احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:44
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عزمني أحد اصدقائي للسهرة سوية ليلة السبت القادم احتفاء بالعام الجديد.
قال، هموم الدنيا كثيرة، وما في خبر بسر القلب، والقلوب معمّلة من كثرة المصائب، ولكن غصبن عن رأس شارون وبوش لن نكون اسرى اليأس والاحباط المميت وندفن تفاؤلنا الواعي بالغد الافضل في مقبرة الضياع، سنحتفل بمستقبل نجاهد من اجله.
تبسمت وقلت له، موقفك يذكرني بجار الرضا "ابو حسين" الذي جاورناه عشر سنين حتى "تمدّنّا" وانتقلنا من البراكية للسكن في بيت مبني من حجارة البلوكات. فجارنا وزوجته ام حسين كانا من حيث الطبائع ضدينلا يلتقيان، ابو حسين هادئ الطباع بالكاد تسمع صوته وام حسين حادة الطباع صوتها يملأ الحارة عندما تتحدث. دار الدهر قفاه لابي حسين وركبه النحس ولم يوفق بالصمود في أي شغلة، جرب حظه في تجارة الرابش (الملابس العتيقة) وسريعا ما افلس، خرّبت بيته "ام موشي" التي غمرت السوق ببضائعها الرخيصة، تعلم لف الحصر والكراسي ولم يصمد في منافسة "الدوامنة" ولم يسلم من لسان زوجته السليط ونقها وولولتها واتهامه انه خلق والخيبة معه. كان يمتص عواصفها وزوابعها بجملة يرددها دائما: استغفري الله يا حرمة، "بقاء الحال من المحال" ستفرج باذن الله. وجاءه الفرج اخيرا بعد نزوله الى العمل في العمار وبعد ان اصبح اولاده ومن كده وعرق جبينه من رجالات المجتمع المحترمين.
واليوم ونحن نودع سنة ونستقبل فجر عام جديد فان الظلام الدامس الذي غطى اجواء سنة نطوي صفحتها لن يستطيع طمس ابصارنا وبصيرتنا وحرفهما عن رؤية الشعاع المنطلق بقوة مبددا دياجير الظلمة، فرغم جبروت قوة البلطجة العدوانية للمحتلين الامريكيين والاسرائيليين وما ارتكبوه من جرائم قتل وتدمير ضد الشعبين، العراقي والفلسطيني الا ان قوة الحق اقوى بما لا يقاس من حق القوة، ولن يكون مصير المحتلين واحتلالهم سوى مزبلة التاريخ، فاشراقة صباح الحرية والاستقلال الوطني على الموعد حتما مع شعبي العراق وفلسطين "فبقاء الحال من المحال" كما قال ابو حسين.
وكل عام وانتم بخير، والى اللقاء في ظروف افضل في العام الجديد.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