رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 17:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الماء وطريقة إستهلاكهِ , الى لحظة نومنا وطريقة تكاثرنا , كلّ شيء في حياتنا يتأثر بالتعاليم الدينيّة , والصورة تظهر جليّة في تفاصيل إقتصادياتنا !
هذهِ مقالة لي مُعادة , لكن مُعدّلة ومنقّحة ومُضافاً إليها آراء القرّاء المُحترمين , نشرتُها قبل أكثر من عام , وبالتحديد في 5 / 10 / 2010
وهذا رابطها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231051
وتلتها مقالة متمّمة , كانت بعنوان / من تعليقات القراء / تكاليف جديدة للتديّن , وهذا رابطها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231347
ولكون هذا الموضوع من بين أهمّ ماكتبتُ , و حاز يومها على إهتمام الأحبّة القرّاء . و نظراً لتماسهِ بواقعنا وتأثيرهِ على مُستقبلنا , خصوصاً بعد عام الربيع العربي (( 2011 )) والذي كان عاماً ذهبياً , بألفِ عام .
فأنا اليوم أضعُ بين أيديكم هذهِ النسخة المُعدّلة , هدية للعام الجديد 2012 , الذي أتمناهُ عاماً مُميّزاً ومؤثراً في حياتنا , كسابقهِ .
( لأوّل مرّة في حياتي أتمنّى عاماً جديداً كسابقهِ , لتنتصر الثورة السوريّة وتلحقها المزيد من الثورات على الطغاة ) !
إنّها محاولة جديدة لجلب الأنظار الى الجزء المُهم المفقود من دخلنا القومي والتفكير معكم بصوتٍ عالٍ بإستثمار ذلك الجزء في مجالات النهوض و البناء المختلفة
علّنا نلتحق يوماً , بركب الحضارة العالميّة !
******************
مُقدّمة
الإيمان والتديّن , يُفترض أن تكون أمور شخصيّة , وعلاقة بين المرء والإله المَعبود , والناس عموماً تنتظر الخير والبّر والصلاح , من المؤمنين لأنّهُ منطقياً الإله يدعو للمحبّة والسلام و التعايش بين الناس بأفضل السبل والعلائق .
وليس للكراهيّة والحروب والدسائس . أو على الاقلّ هذا ما يدعيّه كلّ المؤمنين بإله أو عقيدة أو فكرة ما .
الأهم من كلّ هذا وذاك , هي الحريّة , وهنا هي حريّة العبادة !
إذ لا إكراه في الدين سوف ينجح الى الأبد , ففي القلب سيلعَنْ المُكرَهْ ربّهُ ودينه ُ وفي الخفاء سيقوم بعكس المطلوب , فما فائدة ذلك المؤمن المُنافق ؟
وما دُمنا بصدد معبودٍ خارق لصفاتنا وطبائعنا البشرية , وأمام قوّة غيبيّة ما ورائية , لا يراها أو يلمسها البشر , بما في ذلك المشايخ أنفسهم والمشتغلينَ بالفكر اللاهوتي , الذين إدّعوا , بل إحتكروا معرفتهم برغائب ومقاصد الربّ الإله , ولا أحد يفهم كيف ولماذا هُم , وليس سواهم ؟
أقول / النتيجة هي أنّ كلّ التعاملات مع تلك القوة ستكون حالة ( ذاتيّة ) خاصة للفرد تتناسب ومقدار شعورهِ وتأثرّهِ بتلك القوّة .
هذا يختلف طبعاً على مدى شاسع بين مليارات البشر !
فمن مؤمنٍ بكل جوارحهِ , الى مؤمن وسطي يتفاعل مع باقي الافكار , الى مُنكر للقوى الروحيّة , الى مُحارب للافكار الداعيّة لها .
فمن يحكم على فكر الناس ويُقرّر أن الصنف الفُلاني هو الحقّ المُبين ؟
هذا إنْ وِجِدَ حقّاً مُبيناً فعلاً !
نحنُ أنفسنا سنحكم / الناس , المجتمعات , العشائر , الطوائف , الأحزاب , كلّنا لنا الحقّ في الإستنتاج والحُكم والعيش بالطريقة التي نراها, ولا تضّر بالآخرين .
وحيث أنّ الكلّ سيدافع عن فكرتهِ حسبما يؤمن , وإلاّ ما كان ليعتنقها أصلاً .
لذلك سينشأ بلا ريب ,الجدل العقيم الذي يقود بالتالي الى الخلافات والصراعات .
