أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ئارام باله ته ي - أشكالية العقل الكوردي (ضعف جاذبية الأرض)














المزيد.....

أشكالية العقل الكوردي (ضعف جاذبية الأرض)


ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 21:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اشكالية العقل الكوردي
(ضعف جاذبية الأرض)

لابد أن أشير في البداية الى أن هذه المقالة قد تكون محفوفة بالمخاطر والمزالق من الناحية العلمية ، لأننا لم نعتمد على دراسة أركيولوجية معمقة للوصول الى حقائق غير مشكوكة في علميتها . لكن بعض المشاهدات اليومية أو بعض النتائج المترتبة على تصرفات بعض الجهات أو الأشخاص ، دفعتنا الى هذا الأستنتاج . دون أن ندعي أن الفكرة غير قابلة للدحض .
أثناء دراسة التاريخ الكوردي يعتقد المرء أن العلاقة بين أرض كوردستان وانسانها ، لاتتمتع بجاذبية قوية ، دون أن يكون لذلك علاقة بقوانين الفيزياء !! .
يذكر (باسيل نيكيتين) في كتابه (الكرد – دراسة سوسيولوجية وتاريخية) ، أن أعمق دراسة قدمت عن طبائع الكورد ، هي الدراسة التي قدمها الدكتور (هيملوت كريستوف) والتي يقسم فيها الكورد الى أربعة أقسام وفق اعتبارات سياسية وأجتماعية . أذ هناك نوعان ، هم رعاة المواشي ، نوع المقاتلين الرحل ، ونوع من أنصاف الرحل . بل أن المؤرخ الأمريكي (ديفيد مكدول) يذهب الى أن عبارة (الكردي) في زمن الفتوحات الأسلامية كانت تعني (البداوة) . وربما يجد (نيكيتين) عذرا لهذه الظاهرة بقوله ( ان الظروف المناخية وطبيعة التربة وتكوينها هي التي جعلت من الكردي منذ قرون خلت مربيا للمواشي ويرتحل من مكان لأخر لا فلاحا مستقرا في مكانه ) . أذن ليس هناك أستقرار دائم على الأرض ، وهذا بطبيعة الحال يولد ما أسميناه (ضعف جاذبية الأرض) لدى الأنسان الكوردي . ان (البدوي) لايقدر قيمة الأرض ولايستغل بقعة معينة بصفة دائمية ، مادام أرض الله واسعا أمامه . اننا هنا امام اشكالية الأنتماء الحقيقي ، ومدى تعلق الأنسان بأرضه .
ان العقل الجمعي الكوردي لم يتخلص بعد من (عقلية البدو) ، ولازالت تصرفات الفرد الكوردي في جوانب عدة (بدوية) ، بكل ماتحمل كلمة (البدوي) من معاني في العلوم الأجتماعية ، من ضعف جاذبية الأرض ، وغير ذلك من التصرفات غير المتمدنة . وليس كما فهمه البعض ذات مرة عندما وصفت عقلية المجتمع بأنها عقلية بدوية ، باني أعني بذلك عشيرة بعينها !! ، بل نحن نتحدث عن حالة اجتماعية تراكمت بفضل عوامل تاريخية ، لابد أن نعتق المجتمع الكوردستاني والفرد فيه من شوائبها . ان هذه العقلية تحول دون وجود (ذاكرة جمعية كوردية) مركزية واحدة منجذبة لترابها ومن يشارك في هذا التراب ، بالدرجة الأساس .
بعد الجريمة الشنعاء التي أرتكبها الجيش التركي والتي راح ضحيتها قرابة أربعين كوردي في كوردستان الشمالية ، بقي غالبية الأسلاميين عندنا مترددين في ادانة (تركيا – العدالة والتنمية) بطريقة صريحة لا لبس فيها ولا شعور بالأحراج جراء ذلك . بل كان تنديدا على أستحياء ، في حين ألقى البعض باللائمة على الجيش لتبرئة الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) الأخوانية . ربما نسي هؤلاء أو تناسوا ، أن القائد العام للقوات المسلحة التركية هو من العدالة والتنمية !! . هذا لايعني أن الكثيرين من (العلمانيين) الكوردستانيين ، لايفضلون الأخرين على شركائهم الأسلاميين في كوردستان ! . أننا هنا أمام ادانة صريحة لهذه الثقافة المغروسة لدى الطرفين والتي تقف حجرة عثرة في خلق ذاكرة جمعية موحدة للكورد ، وما لهذه العقلية من اثار وتداعيات سلبية . أن القائد المفكر (عبدالله أوجلان) يحذر من أن (المجتمعات المفتقدة لذاكرتها لن تنجوا من التعرض بكل سهولة للأستعمار والأستغلال والغزو والأنصهار ) . هل بوسعنا أن ننكر أن تاريخنا كله يدور في هذا المضمار منذ سقوط (ميديا) ؟ . هل يمكن أن نكون أقرب للترك أو العرب او الفرس أو غيرهم ، من الكورد أنفسهم ؟ . مهما اختلفت رؤانا وقناعاتنا الأيديولوجية ومصالحنا الحزبية ، يجب أن تكون مصلحة كوردستان فوق كل الأعتبارات الأخرى . لست هنا بصدد الترويج لنظرية عنصرية قومجية ، بل ادعوا الى المساواة بين الكوردستانيين جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم ، وفي الوقت نفسه لابد أن نسعى الى مساواة الكورد ببقية جيرانهم .
ان المرحلة المقبلة التي ستشهدها المنطقة ، قد تكون بالغة الخطورة والحساسية ، مع وجود ثورة في سوريا يمثل الكورد جزءا مهما منها ، وتأزم العلاقة بين ايران والغرب على خلفية عدة ملفات قد تصل نتائجها الى اندلاع حرب طاحنة ، هذا من جهة ومن جهة أخرى لابد ان نأخذ الوضع العراقي المتشظي بنظر الأعتبار في ظل العملية السياسية الشبه المنهارة . أي أن المنطقة بصورة عامة مفتوحة على كل الأحتمالات ، ويتوجب على الساسة الكورد أن يستعدوا لأسوء السيناريوهات ، من خلال اعلاء مبدأ (كلنا كوردستانيون ، كوردستان لكلنا ، ذاكرتنا الجمعية واحدة ) . لعل هذا من شأنه زيادة الجاذبية المفقودة بيننا وبين أرض كوردستان .



