أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - الانتخابات قادمة يا بن حرمة















المزيد.....

الانتخابات قادمة يا بن حرمة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت منذ فترة طويلة قد شطبت على قناة الجزيرة واعتبرت النظر لها مجرد التفرج على أكاذيب وهرطقات ونفخ عضلات لا يقدم ولا يؤخر, إضافة إلى إنني كنت ضمن من طالب بمقاضاتها على تشجيعها الإرهاب وابرز قادته ابن لادن الذي قدمته الجزيرة على انه شيخ الإسلام ومنقذ مبادئه في فترة مظلمة يمر بها مما يستوجب ثورة إسلامية ضد الكفر والانحلال وضياع الدين كما يدعون , ممررة هذه القناة لهذا القاتل كل نزواته و أمراضه النفسية التي أوهمته انه المنقذ, والمنتظر, والمعيد مجد العرب والمسلمين , لكن حظي أوقعني بالصدفة وبمعية آخرين كانوا يتفرجون على القناة لأرى مهزلة من مهازلها العتيدة , فكان يوم 21-12-2004 حيث رأيت أستاذا دكتورا كما كتب على شاشة قناة الجزيرة , يكيل المدح والدعاء والزلفى لمجرم مثل صدام حسين ما عادت كل أنواع التكنلوجيا الحديثة تنفع في تحسين صورته البشعة وما عاد أي زيف وتظليل لكل قوى الشر أن تعطيه صورة مقبولة , ويأتي نكرة من نكرات الجزيرة ليقول عنه رمز الأمة العربية وكأنه ما رأى المقابر الجماعية وما رأى قصور الرئيس وما رأى بلايين الدولارات التي صرفها قائده الرمز على بذخه وعلى شهواته غير الطبيعية وما رأى سجون العراق المرعبة وفرامات الأجساد البشرية وأحواض التيزاب التي يذوب بها خيرة أبناء العراق.
مهما كان قصد الجزيرة في هذا الزمن الذي يطالب به الشعب العراقي محاكمة المجرم صدام حسين واحقاق بعض الحق وتعديل الميزان الذي جعله معوجا بالعراق لتتجاوز جرائمه كل جرائم الطغاة بالتأريخ , ومهما كان اتجاه قناة الجزيرة لامنطقيا إذ هي لازالت مستمرة على نهجها من إيصال رسائل بن لادن الصوتية للعالم ليشجع ويدفع بالمجرمين لحرق آبار نفط العراق والخليج , ومهما تكن جريمتها في ذلك واضحة إذ أنها هي التي جعلت لابن لادن قدرا من المهتمين والمريدين عبر رسائله الصوتية التي دغدغت واستقطبت عقول البسطاء والمحبطين والعاطلين والمحرومين والمرضى النفسيين الهاربين من واقعهم الذين عجزوا عن تغييره بظل أفكار المحرمات الدينية القاسية, إنما هي تكشف لنا كل الشخصيات التي اشتراها صدام, وكل الذمم التي باعت نفسها لهذا المجرم وما عبد السلام سوى واحد من هؤلاء, وإلا كيف يتجرأ أن يساوي صدام حسين ويقارنه بالمناضل ما نديلا الذي قضى عشرين عاما في سجون النظام العنصري جنوب أفريقيا ؟ أين المنطقية من مقارنة صدام الذي عاث هو وأبناءه بالعراق فسادا واعتدى على أعراض الناس تقطيعا لا وصالهم بلا أدنى ذنب ولأنهم فقط عارضوا ظلمه وقالوا لا للظلم ؟
أية تضحية قدم صدام حسين وهو الذي قدمت له اكف التجار الثمانية على طبق بعد قطعها وهو ينظر لها ويضحك ويقول هذا بسيط سيرون اكثر ولم تكن تهمة هؤلاء سوى تعاملهم مع الدولار وليت عبد السلام يرى الفلم الذي وجد في مبنى المخابرات بعد سقوط النظام والذي صور به قطع اكف هؤلاء وفيهم شخص لم يكن ذنبه سوى انه سأل سؤالا فقط عن سعر الدولار وهو تاجر ذهب والذهب كما يعلم الجميع مرتبط سعره بالدولار , أية تضحية ضحاها صدام حسين حتى يقارن عبد السلام هذا نلسن مانديلا الذي خرج من السجن برفقة مرض السل من سنوات السجن القاسية ؟
أي كذب هذا يا عبد السلام وأنت تدعي أن المقابر الجماعية هي كذب وأرواح إخواننا وآباءنا وأبناءنا نحن أهل العراق مازالت تصرخ تريد لها مستقرا إذ لا قبور معروفة لها ؟ أي كذب هذا ونحن قد فقدنا أهالينا بمدن أبادها صدام حسين ودمرها ليمحوها عن الخارطة والتاريخ ؟
أي كذب هذا وصور شهداؤنا تملأ البيوت والأماكن وثكالانا وأراملنا لازالت متشحة بالسواد والحزن الممض؟
وأية بحبوحة عاشها الشعب العراقي زمن صدام كما تدعي وتجهل أن عوائل عراقية كثيرة آثرت الانتحار على الموت جوعا وإراقة ماء الوجه , وأخرى تقاس بالملايين شردت جوعا وقهرا متناثرة بين المنافي في أصقاع الأرض وبلدانها المترامية ؟