هذا هو ملخص التأريخ البشري حتى لو بدا الصراع طبقياً في بعض الوجوه المُهم هي الصراعات نتيجة الحاجة والإختلافات بين البشر لشتى الأسباب .
ولم يتفتق الفكر الإنساني عن طريق عريض يتسع للجميع ,سوى الديمقراطيّة !
لأنّهُ مهما تلاعبنا بالكلمات والمعاني , تبقى الأديان والأفكار الشموليّة تستأثر لنفسها بالحقّ دون الآخرين .تتراوح التسميّات بين الفرقة الناجيّة أو حزب الله أو جند الله أو الحزب القائد لكن المعنى واحد هو إحتكار الحقيقة المطلقة .
نعم لا بديل أمامنا للتعايش السلمي سوى القبول بالآخر وتبادل الإحترام .
فكرتي أصحّ ؟ أم فكرتكَ وطريقتكَ ؟
لا تقل لي الحُكمُ للهِ , فلو سلّمنا بتلك الآية , فهي تقول / الحُكمُ يومئذٍ لله .
ويؤمئذٍ المقصود بهِ .. يوم القيامة .
أمّا الحياة الدنيا فللبشر حقّ الأختيار, أليس كذلك ؟ أم هو مجرد تلاعب يعلنه القوم عندما يُضطرون إليه ؟
ولا تقل لي , لنحتكم لقولِ مؤسس الحزب أوقائدهِ أو مُنظّرهِ .
فليس الجميع يؤمن بما تؤمن أنتَ بهِ , و قائد حزبكَ بشر مثلنا يمشي على الأرض, فلا تعطِ لنفسكَ الحقّ دون الآخرين !
الأفضل أن نحتكم للعقل الجمعي , وما تُجمع عليه الغالبية من الناس (بإختيارهم الحُرّ) !
**************
ملاحظات إقتصادية عن التدّين / مع الروابط
ستكون أمثلتي من العراق ومصر , والإسلام عموماً !
المعلومة الأولى / ثلث الناتج القومي العربي يذهب للفساد .
يقول رئيس المنظمة العربية لمكافحة الفساد / عامر خياط , للجزيرة
إن المنطقة العربية سجلت إضاعة ألف مليار ( تريليون ) دولار , في عمليات فساد مالي وإهدار للأموال خلال النصف الثاني من القرن الماضي , تُمثّل ثلث مجموع الدخل القومي للدول العربية.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0DD80CA9-4651-4169-BDD9-B1CB6795C388.htm
هل يحقّ لي الآن , الربط بين تلك الآفة (( الفساد )) , وبين التديّن المزعوم وإستغلال المشايخ والسلطات لمشاعر العامّة بأسوء الطرق ؟
نعم سأربط !
شيطانُ آخرُ قديسٍ كرامتهُ أنا .. طلعتُ لكم من قُمقمي فحلا / يقول حازم التميمي
مشايخنا يبيحون سرقة الدولة ( الأم ) , لأنّ أموالها رَبوّية حسب زعمهم , كما يبيحون سرقة الغربيين لأنّهم كفار و أهل حرب , وأولاد ستين كلب ( حتى لو كنّا مُهاجرين إليهم ) .
لقد أباحوا و أحلّوا الكذب, وسموّه سياسة !
وجاؤونا بأحاديث تجيز الكذب في ثلاث , تشمل كل الحياة تقريباً .
ونادوا بالثورة , و زعموا أنّ الإسلام ديناً ثورياً .بينما في الواقع هم لايثورون , لكنّهم يركبون ثورات الشباب ( المتنوّع المذاهب) ثمّ على أكتافهم يستنسرون !
ثم راح رجال الدين ( وعلماؤه ) يلومون الشباب , في كلّ تصرفاتهم ويدعونهم الى ما يسموّنهُ , جادة الحقّ والصواب والجهاد , وباقي الشعارات الرنّانة .
ثمّ صرفوا المليارات من ( البترودولار ) لبناء المساجد في جميع أنحاء العالم , لكن ايضاً لدعم الحركات الإرهابيّة التي تتخذ من الدين غطاءً لها .
حتى حركة (بوكو حرام ) في نايجيريا , يُخيّل لي أنّها مدعومة مالياً من إسلاميين وهابيين متطرفين .
وماذا كانت النتيجة ؟
الجميع تأذى من تلك التعاليم وخربَ الأقتصاد في دولنا وإنهارَ في بعضها , بسبب التركيز على العمل الإيماني ( وحملاتهِ ) , بدل العمل المُنتج في الحقل والمصنع , وبدل بحوث المختبرات والمعاهد والجامعات . وبدل إطعام جياع افريقيا بتلك الأموال .
