أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طارق بلال خميس - قراءة في دراسة التدين الشبابي















المزيد.....


قراءة في دراسة التدين الشبابي


طارق بلال خميس

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 09:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


التدين الشبابي نمط منفلت عن المؤسسة الايدلوجية
قراءة في دراسة هاني عواد

بقلم: طارق بلال خميس
يبدو التاريخ بحسب ماراه اصحاب مدرسة الحوليات الفرنسية على اساس الفترة الطويلة المتسمة ببنية من العلاقات والمفاهيم والتصورات المشتركة السائدة والتي تتغير بين فترة واخرى اذن كيف يمكن لنا ان نكتب تجليات تاريخ ما فيكون النص عنه وهو فيه هنا يبرز الحدس كواحد من ادوات الباحث النبيه وهو تماما ما شكل هذا النص الذي امامنا
يبدأ البحث باعتبار لحظة ميدان التحرير كلحظة فارقة ليس لانها مسحت المسافة الفاصلة بين الخيال الجمعي والفعل الاجتماعي فحسب بل لانها ايضا جعلت النخب العربية تغير حساباتها الثقافية الماضية.
تقوم الاطروحة الاساسية للباحث على اعتبار ان التدين الشبابي هو البديل للتدين السياسي الحركي وهو نمط غير التدين الشعبي الذي درج الباحثون على وصفه بالصفات السلبية كما انه ليس فردي على النمط الغربي الذي يحصر التدين بمعناه الاخلاقي ولدينا نقاش مع الباحث حول تعجله في جعل التدين الشبابي بديلا للحركي خصوصا ان الوقائع اثبتت ان الصندوق الانتخابي مايزال يحفظ وبقوة للتدين الحركي حضوره وان الشبابي في بعض الحالات قد ناصره لذا لغرض الدقة نقول ان التدين الشبابي كبنية قائمة على التلقي الاعتباطي للمعلومة سحب البساط من النمط المتدرج والتراتبي في التدين الحركي وهو لم يحدث تمايزا فقط بل توغل في التدين الحركي وسحب البساط من "الشيخ الملقن" لصالح "الافق الملقن" او "الكون الملقن" بعد انفتاح الاتصالات .
وما نفهمه من الباحث ان الانغلاق الذي أحدثته السلطة في الحيز العام جعل الشباب ينزعون نحو افتكاك حيز اخر في الحيز الافتراضي (مواقع التواصل الاجتماعي ) لافتكاك الحيز العام التقليدي كما فهمناه من هابرماس.
واذا تجاوزنا الخلاف حول استخدام كلمة حيز التي تعطي مدلولا جغرافيا بينما كلمة مجال تعطي المعنى الذي اراده الباحث ...يبقى النقاش هنا حول مدى جدوى الاستعانة بمفهوم هابرماس عن الحيز العام في سياق الدراسة لان هابرماس بتعبير (فيلا) اعتمد على مقاربة ساذجة لشرط التماثل داخل الحيز فيما اعتبر ايلي و ريان ان مفهوم هابرماس يبقى منقوص ولابد من اعادة النظر فيه ليتضمن جماعات اجتماعية أكثر ..بحيث يصبح متكون من المجالات العامة المتنافسة ..ورغم ان الباحث يفطن لذلك ويتجاوز مفهوم هابرماس رغم تأكيده على الالتزام به الا انه يجعل من سمة التنافس والصراع في الحيز العام سمة لمقاربة الحالة العربية فيقول: لابد لاي مقاربة للحالة العربية أن تأخذ بالاعتبار تعدد الأحياز العامة التي تتعايش أجزاء منها وتتحالف وتتصارع اجزاء اخرى ..وبالتالي فان مبادئ الاجماع تختلف من حيز لاخر وتتعدد السرديات بين جمهور وآخر وهو أمر يعني ترسيخ الصراع كحالة أصلية في المجتمع.
مايلاحظ ان الباحث جعل من تعدد الاحياز وحالة الصراع سمتين ملازمتين للحالة العربية بينما هما صفتين ملازمتين للوجود الانساني حتى في أكثر الاحياز حداثة الا ان مايجعلهما أكثر بروزا في السياق العربي هو ان الحيز العام في الدولة المتقدمة يخضع لشروط المنتج الاعلامي والثقافي والذي جعل من المجال العام مجالا استهلاكيا يتم النقاش داخله اذا تم وفقا ما يتلقى الفرد من رسائل على شكل صور وامتاع بصري "حضارة العين" بتعتبير دي سيرتو هذا دون التقليل من شأن الخصوصية العربية لكن مانعنيه انها خصوصية غير ماوية لاتقوم على افتراض العكس في الجهة المقابلة .
