علي عجيل منهل
الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 23:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
.أَنْ يجدَ سعدي يوسف في-- ثوراتٍ عربية -- راهنة أنَّ- الدجاجَ وحدَه من يقول إِنها ربيع عربي، وأَنَّ هذا الربيع «معروفٌ تماماً»-- أَنَّ أَمراً به صدر من-- دائرةٍ أَميركيةٍ معنية--، فذلك من بعضِ ما يُفسِّر عدم عثورِنا على اسمِ الشاعر الكبير على أَيٍّ من بياناتِ مثقفين عربٍ كثيرين في غيرِ مطرح، تُدين جرائم القتل التي ارتُكبت في هذه الثورات، وما زالت تُرتكب، ويُفسر، أَيضاً،-- الصممَ الذي يُلزم به شاعرُنا نفسَه ---تجاه ما يجري في سورية من تقتيلٍ وتمويتٍ وتعذيبٍ للبشر. ينسجمُ سعدي يوسف مع نفسِه في صممِه هذا، وكذلك في-- حملةِ الشتائم التي بات يحترفُها ضد الجميع، حيثُ لا أَحدَ طاهر في أَيِّ مطرحٍ عربي، شعوباً ونخباً ومثقفين وأَفراداً ومجموعات، في العراق وغيرِه. لا يستحي من اعتبارِه الشعوبَ العربيةَ التي تعيشُ على الأَعشابِ وخبز الحكومةِ المغشوش والشاي، وفق مفرداته، عميلةً، بمعرفتِها أَو من دونِها. يستجيبُ محمد البوعزيزي في تونس لأَمرٍ من هيلاري كلينتون فيحرق نفسَه، فتصيرُ الفقاعة الكبيرة في العالم العربي، ثم تنفجر،-أَ
أَنَّ في أَرشيفِه -رسالته الى الجنرال تومى فرانكس الامريكى -
من مناهضةِ الاستبدادِ والانحياز إِلى حرية الإنسان العربي وكرامته، وفيه نشرُه رسالةً إِلى الجنرال الأَميركي، تومي فرانكس، عشية غزو العراق، يُبلغه فيها أَنَّ التافه،-- حاكم العراق،-- حرمه هواءَ وطنِه أَكثر من ثلاثين عاماً، ويوصيه بأَلا يقطعَ شجرة عندما يدخل بغداد.
ويجتهد شاعرُنا فيجد أَنَّ- إِسقاط زين العابدين بن علي ثم حسني مبارك في تونس ومصر ما هو غيرُ طريقٍ إِلى احتلال ليبيا للاستيلاءِ على نفطها، ولذلك، اختير مبدأُ الكمّاشةِ بشأنها، مصر في الشرق وتونس في الغرب، فيما نحن العرب مساكين. لا يتحرَّج سعدي يوسف من نشرِ انتباهاتِه هذه، واسمُه يكفي لاستقبالِها بالتفاتٍ خاص إليها، سيما وأَنه ما زال شيوعياً،
الماركسية التي كانت من علامات عصرنا
، ومر تحت رايتها الكثير من مفكري الغرب وفلاسفته، سواء الذين انسلخوا عنها، أو الذين أغنوها باجتهادات تنتصر للإنسان والحياة، جديرة بألا تتحول على يد من يحسب نفسه الشيوعي الأخير، إلى هراوة تقع على رؤوس الخلق دون رحمة. فما تحتاجه الماركسية اليوم هو أن لا تنسى تلك التواريخ التي مسخت وجهها الإنساني، وحولّتها إلى معتقلات ومشانق وعذابات متصلة لكل الشعوب التي رفعت حكوماتها راية الشيوعية وعاثت في الأرض فساداً وقهراً. فإن كان سعدي يوسف لا يجد من إرث الماركسية سوى صورة الأنظمة التي يدافع عنها اليوم، -
يقول: سعدى يوسف
"أيّ ربيعٍ عربيّ؟
الدجاجُ، وحده، سيقول: ربيعٌ عربيّ.
هل خلَتِ الساحةُ من طفلٍ؟
أعني هل خلت الساحةُ من شخصٍ يقول الحقَّ صُراحاً؟".
ويمضي ليحدث فرقعة تذكرنا بما قال ذات مرَّة بأنَّه فقد الشعور بالعراق كوطن،-- بحكم أنَّه مجرد "مستعمرة أميركية تدار بنظام إسلامي--"، ويتابع بث الفرقعات المحيرة ليقول:
"مَن هؤلاء القادةُ الفتيانُ؟
عيبٌ والله!
أحسنتْ مصرُ صنعاً، رئيساً (أعني حسني مبارك) وشعباً...
وأحسنتْ تونسُ صُنعاً:
سمِعْنا وأطَـعْـنـا
لقد قرأت مصرُ الرسالةَ
والتوانسةُ قرأوا الرسالة
أمّا طرابلس الغرب فإنها تتلقّى الحقيقةَ بالقنابل:
معنى الربيع العربيّ".
سعدى يوسف تربت يداك على هذا الشعر
#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