ويكفي لتوضيح قصدي أن تتخيلوا بلاد الجزيرة العربيّة بلا النفط الذي إكتشفهُ الغرب الكافر , وحال الرفاهيّة اليوم هناك بسبب إستغلال جزء بسيط منهُ للنهضة والإعمار طبعاً بايدي الغربيين أنفسهم , فماذا ستكون النتيجة لو اُستخدمَتْ كلّ الثروات الخياليّة في نهضة أخوتهم في الإنسانية وحتى في الدين والجغرافيا ؟
سيقول لي أحد الإسلاميين / وماذا عن الملايين التي أهدرها الغرب بإحتفالاتهِ في ليلة رأس السنة فقط ؟
وأجيبه / بأنّ القضيّة نسبيّة , فتلك المصاريف لاتُشكل سوى جزء يسير من مجمل إقتصادهم وإنتاجهم , وهم يعطون لأنفسهم الحقّ في الإحتفال والتنفيس والمتعة الروحية مع تمنيّات العام الجديد !
تلك المبالغ لا تُقارن بالمليارات المهدورة على مظاهر التديّن في إقتصاديتنا التعبة أصلاً نتيجة الفساد , وليس لقلّة الموارد !
سيقول آخر , إنْ هي إلاً مؤامرة أمريكيّة إمبريالية ساعدت المتطرفين عندما إحتاجتهم في أفغانستان لطرد السوفيت , ثمّ حاربتهم كإرهابيين عندما إنتهى دورهم .
ورغم قِدِم نظرية المؤامرة , فلا جواب عندي أفضل من السؤال التالي :
ولماذا علينا أن نُقاد دوماً كالأغنام ؟ أينَ عقولنا وأعمالنا ؟
*************
أرقام عراقية
رابط بعض كلف الزيارات
http://www.annabaa.org/nbanews/2010/07/321.htm
الزيارة المليونية / في منتصف شعبان , لأخواننا الشيعة تكلف حوالي مليار دولار . الرقم ينتج جرّاء إحتسابنا , خسارة ساعات العمل نتيجة تعطل تلك الجموع عن أعمالها بضعة أيام , بالإضافة الى الكلفة الأمنيّة لعشرات الآلاف من رجال الأمن و الشرطة والجيش وشركات الحماية وغيرها .
( ناهيك عن الخسائر الأهم في الأرواح , بسبب الإرهاب ضدّ الأبرياء الزائرين )
شوفوا كم زيارة مثلها في السنة ؟
مجموع الأيام التي يتوقف فيها العمل لسبب ديني ( مناسبة , عيد , زيارة , ذكرى إستشهاد , ذكرى حرب , طبعاً عدا الجُمع ), تصل الى حوالي 40 يوم في السنة في عراق اليوم , الذي قرّر رئيس وزرائهِ إعتبار 31 ديسمبر 2011 أيّ يوم راس السنة هو يومهُ الوطني , بمناسبة رحيل الأميركان , ولا أدري كيف كان سيصبح رئيساً للوزراء لولاهم ؟ ما علينا .
لو إحتسبنا ناتج اليوم ( من العمل ) وحولناه الى مبالغ للمقارنة , سنتفاجأ وربّما نضحك قليلاً ونبكي كثيراً على حالنا وتفكيرنا وطريقتنا البائسة في الحياة .
وبحسبة عرب بسيطة , أقول 40 على 360 يوم , تعطي 1 على 9
يعني تُسع ناتج العمل القومي طار , بالزيارات المليونيّة .
أفلا تتوقعون أن تتبخر (أتساع ) اُخرى في الحج والصوم والصلاة والسياحة الدينيّة ونفقاتها الخرافيّة , بل في جميع تفاصيل حياتنا ؟
سيُجيب المشايخ هذهِ أفضل طريقة إستثمار للآخرة , فما حياتنا الفانيّة هذهِ وما قيمتها , مقارنةً بجنّة الخُلد أيّها المادي اللعين ؟
ولكن هذا في الظاهر حيث يرتدون ثوب حماة الحمى . أمّا في الباطن فإنّ الإسلاميين مافتؤوا يسرقون أموال الشعوب ويتصارعون على المنصب ولسان حالهم يقول حسب صديقي الزيرجاوي /طزّ بالإسلام إذا خسرنا كرسي البرلمان !
