|
يوميات عراقية من مدينة بغداد الجريحة
جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي
(Bashara Jawad)
الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كيف يعيش المواطن العراقي العادي في ظل الظروف التي يمر العراق بها في الوقت الراهن؟ وكيف يعيش غير العراقيين المقيمون في العراق؟ عندما تطأ أقدامك مدينة بغداد تشعر أنها مدينة محتلة وفي حالة يصعب شرحها ومع ذلك يحدث فيها في كل لحظة مايذكرنا بمأساتها ومعاناتها وصعوبة العيش فيها . فالخدمات مفقودة والكهرباء شحيحة وغائبة معظم ساعات النهار والليل المياه ملوثة والوقود مفقود ويباع بعشرة اضعاف سعره في السوق السوداء وقلة المعاش والتضخم وارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش إلى حدود لامعقولة والأحياء الشعبية مهملة والمجاري معطلة والقمامة متراكمة في تلال في كل زاوية من زوايا بغداد مع مايترتب على مثل هذا المشهد من اشمئزاز ومخاطر صحية.وأسوأ ما فيها أنها خطرة في الليل والنهار يجثم فوق صدرها كابوس الاحتلال. والاحتلال الأمريكي يعني من بين اشياء أخرى كثيرة فضائح سجن أبو غريب وعمليات الاعتقال العشوائية والتعذيب والسجون وحالة الطواريء والإهانات التي يتعرض لها شعب بأكمله من قبل قوات الاحتلال .لم تعد بغداد وحدة جغرافية متناسقة ومنظَمة كما كان حالها عندما كانت عاصمة متألقة ومتنورة تتلألأ كالثريا.فبغداد اليوم تعني أيضاَ المنطقة الخضراء التي كانت جنة أرضية حكرا على رأس النظام السابق وعائلته وباتت اليوم مساحة واسعة أمريكية ـ عراقية زرعت في قلب المدينة يفترض أنها ترمز إلى ( عراق جديد).إلاَ أنه عراق بعيد جداَ عن العراق الواقعي الذي يضحك فيه سكانه ويبكون وتتراقص في سمائه باليه الطائرات والمروحيات وتزحم شوارعه الأرتال العسكرية حيث تكون سبطانات المدافع فيها موجهة إلى السكان باعتبارهم الأعداء المفترضين فكل مواطن هو بمثابة عدو كامن للجندي المحتل.هناك احتلال آخر هو نتيجة بديهية للاحتلال الأول فالشعب محتل من قبل العناصر المسلحة من جهة وقوات الاحتلال الأجنبية من جهة أخرى والكل يجوب الشوارع والأحياء والمناطق المتوترة والآهلة بالسكان والطرق الرئيسية التي تربط بين المدن حيث يحوم الموت في كل لحظة. الاحتلال يعني أيضاً مشاهد البنايات المهدمة والواجهات المدمرة والسيارات المحترق على جانبي الطرق وفوق الأرصفة وبقايا السيارات المفخخة المتفجرة التي كانت تبحث عن أهدافها دون تمييز بين ما هو عسكري وماهو مدني، وآثار الرصاص والقذائف على واجهات المنازل والمحلات في شارع حيفا وغيره من الشوارع حيث يتمركز المسلحون المتمردون على بعد مائة متر من المنطقة الخضراء. والاحتلال هو كذلك طريق المطار حيث الأشجار المقطوعة وبقايا الكمائن المنصوبة وآثار الهجمات العسكرية المسلحة للنيل من قوات الاحتلال والطائرات المدنية التي تحلق في السماء وتهبط بطريقة حلزونية لتفادي صواريخ المتمردين، إنه ايضاً الشوارع المفخخة والعبوات الناسفة والألغام التي تقتل الأطفال والنساء البرياء ، إنه الخوف الذي يسكن النظرات والتهديد الذي يقرأ على الوجوه والخوف الساكن في القلوب. الاحتلال الآخر هو عمليات الخطف والقتل والسرقة والنهب والنصب التي تطال العراقيين والأجانب على السواء وكل ما يمثل فريسة سهلة الاصطياد. هناك ايضاً الاحتلال الخفي الذي يقبع في النفوس ويتجسد في عبارات تخلو من المعقوليةمن قبيل ( صدام اختفى ولكن ها أنت ترى اليوم أن كل عراقي هو مشروع لصدام صغير) هذا ما يفكر فيه الطالب عمار الذي يعتقد أن السم يأتي من الداخل حيث شوَهت ثلاث عقود من الديكتاتورية المتوحشة ذات النكهة التكريتية النفوس والأخلاق علما أن أغلب العراقيين يعتقدون أنفسهم ملائكة طيبون ومسالمون وضحايا لقوى الشر الشيطانية القادمة من الخارج ويرددون مقولات هم أنفسهم لايصدقونها لكنه يرغبون إقناع الآخرين بها وهي أن بلدهم مليء بالبشر الطيبين المضيافين والمتسامحين وبالتالي فإن عدو العراق هو بالضرورة أجنبي وليس عراقي وأول المتهمين هي أمريكا والقاعدة ودول الجوار .ويردد عمار هذه الجملة اليائسة:" لن نكون أحراراَ أبداً طالما مايزال صدام يعيش في رؤوسنا" وهو يعني بذلك السلوكيات والمزاج العام وطريقة العيش ومنظومة القيم التي تحكم الفرد العراقي لذا فهو العراقي الأصيل يعتقد متيقناً من أن عدو العراق هم العراقيون أنفسهم قبل أي كان:" تحت حكم ديكتاتورية صدام كان العراقيون ذئاباً فيما بينهم ينهش بعضهم بعضاً وكان هناك أموات كثيرون وقتلى وعمليات اختفاء وتعذيب وحشي ، ومع ذلك فإن حياة الفرد العراقي اليوم وما يعيشه مع هذه الحرب وتبعاتها لايقل تقل ماساوية . فتحت الاحتلال وأعمال العنف البشعة اختفى التضامن الاجتماعي وضاعت الثقة فلك يعد المواطن العراقي يخاف من مخابرات صدام حسين الرهيبة فقط كما كان الحال في السابق ، بل من إنسان يسير في الشارع وحتى من الجيران والقارب الأقل حضاً في الحياة فالخطر يتربص بالناس في كل مكان. ولم يعد الناس في العراق يفكرون سوى بالبقاء على ثيد الحياة والحصول على الدولارات حتى وإن كان ذلك على حساب الآخرين أو بالضد من مصلحة الوطن. وهكذا اخترا البغداديون وغيرهم من العراقيون ، العزلة الطوعية . الكثيرون منهم لم يعد يغادر منزله إلا نادراً ويمنع أطفاله من الذهاب إلى المدارس ويمنع الصبيان الصغار من لعب كرة القدم في الساحات العامة والأزقة ويمنع الفتيات الصغار من الخرود لشراء الآيس كريم والمرطبات . تغيرت الحياة حتى داخل المنزل فالأبواب مغلقة والأدوات المنزلية ذات القيمة كالأدوات الكهربائية والتحفيات توضع في غرفة مصفحة واحدة ويغلق عليها خوفاً من سرقتها وبعيداً عن أعين الجيران وفضولهم فالأغنياء يعيشون هاجس الخطف ودفع الدية لذا يجب إخفاء مظاهر الثراء وعدم تبديل السيارات القديمة بأخرى جديدة والشكوى والتذمر بصوت عال من الغلاء وقلة الحيلة وارتفاع السعار الدائم بغية عدم غثارة الأطماع من أجل المزيد من الأمن فدعوة الجيران لمأدبة بات أمراً نادراً إن لم نقل غائباً كلياً والجميع يفضل البقاء داخل العائلة بعيداً عن الخطر والأنظار ، قفضلا عن خزف الأقليات الدينية في العراق من التعرض لإعتداءات المتطرفين ةالسلفيين الذين يبحيون لأنفسهم كل شيء فيما يخص هذه الأقليات الدينية ( المسيحيين والصائبة والأزيدين). الحرية بالنسبة للعراقيين اليوم هي التلفزيون وقنواته الفضائية التي كانوا محرومين منها طيلة عقود طويلة. وكذلك الانترنيت ، هذا على الأقل مايعتقدونه هم إلى أن يكتشفون واقعاً آخر يمثل الجانب السلبي لهذه الحرية . فالجامعية منى فاجئت زوجها المحبط يستيقظ ليلاً ليسكر وحيداً وهو يشاهد نشرات الأخبار التلفزيونية بكل ما فيها من غث وسمين ، أما إبنها محمد فيقضي لياليه هو الآخر في غرفته وهو يشاهد الأفلام الجنسية والإباحية . السيدة نهة لاتدري ماذا تفعل وهي تراقب إبنها أحمد ينتقل من موقع إسلامي متطرف إلى آخر وهو يتعقب بشغف مشاهد ذبح الرهائن التي تبثها مواقع الانترنيت حتى بات مشهد الدين يفتنه ويثير شغفه . وفي أحد الأيام أصابته أزمة عصبية فقد فيها السيطرة على نفسه وبات يتلوى على أرض الغرفة وهو يضرب راسه بالجدار ويشتم الدين والوطن ويهين المقدسات ويصرخ أنه يفضل أن يكون يهوديا أو صينياً على أن يكون مسلماً أو عراقياً . ثم يستعيد توازنه بعد برهة ليعود كالمنوَم مغناطيسياً إلى عادته السابقة مسمراً أمام شاشة الحاسبة الالكترونية ، بينما تعتقد والدته أنها إذا ما حاولت حرمانه من الانترنيت فسوف يصاب بالجنون أو يرتكب