أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - الحضارات القديمة في الأزمنة الحديثة















المزيد.....

الحضارات القديمة في الأزمنة الحديثة


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغريب, أن الدول أو البلدان ذات التاريخ العريق والحضارة الضاربة بالقدم تعيش مخاض صعب فعلى الصعيد العالمي اليونان قد عاشت ويلات الحرب الأهلية ثم لم تفلت من عواقب الحرب العالمية الثانية. و اليونان, ذات الماضي العريق في الحضارة و العطاء الفكري و الفلسفي و الحضاري الرشيق. ألان هي أول دولة أوربية من تنهار اقتصاديا و ليس ايطالية والبرتغال أو اسبانية بأفضل من ناحية الوضع الاقتصادي و الخواء الاٍجتماعي والحضاري. باستثناء الصين و اٍيران فالبلدين ذوي الحضارة العريقة ب 6000عام خلفيهما تقفان شامختان, في عالم رأسمالي تتقاذفه و تعصف به الأزمات الاقتصادية و الأخلاقية و الحضارية للرأسمالية.
لا أعرف فبالنسبة للصين قد يكون قدر ذلك التلاقح بين الحضارة الغائرة في الزمن للشعب الصيني و الفكر الماركسي العظيم, قد أنقذ الصين من الأزمة كما أنقذها الفكر الماركسي و الحزب الشيوعي لتحرر أراضيها المستعمرة وتتحول من بلد زراعي متخلف اٍلى بلد صناعي متقدم وباٍقتصاد عظيم. ليركع لها الغول الرأسمالي في كل أوربا.ولا تجد الاٍمبريالية الأمريكية الحرج أو شعور الذلة في مد يد الاقتراض و الاستلاف من الجنس الأصفر الملوث بالفكر الماركسي الأحمر في أعتا أزمة لها في الزمن الحديث. أسميه تعانق الأصالة الحضارية مع الفكر الثوري الماركسي الأصيل.أما اٍيران لا يخفى صمودها كثورة شعب اسقط الشاهنشاه بحرب شوارع يومية وعلى مدى عامين ليخوض الشعب أفظع حرب للذود عن الأرض, ليثبط كل محاولات الامبريالية الأمريكية, و ألى الآن يقلق و يؤرق أمريكا و الرأسمالية العالمية. فإيران شفعت لها حضارتها العريقة التي عانقت بصدق الموروث الثوري في فكر الخلق الإسلامي.

أما بلدان كمصر والعراق وسوريا لم يشفع لها تأريخها الغائر بالقدم. أن الأزمة في العراق من الزمن العثماني حيث الصراع التركي و الإيراني للسيطرة على العراق. فلم يتعافى العراق أبدا و ربما كانت مصر أكثر حضا في فترة الحكم العثماني. حطم الاستعمار الحديث العراق كما مصر و سوريا ليأتي التحرير السياسي الشكلي و الدبابة و العسكر, ليسود و ليحكم الشعب بالحديد والنار. و أضحت الأزمة لهذه الشعوب, أزمة قيم و أخلاق و فكر, و هذه الأخيرة هي أهم أسس البناء الحضاري الحديث. فاٍنهيار أو تهشم القيم و الأخلاق هو العقبة الكبرى لهذه الشعوب, التي تحيل دون النهوض الحضاري لهذه الشعوب. لقد ا حرزت الصين و فيتنام التحرير بنضال الشعب و الأحزاب الشيوعية والتضحيات الجسام للشعب, أي بالأيمان بالفكر الماركسي و النضال الثوري. لقد تشرب الشعب بقيم الأفكار الماركسية و بنظرية الثورة والتحرر الاٍشتراكي, وبنظرة للبناء المستقبلي. لقد شارك الشعب بالثورة و الفكر الماركسي سلاحه. وكما كان النضال الحزبي و السياسي قد أسهم في تقديم القيادات التاريخية العظيمة و المبدئية و الشريفة بمحبتها لشعبها, وبتعاطفها لنضال الشعوب في العالم من اجل انتصار قيم و أفكار الثورة التحررية في العالم, متجسدا ذلك بمبدأ التضامن بين الشعوب. فمن لم يعرف أو يسمع بماو تسي تسونغ و هوشي منه و الثائر الثوري العظيم تشي جيفارا الذي لم يكتفي بتحرير كوبا بل أراد المساهمة لتحرير كل أمريكا اللاتينية. لتتغني كل شعوب العالم باستشهاده ومعهم العرب المسلمون غنوا لمصرع جيفارا. في الحقيقة غنوا للشعوب الثائرة و مبادئ النضال الثوري من اجل الحرية للخلاص من الظلم و نظم قهر الإنسان الاستغلالية الاستعمارية.