وأعتقد أنّ على الشعوب العربيّة التي تحرّرت من طغاتها مؤخراً , أن تعتبر بمثال العراق وهو واضح كفاية ( تسع سنين ) , عندما تختار حكامها الجُدّد !
*************
الحملة الإيمانيّة الصداميّة !
الشعب العراقي عموماً يعلم مقدار المليارات التي أهدرها الطاغية الأرعن بالله صدام حسين , من قوت الشعب على حملتهِ الإيمانيّة , عدا طبعاً ماضاع في حروبهِ العبثيّة وسرقاتهِ الخاصة وزبانيتهِ .
العجيبة , أنّ تلك الحملة كانت خلال فترة الحصار ,الذي لم يكن سوى حصاراً على بعض المواد العسكرية , بينما حوله صدّام الى حصار حقيقي على الشعب العراقي ليذلهُ إنتقاماً لإنتفاضتهِ الشعبانية الباسلة .
لقد بالغَ في بناء المساجد الفخمة ,في أحرج ظروف البلد , ليس لوجه الله كما يظنّ بعض السُذّج , بل حُباً بتخليد إسمهِ .
فتخيّلوا لو قام بدل ذلك ببناء عمارات سكنية لجميع فقراء العراق ومدارس وخدمات مختلفة ؟ هل كنّا لنشهد هذا التكالب والجشع الذي أصاب الغالبيّة اليوم ؟
لقد تفنّن صدام في تدمير نفسيّة ومباديء وقيم الإنسان العراقي بإسم الدين تارة , والقوميّة والعزّة ( اللي في خشوم الرجال ) والكرامة تارة اُخرى .
بينما لاحظوا قيمة ومباديء وحقوق الإنسان في المجتمعات العلمانية والليبراليّة .
*************
مثال مصري
غرائب وعجائب إقتصادية فى رمضان
المصريون يُنفقون على الطعام فى الشهور العادية من السنة 2.5 مليار جنيه شهرياَ ويرتفع هذا الرقم إلى الضعف ( 5 مليار جنيه) فى رمضان
مُعدّل الإنفاق يرتفع من 50 إلى 100% كنفقات أسرّيه على السلع الغذائية حسبما ذكرت مجلة المصور الحكومية فى 14/9/2010
يعني كلّ الدخل في رمضان , يروح على البطن .
والجدير بالذكر أنّ السمنة المفرطة تحدث في الدول الغنية ( الكويت مثلاً وعموم الخليج ) ,كما تنال من الفقراء في مصر أيضاً ,نتيجة العادات الغذائية والبدائل الخاطئة . وأتسائل من جديد :
هل هناك علاقة بين التديّن والصوم والإنفاق والسمنة ؟ أنتم ستجيبون
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=208570
لكن د. سيّد القمني ( أتمنى له الصحّة ) أجابنا على الأقل عن تكلفة الحج للمصرين وقدّرهٌ بحوالي 3 مليارات دولار سنوياً فقط لا غير !
جاءَ ذلك في مقالتهِ المهمة / كعبة سيناء , الرابط أعلاه ,وتسائل فيها :
أليس جبل سيناء والمعروف الآن بجبل موسى الى الشمال من جبل كاترين , وبينهما الوادي المُقدّس طوى الذي كلّمَ الله فيه موسى تكليماً ,وأمرهُ بخلعِ نعليهِ هناك (بينما لم يأمرنا بخلعها في مكّة) .
أليست تلك بقعة مقدّسة كفاية ليحج إليها المصريين إقتصاداً وتوفيراً للمليارات الثلاث سنوياً ؟
وكم بناية ومدرسة ومستشفى ومزرعة ومصنع , سوف تفتح بها ؟
ألن تُرضي ربّنا هذهِ الأعمال , أكثر بكثير من إهدار تلك الأموال ؟
ومن جهة اُخرى , لاحظوا كيف قاد التديّن المتزمت الى تسابق في بناء المساجد والكنائس , فحتى الأخوة الاقباط إنجرفوا دون وعيهم بهذا التيار بدل التركيز على بناء المصانع والمزارع وما ينفع الناس في معيشتهم .
إنصتوا أيضاً لكبار قيادات السلفيين و( حزب النور ) وهو إسم لايُطابق مُسمّاه البتّه . ثمّة رجل منهم يصرخ وسط الحشود / نعم سيعود عهد الخلافة وسنفتح دول الغرب الكافر لنور الإسلام وسيعطوا الجزية والسيفُ على رقابهم , فيلتهب حماس العامة المعمّاة , وتصرخ الجموع الله أكبر !