حماقة ضد نفسه أو ضد عائلته وإن هذا البصيص من " الحرية" سوف يقوده لا محالة إلى أخصائي الأمراض العصبية والنفسية . أما شقيقته المراهقة عليا فتشكو من الضجر وتسليتها الوحيدة للهروب من السجن العائلي هو الذهب إلى المدرسة رغم المخاطر التي تتعرض لها وعندما منعتها والدتها من الذهاب خوفاً من الخطف والاغتصاب والقتل على يد العصابات المسلحة أو خوفا من تعرضها للعقاب الجسدي والتشويه على يد المتطرفين السلفيين لأنها بدون حجاب وترفض أن تلبسه لأنه يحد من حريتها ويخفي جمالها. بعد شهر من الكوابيس التي عاشتها العائلة بسبب إصرار الفتاة على الذهاب إلى المدرسة سقطت قذيفة على بيت جيرانهم بدل مركز الشرطة المجاور الذي كانت القذيفة موجهة إليه ولسوء حظ الضحايا سقطت القذيفة على قنينة غاز فأحرقت المنزل المجاور بأكمله وأحرقت أفراده وتفحمت جث العائلة التي تقطنه والمكونة من ستة أشخاص ، شهدت عليا هذا المنظر المريع فحبست نفسها في غرفتها وهي تصرخ كالمجنونة أريد أن أترك العراق لا أريد البقاء لحظة أخرى ، أريد أن أموت فالموت أفضل ... هناك ظاهرة مخيفة تجري في صمت اليوم في العراق وهي ظاهرة هجرة العقول والكفاءات المتخصصة لايما الغنية منها فأحدهم تعرض إبنه للخطف بعد أن باعه صديق طفولته وزميله في الدراسة لخمسة عشر عاما إلى عصابة مسلحة مقابل 2000 دولار واضطر والده لبيع ما عنده بيوت وسيارات لدفع الدية التي وصلت إلى نصف مليون دولار وغادر هو وإبنه في اليوم التالي لإطلاق سراح هذا الأخير إلى ألأردن ومنها إلى أوروبا فهو طبيب معروف . وآخر باع السائق أبنته عند عودتها من لالجمعة إلى المتطرفين الذين اغتصبوها ثم طابو بفديتها وبلغت 150 ألف دولار فهذا كل ما عنده وغادر هو الآخر العراق فوراً إلى سوريا . وثالث هو أستاذ جامعي سقطت قذائف أمريكية على بيته في شارع حيفا واحرقته كلياً غلأى جانب تهديد السلفيين له ولزوجته السافرة ففضل الانسحاب بهدوء ومغادرة العراق وهكذا دواليك. يتفق العراقيون جميعاً، فيما عدا استثناءات قليلة، على أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفعل سوى تعميق الأزمة لاعراقية المستعصية منذ أكثر من عقدين ، ولم تنجح في تغيير أي شيء ملموس في حياتهم بعد مضي عشرين شهراً على سقوط نظام صدام حسين الديكتاتوري . وحتى الذين كانوا فرحين بنهاية الطاغية لاتخرج من أفواههم اليوم سوى الحسرة والأسف والندم على حماسهم وتفؤلهم ولم نعد نسمع سوى تلك العبارة اليائسة التي تتردد على الشفاه(سوف نغادر إن عاجلاً أم آجلاً فلقد انتهى كل شيء) وذلك نتيجة لهذا الإخفاق الأمريكي في العراق فالنخبة والشباب على نحو خاص لايحلمون سوى بالهروب من البلد فالمستقبل بالنسبة لهؤلاء ليس سوى وهم في الرؤوس وجحيم في الواقع. هناك الوطنيوين والقوميون الذين يخففون هذه اللهجة اليائسة بالقول ( لكننا سوف نعود) وفي نظراتهم ذلك الوميض من الشك والتردد فمنهم من غادر وهو عازم على النسيان وعدم العودة مهما آلت إليه الأمور ومهما تغيرت فالعراق اليوم بنظرهم هو مملكة العنف والإرهاب والهوس والاحباط. فكل عراقي يشعر أنه سجين قدره وضائع في محيط معادي له وهو وحيد بلا سند. لم يتوقع أحد ما آلت إليه أوضاع هذا البلد الممزق خلال العشرين شهراً الماضية ومن المفاؤقة القول إن أعتى المعارضين للغزو الأمريكي كانوا يعتقدون في دواخلهم أن أمريكا سوف تنجح في رهانها فهي غامرت لتنجح وهي محكومة بالنجاح ولاتسمح لنفسها بالفشل . فالعراقيون منهكون من جراء ثلاثة عقود من الحروب والاستنزاف والقمع والاضطهاد والعزلة الدولية والحصار ولاتوجد لديهم رغبة أو إستعداد للمواصلة ومقارعة أعظم قوة سياسية واقتصادية في العالم . فمرحلة ما بعد صدام باتت رديفة للمجهول والخوف من الحرب الأهلية وتقسيم العراق وبالتالي فإن المعجزة قد تحدث فيما لو نجح جورج دبليو بوش في جعل العراق فناراً وإنموذجاً يحتذى للشرق الأوسط لاسيما وإن تاريخ هذا البلد وإمكاناته يشهدان له بذلك بما يمتلكه من ثروات طبيعية وبشرية هائلة. صدق البعض فكرة أن يصبح العراق الديموقراطية الأولى الحقيقية في العالم العربي ولكن وقبل اسابيع معدودة من تاريخ إجراء الانتخابات مازال الشارع يتساءل كيف ستجري هذه لانتخابات في مثل هذه الظروف الأمنية المتدهورة إذا كانت قوات الشرطة غير قادرة على حماية نفسها من ضربات وهجمات المتمردين المسلحين فكيف ستحمي مراكز ودوائر الانتخابات؟ والمعروف أن أمريكا عازمة على ضمان صعود بعض القوى الموالية لها مهما كان الثمن ومهما كانت الوسائل الكفيلة بذلك. ورغم اليأس المنتشر بين الناس عن إمكانية إجراء انتخابات نزيهة وحرة مازال البعض يصدق ذلك ويبني عليه الآمال لاسيما سكان المنطقة الخضراء حيث الملاجيء المحصنة التي يقطنها قادة البلد الحاليون . البعض الآخر يأمل لكنه لايجرؤ على الجهر بذلك خوفاً من السخرية به إن لم نقل معاقبته ، فالجهر بذلك خارج المنطقة الخضراء يعني الموت لامحالة. خرج العراق من ديكتاتورية مستبدة ووحشية ليقع في مجموعة ديكتاتوريات متنوعة فهناك ديكتاتورية الاحتلال وديكتاتورية الإرهابيين ودكتاتورية المتمردين وديكتاتورية الخارجين على القانون وقطاع الطرق والعصابات المنظَمة وديكتاتورية رجال المال والتجار والمستغلين والمهربين . فهناك من جهة المحتل الذي قام بتصفية صدام حسين ونظامه وجلب إلى البلد " حرية الكلام وخحرية التعبير وحرية المعتقد والدين وممارسة الشعائر ، إلا أنه مع ذلك يفرض ديكتاتورية عسكرية إذ لاوجود للديموقراطية تحت حراب الاحتلال، ومن جهة أخرى هناك التمرد المسلح بكافة أشكاله وصوره الذي ينشر الرعب ويرفض حرية التعبير والكلام التي استعادها الشعب العراقي بعد سقوط الديكتاتورية لكنه لم يتمتع بها طويلا إذ بات المواطن يخاف من الحديث في اي موضوع يمكن أن يثير غضب هؤلاء ويتعرض لعقابهم فهو مرغم على تسميتهم بالمجاهدين وابطال المقاومة وإلا فالموت مصيره.حاولت العناصر المسلحة المتمردة على السلطة التي فرضتها قوات الاحتلال أن تفرض قانونها السياسي والديني ومعاييرها الأخلاقية فتقوم بتشكيل المحاكم وتوجيه التهم والإدانة وتنفيذ العقوبات دون رادع . يعتقد أحد الكتاب العراقيين أن للديكتاتورية وجوه عدة في العراق ، فهناك ديكتاتورية الجيش الأمريكية وديكتاتورية الحكومة الحالية وديكتاتورية العناصر المسلحة الأجنبية والعربية المتسللة بكل اتجاهاتها وتنوعاتها وميولها وهناك ديكتاتورية فلول النظام السابق التي مازالت تفرض سيطرتها على الكثير من المناطق والأحياء إن لم نقل مدن بأكملها كما هو الحال أحياناً في الموصل وعض مناطق تكريت ، وهناك ديكتاتورية العصابات المسلحة من المرجمين وقطاع الطرق وهناك ديكتاتورية العناصر السلفية والوهابية المسلحة وديكتاتورية الميليشيات الشيعية المسلحة التابعة لمقتدى الصدر وهناك ديكتاتورية شقاوات الأحياء والعاطلين عن العمل من حملة الكلاشنيكوف . أي أن العراقيين برأي هذا الكاتب أصبحوا كلهم ( صدام مصغر ) فهم يعيشون تناقضاتهم التي وقعوا فريستها فهم في الفخ بين المحتل والمتمرد عليهويعيشون بين معسكرين لهما مؤيدون تبعاً لمصالح كل منهما. هناك ديكتاتورية العب التي يعشها الأغنياء والطبقة المرفهة في كل مكان فهم عرضة للاختطاف والابتزاز إذ باتت هذه الوسيلة هي العملة السلائدة التي تمارسها العصابات والعناصر المسلحة لتأمين مصادرها المالية مما أدى إلى خلق مناخ نفسي كابوسي . وهكذا يعيش البغداديون مأساتهم اليومية دون أن يفصحوا عن أنفسهم إلا فيما بينهم عندما يتناقشون حول الاحتلال والحرب والسيارات المفخخة والجريمة المنظَمة المتفشية والبطالة وسء الأحوال المادية والنفسية. فالسياسة رديف الموت وهي موضوع ممنوع التطرق إليه أمام العامة لذا تراهم يتحدثون في كل وفي لاشيء ، إنها سمفونية بكائية يددونها خوفاً من أن يحكم عليهم بالموت المفاجيء والاغتيال . يعزلون أنفسهم ويحلمون بالمنفى والهجرة أو يسعون لتأمين الغذاء والمأوى للنساء والأطفال والعوائل ولكبار السن وليس أمامهم سوى أن ينخرطوا في سلك الشرطة والجيش أو الحرس الوطني أي أن يكونوا رغماً عنهم متعاونين مع المحتل في نظر المعسكر المناويء وهم لاحول لهم ولا قوة ، أو أن يكونوا رغماً عنهم أيضاً ( مجاهدين) وأبطال في نظر المتمردين على السلطة وخونة وإرهابيين في نظر قوات الاحتلال وحلفائها في السلطة وفي كل الحالات هم مشاريع للشهادة والموت سواء بانفجار عبة ناسفة أو سيارة مفخخة أو رصاصة طائشة وما أكثرها. فالحرية والديموقراطية في نظر هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل والمدمنين على الكحول والمخدرات ليست سوى مفاهيم نجردة تهم الأغنياء والمرفهين فقط وما يأمله هؤلاء هو أولاً وقبل كل شيء العمل ثم تأمين الدراسة لأطفالهم . من مفارقات القدر أن الشعب العراقي لايطيق الاحتلال لكنه لايريد إنهائه فوراً ومغادرة قواته فالاحتلال جحين ونهايته المفاجئة جحيم أيضاً وهو كارثة في كلتا الحالتين فهم يخشون قراراً جنونياً من الإدارة الأمريكية بسحب قواتها المسلحة من العراق وتركه يواجه مصيره وحده غذ لو غادر رعاة البقر فستكون لالحرب الأهلية لامحالة . فالبغداديون يعتقدون إن من اختاره الأمريكيون زعيماً لهم ورئيساً لدورة ثانية هو الذي يملك بيده مفاتيح مستقبلهم ومصيرهم في العراق عبر انتخابات يفترض أن تكون حرة ونزيهة وهو أمر مستبعد كلياً في الظروف الحالية فعندما يخاف المواطن السير في الشارع الذي يقطنه فكيف له أن يختار بأمان من سيحكمه عبر عملية اقتراع غير مأمونة المخاطر؟ هذا أمر يعب تخيله فالانتخابات برأي الكثيرين شأن آخر من شؤون الأغنياء أو القادمين من الخارج والمعتادين على هذه الممارسة الديموقراطية. هذه شهادة طبيبة عراقية في آخر يوم لها من حملة التلقيح، وأثناء رجوعها إلى بغداد، مرت سيارتها فوق جسر من جذوع النخيل فوق جدول للري اسمه "البزل" وإذا بمطاردة بين سيارتين دفعتها هي ومن معها في السيارة الى التوقف فورا والخوف من الموت يغزوا أجسادهم. ووقع تبادل لاطلاق النيران أمامهم بين السيارتين فاضطروا الى الاختباء خلف مقاعد السيارة خوفا من الرصاص. وانتهت المواجهة بمقتل السائق الملاحق، ثم سحبه قاتلوه من السيارة وأشبعوه بالرصاص من رأسه إلى قدمه ثم حرقوا سيارته. واتضح بعد بضعة أيام من أقاربه، أن القتيل أب لخمسة أطفال، وقد قتل لانضمامه مؤخرا إلى الحرس الوطني. ثم منعت الجماعة التي قتلته زوجته وأقاربه من انتشال جثته لمدة ثلاثة أيام ليكون عبرة لغيره. وتواصل الطبيبة شهادتها قائلة :"انتظرنا قليلا ليهدأ الحال، ثم انطلقنا مرة أخرى إلى مقرنا في بغداد. وكنا مجبرين على استخدام الطريق الدولي السريع حيث تعرضنا لإطلاق النار من قبل القوات الأمريكية بسبب حظر المرور عليه، وذلك بسبب كثرة التفجيرات التي تقع فيه من قبل المسلحين". لقد اصبح هذا الطريق السريع مشبوها ولا يستخدمه، واتجه الناس إلى إستخدام "شارع الحلة القديم" للتنقل منذ السنة الماضية. لكن أصحاب السيارات ينجحوا في عبوره خلسة في بعض الاحيان. ثم توجهت مع فريق التلقيح الخاص بي، والمكون من سائق وممرض، إلى المناطق التابعة لمركزنا في الأطراف الجنوبية من بغداد، وبالأخص اليوسفية والمحمودية واللطيفية. وصلنا إلى مناطق بعيدة جدا مثل المدائن ولاحظت أن النظام الصدامي مازال هناك. تعرضنا للكثير من الإهانات والتهديدات، وبشكل خاص من كبار رجال العشائر هناك. وحسب قولهم إننا نعمل مع الحكومة العميلة، وأن اللقاحات من إسرائيل لقتل الأطفال. وجدنا حالة المنازل في هذه المنطقة يرثى لها، حتى أن ماء الشرب غير متوفر والعشرات من الأطفال مصابين بحالات مرضية مختلفة كالتيفويد والسلّ وغيرها من الأمراض التي يمكن ان تقتل المريض إن أهملت. لاحظنا أكثر من 15 حالة من التشوهات بسبب القذائف الخاطئة، ومختلف الإعاقات بسبب اصابات الحرب. كان الوضع صعبا لكننا اضطررنا للعودة خمسة أيام متتالية لنفس المنطقة لتغطيتها بالكامل. زرنا المنطقة تقع بين الزعفرانية والرمادي - جنوب غرب بغداد، حيث مزارع رموز النظام السابق مثل عدي وعبد حمود وعزت الدوري، وشاهدت أثاث قصورهم منثور في كل مكان. لا انسى عندما كنا نقوم بتلقيح الاطفال في إحد المنازل في بستان صغير، وإذا برجل يخرج من البيت وينصب أحد مدافع الهاون ويضرب في اتجاه شمال بغداد. كان الصوت مروعا لأنه يجاورنا وتأكدت أنه لا يعرف إن كانت ستصل إلى هدفه أم لا اوأين ستقع او من ستصيب! لكنني لم أستطع الكلام لأن الناس هناك مؤمنين بفكرة الجهاد ورجوع صدام والإطاحة بالحكومة الحالية. خفنا من أن نقتل هنا وندفن دون علم أحد بنا. وتضيف الطبيبة العراقية في شهادتها :" بعد انتهاء حملة التلقيح أصدرت وزارة الصحة العراقية بيانا قالت فيه إن عملية التلقيح نجحت بنسبة 90 بالمئة، والفشل يكمن في مناطق كالفلوجة واللطيفية والقرى المجاورة للطريق الدولي السريع. لم أكن أصدق أنني انهيت هذه المهمة، وتمكنت من العودة إلى المركز الصحي بسلام وأمان لكنني حملت معي ذكريات أليمة خلال خمسة ايام استغرقتها هذه المهمة". تقول السيدة سراب الدليمي :"اضطررنا لبيع سيارتنا لأنها باتت تكلف الكثير لصيانتها المستمرة ولا يجرأ زوجي على قيادة سيارة العمل، لأنها مستهدفة كباقي سيارات الدوائر الحكومية. لذا اكتفينا باستخدام وسائل النقل العام كسيارات الأجرة مثلا. وعلى سبيل المثال لو استخدمت سيارة أجرة من منطقتي، الدورة، إلى الكرادة سأدفع حوالي 3000 دينار، وهو أفضل لنا من الانتظار لساعات طويلة امام محطات الوقود للحصول على البنزين. جيران المنطقة فيهم من يعارض الحكومة العراقية وفيهم من يرغب في رجوع النظام. اذ تحتوي منطقة الدورة على عدد كبير من البعثيين والضباط الذين خدموا النظام بشكل واضح ومعروف للجميع. حتى أنني تجادلت مع سيدة عراقية لأنها كانت تقول "نترحم على أيام صدام لأن الأمان كان في كل مكان" حسب قولها. لم أستطع أن ابقي فمي مغلقا لفترة أطول، وسألتها: "كيف تقولين هذا وأنت تعلمين كيف كان حال البشر اثناء حكم هذا الرجل، أم أنك كنت من المستفيدين منه؟". فارتبكت وانكرت استفادتها من هذا النظام. بعد خروجها من بيت جارتي، حذرتني هذه الجارة من مجادلتها في هذا الموضوع مرة أخرى لأن إخوانها الأربعة كانوا ضباطا من الرتب العالية في الحرس الجمهوري السابق ومازالوا من ذوي النفوذ . كنا في الماضي لا نثق بالجيران خوفا من حكومة صدام، أما الآن فنخاف من المسلحين والإرهابيين المتشعبين بيننا في أحيائنا السكنية. وهذه شهادة أخرى لواقعة يومية يشهدها العراقيون في كل يوم أدلى بها ضياء عبد الوهاب لإذاعة البي بي سي :" كنت أقود السيارة فوق جسر ساحة الأندلس المؤدي الى حي الكرادة الواقع وسط بغداد، وفجأة انفجرت قنبلة تحت الجسر في لحظة مروري فوقه. لم تصل إلى السيار والحمد لله، لكني أوقفت السيارة مباشرة لأرى ما حدث. أجتمع الناس حول موقع الحادث، وجاء رجال الشرطة وانتشلوا جثتين، واحدة لرجل والأخرى لإمرأة. وأشهد امام ربي أنني لم أر بعيني أي جندي أمريكي أو شخص غير عراقي، لا قريبا ولا بعيدا. نحن نتوقع مثل هذا العمل في أي لحظة. ننظر حولنا مراقبين إن كان هناك أي كيس أو حقيبة مشبوهة متروكة على الرصيف أو بالمناطق العامة التي يكتظ فيها الناس". وأضاف يقول :" تحدث في منطقتنا أحيانا مناورات بالمسدسات والرشاشات الكلاشنكوف، وأعرف كيف أميز بينهما جيدا لأنني خدمت بالجيش لسنوات كافية علمتني الكثير. تكون الخلافات أحيانا عند سلب سيارة، أو ضد شخص ما انتسب إلى الحرس الوطني أو يعمل مع قوات التحالف. الجميع يعرف الآخر بالمنطقة ولا يستعصي على أي شخص معرفة ما يحدث للآخر. بالطبع تحدث كل هذه الامور أمام أعيننا ولكن لا يتجرأ أحد على التدخل خوفا على حياته وحياة عائلته. أكثر المناطق الساخنة والتي تكثر فيها تلك المعارك هي منطقة أبو دشير والبعيثة حيث يعتدي المسلحون باستمرار على أفراد ومراكز الشرطة. أنا لا أعلم إن كنت سأعيش يوم غد، إلا أنني انتظر كل يوم بفارغ الصبر. انتشرت تهديدات العناصر المسلحة في كل الأحياء السكنية متوجهة مباشرة للسكان المدنيين لفرض سلطة موازية لسلطة الحكومة على السكان أن يطيعوها أو يموتون فمنذ أول يوم من أيام العيد وإلى يومنا هذا والمدارس مقفلة بالنسبة للأطفال الصغار في إحدى المدارس الابتدائية وكذلك أغلقت مدرسة متوسطة في نفس الحي بسبب تهديد بالقتل كتب على حائط المدرسة للمدرسين اذا باشروا الدوام، وينتهي التهديد بالوعيد انه "قد أعذر من أنذر". أصوات الإنفجارات تزداد بعد غياب الشمس، منها أصوات مدافع الهاون أو انفجار لسيارات مفخخة على "طريق الدورة السريع" المحيط ببساتين خير الله طلفاح، خال صدام حسين. كل شيء متوفر في الأسواق الآن ، لكن الاسعار ارتفعت. أصبح سعر رغيف الخبز الواحد 50 دينارا عراقيا، وكيلو جرام التفاح الصغير الحجم 1500 دينار، وكيلو جرام الموز 1000 دينار، علما أن سعر الصرف للدينار العراقي يبلغ حوالي 1500 دينار للدولار الأمريكي الواحد. اما أسعار الأدوية العراقية الصنع فلست مرتفعة جداًعلى عكس الأجنبية فعلبة الأسبرين التي تحوي على عشرة حبات مثلا يبلغ سعرها 2500 دينار عراقي وبينما الوصفة الطبية تكلف الفرد أحيانا 10000 دينار. أزمة المواصلات كثيفة بسبب تضاعف عدد السيارات فقد أدخلت إلى العراق مايزيد عن المليون سيارة منذ سقوط النظام السابق . إذ انه بعد أن فتحت الحدود صار بالإمكان لأي فرد شراء السيارة التي يرغب بها من الخارج وإدخالها إلى العراق، ويدفع ما يقارب الخمسة بالمئة فقط من سعرها عند جمارك الحدود العراقية. السيارات أحدث من الماضي وأكثر تنوعا. السيارة التي تعتبر قديمة خارج العراق نعتبرها حديثة جدا كسيارات عام 1992 أو 1995 مثلا. وهذه شهادة خبير أجنبي أمضى عشرون يوماً في العراق:" عندما أعود بذاكرتي الآن، وانا جالس في طائرة متجهة إلى العراق، إلى تلك الرحلة المخيفة عبر الطريق بين مطار بغداد والمنطقة الخضراء، والتي تعد من أخطر الطرق في العراق. لا يزال عالقا بذاكرتي منظر ذلك الهجوم الذي تعرض له موكب متجه إلى المطار. فقد ألقى مسلح قنابل من فوق جسر على الحافلة التي كانت متجهة إلى المطار. ولكن لم يؤد هذا إلى توقف الحافلة، فقد أصر السائق (وهو من ولاية تكساس الامريكية) على مواصلة طريقه رغم إصابة العجلات بالرصاص. تتحرك الطائرة من الكويت باتجاه الموصل في الشمال حتى أعود إلى بغداد. كان الطيران إلى الموصل والهبوط في مطار الموصل سهلا. بعد إقلاعنا من مطار الموصل، بقيت الطائرة التي تحملنا، وهي طائرة نقل عسكرية من طراز "هيركيلوس"، تطير على مستوى منخفض (حتى تزداد السرعة)، ثم انطلقت الطائرة بسرعة كبيرة. أحسست خلال الرحلة بأن بطني قد نزلت إلى قدمي! لم أجرب الطيران في طائرة مثل هذه من قبل! وصلنا إلى مطار بغداد عند حلول المساء، ولكن الوقت كان متأخرا للحصول على حافلة تنقلنا إلى بغداد، لأن النقل مسموح به في وضح نور النهار فقط، فاضطررت إلى قضاء ليلة متعبة في خيمة كبيرة في البهو العسكري بالمطار. وجدت لحافا على الأرض، وحاولت ان أنام، ولكن الضوضاء والصخب كانا كبيرين، فاستحال النوم وبدأت اسمع اصوات انفجارات غير بعيدة. اخيرا ركبنا الحافلات، ولكنها لم تنطلق بنا. فقد كانت أصوات الانفجارات بسبب سيارة مفخخة، وأربع عبوات ناسفة كانت قرب نقطة تفتيش غير بعيدة عن المطار، ولحسن الحظ فإنها انفجرت بعد أن مرت القافلة. بقينا ننتظر مدة ساعة من الزمن حتى سمح العسكر لنا بالذهاب، ولكننا اضطررنا إلى التوقف مجددا لمدة عشرين دقيقة عند نقطة التفتيش، ثم انطلقنا بعد ذلك. كنت جالسا في الحافلة المدرعة المتقدمة، وكان جميع من فيها واجمين شاردين. ثم سمعنا صوت الراديو "احذروا، فهناك سيارة بيضاء أمامكم، نظن بأنها السيارة نفسها التي رأيناها من قبل". ثم أشار الرجل الممسك بالمدفع الرشاش القابع فوق مدرعة الهمفي إلى السيارة أن تتنحى جانبا، بينما توجهت سيارة عسكرية نحوها لقطع الطريق أمامها حتى نمر بسهولة. نحن الآن نقترب من أول الجسور، والجسور من الأشياء المقلقة في بغداد. كنا نترقب كل حركة من أي سيارة متوقفة، ولكن سير المرور كان عاديا. ومباشرة بعد عبور أول عربة همفي تحت الجسر، استدار العسكري الماسك للمدفع الرشاش فوقها إلى ناحيتنا، وهو يفحص الجسر من جهة إلى جهة ويوجه رشاشه نحوه. لحسن الحظ لم يحدث أي شيء في رحلتنا هذه، وبعد اجتيازنا لنقطة تفتيش، تنفس الجميع الصعداء. بالنسبة إلي، فقد دعوت الله قبل أن أخرج إلى الطريق، والآن بعد أن دخلت المنطقة الخضراء سالما، شكرت الله ليس لأنني شخص متدين، ولكنني من الأشخاص الذي يجدون راحة عندما يتضرعون إلى الله في وقت الخطر.
#جواد_بشارة (هاشتاغ)
Bashara_Jawad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السينما العراقية بين الممكن والمستحيل
-
الخرائط الأمريكية اللعينة للعراق والشرق الأوسط
-
من أجل معالجة وانهاض النشاط السينمائي في العراق
-
رأيت نهاية العالم القديم
-
مراجعات في ما بعد الحداثة السينمائية من المفاهيم النظرية الي
...
-
- فقه العنف المسلح في الاسلام
-
التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق
-
محاولات التجديد للأثر الفيلمي ضوئياً
-
رؤية تحليلية للسياسة الفرنسية إزاء الاستراتيجية الأمريكية -ا
...
-
مراجعات في السينما التاريخية - التحول من نصوص التاريخ الي ال
...
-
حوار مع جواد بشارة
-
التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
-
جدلية القوة والضعف في أعمال المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ
-
على مفترق الطرق : العراق وآفاق الحل
-
العراق : اليوم وما بعد اليوم هل يمكن أن تصبح بلاد الرافدين ف
...
-
من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال
...
-
تداعيات من داخل الجحيم البغدادي
-
الإسلام يهدد الغرب أم يتعايش معه ؟
-
من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال
...
-
من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال
...
المزيد.....
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
-
زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص
...
-
إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد
...
-
تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
-
لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
-
الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
-
لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال
...
-
سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
-
مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م
...
-
فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|