#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات أحداث بهدينان (صراع حزبي أم ديني) ؟
- غياب الايديولوجيا ( انعدام القيم في كوردستان )
- لسنا بحاجة للأصلاح في كوردستان
- كان زواجا باطلا في عقد قران لم يحضره الفقراء
- لماذا يتظاهرون في سراي ئازادي؟ ( نحو تغيير القيم في كوردستان ...
- توضيح حول مقالتي الأخيرة ( رسالة مفتوحة الى مسؤول مؤسسة خاني ...
- دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان ...
- وداعا ياحبيبتي
- لماذا يؤكد الرئيس البارزاني على الأستحقاق القومي ؟
- حق تقرير المصير والأنفصال في الأسلام
- هل يرفع البارتي شعار الشعب في مؤتمره الثالث عشر ؟
- الثوار البيشمركة يشعرون بالأغتراب في كوردستان
- لماذا يصر الكورد على التمسك بالدستور ؟
- أسئلة الى السلطة والمعارضة في كوردستان
- انعكاسات تكريم السفير الأسد بدل رفو
- أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟
- كوردستان بين المدن الفاسدة والفاضلة
- بين حرق القران وحرق الأنسان في كوردستان
- الحرب المقدسة وحرق القران ومستقبل العلمانية
- الشيعة العلمانيون ( سنة ) !!


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ئارام باله ته ي - أشكالية العقل الكوردي (ضعف جاذبية الأرض)