الرابط : لايوجد رابط , شالوه القوم ! إبحثوا عن بدائل فهي كثيرة مثل الهمّ على القلب .
أعتقد ليس المصريين المتنورين فقط يوقنون لكن كلّ من يعرف مصر ولو قليلاً
يعلم علم اليقين أنّها كانت لترتقي أعلى المراتب بين الأمم , لولا مشايخ الظلام !
*************
البنوك الإسلاميّة
http://newsforums.bbc.co.uk/ws/thread.jspa?threadID=1375
ودائع البنوك الإسلامية عالمياً لا تقل عن مائتي مليار دولار , كان ذلك عام 2006 , حسب الرابط أعلاه
ما الدور الذي تلعبهُ البنوك الإسلاميّة في الإقتصاد المحلي والعالمي ؟
وهل هناك علائق مشبوهة بتلك البنوك ؟
وهل تنطبق عليها فعلاً الشروط الإسلاميّة المُعلنة ؟
كانت تلك الأسئلة نوقشت مع خبير إقتصادي في برنامج إضاءات من قناة العربية والذي يقدمه تركي الدخيل , لكن لم أعثر على الرابط , غالباً حجبه القوم ( كالعادة ) لما فيه من تفاصيل بشأن تلك البنوك , وسأحاول تخصيص مقال لهذا الموضوع !
**************
مَنْ المتسبب في الإسلاموفوبيا في الغرب ؟
بعض المهاجرين المُسلمين الى العالم الغربي بدؤوا يعانون بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة , من نهوض بعض الأحزاب اليمينية ضدّهم ,تلك التي يُسمونها في الغرب (( بالعنصرية )) , لإنّها تنادي بجعل البلد لأهلهِ الأصليين .
في الواقع , لو نادى في بلداننا البائسة حزب بنفس النوع من الدعوات , فلن يُتهم بالعنصرية أبداً , بل بالوطنيّة ينعتونهُ .
والسؤال هو/ طيّب لماذا حلال لنا , وحرام على الآخرين ؟
تصرفات الكثير من المهاجرين السلبية المخجلة , ودعوات مشايخ الإسلام الى التشدد والتزمت والعنصرية , هي السبب فيما يستجد اليوم .
الحجاب والنقاب والمآذن والرسوم الكاريكاتيرية وغيرها , كلّها حجج واهية يستخدمها المشايخ لنشر ثقافة الكراهية , فينقلب السحر على الساحر في النهاية فتنشط الأحزاب اليمينية ,لتثبت رؤيتها بسلبية ومشاكل المهاجرين المسلمين .
مع ذلك , الغرب مستمر بمساعداتهِ ومعوناتهِ الإنسانيّة للدول الفقيرة وأغلبها إفريقية وإسلاميّة وقبل بضعة أيام سمعنا عن مقتل أطباء متطوعين في الصومال
وأكثر من هذا , أنّ من ضمن مقررات مؤتمر بازل 3 الإقتصادي والمصرفي , الذي عُقِدَ في 28 سبتمبر 2011 في لندن , لأجل صياغة أفكار جديدة لعلاج أزمة الديون في الإتحاد الأوربي ,يعني اليونان وباقي الشلّة , كان من بين مقرراتهِ إنشاء صندوق لتلك الحالات وكذلك صادقوا على نوع من الضرائب على التعاملات المالية تجمع في صندوق آخر لصالح الدول الفقيرة لمحاربة الجوع والفقر ومشاكل الصحة والتعليم .
http://www.basel3congress.com/
هكذا يفكرون هم بمواردهم المالية حتى في وقت أزماتهم , وهكذا ننفقها نحنُ في أمورنا الدينية .
***************
مختصرات لآراء بعض القراء الكرام
1 / مرثا فرنسيس
في برنامج على التلفزيون المصري, كان لقاء مع سيدة تعيش في منطقة عشوائية غير آدميّة بالمرة .
في بداية الحوار أعربت السيدة عن رغبتها في الحصول على شقة لتزويج إبنها لكن في نهاية البرنامج سألتها المذيعة ما الذي تريدين من البرنامج ان يُحققه لكِ ؟
كانت إجابتها صادمة قالت : عايزة أحج , وضَحّت بالشقة !
2 / سرحان الركابي
هناك ملاحظة لا يمكن تفسيرالدين إلاّ كما وصفه فرويد بأنّهُ عصاب جماعي !
