أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - لقد ذبحني الغبي لابارك الله فيه ؟














المزيد.....

لقد ذبحني الغبي لابارك الله فيه ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد ذبحني الغبي لابارك الله فيه .؟
لقد وضعت عنوان مقالتي هذه تقديرا لعبارة وردت في مقالة أخي العزيز كامل السعد ون , ولأنها أضحكتني من كل قلبي وبطفولة , وحتى لايراني الواشي أضحك بلا مبرر فلذلك هربت الى نهر الفرات , وسط بحيرات البط وحيث لايراني أحد أضحك بين الفينة والأخرى , من العبارة التي اخترتها تقديرا له , وقد كدت أقول أتحدى من يقرأ المقالة ويصل في سياقها الى لحظة الذبح اللعينة , ويكتم ضحكته , وهي مشاعر صادقة لفنان نبيل , يعيد فيما يكتبه التأكيد مرة أخرى على أننا ورثة أصلاء لما قبل سومر وبابل .
ومع الأسف فان مقالتي ليست توكيدا مباشرا بل امتداد علمانيا لضرورة استخدام السلطة العلمية والفكرية في مواجهة الطواويس , وهؤلاء الذين يتبخترون بغير وجه حق .
لن أقول هذه المرة بأن الذابح كان أذكى من المذبوح , ولكنه سياق التجارب التي تتطلب منا رصدها بكل أمانة لكي ننتزع لحظة تأمل من قارئ مشغول ويبحث عن لحظة تكهرب تنفعه في استعادة قوته المعنوية المفقودة في زحام الحياة الغريبة , وكل منا يعلم ضخامة البث اللامعنوي الذي يحاصر البشر هذه الأيام , ويفقدهم إنسانيتهم بطريقة تعذيب نفسانية على الطريقة الصينية .
الشيخ الطيب ( أبوعبدالله) عجوز في الثمانينيات من عمره ,وقد التقيت به في مدينة بسكره , في الجزائر , لقد تكرر المشهد , وهاهو يراقبني , لوحدي أدلف الى الحديقة الغناء من وحي الأندلس , الى مكتبة هو مسئولها , وأقعد ساعات وساعات , ولكنه خرج عن صمته , وراح ينظرني وأنا أدرس كتابا عن النظرية النسبية لآينشتاين , ومن شدة اهتمامه , فقد اضطر العجوز الثمانيني الى مقاطعتي أثناء الدراسة , قائلا :
أدفع ثلاث أرباع عمري الفائت , مقابل التكوين الرياضي , ولفهم النظرية النسبية ..
ما لذي ستفعله نفسانيا يا صديقي كامل ؟
شيخ عجوز تكون في الأزهر ورأس القضاء في دولة الحكم السنوسي في ليبيا , ولا تخفى عليه شاردة أو واردة في الحكومات الملكية السابقة , فنوري السعيد هو مجرد غر بالنسبة له والنحاس باشا على أصوليته الديمقراطية , وحين يأتي ذكر حالتنا المعاصرة , تراه يشعر وكأن من الخطأ ضياع أي لحظة تفكير بهذا الواقع المرير .
ووحده الشيخ خصني بالرواية التالية :
كنت في أمان الله قد تلقيت دعوة وفي أواخر العمر من أصدقائي في تونس الشقيقة , الى اللقاء معهم وتبادل الأحاديث والذكريات , ولكنني فوجئت بأن مضيفي وإكراما لي كانوا قد دعوا إمام جامع الزيتونة , وهذا أمر عادي للغاية وتقليد لكل كريم عربيا كان أو بربريا أواسلاميا .
لكن الإمام الشاب لم يكن حصيفا , وحين قدمني المضيفون له , لم يعرني أدنى انتباه , ولم يقل حتى أهلا بالشيخ الجزائري كعادة أهل العلم , بل راح يطلب من المضيفين تركيز بؤرة الاهتمام عليه وحده , ووحده فقط .
ليس من آداب الضيافة عربيا ببل عالميا , أن تلغى الحواجز الجغرافية بدون مجاملة معقولة تردم شيئا من فقر الواقع المعاش .
لقد عرفت الشيخ الطيب ( أبوعبدالله ) لفترة كافية ولم ألحظ لؤما فيه.
يقول الشيخ الطيب , وأنا أجد نفسي إزاء شيخ يتجاهلني وسط أصدقاء لي من سلاح انتقام سوى سلاح الثقافة المفقودة .
ولذلك سألته وبصفته إمام الزيتونة , وهو الخنديد المفلق , مجرد سؤال :
سيدي الإمام , من المعروف أن من أسماء الله الحسنى , هو العالم ؟
وكأن الأمر لا يحتاج الى تفكير ولذلك أجاب طبعا يابني ..؟!
الغرور آفة العلم , والطاووسية الناشئة عن مجرد تقلد النصب آفة كبيرة ,وبخاصة حين يتصور المرء نفسه أعلم أهل زمانه .
سيدي الإمام : ألا يستلزم العالم بالشئ أن يسبقه المعلوم ولو بأجزاء من الثانية ؟
على ذمة الرواة فان إمام الزيتونة قال سنلتقي غدا وأمضى عدة ليال ساهرا بين جنبات الكتب ولم يجد جوابا يشفي غليله , ويشفع للحظات طاووسيته , ولذلك أدرك آخر لحظات وداع الشيخ الطيب وهي لحظات وداع للأبد ولكي يقول له بعيون محمرة , وقلب يخفق من شدة السهر :
أيها الشيخ الجزائري ليتنا ما التقينا .
لقد ذبحني الذكي لابارك الله فيه , مع العلم أنه لا قيمة لدعاء الصغير على الكبير أم لا؟!
احمد مصارع
الرقه -2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟
- ألم تنتحر الجامعة العربية بعد ؟!
- ماذا لو كانت السعودية تحت الاحتلال ؟
- هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟
- فصلوا لنا دكتاتورا على مقاسنا ؟
- سياسة حسن الجوار
- ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس
- البيئة العربية ليست عربية
- الرئيس بل كلينتون يحاضر استراتيجية العرب 2020 قبل الميلاد
- هل أنت مسلم أم شيوعي ؟ الأثنان معا ياسيدي
- الحكومة السعودية تسعود الوظائف ولاتسعود الوظيفة الدينية !
- نظيف في ذاتي وقذر في محيطي ؟
- الارهاب الفكري , والطرق السريعة لابادة الرأي الاخر
- باقون على العهد العصملي
- الدين والسياسة المعاصرة وتديين السياسة
- حقيرة سجون الحرية
- قطاع طرق ولكن على خلق
- الانتخاب تحت الحراب وبدون خطاب
- عبادة السلطة والدين الجديد
- تحية للحوار المتمدن في قرنها الثالث


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - لقد ذبحني الغبي لابارك الله فيه ؟