أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فوزي بن يونس بن حديد - لماذا سوريا الآن














المزيد.....

لماذا سوريا الآن


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 19:36
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



فشل العرب على مدى ستين عاما في اتخاذ قرار يردع إسرائيل ويمنح الفلسطينيين دولتهم المشروعة التي اغتصبها الكيان الصهيوني منذ سنة 1948، ولم يستطيعوا أن يقرروا أي قرار لأنهم جبناء على وصف أحد الإسرائيليين، وتحملوا كل صور الرعب والذل والمهانة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني حتى اعتادوا عليها وأصبحت كأنها ضرب من السينما أو أفلام الأكشن.
فرغم كل تلك الإهانات للعرب لم يستطع أحد من رؤساء الجلسة العربية أن يتخذ قرارا رغم الموت البطيء الذي تمارسه إسرائيل في حق شعبنا الفلسطيني الأبي ورغم كل صور البطش والتنكيل واستخدام القوة المفرطة وسلب الحرية والكرامة، فأين رئيس العرب الشيخ حمد بن جاسم في جامعة الدول العربية من هذا التعذيب النفسي والجسدي اليومي والمستمر إلى حدّ الآن؟
أليس من حق فلسطين أن تعيش بحرية وكرامة؟ أليس من حقنا نحن كمسلمين أن نتدخل فورا لإنقاذ القدس؟ ألم يحن الوقت لإقامة حظر جوي على العدو الصهيوني؟ لماذا السكوت والخنوع في هذه القضية؟ لا أدري ما مصلحة العرب في لجم ألسنتهم عن ذكر إسرائيل وعبثها بقدسنا الشريف ولم يحركوا ساكنا؟ لماذا سوريا الآن؟
لم يفق العرب إلا على صوت التونسيين وهم يهتفون بالحرية والكرامة، ولم يصح العرب إلا بعد أن دقت طبول الحرب ضد الاستبداد والقهر والذل والإهانة، ولم يتحرك العرب إلا بعد أن انتقلت الثورة إلى صراع مسلح في ليبيا واليمن والآن في سوريا والله أعلم بالدولة التي تليها، تحركوا ولكن في الاتجاه الخطأ حيث الأولى لهم أن يتحركوا صوب المحتل الغاصب الذي خنق كل الشعوب العربية ولم يترك لهم نفس الحرية، فالقدس ليست عاصمة الفلسطينيين فقط ولكنها قدس العالم الإسلامي، ومن الذي له مصلحة مباشرة في إثارة البلبلة في الدول العربية لنسيان القضية الأساس عند العرب وهي القضية الفلسطينية، الأمر فيه سرّ غامض قد ندركه في قادم الأيام، ولكن السرّ الأقوى والأكثر غموضا إصرار رئيس الجلسة الشيخ حمد بن جاسم في الاجتماع العربي على سرعة تنفيذ القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية ضد سوريا لا سيما العقوبات التي فرضتها من جانب واحد ويبدو وكأن العقوبات والقرارات قد صاغها واحد أو اثنان ممن لهم مصلحة مباشرة في تدمير سوريا من الداخل.
ولقد أعجبني موقف السلطنة عندما طالبت بعدم التعجل في تنفيذ القرارات وجاء متناسقا مع الموقف الروسي الذي طالب هو الآخر وبكل قوة بالكف عن اتخاذ القرارات الصعبة في وقت حرج جدا، وبدا متسائلا لماذا لا يعامل العرب سوريا كتعاملهم مع اليمن وهي البلد العربي الآخر الذي بدأت فيه الثورة قبل سوريا بشهور أليس هناك أولويات في اتخاذ القرار؟ أم أن الأمر فيه تقاسم على الدول التي تحدث فيها أحداث، إنه لأمر غريب فما الذي يحدث بالضبط؟ إنه التخبط بعينه في القرار العربي.
أما الإعلام فحدّث ولا حرج، فقناة الجزيرة ليس لها همّ سوى سوريا هذه الأيام، فما فعلته مع ليبيا تسعى إلى أن تفعله مع سوريا اليوم، وقد بدا واضحا النهج الذي اتخذته هذه القناة التي بدأت تفقد مصداقيتها يوما بعد يوم وأصبح الناس يدركون أن لهذه القناة أجندة خفية تمارسها وتطبّقها في الحياة الإعلامية، إننا نصحو ونصبح على أخبار القتل والموت والدمار والخراب واليأس والإحباط وتفاخر كل إدارتها بما تفعل وكأنها أصبحت صوت المحررين من كيد الأباطرة والمستبدين، ألا أيتها القناة حرّري قدسنا الشريف وحرّري نفسك من القيود التي يكبّلكِ بها غيرك لتكوني قناة حرة كما نشأت أول مرة.
لماذا سوريا الآن؟ سؤال يبحث عن إجابة في ظل المتغيرات السريعة والمتلاحقة، سؤال قد تكون الإجابة عليه عند قناة الجزيرة أو غيرها من القنوات التي تتنافس من أجل نشر الهلع والخوف عند الناس أحيانا ومن أجل تصعيد التوتر أحيانا أخرى، لننتبه أيها العرب ولنحل مشاكلنا بالحوار ولا شيء غير الحوار حقنًا للدماء التي يمكن أن تسال، ودرءًا لأي مفسدة قد تحصل.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا السلفية
- الحداثة زندقة فكرية


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فوزي بن يونس بن حديد - لماذا سوريا الآن