|
اخونجية يقتلون القتيل ويمشون في جنازته والنظام السوري يتوعد برد مزلزل
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 20:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تمشيا مع التوجهات " العرعورية " لما تصفه وسائل الاعلام التابعة لنواطير حقول النفط والغاز بالثورة السلمية ضد نظام بشار الاسد فقد اضفى الجيش السوري الحر بعض عناصر التشويق والاثارة على مظاهرات الملتحين التي جرت يوم الجمعة تحت شعار " ان تنصروا الله ينصركم . التدويل مطلبنا " حيث قام احد عناصر ه بتنفيذ عملية " استشهادية " في حي الميدان كانت حصيلتها وفقا للتقارير الرسمية الاولية مقتل 26 على الاقل وتناثر اشلاؤهم على مساحة شاسعة من الميدان وجرح 63 معظمهم من المدنيين اضافة الى مقتل الانتحاري مع فارق ان الملائكة قد انتشلت جثة الانتحاري الطاهرة وانطلقت بها بسرعة صاروخية الى جنات النعيم . وتعليقا على الحدث ذكر وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار ان ارهابيا قد فجر نفسه مستهدفا مكانا مروريا مكتظا بالمارة والمحال التجارية بهدف قتل اكبر عدد من المدنيين وكأنه يكفي لطمانة السوريين وتحصينهم ضد العمليات الارهابية ان يذكرهم الوزير بان ما جرى هو عمل ارهابي !! وبهذه المناسبة العرعورية لم ينس الوزير ان يطلق المزيد من التحذيرات الدون كيشوتية حيث نقل عنه التلفزيون الرسمي السوري قوله ان سوريا سترد بيد من حديد على التصعيد الارهابي دون تحديد متى واين سوف تستخدم قبضته الحديدة وهي تقريبا نفس الجملة التي رددها وبنبرة حادة احد كبار ضباط الامن السوري عبر التلفزيون السوري بعد وقت قصير من وقوع العملية الانتحارية التي استهدفت احد مقرات المخابرات السورية في دمشق واسفرت عن مقتل وجرح المئات من المدنيين ومن عناصر المخابرات دون ان يرى المواطن السوري ترجمة عملية لهذه التهديدات اللهم الا قيام الاجهزة الامنية بمطاردة المسلحين داخل الاراضي السوري وقتل بعضهم والقاء القبض على اخرين ثم عرضهم على شاشة اللفزيون السور للادلاء باعترافات تفيد بانهم ارهابيين وينتمون الى جماعات ارهابية هكذا وكان االارهاب هو عمل ينفذه افراد وليس من فعل تنظيمات ارهابية تدعمها بالمال والسلاح انظمة كانت لدى تقاطع مصالحها وتجانس توجهاتها مع النظام السوري " انظمة شقيقة " ودول صديقة لها وكان الاولى بوزير الداخلية وغيره من ادوات واركان النظام لو كان نظاما ممانعا ووطنيا ولا يساوم على دماء شعبة التي تهرق كل يوم في شوارع المدن السورية ان يتصدى لهذه المجموعات الارهابية ويوجه ضربات استباقية وقائية لقواعدهم الامنة ومقرات قياداتهم واحزابهم خارج الاراضي السورية مستخدما نفس الوسائل التي يستخدمونها لنشر الرعب االارهاب وزعزعة الامن والاستقرار في سوريا فلا شيء يردع هؤلاء الارهابيين والدول المساندة لهم الا بتوجيه ضربات لهم في الدول التي ينطلقون منها وكان الاولى بوزير الداخلية ان يكشف للراي العام السوري والعربي الهوية التنظيمية لهؤلاء الارهابيين وان يسمي بالاسم الانظمة والتنظيمات العربية والاسلامية وهو قادر على ذلك استنادا الى الادلة الملموسة المتوفر لدي اجهزة الامن السورية