أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مقلوبة النظام السياسي














المزيد.....

مقلوبة النظام السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استخدم الساسة والكتاب والمحللون ووسائل الاعلام عدة مصطلحات لتوصيف اداء المؤسسة السياسية في العراق وكان اشهر المصطلحات هو العملية السياسية باعتباره توصيف لحالة حركية تؤدي الى انتاج عدة اهداف وهناك ايضا مصطلح اللعبة السياسية او اللعبة الديمقراطية ربما لأن كلمة (play) اللعب تستخدم ايضا للتعبير عن فعل التمثيل وهو هنا فعل مشترك بين فن التمثيل والتمثيل البرلماني والعراقي منذ ذلك الوقت حائر بين من يمثل عليه او يمثله، ولكن لمصطلح اللعبة معاني اوسع منها الاشارة الى وجود شروط للعبة تحكمها وهي في السياسة، الدستور والانتخابات والقضاء وغيرها، وفي اللعبة كرياضة هناك الروح الرياضية التي تتقبل النتيجة أيا كانت ولعل هذا كان جزءا من حالة التفاؤل بقناعة ساستنا بما يقسمه لهم صندوق الاقتراع.
كما تم استخدام مصطلح "المطبخ السياسي" في اشارة الى عدد محدود من الزعماء الذين "يطبخون" القرارات والمواقف على مهل وفق مقياس شهية معينة تنسجم مع حال وظروف "الطباخين" أنفسهم، ويبدو مصطلح "المطبخ" فخما لما قد يحتويه من اجهزة واثاث وادوات فضلا عن النظافة والنظام والظروف الصحية الاخرى، وبعد هذه السنوات من الاداء المتدهور للمؤسسة السياسية في العراق نحتاج الى مصطلح آخر أكثر توصيفا للحال غير العملية واللعبة والمطبخ، مصطلح ينسجم مع ما وصلنا اليه، مصطلح يتجاوز الذوق الرفيع والاناقة المطلوبة في الحديث عن الشأن السياسي، مصطلح بعيد عن كل معهودات الصحافة وكلاسيكيات علوم الاجتماع والسياسة والادب، مصطلح له طعم ولون ورائحة، ويبدو توصيف الطبخة هو الاقرب الى واقع الحال وتبدو طبخة المقلوبة هي الاشد قربا للوضع فهي خليط باهض الثمن نسبيا وبحاجة الى حس دقيق بدرجات الحرارة اللازمة لانضاج الطبخة وهي بتنوع مكوناتها شبيهة بالخلطة السياسية للسلطة في العراق وما يحتاجه ذلك من توازنات دقيقة لادامتها رغم إن النتيجة النهائية غير مؤكدة سواء بوجود الطباخ الامريكي الذي فقد صبره ومهاراته مع الخلطة العراقية او بغياب هذا الطباخ.
الصفة الاكثر اثارة في النظام السياسي في العراق هو حاله المقلوب فبينما يفترض به كنظام ديمقراطي أن يكون هدفه الاول هو ارضاء المواطنين بعامة والمصوتين بخاصة الا ان الحال يقول عكس ذلك فالخلافات المحتدمة والصراعات الناشبة غير معنية بمصالح المواطنين ولا بتوفير الامن والخدمات وفرص العمل والرفاه الاجتماعي كما هو حال اي نظام ديمقراطي، بل ان الموضوع الوحيد الدائم هو مصلحة الزعماء الافراد وهو حال أقرب الى النظم غير الديمقراطية، حيث الشعب مجرد وقود لطبخة الزعيم الذي يريد ادامة عمره الى أبد الآبدين ومن هنا جاء تشبيه النظام السياسي بالمقلوبة.
مقلوبة العراق بقيت على النار أكثر مما يجب وذهب طعمها ولونها ورائحتها للتحول عما هو مطلوب ومشتهى واي طباخ حكيم كان سيتجه بسرعة الى خفض الحرارة ان لم يكن اطفاء النار تماما من تحت هذا القدر الذي يغلي مهددا لكن ما يحدث اليوم هو صراع على التهام وليمة غير مؤكدة المصير، واي طباخ حكيم كان سيتجه الى انهاء الحال "الاعوج" واعادة الوليمة الى اهلها "المواطنين" بقلبها مرة اخرى لأن استمرار الزعامات في التهام كل ما تطاله ايديهم والمطالبة بالصراخ للحصول على المزيد سيؤدي بهم الى الاختناق واذا كان الموت من الجوع حالة مأساوية تثير التعاطف فإن الموت بالتخمة أو نتيجة غصة بالطعام بسبب النهم هو حالة كارثية تبعث على الشماتة وتجلب المسبة والاستهزاء.




#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مقلوبة النظام السياسي