها المنافقون من حيث الحرية المطلقة فى القول والحركة بدون اللجوء الى السلاح :(النساء 88 : 91 ).
ثانيا : استخدام المنافقين الحلف كذبا بالله تعالى فى حربهم لله تعالى :
1 ـ تمتع المنافقون بالمال والأولاد والجاه فى المدينة قبل وبعد قدوم النبى والمهاجرين اليها . وكان النبى محمد نفسه معجبا بأموالهم وأولادهم فنهاه الله جل وعلا عن ذلك مرتين :( فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )( وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)(التوبة 55 : 85 ).وبأموالهم هددوا بمقاطعة النبى ومن حوله إقتصاديا ، وبما لهم من جاه هددوا بإخراج النبى والمؤمنين من المدينة يصفونه عليه السلام بالأذلّ ، فقال جل وعلا يردّ عليهم :(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ)(المنافقون7: 8 ).
2 ـ ولكن كان جاههم وكانت أموالهم وممتلكاتهم مرتبطة بإقامتهم فى المدينة .ولأنهم يعبدون المال والجاه فقد إضطروا لإستمرار إقامتهم فى المدينة حرصا على إستمرار وضعهم المالى والسياسى . فطبقا للسائد فى الجزيرة العربية ونظامها القبلى فلو ترك المنافقون المدينة وهجروها فسيكونون أتباعا لغيرهم فى المنطقة التى يهاجرون اليها وتحت سيطرتهم . وبالتالى ستكون أموالهم فى قبضة غيرهم . إقامتهم فى المدينة تتيح لهم إستثمار أموالهم والبقاء مع أهاليهم ، والتمتع أيضا بحريتهم المطلقة فى المعارضة القولية والحركية ، طالما لا يحملون سلاحا ، وهم أجبن من أن يحملوا سلاحا.
3 ـ وندخل بذلك على صفة الجبن لديهم . والجبن طبع أصيل فى المنافق ، لأنه مضطر الى الخداع والى التعامل بوجهين والى معايشة من يعتبره عدوا ويتآمر على هذا العدو ، ولأنه يخشى من إنكشاف أمره فهو فى حالة خوف دائم . لذا كان منافقو المدينة يتمنون فى قرارة أنفسهم لو يجدون ملجأ أو سردابا يهربون اليه ويختفون فيه:(وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ) (التوبة 55 ). المشكلة أنه لا يوجد هذا الملجأ فى الجزيرة العربية المسكونة بالسلب والنهب . لذا كان ملجأهم الوحيد هو الحلف بالله جل وعلا كذبا ، واساس الحلف إنهم من المؤمنين ، وما هم من المؤمنين:(وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ) (التوبة 56 ـ ).
4 ـ ويلاحظ الآتى فى موضوع حلفهم الكاذب بالله جل وعلا :
1 ـ أنه كان طريقتهم الدفاعية، وهم كانوا يصممون عليها ليواصلوا الصّد عن سبيل الله جل وعلا :(اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(المنافقون: 2 )
2ـ إن الله جل وعلا هو الذى كان يشهد بكذبهم:( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)(المنافقون 1)، (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ( التوبة 107 )
3 ـ وهو جلّ وعلا الذى سيتولى عقابهم فى الدنيا(التوبة 55 ، 85 )، و فى الآخرة :(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) ( التوبة 74 ).
4 ـ ولذا أمر الله جل وعلا بالاعراض عنهم عندما يحلفون كذبا ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا )(النساء 62 : 63 ).
5 ـ وأن يرتبط الاعراض عنهم بعدم الرضى عنهم:(سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) ( التوبة95 : 96 )
6 ـ حلفهم كذبا بالله جل وعلا هو هلاك لهم :(لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)(التوبة 42).
7 ـ والآيات التالية أوجزت سمات المنافقين فى الدنيا ووضعهم فى الآخرة :(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ )(المجادلة 14 : 18 )
أخيرا : تبقى ملامح التشابه بين منافقى المدينة ومنافقى عصرنا من الاخوان المسلمين والسلفيين فى الحلف بالله جل وعلا وخلط السياسة بالدين . وهو موعدنا فى مقال قادم بعون الله جل وعلا.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (2)الحلف بالله جل وعلا كذبا عند الكافرين بداية استغلال الدين ...
- القاموس القرآنى : الحلف بالله جل وعلا : (1 ) فى الاسلام
- أيها الانسان : لا ولن تستطيع الهروب من الله جل وعلا. !!
- القاموس القرآنى : القسم بالله جل وعلا
- عبد الله بن المبارك : شيخ الحديث الذى زعموا أن شهرته فاقت ها ...
- ( كتب/كتاب ) فى القرآن الكريم ( 6 : 10 ) :الميزان والكتاب وا ...
- تحذير الاخوان والسلفيين ..من فخّ السّلطة والتمكين
- (كتب/كتاب ) فى القرآن الكريم (6 : 9): كتاب العمل والاتّباع ع ...
- حقنا للدماء المصرية ..
- تأصيل ( كتب/كتاب ) فى القرآن الكريم ( 6 : 8 ): قضايا متعلقة
- تأصيل ( كتب/كتاب ) فى القرآن الكريم ( 6 : 7 ): حفظ العمل ينف ...
- التجنيد الالزامى حرام شرعا فى الدولة الاسلامية
- القاموس القرآنى : أثر آثار
- تأصيل معنى ( كتب ، وكتاب ) فى القرآن الكريم(6/ 6) آلية كتابة ...
- القاموس القرآنى : العمى ..يعمهون.
- هل قطعوا خصيتيه .. أم لا ؟؟
- تأصيل (كتب وكتاب)فى القرآن الكريم(6/5) كتب أعمال الأنبياء بي ...
- الخليفة العباسى القاهرالمقهور .. قهرته إمرأة .. ثم قهرها ..
- تأصيل (كتب وكتاب)فى القرآن الكريم(6/4)توقف كتابة العمل بالنو ...
- تأصيل معنى ( كتب ، وكتاب ) فى القرآن الكريم(6/ 3 ) الزمن و ك ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الحلف بالله جل وعلا كذبا (3 )عند المنافقين فى عهد النبى عليه السلام.