أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم كطافة - لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد















المزيد.....

لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صرح السيد (قاسم داوود) وزير الأمن في حكومتنا المؤقتة، لصحيفة الرأي العام الكويتية: نطالب دمشق بالتعامل مع حدود العراق مثلما تتعامل مع الحدود الإسرائيلية.. حيث الذبابة لا تطير بدون علم....
كما يبدو تصريح الوزير العراقي فيه من المباشرة والصراحة والألم الكثير.. لكن كل هذا لا يعني شيئاً.. لأنه لا يعدو كونه أحد تداعيات سؤال محذوف، السؤال هو: ما الذي دعا سوريا إلى ضبط حدودها مع إسرائيل إلى حد أن الذبابة المسكينة لا تستطيع التحليق.. هذا السؤال لم يسأله السيد الوزير.. ومؤكد لا يجيب عليه في وسيلة إعلام من موقعه الرسمي.. لكني بصفتي مواطن لا رحت ولا جيت.. وبصفتي مقشر من أي منصب رسمي أو غير رسمي.. أستطيع السؤال وأستطيع الإجابة كذلك.
نعم، الطير لا يمرح ولا يطير عبر الحدود.. والذبابة لا تطن لتزعج جنود المخافر الإسرائيلية، وهي الهاربة من زحمة البحث في النفايات في وطن النفايات البعثية.. والثعلب لا يستطيع التسلل بحثاً عن دجاج أدسم وأسمن على الجانب الآخر من الحدود.. وأخيراً البشر لا يستطيع الاقتراب أكثر من تلك المسافة المحسوبة، والموقع عليها في الاتفاقات الثنائية بين الحكومة السورية الحالية المعادية لإسرائيل للعظم والحكومة الإسرائيلية صاحبة الجيش المحتل لهضبة الجولان السورية.. البشر لا يقترب إلى تلك المساحة المحسوبة إلا في مناسبة واحدة كل سنة، أسموها يوم الجلاء.. تأخذ الأحزاب اليسارية والقومية والناصرية المتكرشة في جبهة البعث الوطنية والقومية، تأخذ منتسبيها وعوائلهم ببولمانات حديثة إلى تلك المساحة المسموح بها.. والتي تتحول إلى ما يشبه تلك الزاوية في الهايد بارك اللندني، زاوية الحرية.. للمناداة على أشباههم خلف الحدود من وراء السياج العازل.. يستعملون كل وسائل التوصيل المسموح بها من مكبرات الصوت إلى الصراخ الحر باستخدام الحناجر، حتى أنك تسمع لأول مرة في حياتك الـ(كيفكممممممممممم) كيف تتمدد على مسافة تقترب من الكيلو متر.. ليعود الجواب (ملاححححححححححححح....) بنفس المسافة.. يأخذ صناديد سوريا النشامى معهم أكلهم وشربهم الكحولي وغير الكحولي ومازاتهم من تبولة ومتبل وحمص بطحينة ومشاوي وغيرها الكثير.. لتعينهم على الصراخ ولتمضية الوقت من الصباح إلى المساء، بين كل جولة صراخ وأخرى تكون هناك دبكة وهلاهل وبضعة كؤوس من السائل الحريف (يلعن حريشه..) الأمر لا يعدو كونه (سيران) باللهجة الشامية.. (سيران التحرير).. سيران سنوي.. وعند المساء يعود منتسبي تلك الأحزاب السياسية، بعد أن انتفخت كروشهم وأحمرت أوداجهم من التحرير.. يعودون إلى مدنهم، منهكين من مشوار الصراخ والعياط والعويل و.... القهر.. ليسجلوا في التقارير الإنجازية المقدمة إلى هيئاتهم القيادية إنجاز يوم الجلاء.. رغم أن مناسبة يوم الجلاء هي لجلاء آخر، قصد به المستعمر الفرنسي وليس جلاء المحتل الإسرائيلي الذي لا يريد أن يجلي عن الهضبة.. ولا سكان الهضبة السوريون يسمحون له بتلك الفعلة.. من هذا المجنون الذي يعود القهقري من دولة القانون والحريات والديمقراطية وإن كانت محتلة إلى دولة العبودية والفقر والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وإن كانت هي الدولة الوطنية..؟
أما ما هو السبب الذي جعل السيدة (سوريا) تتصرف بكل هذا الأتيكيت الحضاري.. بأتباعها أرقى الأساليب الحضارية في استعادة الحقوق، عبر الصراخ من خلف السياج يوم واحد في السنة..؟ السبب يا سادتي هو (إسرائيل).. نعم.. (إسرائيل) عدوتنا اللدود.. لقد أفهمت هذه الـ(إسرائيل) السيدة المحترمة (سوريا) أنها لا تجيد المزح في موضوع عبور الحدود.. وكانت لصولاتها الأثر الماثل في ذاكرة قياديي الدولة البعثية.. أفهمتهم بالصورة والصوت.. هذه حدودكم.. وهذه حدودي.. سنحرق الإصبع الذي يمتد خلف السياج.. ونفقأ العين التي تترصد من خلف السياج.. ونمزق الجسد الذي يعبر السياج.. أكثر من هذا.. أن يدنا هي أطول يد في منطقتكم كلها.. هي ذاتها اليد التي تربت على كتف هذا الشيخ أو ذاك.. وهي نفسها التي تقلقل خصية هذا الأمير أو هذا الرئيس أو ذاك لو فكر أن يلعب بذيله.. يدنا تطول كل شيء في دولة البعث.. وإلا لماذا لم يخطر هذا السؤال ببال أحدكم: لماذا حرص البعث على خوض حروبه في أي مكان في العالم، باستثناء المكان الوحيد الذي كان عليه أن يخوض حروبه فيه وهو إسرائيل.. ألم يحاول الوصول إلى القدس عبر عبادان.. وبعدها عبر الكويت.. وقبلها عبر أجساد الأكراد.. وبعدها عبر أجساد أبناء الجنوب العراقي والفرات الأوسط.. ألم يحارب البعث السوري إسرائيل عبر لبنان.. وهو ما زال هناك لمحاربتها ومناكفتها بأجساد اللبنانيين وأرضهم.. وها هو يحارب إسرائيل عبر أجساد العراقيين ومدنهم.. أنه البعث.. وما أدراك ما البعث.. لكن السبب يبقى هو إسرائيل يا سيادة الوزير ويا عراقيون.. إسرائيل التي أخذت من العرب العاربة القول الشائع: من يرشني بماء أرشه بدم. هي أخذته لأن العرب وبعد أن جعلوا من أنفسهم هزأة بين الأمم لم يعودوا جديرين به.. هم ما زالوا يرشون أعدائهم بماء الورد لكنهم يرشون أشباههم بسيول من الدماء.. حين يصل العراق بجيشه وشرطته وقوى أمنه إلى هذه المرحلة.. عندها وعندها فقط يا سيادة الوزير، سوف لا نحتاج إلى التصريح في هذه الصحيفة أو تلك عن سوريا والذبان والثعالب وووو.. عندها ستجد الوزراء السوريين قد وضعوا أسمائهم على لائحة الانتظار.. للقاء السيد الوزير العراقي.. لتقديم ما يلزم العراق الشقيق من مساعدة.. عندها.. وعندها فقط.. ستترجم سوريا حديثها عن الأخوة والجيرة وروابط الشعبين إلى حقائق على الأرض.. حقائق من التواصل الاستخباراتي.. عندها سوف يفاجئك السوريون باكتشافهم لشبكة تخريب في بغداد ومعلومات مفصلة عن تلك الشبكة، ومعها سؤال يضعوه على طاولة وزيرنا: هل يريد سيادتكم التعامل مع هذه الشبكة القذرة.. أم يتركنا نحن نواصل مشوارنا معهم...؟ كما قلت الشبكة في بغداد وليس في دمشق أو البوكمال.. وستجد يا سيادة الوزير كل يوم تقارير المخابرات السورية عن الأفعال التي تعجبك مطروحة على مكتبك.. هم من يكتشف الخلايا وهم من يدمرها.. وهم من يكتب لك التقارير.. لماذا كل هذا..؟ هذا الجواب أعفيني منه.. لأنه سيدخلني في دوامة العرق العربي.. وأعراض ونتائج الاستبداد الشرقي.. وأخلاق العبيد المكتسبة من أخلاق أسيادها.. ووووو الكثير من دوخة الرأس.. أعذرني يا سيادة الوزير.. دعنا في موضوعنا.. لنبني جيشنا وشرطتنا وقوى أمننا.. لنستفد من هذا الدعم الدولي النادر المثال في تاريخنا.. لنشعرهم بيدنا الطويلة في داخل أمنهم.. لنرسل لهم بين كل خمسة طرود يرسلونها إلى شوارعنا لتمزق أجساد أبناءنا.. طرد واحد لكن مفكر فيه ومدروس بالطريقة الإسرائيلية وليست العربية.. لأن الذهنية العربية ذهنية ثأر وانفعال مباشر.. الذهنية الإسرائيلية وهي ذهنية عدونا.. ذهنية علمية تحيط بالشيء من كل الأطراف.. ما العيب لو استفدنا من خبرة أعدائنا.. هم أعدائنا صحيح.. لكنهم انتصروا علينا بوسائل وأساليب تثير الإعجاب.. وبنوا دولتهم وفق أرقى النظم في العالم من اللاشيء.. بينما نحن كما ترون جميعاً حولنا دولنا التي كانت قائمة إلى اللاشيء.. دولنا الآن مجرد أرقام في المنظمات الدولية والأقليمية.. أرقام لا تهش ولا تبش.. نتشاطر ونتجاسر على أشباهنا خصوصاً إذا لمسنا ضعفاً في هذا الشبيه.. أنها أخلاق الضباع.. وهؤلاء الملثمون الذين ملئوا بلدنا خراباً ودماراً هم جنود الأنظمة الضبعية والأخلاق الضبعية.. الله يكون في عوننا على اجتياز أكره وأحقر وأقبح فترة من تاريخ أي شعب.. وهي الفترة الانتقالية.. الله يكون في عون العراق وشعب العراق...



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات
- شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
- شيوعيون أصوليون
- العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
- حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة
- شارع القدور
- ماذا تبقى من مشروع لجنة اجتثاث البعث..؟
- كرسافة


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم كطافة - لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد