أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وديع بتي حنا - شيراك - علّمهم اصول الحب














المزيد.....

شيراك - علّمهم اصول الحب


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان منظرا مؤثرا ذلك الذي شاهدناه على شاشات التلفاز حيث كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مقدمة مستقبلي مواطنيه الفرنسيين الذين تم الافراج عنهم بعد ان قضوا عدة اشهر كرهائن لدى احدى الجماعات المسلحة في العراق. لقد بدا الرئيس الفرنسي بابتسامته لابل بضحكته العريضة سعيدا كل السعادة بعودة مواطنيه بسلام الى بلدهم قبل عيد الميلاد وكان الفرحة بالعيد قد اكتملت بعودتهم لابل لا نبالغ في القول ان سعادة شيراك بعودة الرهينتين تساوي بل تفوق سعادته بعودة احدى المستعمرات الفرنسية الى احضان الوطن الام

في السويد واثر الكارثة الطبيعية التي حلت في دول جنوب شرق اسيا وبسبب وجودمابين عشرين الى ثلاثين الف سائح سويدي من الذين قرروا ان يمضوا اجازة اعياد الميلاد في تلك الدول بحثا عن الشمس وهروبا من الثلج فان الانتقادات العنيفة انهالت على الحكومة السويدية متهمة اياها بالتقاعس وعدم اظهار الرعاية الكاملة في معرفة مصير حوالي 1600 من هؤلاء السياح بالرغم من ان كل الجهود قد استنفرت وعلى كل المستويات ومنذ بداية الكارثة لتقصي المعلومات حول مصير اؤلئك السياح وتقديم كل اشكال المساعدة لهم.وكم بدت الصحف السويدية قلقة حزينة اليوم لان هنالك ثلاثين طفلا من بين المفقودين لم يعرف مصيرهم بعد

في الموصل تعرضت القوات الامريكية قبل ايام الى ضربة موجعة اودت بحياة العشرات من افراد القوات الامريكية الى الحد الذي بدت فيه ملامح الغضب والانزعاج على الرئيس الامريكي نفسه وهو يقدم تصريحاته الصحفية لابل ان الهجوم على القوات الامريكية في الموصل دفع الرئيس الامريكي الى ارسال وزير دفاعه دونالد رامسفيلد في زيارة مفاجئة الى المدينة من اجل ان يكون الى جانب جنوده في لحظاتهم الصعبة محاولا رفع معنوياتهم

الغاية من الامثلة اعلاه هو الاشارة الى كون الانسان في مختلف الدول المتحضرة غاية عظمى يجب ان تسخر كل امكانيات الدولة لخدمتها والا فما معنى ان تجند المخابرات الفرنسية مئة عنصر لتعقب المعلومات عن مصير الرهينتين الفرنسييتين طيلة فترة الاختطاف وتستنفر امكانات دولة لمعرفة مصير مواطنيها الذين قرروا السفر للسياحة في دول اخرى. اليس من حق هؤلاء جميعا ان يلفوا العام مرفوعي الراس لان في ظهر كل منهم دولة كاملة وشعب ووطن بكامله

ان الانسان الذي لايملك الا ان ينحني مقدرا هذه النظم السياسية التي اعطت لابناء شعوبها هذه المكانة السامية ليشعر في الوقت نفسه بالمرارة من الواقع العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص حيث كان الانسان ولازال جسرا لاقدام الحاكم في الطريق الى اهدافه الرخيصة او وسيلة للحاكم كل الحق في الاستفادة منها ورميها في اقرب كيس للقمامة اذا انتفت الحاجة منها. رحم الله شاعرنا الكبير الراحل نزار قباني الذي قال َُ كلنا في نظر الحاكم اكياس طحينُ

لقد تمنيت حقا ان يكون التيار الكهربائي متدفقا في غرف كل اطراف اللعبة السياسية في العراق لكي لايكون هنالك مجال للاعتذار فشاهدوا جميعا الرئيس الفرنسي وهو يحتفل بعودة الابن المفقود عسى ولعل ذالك يؤدي الى احداث رجة في بعض الادمغة فيكف اصحابها عن المتاجرة بالانسان العراقي واستعماله سلعة رخيصة في بورصة المراهنات السياسية

لقد ان الاوان لاصحاب القرار السياسي في العراق ان يفكروا مليا ويستنبطوا الدروس من الامثلة المذكورة ليضعوا حدا لمناظر الجثث المتناثرة بوميا في مختلف شوارع المدن العراقية لان ذالك حقايعطي العراقيين في دول العالم الشعور بالامل ويسمح لهم بان يطالبوا الاخرين بالاحترام بعد ان يكونوا قد اصبحوا محترمين في بلدهم

تعلموا من شيراك وحتى من اعدائكم كيف تكون المسؤولية امانة يجاهد البعض من خلالها في تقديم افضل الخدمات لشعوبهم ويفعلون المستحيل من اجل المحافظة على حياة مواطنيهم
ان تعلمنا وايماننا بهذه القيم ايمانا صميميا هو الخطوة الاولى على الطريق الصحيح لانهاء الماساة
شيراك علمهم رجاء اصول الحب



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وديع بتي حنا - شيراك - علّمهم اصول الحب