التجاني بولعوالي
مفكر وباحث
(Tijani Boulaouali)
الحوار المتمدن-العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1 - 07:37
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كما هو معلوم بعد سويعات معدودة
سوف تغادرنا السنة الحالية بأفراحها وأتراحها،
بهمومها ومسراتها، أو نغادرها كي نلج
سنة جديدة وأفئدتنا تتراوح بين شعور بالتفاؤل
وإحساس بالتشاؤم، بين اعتقاد بأن ما سيأتي أفضل
مما ولى، أو اعتقاد بأن ما نحن سائرون نحوه إنما
هو مجرد مجهول ينبئ بالضياع والتيه!
كيف ما كان إحساسنا واعتقادنا، فلنؤمن بقيمة اللحظة
التي نحياها سواء كانت في الأمس أم اليوم أم في المستقبل،
هذا الثالوث الذي ينبني عليه الزمن الفيزيقي هو في جوهره
واحد وموحد، أو بعبارة أوضح فالتاريخ الذي يتشكل من مادة
الزمن، هو كائن يستوعب الحوادث والنوازل في قوالب تبدو
مختلفة، لكنها في الأصل موحدة، حيث الماضي كان حاضرا،
والحاضر كان مستقبلا، والمستقبل سوف يصبح حاضرا، والحاضر
سوف يصير ماضيا وهكذا!
إذن، الأهم هو أن تحيى لحظتك، وتدرك قيمة ما يجري حولك،
فتكون فاعلا فيه ولو بالإحساس الموجب، والتعاطف الودي، فلا
تبقى خارج الزمن الذي وجدنا عبره لنشكل قسماته البديعة ونرسم
أشياءه الجميلة التي توحي بالفأل والأمل، ونمحو تلك الخربشات
الهجينة التي تزرع في وجدانات أطفالنا الفزع والوجل، وتنفي من
أشجارنا الطيور، ومن حقولنا أريج الزهور والسنابل...
سوف لن أتحدث عن الآلام التي تنخر كيان الإنسانية، بقدرما
أُمنّي النفس بغد مشرق أتمناه لكل المناضلين الشرفاء في فلسطين
والعراق، لكل الأصدقاء الأفاضل الذين جمعني بهم الحرف والسؤال
والهم الثقافي وغير الثقافي، لكل اللاجئين الذين أشبههم دوما بذلك
العصفور الذي يفزعه الرحيل، لكن رغم ذلك يظل صامدا في وجه الريح
مثل أشجار الأرز والصنوبر! لكل المنبوذين الذين شردتهم الأنظمة المزيفة، لكن
يظل الوطن يحضن ذكراهم رغم البعاد والمسافات والماء، لكل المستضعفين في
الأرض، لا لشيء إلا لأنهم شرفاء يؤمنون بقيمة الإنسان الذي يسكنهم ويسكن
غيرهم في كل الأمكنة وعبر كل الأزمنة.
#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)
Tijani_Boulaouali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