تعال يا عبد السلام وزر العراق ومناطقه لترى ما فعله صدامك من إفقار للناس وإهمال للحياة واستهانة بكرامة الإنسان ولترى أن العراق الذي من المفترض أن يكون من أغنى دول العالم قد بز بفقره بلدان الهند ومجاعات أفريقيا وشابهها في كثير من المظاهر, فعن أية بحبوحة تتحدث ونحن أهل العراق الذين شردتنا جرائم بطلك صدام كنا نقتنص اللقمة من أفواهنا لنرد الموت جوعا عن بعض أحباءنا بالعراق ولولانا لمات الكثير وانتهى الكثير منهم, فهل بهذا تكذبنا أيضا؟ أم تنكر أن الدينار العراقي كان يساوي في عام 1979 ثلاث دولارات أمريكية ونصف وهو اليوم لا يساوي حتى ولا سنتا واحدا , فأي بحبوحة جاء بها صدام ؟ بل قل أي دمار هذا الذي أوصلنا له مجرم القرن وطاغية العصر بطلك المقدام.
انه لمن الكفر أن تقارن مناضلا شريفا كمانديلا بمجرم مثل صدام فرض على الشعوب حروبا طويلة الأمد كما حصل في حربي الخليج واحتل شعبا عربيا مسلما كشعب الكويت واغتصب كل حقوقه واستهان بكرامته ومقدساته وأرواح أبناءه ليقتل منهم من قتل بلا أدنى ذنب وليدمر من وطنهم ما دمر.
أي كذب هذا ومن أنت لتتهجم على مقدساتنا نحن أبناء العراق وتنتهك حقائقنا مدعيا أن كل عذاباتنا تمثيلية أمريكية وكل قهرنا مجرد كلاما؟
أي كذب أنت تقول وكيف تجرأ على عدم رؤية اهوارنا وقد جففها قائدك الملهم وأسماكنا وقد ماتت ونخيلنا وهو يجف واقفا باكيا , نسمعه نحن أهل النخيل وأنت وأمثالك صم بكم لا ترون ها أنت تثبت أنك من المعتاشين على موت الشعب العراقي , أنت مطلوب لنا يا عبد السلام , من حقنا نحن المتضررين أن نقاضيك لكذبك وتغييرك للحقائق بسبب انتفاعك الشخصي من صدام , لابد لنا أن نقاضيك يوما حين يكون لنا دولة ديمقراطية تكشف عن كل من استفاد بطرق غير شرعية بأموال الشعب العراقي , أكلتم حقوقنا المالية وتنعمتم بموتنا وها انتم تقلبون الحقائق فأي ذنب اكبر من هذا بعد؟
أخيرا أدعو الشعب العراقي لتسجيل جميع أسماء هؤلاء الذين يدافعون عن صدام حسين وجرائمه ويدعون إلى جرائم أخرى , فلابد من يوم يعلم به هؤلاء انهم يحرضون على جرائم صدام والمحرض على الجريمة يستحق اكبر عقوبة من المجرم ذاته فالمحرض وبتعريف اكثر قوانين العقوبات بالعالم " هو الذي أوجد الجريمة لحيز الوجود" .
أدعو كل شرفاء العالم لتسجيل اسمك يا عبد السلام بن حرمة كواحد من الراغبين بعودة صدام حسين لإكمال جرائمه ضد الشعب والأيام بينك وبين الشعب العراقي جميعا فأي حظ نحس لك ولأمثالك من النكرات وانتم تخاصمون العراقيين بكل شهداءهم وقهرهم وسجونهم وأيتامهم وأراملهم ؟
أي نحس واندحار وخزي ينتظركم يا موالين صدام حسين ويا مدافعين عنه وعن جرائمه وها نحن أبناء العراق نقترب من خوض الانتخابات رغم كل عراقيلكم ونباحكم وتفجيراتكم ورغبة الموت التي تحملون , رغم هذا سنعلن للعالم أجمع :
أننا أول شعب عربي استطاع أن يقوم بانتخابات ديمقراطية بعد قرون من العتمة والظلمات , هانحن كما بنينا الحضارة الأولى, حيث الصلصال الأول شاهدا على أن سومر بدء الحضارة في التأريخ سيشهد اليوم أن العراقيين لهم شرف البداية بتجربة الديمقراطية ووضع أسس تتناسب مع منطقة تنام وتغفو تحت نير الديكتاتوريات والسلفية, تعيش بها شعوب أمية لازالت تفصلها والعالم المتحضر اليوم سنوات ضوئية من الفوارق الحضارية والتطور السائد فيه , سيكون لنا شرف تعليم هذه الشعوب بديهيات الديمقراطية التي سنخوضها , نتعلمها ونعلمها لمن يصر على الحياة بكرامة ويقدم تضحيات وقرابين لها كما نفعل اليوم رغم كل الأحقاد التي نواجهها من الجوار وغيرهم ومن المنتفعين والخائبين.

لاهاي
22-12-2004



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُخطئ ٌ مَن ظـَن يوماً أن للثعلبِ دينا
- الجنة تحت قدمي الأم مارجريت
- الوحدة الوطنية ضرورة أمام العنف والإرهاب
- -قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس
- التنوع الثقافي والمتطرفون
- العربيات وجائزة نوبل
- منذ متى عرف المجد القيود؟
- من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟
- إشكالية رجال الدين والسياسة
- آل العراق واختلاف الأديان*
- حلبجة*
- العراق والحزن العميق
- تهاوين قبل الأوان
- لماذا القسوة على المعذبين أمثالنا؟
- الإشعاعات القومية المسمومة لبعث العراق
- أولويات الحكومة العراقية الجديدة
- بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج من الانتخابات ؟
- الأكراد في المنفى
- طوبى لك يا إبرا هيمنا المصري ولديوانك العراقي
- سوق الشيوخ


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - الانتخابات قادمة يا بن حرمة