أن أزمة الشعوب العربية بعد الخلاص من المستعمر و قدوم الدكتاتور هو تأريخ كامل من لا قيم و لا أخلاق. فاٍذا كان المستعمر سارق و مغتصب لحرمة البلد وثرواته صار الدكتاتور مغتصب للسلطة و مرتبط بالسيد المستعمر عمل تماما على قتل الأخلاق و القيم النبيلة التحررية الحق من اجل تقدم الشعب اٍذ القيم و الأخلاق صارت العدو الأساسي للدكتاتور. لقد كرست الأنظمة الدكتاتورية العربية كل جهدها على التلفيق و تزوير المبادئ و تدمير الأخلاق. لقد عملت الأنظمة على شراء الذمم بالترغيب أو الإرهاب السياسي, متجليا ذلك و بشكل صارخ في شراء الأقلام فكل الجلادين العرب أغدقوا على الصحفيين و الصحف التي عملت على تزين وجه الجلاد, و الذين عملوا على تشويه القيم و الأخلاق والحقائق وعلى مدى كل عقود حكمه. فالدكتاتور هو قائد الضرورة وهو الأب القائد و في أقذر أدواره من قتل و سرقة و حروب وبيع الثروة و الوطن للغرب الامبريالي. و الرئيس العراقي المقبور صدام حسين كان المجسد الأكبر لمثل هذا تشويه, فحين يضرب الشعب وقواه السياسية فهو الأب القائد وحين يقتل رفاقه هو قائد الضرورة و حين يهاجم دول الجوار و يشن الحروب فهو بطل التحرير القومي.
أن التشويه الأكثر خطر هو أن الدكتاتور و بأقلامه المأجورة قد دنس كل القيم أذ لونت هذه الأقلام كل أجرامه بأسماء وأفكار العصر, فهو علماني رغم التخلف الصارخ للدكتاتور بل حتى الأمية لا فقط في السياسية بل الأمية الكاملة للرئيس و الحاشية و كل جهاز الدولة. و كأن الرئيس العلماني هو من خلع الجبة و العمامة و لبس الربطة و البنطال. لنرى الآن الكارثة و التركة التي تركها الرؤساء المخلوعين و الساقطين و المقتولين. و متجسدا ذلك في الفهم الخاطئ للشعوب لكل المفردات العصرية و العلمانية, و تظن الشعوب العربية أنها قد عاشت التجربة العلمانية المتمثلة بالدكتاتورية الشمولية البغيضة.
لقد سحق الدكتاتور العربي, الإنسان في أعمق و ابعد مدى ليحيله اٍلى مسخ غير واع لمصلحته من خلال التشويه وخلط الزيف بالحقائق و الإيهام بالقيم و الأفكار و بلغة الحداثة و التقدم و في ذلك النظام الشمولي القمعي المدمر.

لتأتي ثورة الشباب العربي على الجلاد وهي ترنو الى الخلاص من الظلم و القهر و الجوع و من اجل الانتصار للكرامة التي زهقها الدكتاتور. الشعوب تعرف الظلم تعي أنها منزوعة الكرامة لكن خرجت الى الشارع لتعلن رفضها للقهر وللحيف الذي نالها عقود و عقود. وهي غير معبأة و مسلحة بالأفكار و القيم العصرية. اٍذ لا أحزاب يسارية او علمانية بقيت صامدة تحت ضربات الجلاد. هذا جانب من الأمر و الجانب الأخر أن أحزاب اليسار هي الأخرى لم تواكب الأحداث و الأفكار العصرية و لم تطرح الجديد في برامجها لذا خرج الناس الى الشارع, و بكلمة أخرى سبق الشعب الأحزاب السياسية اليسارية و هذا ما يدل على المسافة الشاسعة بين الجماهير و هذا اليسار الذي لم يفلح في قراءة الماضي و لم يستشرف اللحظة التاريخية لحركة الشعب المكبل بالقهر الملون بفقدان الخبز و الكرامة. لقد فقد اليسار الأيمان بالشعب للضربات القاسية التي وجها الدكتاتور له, فصار ضعفه الذاتي إسقاطات قاسية على الشعب ليلقي بظل قاتم عليه, بدل أن يرى أمل في حراك الشعب فما رأيناه في تونس و مصر مؤشر واضح على عزوف الجماهير عن اليسار, كمنقذ اٍذ هذا الأخير فقد الحس بواقع الجماهير.