فقد لاحظتُ بعض المتدينين وهم يسبّون الفقراء , ويصفون النساء المتسولات بانهن كذا , قبل أن يعطوهم 250 دينار ,وهو مبلغ زهيد .
لكنهم أيام المسيرات المليونية مثلاً , يفقدون عقولهم وينفقون من دون حساب ويقفون في أبواب المضايف يطمعون من لا يستحق الاطعام , وهم ينادون أهلا بالزوار الكرام .
الظاهر أنّهم يجدون متعة في هذا العمل فلا تكتمل شخصياتهم , إلاّ عندما يقفون كالاباطرة يُطعمون كل من هبّ ودبّ , ويمنعون عطفهم هذا عن الفقراء الذين لا يثيرون في الفرد نوع من الخيلاء أو الشعور بالعظمة .
3 / سعد محمد البياتي
خلال 14 قرن لم يتفق تُجّار الدين على أبسط قواعد الحياة , وهي النظافة , هل نمسح القدمين مثلاً , أم يجب غسلهما في الوضوء ؟
لكنّهم حوّلوا المساجد التي اُنشأت في الأساس للصلاة في مكان نظيف , الى
بذخ وترف ومرمر وسماعات تخرق الآذان في تسابق غريب .
وكان جوابي لهُ / تخيّل يا أخي لو تحوّلت نصف مساجدنا الى دور رعاية الأيتام والمحتاجين والكبار ؟
4 / آيار العراقي
هل تعلم سيدي الفاضل , أنّ الرادود الحُسيني يقبض لوحدهِ عشرات الالوف من الدولارات ؟ و يقف على قمة الهرم المطرب باسم الكربلائي .
إنّ الإستغلال الحزبي لهذه المراسم والعزايات , هو كارثة الكوارث .
لهذا ترى الساسة يحرصون أن يكون موعد الانتخابات قريب من مناسبة دينية مقدسة عند الشيعة , وهذا الامر معروف للجميع !
5 / سالم النجّار (الغائب منذُ فترة ونأمل لهُ الخير ) يقول :
في الموروث الإسلامي , أنّ في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء , إلاّ الموت .
ألاف الدراسات والمقالات الإسلاميّة صدرت تطبيلاً للحبّة السوداء , لكن أحداً منهم لم يُفكر بالتطوّرات العلمية الجديدة , و إكتفوا بالكتابة عن فوائد بول البعير!
6 / مازن البلداوي
يتهكم على دولنا فيقول : هي لن تسمح بالتخمة الماليّة ووجود فائض توزعهِ على الدول الفقيرة كما يفعل الغرب , لذلك يعمد حكامنا الى ترشيق الدولة لتذهب كلّ الفوائض الى جيوب الحبايب !
7 / المنسي القانع (المختفي عنّا منذُ مدّة ونتمنى لهُ الخير والسلام )
يحكي لنا عن موقف طريف لصديق مصري وصل العراق للعمل في سبعينات القرن الماضي , فقاده القدر الى مائدة حُسينيّة عامرة بلحم الضأن وأنواع الطعام .
فتسائل / هل تفعلون هكذا في جميع أيام الأئمة الإثني عشر ؟
فقالوا لهُ , لا فقط للشهيد الحُسين كونهِ ماتَ مقتولاً
فتمتم مع صاحبهِ قائلاً : تسلم إيد اللي قتله !
8 / موسى محمد المترصّد / من السعوديّة
يحكي لنا عن مثل من بلده , حيث يعمل في مستشفى , وفيها كلية تضم طلاب يتدربون كفنيين للأسنان . وعند إنتماء الفتيات لتلك الدراسة سمعت لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( يقولون في مصر وِلِدتْ مثلها قريباً )
فقامت ببضعة ممارسات لفصل البنات , ليس فقط في قاعات خاصة دون الذكور لكن عن المُدرّس المُحاضر نفسه . فجلبوا شاشات وكثير من التجهيزات التقنيّة من بلاد الغرب الكافر طبعاً , وصرفوا 3 ملايين ريال , لكن بعد شهرين فقط رموها لعدم نجاح الفكرة , وعادوا الى الإختلاط , فإنظر ! يقول محمد , لسخافة المتطرفين وهذا الهدر في الأموال في غيرِ محلّهِ .
9 / الكاتبة , سارة حامد
تحكي لنا عن مشاهداتها في الدانمارك من أفعال المهاجرين المُخجلة والمخالفة لقوانين البلد والتحايل الذي يتقنوه والتمارض خلال العمل وسرقات يقومون بها في جميع مفاصل الحياة , يندى لها الجبين .
