أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نقولا الزهر - في عالم المفاهيم - الفرق بين الأصول والهويات














المزيد.....

في عالم المفاهيم - الفرق بين الأصول والهويات


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:37
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في عالم المفاهيم ( الفرق بين الأصول والهويات)
لم يمر العالم في مرحلةٍ فيها صراع على الهويات مثل التي نعيش الآن. طوفانات كلام وامتشاقات سيوف وتصويبات بنادق، كلها تتغنى بشعوبٍ وأمم ولغات وأديان ومذاهب. وكل منها هو الخالد ووحده هو الناجي والحامل جواز سفره إلى الفردوس، وما عداه هو من الأغيار الغرباء (الغوييم) الذين ينتظرهم الجحيم.
طبعاً من حق الجماعات الإنسانية أن تعتز بأصولها وانتماءاتها ومن حقها أن تقرر مصيرها وأن تتكلم وتكتب بلغاتها الأصلية وتمارس معتقداتها وطقوسها بحرية. ولكن الخطر يكمن في تماهي الجماعات الإنسانية بأصولها فقط، بمعزل عن الحاضر بمستوياته السياسية والاقتصادية والثقافية.
هنالك فرق بين الأصول والهويات؛ فالهوية ليست الأصل. الأصل هو النشوء والتكون والتشكل، بينما الهوية منتج تاريخي يفقد عبر السيرورة التاريخية أشياءَ ويكتسب أشياء أخرى. أي أن الهوية منتج تاريخي يعبر عن الراهن والحاضر، وهي تنويعة أشكال وتركيبة انتماءات. بعض سمات أو انتماءات الهوية في حالها الراهن مشتركة بين أفرادها والبعض الآخر مشترك بينها وبين هوية أخرى أو هويات أخرى.
الهوية في اللغة العربية من الضمير الغائب (هو)، وهو الموجود معنىً والمستتر لفظاً في كل جملة اسمية تخبر عن صفة أو(هوية)، وهذا الضمير يعبر عن مضارع فعل الكون المحذوف في الجملة الاسمية، كما هو الحال في اللغتين العربية والروسية وبعض اللغات الأخرى، بينما نجد هذا الضمير متواجداً معنىً ولفظاً في لغات أخرى مثل الفرنسية والإنكليزية على سبيل المثال.
بطبيعة الحال بين الهوية والأصول وبين الهوية والماضي ليس هنالك من قطيعة، ولكنها ليست الماضي بكامله أبداً، بل هي المضارع بكامل أوصافه الذي يعبر عن الحاضر ويتطلع إلى المستقبل.
إن الهوية في أي حقبة زمنية تعبر عن تركيبة انتماءات راهنة مختلفة؛ وإن تفكيكها إلى مجموعة انتماءات مجوهَرَة ومسرمدة فهذا لا يؤدي إلا إلى الصراع الدائم فيما بينها. وفي الواقع يجب أن يُنْظر إلى حق تقرير المصير لأي جماعة إنسانية ضمن شروط تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية.
إذا استمرت الجماعات الإنسانية تنظر لحق تقرير المصير وكأنه قانون رياضي مطلق فهذا يعني انزلاقها من عدالة هذا القانون وتاريخيته إلى هوة الصراع الدائم على الهويات وإلى تفكيك وفردنة المشتركات في المجتمعات الوطنية.
ومن أخطر نتائج فردنة الهويات الوطنية هي الانزلاق في نفق (التهوي الدائم) أو التفريخ المستمر للهويات. وهذه الأصولية أو التمامية القومية لاتقل خطراً عن الأصولية الدينية المتطرفة التي تطفو على السطح الآن. وكلا الأصوليتين لا تخدمان في الوقت الراهن إلا اتجاه الهيمنة الامبراطوري لليبرالية الجديدة التي تقودها الإدارة الأمريكية.
إن حل قضية الميل الصاعد للتهوي التنازلي لا يمكن ايقافه إلا بنضال مشترك من أجل دولة اجتماعية ديموقراطية فيها حقوق متساوية سياسية واقتصادية وثقافية لكل الجماعات الإنسانية في دولة المواطنة.
نقولا الزهر
دمشق في 29/12/2004



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ذو شجون حول السجون
- حكاية النذور المتراكمة
- خبر من مقبرة الزمان عن الزيت الغريق
- في عالم المفاهيم(حول العلاقة بين النسبي والمطلق)
- سياتل بداية النقد العملي للعولمة
- سوريا في الخمسينات
- قصيدة قصيرة من أخدود دمشقي
- من وادي الآلهة إلى وادي القديسين
- الحوار المتمدن طريق رحب من الرؤوس والقلوب إلى الورق
- العلمانية تحرر الدولة والدين من طغيان التحالف السلطوي -الفقه ...
- مداخلة حول مفهوم الشعب
- من الطقوس والإشارات في الحياة السياسية السورية
- المجتمع المدني من جون لوك إلى الأمير سعود الفيصل
- شذرات من - المقامةِ البربرية
- إلى أيلول
- يوم مشهود من أيام أبي نرجس
- حمدي الروماني
- التقيتهما مرة واحدة
- حول التداخل بيت المقاومة والإرهاب
- جودت الهاشمي


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نقولا الزهر - في عالم المفاهيم - الفرق بين الأصول والهويات