|
الاسلام ..والعقل العراقي..!!
ابو الحق البكري
الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 22:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
((عقلنا في محنه ،عقلنا مريض،هل نجرؤ على الاعتراف بتخلفنا) مصطفى جحا .... ماكنة السياسه التي يقودها شيوخ الطوائف احرقت الاخضر واليابس واشاعت الفوضى التي احالت العراق الى دويلات طوائف بعد ان نفذت اجنداتها مستلزمات البناء. واذا ما تاملنا المشهد بدقه بجوانبه الفكريه والاجتماعيه وفي الاتجاهات كافه لوجدنا العقل العراقي مختبئأتحت عمامة الفقيه وبين اعضائه التناسليه وليس مصابا كما يصور البعض بالوهم النفسي والوسوسه والاكتئاب او احلام اليقظه مما يستدعي مراقبته وايقافه في طوابير انتظار عيادات الطب النفسي لاجل الشفاء،لكنه اختار وبمحض ارادته التلوث السرطاني الذي لايعالج بالاسبرين لخلايا دماغه ليميت فكره وروحه بسيف الاصوليه والتخلف والهمجيه بايدي حفاة العقول بعيدا عن ساحة الحياة والحريه والتمدن . مجتمعاتنا ثائره منتفضه متناقضه لاتقبل المساس بقدسيتها ومرجعياتها ونصوصها ،مستعدة لان تمنح حياتها على ان لا تدنس هذه القدسيات التي تتقاطع ومقدسات الطوائف الاخرى الى الحد الذي يبيح لها قتل الاخرين وتقطيع رؤوسهم بما فيهم من نساء واطفال، انهم يرفضون ان ينعتو بالتخلف رغم انهم بريون رعاع لايربطهم رابط بالمدنيه يؤمنون بلوي الزمن واعادته عشرات القرون الى ا لوراء ،فهم يؤمنون بان ذلك الكتاب لاريب فيه في الوقت الذي الغى فيه العلم الحديث هذه الكتب واثبت باليقين وبما لايقبل الشك بانها صناعه بشريه يمكن تجاوزها وطي صفحتها . لازلنا مختلفين على طريقة التعامل مع بيوت الدعاره السماويه وطريقة شي الضب البري واكل الجراد وهل هما مما احله الرب او حرمه ولازالت الاختلافات تتزايد وتحتدم بخصوص اجازة قتل الكلاب والاليه التي يمكن اتباعها في ذلك كما لازلنا غير متفقين على عدد الحسنات التي يمكن ان ننالها من قتل الوزغ رغم ان العلم الحديث اثبت بان اجزاء من هذا الحيوان المسالم يستخدم طبيا في معالجة بعض الامراض الجلديه. وهم متفقين حد الموت مستخدمين قطعانهم بكامل تسليحهم للدفاع عن ارائهم المعاديه للحريه والكرامه وحقوق الانسان لتكون معتقداتهم السماويه بديلا في التشريعات والقوانين . لازال شباب الشيعه يمارس ابشع صور الذل والعبوديه والاستهانه وهم يحملون الات الجلد والذبح لعقاب الذات الانسانيه بتهشيم رؤوسهم وتمزيق اجسادهم في ظل طقوس بربريه فوضويه مقدسه تتعالى فيها صرخات النساء وصيحات الاطفال واناشيد الموت المدويه واكفان الدم . ليس من المستغرب ان يحيلك الطبيب المختص الى مراجعة الحجام أو أن يحيلك المهندس المختص بالمشاريع الصناعيه والعمرانيه الى السيد المعمم للحصول على الموافقات الخاصه بالتصاميم واجازتها . هكذا تبنى الدوله الدينيه وهكذا يريدها الاصوليون على ان لاتكون موحده بل مشتته مربكه ضعيفه خاضعه لسلطة الطائفه ..يذكر الامام والفقيه المبجل الذي يمثل سلطة الله في الارض السيد الخميني في كتابه (الحكومه الاسلاميه)ان للقانون الاسلامي وللامر الالهي سلطان مطلق على الافراد وعلى الحكومه الاسلاميه ،والحكام الحقيقيون هم الفقهاء وان واجب الفقيه العادل استخدام المؤسسات الحكوميه لتنفيذ القانون الالهي من اجل تأسيس النظام الاسلامي العادل . وهنا لابد من الاشاره ان المرجعيات السياسيه التي هي بالاصل مرجعيات الهيه دينيه تتحكم في مفاصل العمل السياسي والفكري العراقي طائفيا ..هي من نتاج الفكر الايراني الديني بسبب خروج اغلبها من عباءة الايات الايرانيه . وحينما سئل علي شريعتي عن اسس الاسلام ..اجاب :انها ثلاث مباديء رئيسيه ..التقيه ، الاستسلام للامام ، والاستشهاد ، وهذا هو اهمها لانه يدفع المسلمين للحرب بلا ترد ، ومن هذه الزاويه فان الموت لايختار الشهيد وانما الشهيد هو الذي يختار الموت بارادته ، ولهذا فان الاستشهاد ليس تراجيديا وانما مطلوب مرغوب الا ان الاستشهاد بالدم هو اعلى درجه من درجات الكمال .. ومعنى ذلك ان المسلم الحق هو الشهيد المناضل .بل هو شهيد المطلق الاصولي . ومما ما يثير الغرابه مواقف القطعان التي تقودها الجماعات الاسلاميه التي تعددت اسمائها وعناوينها ((الحزب الاسلامي ،جيش المهدي ،انصار السنه ،عصائب اهل الحق ،فيلق بدر ،واحزاب الله الاسلامجويه الاخرى)) .وهي من تصنع الازمات وتضع الحلول ،رافعة رايات الشرف وعهودها ومواثيقها مع انها حاصرت الحريات العامه وبقسوه واستباحت الدم العراقي وفرضت قيودها على الشارع في ممارسات اسموها التصحيح تارة وفرض القانون تارة اخرى بقوة السلاح على يد المجاميع المسلحه الخاصه . النصوص الدينيه نصوص مقدسه يمكن الاختلاف عليها اذا غاصت في مجهوليتها ولكن لايمكن تجاوز وتخطي النصوص المتفق عليها لا بل تفرض كتشريعات وقوانين . وبالرغم من حجم الدمويه والفساد والهمجيه التي يعيشها الفرد العراقي الا انه خاضع وبشكل بدوي لنداءالبريه الاسلاميه رغم التطور العلمي الهائل والمخيف والذي يخترقنا رغم انوفنا ، لكن برغم ذلك فأن حجم التخلف والتعفن والجمود والتحجر الذي يحمله عقلنا يفوق قوة هذا الاشعاع العلمي .
#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطيه الكاركتيريه .. وحرياتنا .. !!
-
الاسلام..الطفوله..حقوق الانسان .......الجزء الثالث
-
الاسلام ..الطفوله..حقوق الانسان ... ....الجزء الثاني
-
الاسلام ..الطفوله..حقوق الانسان .........الجزء الأول
-
شكرآ أمريكا..!!
-
شيوخ الاسلام..وشباب الثوره
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|