أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - الفكر الماركسي والظاهرة القومية














المزيد.....

الفكر الماركسي والظاهرة القومية


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 16:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية هي فكر فلسفي واقتصادي واجتماعي وسياسي متكامل يتناول مختلف جوانب حياة الانسان والمجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر مختلف مراحل تطور الحياة والمجتمع والانسان، وهو فكر يتطور مع تطور الحياة وحاجات الانسان.

ويحلل تطور التاريخ الاجتماعي للانسان تحليلا علميا ويستنتج ويستخلص من خلال ذلك ما هو ملائم ومنسجم مع الحياة المتجددة وقد صاغ ذلك بمنطلقاته النظرية المتمثلة في "المادية التاريخية" و"المادية الدايلكتيكية" و"الاقتصاد السياسي".

فالماركسية منذ ظهورها وقفت بالضد من استغلال الانسان للانسان بكل اشكاله ووقفت ضد الظلم وعدم المساواة بين الناس داخل المجتمع الواحد المتعدد القوميات والاديان والمذاهب والطبقات.
وكذلك بين المجتمعات المختلفة ضمن اطارها الجغرافي كدول في مراحل الغزو والاحتلال والاستعمار عبر مراحل التأريخ دون ان تميز بين الظالمين والمظلومين بسبب الانتماء القومي او الديني او الطائفي او الطبقي، بل وقفت مع المظلوم ضد الظالم باعتبارها فكرا ينادي ويدعو الى الغاء الفوارق القومية والدينية والاجتماعية والجنسية واللونية والطبقية او غيرها بين البشر.

وبالتالي الماركسية فكر انساني مساواتي يبغي خلق المساواة ونشر العدالة بين الناس، وهو فكر يدعو الى السلام وينبذ الحروب، ويدعو الى بناء مجتمع تتساوى فيه الاقليات مع الاكثريات في كل شيء.
وكذلك يدعو الى توزيع ثروة المجتمع وفق الجهد المبذول في مرحلة بناء المجتمع الاشتراكي وفق المبدأ "من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله" وان يكون توزيع الثروة وفق "الحاجة" في مرحلة بناء المجتمع الشيوعي وفق المبدأ "من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته".

أما القومية فأفكارها الأساسية تتناقض مع لب الأفكار الماركسية ، من حيث أن رؤية القوميين تؤكد على أن مصدر الصراع في عالمنا المعاصر هو التناقض فيما بين الدول القومية المختلفة. ويرى القوميون بالتبعية أن الصراع بين الطبقة الحاكمة المستغلة وبين الأغلبية من جماهير المستغلين ينبغي أن يوضع في مرتبة ثانوية، هذا إن لم يتم إلغاء تأثيره تمامًا.

وهكذا نجد أن الحركات القومية تعتبر أن كلاً من الماركسية والماركسيين يمثلان تهديدًا لوحدة الأمة في مواجهة الأخطار الخارجية ، وأن الصراع الطبقي يعد تغليبًا لمصلحة فئة على أخرى دون حق . هذا بينما ترى الماركسية على العكس أن الانقسامات القومية هي صورة خاصة من تجليات الصراع الطبقي ، وإن صعود ثم رسوخ الدولة القومية يعتبر استجابة لمتطلبات تطور الرأسمالية العالمية ، وإن نظام الدولة القومية هو شكل سياسي فريد يتحكم في الشعوب لتسهيل استغلالها بواسطة رأس المال .

وقد اقترن ظهور الدولة القومية الحديثة ببزوغ الطبقة البرجوازية كقوة اقتصادية مسيطرة. فقد احتاجت الرأسمالية الصاعدة سوقًا قوميًا موحدًا. ولذا كان عليها تكسير العوائق المحلية مثل الضرائب المحلية وأنظمة النقد والقياس المختلفة. وقد سعت الرأسمالية أيضًا لضمان حرية انتقال العمل من أجل توفيره لعملية الاستغلال، في نفس الوقت الذي احتاجت فيه إلى لغة موحدة لتكون لغة المعاملات التجارية. وفي هذا السياق لعبت الدولة القومية دورًا حاسمًا لتهيئة البنية الأساسية وتعبئة الموارد لكي يعمل ويتنافس الرأسماليون.

ومع دخول الرأسمالية في العصر الإمبريالي بدءًا من أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت ظاهرة نشوء الدول القومية مرتبطة في جانب أساسي منها بالنضال ضد الاستعمار. فقد نشأت جملة من الدول القومية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية من خلال كفاح الطبقات الحديثة (التي ظهرت إلى الوجود بسبب التأثيرات المعقدة لعملية السيطرة الاستعمارية) في سبيل التحرر الوطني

وهناك عدة عوامل لعبت دورًا في استمرار الظاهرة القومية إلى وقتنا هذا. وبين هذه العوامل يلعب العامل الخاص بطبيعة واحتياجات الرأسمالية عمومًا، وفي مرحلتها الإمبريالية بالذات، الدور الأساسي والمحوري. فمن ناحية أولى تلعب الدولة القومية دورًا حاسمًا في الدفاع عن مصالح الطبقة الرأسمالية في مواجهة عمالها وفقرائها. فجهاز الدولة، بجيشه وشرطته وسجونه ومحاكمه، ضروري للحفاظ على النظام – والنظام هنا يعني سلطة رأس المال في المصنع، وحرية الملكية الخاصة في المزرعة، وحق الثورة في التوسع والنمو على حساب المستغلين...

وبتتبع تاريخ الاشتراكية الثورية نجد أن أنصارها واجهوا منذ اللحظة الأولى معضلات تتبع من تعدد أوجه الظاهرة القومية وتقلب مضمونها من مرحلة إلى أخرى . قليلون هم الذين امتلكوا قدرًا كافيًا من “الشجاعة الغبية” مكنتهم من إهمال القضية اكتفاء بالترديد الأعمى للفكرة (الصحيحة) المجردة القائلة بضرورة الوحدة الأممية للعمال . وقد فشل هؤلاء – حتى بالرغم من إخلاص بعضهم – في بلورة أي موقف مبدئي عملي من المعارك القومية العديدة المشتعلة في عالمنا.

وعلى جانب آخر، نجد أن ماركس ثم لينين يمثلان نموذجين ناجحين للمواجهة الصحيحة للمسألة القومية . صحيح أنهما لم يقدما لنا نظرية نهائية متكاملة بهذا الشأن – لاستحالة وجود نظرية نهائية بهذا الخصوص – لكن تجربتهما السياسية والفكرية تمثل ضوءًا هاديًا لكل الاشتراكيين الثوريين حتى الآن .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك الموسوعة
- رأس السنة الأمازيغية وعمق التاريخ
- الديموقراطية بين الدين والليبرالية والماركسية ...
- ثورة زنجبار وتصفية الحسابات
- بعض الديانات عند الأمازيغ عبر التاريخ ..
- آفة الفساد في الدول المغاربية وحتمية المعالجة السريعة ...
- هل هدا من الاختيار الديموقراطي ؟؟؟
- الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية ...
- الإمبريالية الأمريكية والإرهاب
- حركة 20 فبراير قوية بمناضليها ... وليس بالشوائب الملتصقة بها ...
- ثورات المنطقة بين التحرر وهواجس الشعوب من الانقضاض الامبريال ...
- الثورة الثقافية المصرية على شاكلة الثورة الثقافية الصينية ، ...
- الفلسفة في يومها العالمي
- الشيوعية والنزعة الإنسانية العالية
- رسالة إلى السيد عفيف الأخضر ردا على رسالته لأردوغان
- آلية التبعية ... والاستعمار الدكي ... وضرورة الخلاص ....
- الفساد مصدره وعلاجه : الدولة
- هواجس الشعوب من حطف ثوراتها
- الإمبريالية الأمريكية بين خطابها الحقوقي الكادب وجرائمها الح ...
- بلاغ لجنة المتابعة للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - الفكر الماركسي والظاهرة القومية