وخاصة بعد القائها القبض على اعداد كبيرة منهم والتحقيق معهم وايضا لو افسح المجال للنخب التنويرية والعلمانية واليسارية والقومية لدحض الايديولوجية الاخوانية السلفية وخطابهم الغيبي الذي اخذ ينتشر في سوريا وفي غيرها من الاقطار العربية كما تنتشر النار في الهشيم عبر المنابر ووسائل الاعلام الرسمية لان المعركة ضد الارهابيين ولكسر شوكتهم لم تعد معركة يمكن حسمها بالسلاح لوحده : فماذا يفيد قتل اكبر عدد من الارهابيين والقاء القبض على اخرين لو استمرت الفضائيات العرعورية والدينية في بث خطابها السلفي بهدف التاثير والتلاعب في عقول البسطاء من الشعب السوري وشحنهم طائفيا عبر نشر الايدولوجية الاخوانية السلفية بدون ان يتصدى لهذا الخطاب وينقضه التنويريون عبر ست فضائيات سورية اكثر من نصف برامجها مخصصة لبث برامج التسلية ولتضخيم انجازات النظام وهل يمكن الارتقاء بالوعي الفكري والمعرفي للادمغة المغسولة بالغيبيات والاساطير والخزعبلات بلا توظيف هذه المنابر والفضائيات بغرض نقض الفكر المثالي الغيبي الاخواني وهل كان ممكنا في الحقبة الناصرية ان تضمحل ظاهرة التحجب والتنقب واطلاق اللحى والهستيريا الغيبية وان تنتشر مفاهيم الحداثة ومنظومة القيم الاستراكية والعلمانية في المجتمع المصري لولا تبني النظام الاشتراكية دليلا ومنهجا لادارة دفة الاقتصاد والمجتمع ولولا توظيف وسائل اعلامه المختلفة ومناهج التعليم للترويج للفكر المادي . النظام السوري وكما عودنا دائما لن يخوض هذه المعركة التنويرية كما لن يضع النقاط على الحروف فيكشف النقاب عن الدور الذي يلعبه شيخ قطر وغيره من نواطير النفط والغاز دعما للنشاط الارهابي الذي تمارسه الجماعات الاصولية المتطرفة ضمن اطار الجيش السوري الحر حتى لو تساقط الالاف من السوريين بضرباتهم الارهابية لان النظام كان في وقت من الاوقات حليفا لهذه الانظمة ومنفذا لمخططاتها الهادفة الى تصفية الوجود الفلسطيني المسلح على الساحة اللبنانية لصالح القوى الانعزالية اللبنانية ومستفيدا من مساعداتها وهل ننسى ان النظام السوري قد تلقى مساعدة بقيمة 5 مليار دولار دفعتها له عدا نقدا الكويت ودول خليجية اخرى لقاء مشاركته في معركة حفر الباطن سنة 91 وتقديرا لدوره في طرد القوات العراقية بعيدا عن حقول النفط الكويتية ولان ما يهم النظام تكريسا لوجوده على سدة الحكم وحفاظا على امتيازاته هو كسب رضا انظمة النفط والغاز والتوصل معها الى تسوية للازمة السورية على قاعدة وقف النشاط الارهابي مقابل تقاسم السلطة مع الاخوان المسلمين وممثلي المعارضة الاسطنبولية والا كيف تفسرون دعوة احمدي نجاد النظام السوري الى تخصيص عدد من الحقائب الوزارية لممثلي الاخوان المسلمين حلا للازمة وهو ما يتعارض مع رؤية قطاع واسع من الشعب السوري وحيث لا يرون حلا للازمة والتصدي للمخطط الامبريالي الهادف الى فرض معاهدة اذعان بين سوريا واسرائيل واستئصالا لشافة الارهاب الا بان يسلم الجيش السوري مقاليد السلطة الى حكومة تمثل كافة فصائل وقوى المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجى وتتبنى برنامجا اصلاحيا يلبي مطالب الكادحين والشرائح المنتجة للشعب السوري.