ويتحدث الباحث عن قدرة الدولة القطرية على صهر واحتواء المجالات العامة في مجال عام موحد ويضرب لذلك مثلا انهاء ظاهرة المساجد الاهلية في مصر..ومع ان ما ذهب له الباحث صحيح الا انه لم يعني ان المجالات الاخرى هدمت فقد امتاز الحيز العام هناك باختلاط السياسي بالديني بالاقتصادي لذلك يمكن اعتبار المناسبات الدينية واحدة من تجليات الحيز العام وتدخل المناسبات الاجتماعية كذلك في نفس الاعتبار واغفال ذلك يجعل من تفسير التحاق الشرائح المختلفة في الثورة امرا عصي على التفسير خصوصا تلك الشرائح التي لم تكن فاعلة في نقاشات الحيز الافتراضي.
يستعين الباحث بمفهوم بورديو "النسق التربوي" لفهم ماهية التدين السياسي في المجتمعات العربية وهو توظيف في منتهى الذكاء وباليات النسق وطريقة عمله بحسب مابسطها بورديو يمكننا معرفة كيف نجح النسق التربوي الاسلامي على تفسير معطيات الخارج وتقديم الاجوبة وتحويل الحوادث الكبرى والمعلومات من الخارج الى مكانيزمات تشغيلية وهو مايسمية بوروديو " اعادة الترجمة" هذا النسق مكن التدين السياسي من التماسك بالاضافة الى التمويل الجواني فكانت كل عوامل بقائه مستمده منه فليس ثمة اعادة انتاج تتعطل اذا ما استمرت اليات انتاجها وشروطها تفعل فعلها في اللحظة التاريخية . الا ان الشروط التاريخية آخذه بالتغير وهذا ما يجعل الباحث في التسرع ليقول ان التدين الشبابي دشن نمطاً قادرا على زعزعة مواقع الاسلام الحركي ..ولا ادري ان كان الفوز الساحق لحزب النهضة يوجه ضربة لهذا التعجل ام انه من الممكن ان نقول ان التدين الشبابي رغم انفلاته من المؤسسة الدينية والحركية المنتجة لنمط التدين السياسي الا انه بقي يعتبرها خيارا صالحا امام صندوق الاقتراع .
لايقول الباحث شيئا عن السلوك السياسي للتدين الشبابي بعد نجاح الثورة وان كان البحث لاينتمي للدراسات المستقبلية ولا للحقل السياسي فهو بحث اجتماعي والاجتماع لا تشغله هذه الاسئلة كثيرا الا ان مغادرة ابو الفتوح لمقاعده القديمة وتشكيلة لحزب وحده ولحاق العديد من شباب الاخوان له يعطينا مؤشرا لشكل السلوك المقبل وباستعارة مصطلح "الحراك الاجتماعي" من علم الاجتماع والذي يعني حركة سريعة بين الطبقات الاجتماعية نقول ان ثمة " حراك ثقافي" حدث قبل الثورة وحدث بعدها يجعل الشباب يتنقلون وبسهولة من التدين السياسي الى التدين الشبابي بصفته خيارا معبرا عن وجدان حر منفلت من التراتبية التنظيمية وهو اذا تخلص من العلاقة البطرياركية بينه وبين اب الدولة يجمح نحو تفتيت علاقة الشيخ- التلميذ .



#طارق_بلال_خميس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يطلب من المحكمة العليا الأمريكية تأخير حظر TikTok
- طائرة مدنية تقل مئات الركاب.. مسؤول أممي تواجد في مطار صنعاء ...
- سوريا..القوات المسلحة للقيادة الجديدة تشتبك مع قوات قسد في ...
- روايات عن أشباح تحوم حول المقر الرسمي لإقامة رئيس الوزراء ال ...
- الجيش النيجيري يقتل 10 مدنيين عن طريق الخطأ
- زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب سواحل جزر الكوريل الجنوبية الروسية ...
- البرلمان العربي: حرق الجيش الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شما ...
- مقاطع فيديو -صادمة-.. سجين يموت تحت الضرب المبرح من حراس الس ...
- مصادر طبية: كوادر في مستشفى كمال عدوان استشهدوا حرقا
- الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي بمناطق عدة في جميع أنح ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طارق بلال خميس - قراءة في دراسة التدين الشبابي