أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!














المزيد.....

لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 14:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



لقاء تفاوضي في عمان بدون ضجة معارضة حمساوية باستثناء بعض التصريحات الخجولة لأشخاص غير مقررين في حماس وبعض القوى، رغم ان هذا اللقاء جاء في وقت لم يتوقف فيه الاستيطان ولم تقدم اسرائيل اي تنازالات سياسية تحفز لعقده وما يتبعه من لقاءات لاحقة، التراجع جاء من الفريق الفلسطيني الذي أعلن مراراً وتكراراً رفضه العودة للمفاوضات قبل وقف الاستيطان، وبأنه سيتخذ قرارات هامة ستغير وجه الشرق الاوسط، وأعلن توجهه للامم المتحدة لخوض معركة دبلوماسية من أجل عضوية الدولة الكاملة في الأمم المتحدة، كما أعلن عن مجموعة قرارات بشأن وظيفة السلطة، في اشارة منه لوقف التعاون الأمني مع اسرائيل ونقل بعض صلاحيات السلطة الى اسرائيل، وغيرها من مقترحات لم يمض عليها الكثير من الوقت.

من المعلوم أن جميع القوى السياسية الفلسطينية أصبحت تعمل تحت مظلة سياسية واحدة بعد اتفاق القاهرة في مايو 2011 رغم محاولات انكار البعض فقد جرى التأكيد على ذلك في عدة مناسبات تلت هذا الاتفاق، وتم وقف شذوذ بعض المواقف لقادة في هذه القوى بسيطرة سريعة ليسبح الجميع في قارب الاجماع التنظيمي والوطني والتوفقي حسب ما يحلوا للبعض تسميته وصولاً الى اجماع آخر فيما يتعلق بموضوع المقاومة الشعبية والتخلي عن نمط الكفاح المسلح الذي كان أنشودة المقاومة والممانعة في وجه المفرطين !!!

ما يجري غير مثير للدهشة بعد أن فقدت القوى السياسية أهم أوراق قوتها وأنهكت وسقطت برامجها على أعتاب التعنت الاسرائيلي والانحياز الامريكي والعراب القطري، وكان طبيعياً أن تنحدر هذه القوى الى نفق الخيارات المحدودة، وتفقد قدرتها على اتخاذ القرارات الوطنية والمصيرية وتصبح أداة طيعة في يد المقررين في العالم على حساب المشروع الوطني التحرري، وعلى حساب تضحيات جسام قدمها الشعب الفلسطيني خلال انتفاضات وثورات كلفته غالياً وبثمن سياسي هو أقل بكثير من حجم التوقعات.

لقد بات هدف الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 هدفاً مشكوك في جدية طرحه لهذه اقوى بعد ان اختاروه سقفاً تفاوضياً أعلى في اطار عملية سياسية تخلوا من أي فعل شعبي حقيقي على الارض، يدعم اتفاق هذه القوى ويظهر جديتها في التعاطي مع شعار "المقاومة الشعبية" - فمن يدخل مفاوضات لا بد وأن يقدم تنازلات واذا كان يمتلك قدرة تحقيق الهدف حقيقة فلن تكون المفاوضات خياره الوحيد والاستراتيجي .

الفلسطينيون يعيشون مرحلة سقوط البرامج السياسية وانحسار الخيارات وفقدان القدرة على الاستقلالية واتخاذ القرار، واستفادت أميركا واسرائيل كثيراً من عوامل ضعفهم المتمثلة في الانقسام، وحالة الوهن العربي رغم الربيع، وتراجع التضامن الدولي، وتنامي التطرف في المجتمع الاسرائيلي، واستمرار الضغط المالي الذي حول السلطة من أداة ناقلة الى الدولة الى كيان ناقل للرواتب والمشاريع الاقتصادية المشتركة "اسرائيلية فلسطينية"، ومن ثم الى نخبة مصلحية حاكمة حولت قيادة "الثورة" الى مجموعة من رجال الاستثمار تربط ما بين السياسة ومصالحها الاقتصادية وبالتالي استمرار الحال على ما هو عليه.

تابعت كثيرا من الكتابات التي تعترض على أداء الاحزاب ونقد العودة للمفاوضات سواء في عمان أو غيرها من العواصم، هذه المواقف تتزامن مع حالة شعبية غير واثقة ورافضة ومعترضة على سلوك قادة الاحزاب، ولكنها في نفس الوقت غير مكترثة بما يجري وترى أن مشاهدة مباراة لكرة القدم أهم بكثير من كل ما يفعله الساسة، مما يدفعني للقول ان النظام السياسي الفلسطيني بات يخلوا من أي قوة معارضة حقيقية وجدية تقود تحرك الناس في مواجهة الحالة الراهنة من استهتار وطني وعبث قيادي قد يفضي في النهاية الى تصفية مشروع وطني ويختزله في دولة غزة الى جانب "الوطن البديل".

الحاجة أصبحت ناضجة لولادة كتلة وطنية حقيقية وجدية حاملة وحامية للمشروع الوطني، وتستند الى ثقة الناس والالتفاف الشعبي حولها في مواجهة الاحتلال، وتعمل على تدعيم صمود الناس من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية وتحارب افرازات الاحزاب التي شوهت الثقافة الوطنية ونقلتها من مرحلة الوطنية الى مرحلة الحزبية والقبلية، وتقدم رؤيتها الكاملة على المستويين الوطني والاجتماعي، وتعزز قيم الوطنية والديمقراطية والتعددية وتسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والقانون، كتلة تقدم حلولاً لتساؤلات الشعب في قضايا السكن والعمل والتعليم والصحة وتعمل على معالجة مشكلات الفقر والبطالة المتزايدة سنوياً بشكل خطير.

الكتاب والمثقفين ومختلف القطاعات الفلسطينية المتضررة من هذا الواقع المرير بات لزاماً عليهم أن تتظافر جهودهم جميعاً نحو رؤية كاملة للخلاص الجماعي قبل فوات الأوان.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مشعل أبو مازن ليس لقاءاً للابطال...
- قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...
- حول القرارت التي ستغير وجه الشرق الاوسط - العودة للشعب اولا ...
- على أعتاب مرحلة سياسية جديدة ....
- أبو مازن بين أيلول والمعارك الصغيرة ...
- خمس حقائق في عهد الديكتاتور الصغير
- مشروع سياسي جديد ... لينهض الجميع في مواجهة المهزلة !!!
- الابتزاز المالي في السياسة الفلسطينية
- أبو مازن والارتباك الذي حوله من بائع أوهام الى حاوي ....
- سلوك غريب وصمت مريب !!!
- أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية
- ابو مازن قبل الرحيل
- انتبهوا ... محاولات جديدة لشراء الذمم وبيع الوهم !!!
- التجربة الديمقراطية في حركة فتح بين الارث القديم ومحاولات ال ...
- الى قادة الانقسام وشهاد الزور ...... من منكم يستطيع ان يجيب ...
- في الاول من ايار ....عن دور اجهزة الامن من جديد ؟؟؟
- عاجل، حتى لا نلدغ من نفس الجرح مرتين،،، استعدوا لما هو قادم ...
- حل السلطة والعودة إلى الانتفاضة الكبرى
- ماذا نعني بإنهاء الانقسام ؟؟؟
- أسباب ثورتنا في 15 آذار لإنهاء الانقسام


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!