في المشهد الدامي الذي حصل بالامس كان متيرا للحزن وللسخرية ايضا ان يصدر جماعة الاخوان المسلمون بيانا يتنصلون فيه من العملية الانتحارية ويحملون مسئولياتها للنظام وشبيحته ودائما استنادا لحجج واهية لا يمكن ان يصدقها أي انسان عاقل يتابع مسلسل الارهاب على الساحة السورية اللهم الا رئيس الوزراء القطري الشيخ جاسم بن حمد وامين عام جامعة الدول العربي الذين تجهلا الحدث ولم يجدا ما يقولانه حول الوضع الامني في سوريا سوى دعوة النظام الى وقف العنف ضد المظاهرات السلمية . وتمشيا مع المثل القائل يقتل القتيل ويمشي في جنازته فقد جاء في بيان الاخونجية سوريا : انه انفجار جديد مفتعل يشير بزمانه ومكانه ونتائجه بوضوح وجلاء الى هوية مرتكبيه وفي هذه الحالة لا يتحمل مسئولية هذه الجريمة وتداعياتها ونتائجها سوى النظام واجهزته الامنية لانهم لوحدهم هم المستفيدون من هذا التفجير وهم وحدهم القادرون علية واتهم البيان النظام بالاختباء وراء تنظيم القاعدة والارهابيين والمندسين ليستدر الراي العام " واستنادا الى هذه المنطق الاعوج يتحمل النظام مسئولية العملية الارهابية التي استهدفت مركز المخابرات السورية وادت الى مقتل العشرات من عناصر المخابرات او من الشبيحة حسبما تصفهم جماعة الاخوان السوريين ومسئولية قتل 7 طيارين سوريين واكثر من الفي جندى وشرطى وضابط سوري فضلا عن تدمير الانبوب الناقل للنقط الى مصفاة حمص ومرافق عامة . فهل يعقل ان يمارس النظام ارهابه ضد هؤلاء المواطنين في الوقت الذي يؤكد الاخونجية انهم شبيحة النظام وبانهم يتحملون مسئولية قتل المتظاهرين السلميين ؟ وهل من مصلحة النظام ان يقتل ضباط وعناصر المخابرات والجيش التي تدافع عنه وبدون ولائها له لما بقي صامدا على سدة الحكم ساعة واحدة بل بادر الاخونجية الى سحله في شوارع دمشق مثلما سحل ثوار الناتو جثة العقيد معمر القذافي تنفيذا لاوامر الاخونجي مصطفى عبد الجليل . المؤكد ان النظام وللاسباب التي اشرت اليها لا يتحمل مسئولية العملية الانتحارية التي وقعت في حى الميدان ولا العمليتين التين استهدفتا مراكز المخابرات السورية ولا التفجيرات التي ستستهدف في مسلسل الارهاب القادم قتل المزيد من المدنيين والعسكريين السوريين بل يتحمل مسئوليتها في الدرجة الاولى هم الذي يرفعون شعار اسقاط النظام ولا يرون سبيلا لذلك الا عبر نشر الرعب في سوريا بالتفجيرات الانتحارية التي تستهدف المدنيين والعسكريين ومرافق الدولة اضعافا لقدرات النظام القمعية ولشل قدرته في حماية المدنيين وفي كل هذه الاحوال فان الجهة التي تتحمل مسئولية هذه الجرائم بالدرحة الاولى هي الادارة الاميركية التي دعا رئيسها اوباما صراحة بشار الاسد الى التنحي عن الحكم لا من اجل اقترافه جرائم قتل ضد شعبه ولا انتصارا لحرية الشعب السوري حسبما ادعي في كافة التصريحات التي اطلقها تعليقا على الازمة السورية بل بسبب تحالفه مع ايران ودعمه لحزب الله ورفضه ابرام معاهدة صلح مع اسرائيل وفق لشروطه وشروط الاخيرة وفي الدرجة الثانية يتحمل مسئوليتها انظمة النفط والغاز العربية التي ركبت موجة الحراك الشعبي السوري وحرفته عن مساره من حراك طبقي ضد الفساد والدكتاتورية والاستغلال والقطط السمان والخصخصة الى حراك طائفي تقوده اكثر التنظيمات العربية والاسلامية تخلفا ورجعية وخدمة للمصالح الامبريالية هي جماعة الاخوان المسلمين
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلا لازمة تونس الاقتصادية : الغنوشي يستعين بخبرات العالم الق
...
-
مصر على شفير الافلاس واولويات الاسلاميين اقامة دولة الخلافة
...
-
اخونجية الاردن واصلاحاتهم المنزّلة من السماء
-
قطر تشكل قوة تدخل من ارهابيي القاعدة وانصار السنة للاطاحة با
...
-
ثورة سورية شعارها لا اله الا الله ومحمد رسول الله
-
الغنوشي يقبل ايادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن
-
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!
...
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
-
غياب الوعي الطبقي ودولارات الشيخ حمد ساهمت في فوز الاخوان ال
...
-
ا المجلس الوطني السوري ينحى التناقض الرئيسي لصالح التناقض ال
...
-
وزير خارجية الاردن متباهيا: لم نتحفظ على قرار فرض عقوبات على
...
-
هدايا الشيخ غليون ومشايخ النفط والغاز للامبريالية واسرائيل
-
هل يتحمل شيخ مشيخة قطر مسئولية الاعمال الارهابية التي ترتكبه
...
-
هل من مصلحة النظام الاردني الاطاحة بنظام بشار الاسد
-
تنفيذا لتوجيهات مشيخات النفط والغاز تعليق عضوية سورية في الج
...
-
راشد الغنوشي يؤدي مناسك الحج في مشيخة قطر
-
حل السلطة الفلسطينية ردا على استمرار الاستيطان وتهجير الفلسط
...
-
تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على اي
...
-
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|