لكن المثال الأكثر وضوحا هو سوريا الأسد لقد تأخر اليسار و الشيوعيين في اٍستيعاب و هضم الأمر ليكن مهيأ في أخذ الدور المبادر. لتنزل الجماهير الجائعة الفاقدة للكرامة من عقود الظلم الصامت الى الشارع وتحت سمع و بصر اليسار المتحالف مع أسود سوريا. أن دل ذلك على شيء أنما يدل على فهم الشعب للظلم و الجوع و من و رائه و عرف لا حل اٍلا بالخروج إلى الشارع و المطالبة بحقه. لكن لا فهم للمرحلة و تحدياتها و لا له برنامج و لا رؤيا و لا قيم و أفكار من اجل التغيير. فضعف اليسار صار مأساة قاتلة لهذه الشعوب. ثار الشعب بوجه ظلم الجلاد و رد الصاع صاعين. ليلتف و ينكمش كيان السلطة الأخطبوطي, ليجد الطريق نحو اٍستيعاب الهياج الشعبي, بطرح قيم الزيف الجديدة التي وقعت في أحضان العسكر و الإسلام السلفي السياسي في محاولة له لسد جوع الشعب للقيم و الأخلاق. لقد خذل اليسار الجماهير, اٍذ لا قيم ولا أفكار جديدة على طول الزمن الدكتاتوري الحاكم. فكان رد الجماهير الصد عن اليسار. الذي ظل يقلب بضاعته القديمة التي بقى جامد عليها كجمود العبد على خلالاته كما يقال. أن الشعوب العريقة الحضارة كمصر و حضارة الفراعنة و العراق بلد الحضارة سومرية و البابلية تثيره و تلهب لبه الأفكار و القيم و رجالات الثورة و المبدأ. فوفاء العراقيين كبير لقيم ثورة الحسين وعبد الكريم قاسم و تشي جيفارا و لينين. فهل فهم اليسار معادلات العصر الحديث و زمن الشعوب المنتفضة, كي يستعد في أن يثير و يلهم الشعب في النضال, أذ لا يزال الدرب الطويل و الوقت حان لتضميد كل الجراح من اجل مواجهة التحديات على خطى ثورة الشعوب في فيتنام و الصين. فالشعوب العربية لا تزال تعيش في عصور التخلف و الظلام.

أن تخبط العراق يعكس بذرة الخلل الكبيرة, فالعراق بلد مستعمر مستباح اٍذ لا قيم و لا فكر و لا قادة و لا أحزاب و لا موروث أسلامي أصيل. العراق غابة للوحوش الضارية, نموذج مسخ سيء و مبكر يخاله كل الشعوب العربية أن يكون مصيره مثله.العراق يفضح أفول المبدئية و الفكر و القيم و الأخلاق في كل الأحزاب فها هو يركع داميا على ركبتيه يرنو اٍلى الفكر الأصيل و الخلق الرفيع من أجل الإشراق الحضاري ثانية.
فحضورا مّتأخر لليسار هو أفضل من لا حضور ابدي. لنا تاريخ حضاري عريق لكن لم يتعامل القادة و لا
الأحزاب أبدا لا مع الموروث اللأسلامي الثوري الأصيل و لا وجد الشعب العربي ضالته بالفكر الماركسي العظيم كما الشعب الصيني.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانبياء من عند الله
- الناس المحترمة
- العلماني و الرجعي و الشيوعي
- النفاق الاجتماعي
- الاخوة الاعداء
- سقوط حضارة عمالقة الموت *الامبريالية الامريكية*
- عند الساقية
- الانتفاضة بين الامال والاعمال
- الصراع الجنسي والطبقي للمرأة
- تخبط , استسلام ام خيانة تأريخية
- رحيل الاوباش الاشاوس
- الانتفاضة العربية والسلفية الوهابية
- الأزمة الاقتصادية للرأسمالية والاحتجاجات في العالم
- بالّون


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - الحضارات القديمة في الأزمنة الحديثة