ولو سالتهم لماذا ؟ قالوا لكَ أنتَ عنصري , تكره المسلمين !
ثم تروي لنا قصّة حقيقية عن سيدة من لاجئي بورما تعرضت للإغتصاب كثيراً من جنود السلطة , بحيث لاتدري أولادها الست , من أيّ أب هم , تقول الغريب أنّ اُمنيتها كانت , أن يتخرج أحد أولادها شيخاً إسلامياً واعظاً . وتتسائل سارة
هل تفكر هذه السيّدة بمنافع المشيخة ؟ أم هي مغيّبة العقل كما كنتُ أنا أرتدي الحجاب والخمار ليس إقتناعاً بل من الخوف الشديد الذي زرعوه في نفوسنا من عذاب الآخرة !
10 / يماني مؤمن بالحوار ( أيضاً غاب عنّا ونتمنى لهُ العودة سالماً ) , يقول
طبعاً أنتَ والقرّاء تعلمون عن حال اليمن الإقتصادي الضعيف والعيش على المساعدات ,وأكثر من 60% من الناس تحت خط الفقر وتعيش على أقل من 2 دولار يومياً . قمنا بإحصائية للأموال المُخصصة للأعمال الخيريّة فظهر التالي
85 % من تلك الأموال تُنفّقْ على مظاهر التديّن وبناء مساجد جديدة وكفالة حلقات تحفيظ القرآن والدعاة والفقهاء , والتبشير الإسلامي في الدول المجاورة
وطباعة الأشرطة والكتب الإسلاميّة وغير ذلك . فهل لنا من خلاص ؟
11 / كامران عبد الرحمن
يحكي لنا عن غرائب عادات بعض المهاجرين في السويد وذاك الذي يصطاد الطيور والعصافير ظنّاً منهُ أنّه في ناحية عكركوف . ويحكي عن مشاهدته في العراق عندما زاره عام 2006 ووجدهم داخل حرم الجامعة المستنصرية يطبخون التمن والقيمة , وهو يكاد لايثصدّق ما رآه .
12 / مصباح جميل ( هو أيضاً غاب عنّا ونرجو لهُ الخير والسلام )
مداخلته كانت رائعة بالفعل وينبهنا لمشكلة دينيّة حقيقية تعصف بحياة الشعب في الاردن الذي يُعاني من أزمة كبيرة في المياه ومصادرها يقول نصاً :
عدد سكان الاردن اليوم يزيد عن 6 ملايين .ولنفرض أنّ 5% يصلون الصلوات الخمسه فى اليوم , وهم بحاجه الى ما يسمى بالوضوء قبل الصلاة .
ولنفرض أنّ الشخص الواحد بحاجه الى الحد الادنى من الماء للوضوء وهو عشره لترات فقط لكل صلاة , فيعنى ذلك أنّه سيستهلك حوالى خمسين لترا من المياه يوميا . وهذا يعنى بحسبه بسيطة أنّ الفاقد من مياه الشرب النقيّة تقارب الستة مليون متر مكعب من المياه . والتى نحن بأمّس الحاجة لها فى الاردن لغايات الشرب , فتخيّل الحال لو زادت نسبة المُصلين من 5% الى 50% ؟
وجوابي / الحروب القادمة في الشرق الأوسط يسموّها حروب المياه
والحلّ المعقول تحويل كل تكاليف الأردن ( الدينية ) الى صرف على البنية التحتية للإستفادة من كل قطرة مطر وتحليّة المياه .
13 / الكاتب الليبرالي الجزائري / عبد القادر أنيس
كتبَ مُعلقاً ومذكراً بأهمّ مشكلة تعاني منها جميع المجتمعات الإسلامية نتيجة تلك الأفكار المتطرفة , ألا وهي مشكلة التكاثر الفئراني غير المنضبط ,التي قادت الى تضاعف أعداد شعبه اربع مرّات خلال جيل واحد , وهذا العبء الكبير على إقتصاديات دولنا الضعيف أصلاً !
14 / آمال صقر مدني , لديها فكرة محترمة
وتدعو في مداخلتها الى إنشاء مركز معلومات وقاعدة بيانات , لعمليات النصب والإحتيال والفساد الديني الذي يستنزف مجتمعاتنا البائسة .
**************************
الخلاصة
القضيّة في الأساس هي .. طريقة الحياة والتفكير
كيف نرى الأمور وكيف نفلسفها ونتعامل معها ؟ وما هو ردّ فعلنا عليها ؟
المتدينون عموماً عندنا يُخضعون كلّ حركاتهم وتفكيرهم لكلام المشايخ .
من جهة اُخرى فإنّ العالم كلّهُ يُعاني من أزمة إقتصادية نتيجة العادات الإستهلاكيّة السيئة و تراكم الأخطاء التي كبر بعضها فصار مثل كرة الثلج المتدحرجة .
لكن فوق هذا , نحنُ في مجتمعاتنا الشرقيّة , كلّ عاداتنا تقريباً , ومنها الإقتصاديّة مرتبطة بمعتقداتنا الدينية , أليس كذلك ؟
معناها مشاكلنا مُضاعفة , نصفها أخطاء إستهلاكيّة ومتنوّعة مثل باقي الناس , ونصفها بسبب مظاهر التديّن الذي يستهلك نصف ناتجنا القومي .
الآن / بعد ذهاب الطغاة الفاسدين , سيحكم الإسلاميّون غالباً .
هم يقولون لنا إمنحونا فرصتنا , فقد حكمت العلمانية لقرن وفشلت .
حسناً , لكن تلك الأنظمة كانت تدعّي العلمانية ,بينما هي جمهوريّات عسكرية ديكتاتوريّة بإمتياز , أو ملكيّات غير دستورية !
و حسب رأي صديقي ( د. إسماعيل الجبوري ) , فالعلمانيّة لاتنجح بدون الديمقراطيّة ,وهذا ينطبق على تونس ( بورقيبة ) , مثلما إنطبق على دول الكتلة الإشتراكيّة , التي كانت أنظمة الحكم فيها علمانية لكن ديكتاتورية , أو نظام الحزب الواحد .
والعكس أيضاً صحيح , يُضيف الجبوري / معناها الديمقراطيّة لاتنجح بدون العلمانيّة , كما نشاهد اليوم في جمهوريّة الملالي الإسلاميّة .
على كلٍ طريقة الإسلاميين في الحكم وخصوصاً في الإقتصاد ستقرّر نهوضنا من عدمهِ
تخيّلوا معي , لو منعوا مثلاً المرأة من العمل والإختلاط , وأوقفوا البنوك العاديّة بحجّة أنّها فكرة غربيّة كافرة وفرضوا البنوك الإسلاميّة بدلها , وحيّدوا السياحة , وشجعوا التكاثر الفئراني وقاموا بأعمال جليلة اُخرى في التعليم والموسيقى والرياضة وباقي فروع الحياة , ألن تتضاعف مشاكلنا ؟
فلو جعلنا العبادات وطقوسها شأن فردي تخص صاحبها ,يقوم بما يراهُ في بيتهِ , أو يدفع هو من جيبهِ مع المشابهين لهُ لأجل تلك الطقوس .( في السويد الدولة لاتصرف على الكنائس , بل مواردها تكون من أنشطتها الخاصة والتبرعات من الراغبين ) .
لو تركنا كلّ تلك المظاهر ولم نصرف عليها سنتاً واحداً , فلن يموت إنسان واحد لكن العكس سيحصل . أقصد سيحى بضعة ملايين من الفقراء والجائعين والمُعدمين في بلادنا , ولن نسمع بالمشردين والمتسولين وأطفال الشوارع .ناهيك عن تخلصنا من نفاق المشايخ
لأنّ المليارات التي ستتوفر من ترك مظاهر التدين , ستذهب كما نحلم ونفترض جميعاً الى بناء المصانع والمزارع والطرقات , ودور الايتام والعجزة والمحتاجين .
حيّدوا الدين , فتتوفر الجهود والموارد كاملةً للنهوض , فتنهض دولنا كما نهضت أوربا وباقي العالم الحُرّ قبل بضعة قرون عندما عزلوا الدين
وصارت دولهم علمانيّة بإمتياز !
لاحظنا معاً آراء القرّاء الرائعة التي ناقش بعضها مشاكل حقيقية تنتج عن التديّن المُبالغ فيه مثل , نقص مياه الشرب , والزيادة العدديّة المنفلتة ,و الفساد وضياع الأموال عبر السرقات بإسم الدين كما حكى لنا ( يماني مؤمن بالحوار) عمّا يجري في بلدهِ .
إذن هي طريقة حياتنا من الاساس , علينا مراجعتها كي ننهض .
تجاهل الحقائق .. لا يُغيّر الحقائق / يقول آندي روني !
تحياتي لكم , وعام جديد ملؤه العطاء والتقدّم للجميع .
رعد الحافظ
2 يناير 2012
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