محمد فوزي العجيلي
الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 16:41
المحور:
القضية الفلسطينية
حينما نتطلع الى الاجواء الاعلامية في بعض القنوات الفضائية العربية نجد سياسات جديدة نحس بانها مفروضة على اصحاب هذه القنوات او لنقل هناك تنسيق مصلحي بينها وبين من يملي عليها التعليمات فنجد في بعض الفضائيات العربية هذه الأيام داء اسمه اللقاءات المتكررة مع عناصر صهيونية وعناصر متصهينة برزت على الشاشة بدون قناع لان الاجواء العامة تشجع هذه الوجوه لفرض حضورها ومشكلة هذا الداء انه يهدد بالانتشار عبر الفضاء إلى كل من يسمع ويشاهد. كأن المسؤولين عن إعداد هذه اللقاءات والمخططين لها يتصورون إن من تسببوا بمذابح الفلوجة وغزة وصبرا و شاتيلا سيحجمون عن مذابحهم ، أو إن حكماء صهيون سينقضون بروتوكلاتهم ، او انهم سيعترفون بان ( المحرقة ) ما هي إلا فبركة وتزوير للحقائق وان العدد الحقيقي لضحايا الهولوكوست لا يتجاوز ال 000 250 يهودي .
ويا لسذاجة الفضائيات العربية حين تتوهم السراب في الصحراء العربية ، وحين تختلط عليها الامور الى حد تتوهم فيه انها تخدم قضيتها وتوصل الحقيقة الى مواطنيها عن طريق التحاور مع هذه العناصر ، فما هذه المهزلة الا اختراق صهيوني بشع لأجهزة الاعلام العربية وبقعة جديدة تحتلها الصهيونية قد تكون أخطر من بقعة الارض التي تحتلها .
وكل ذلك لم يأت عبثا وانما هو ثمرة نضجت لتخطيط طويل حاذق بعيد المدى قامت به الصهيونية ورصدت له الاموال الطائلة وارادت له ان يكون خطوة في طريق التطبيع الذي لن يصل الى ذهنية الانسان العربي مهما سار في طرقه الملتوية التي تمثل اللقاءات أحدها .
فالعرب ليسوا بحاجة إلى فتح أبواب مؤسساتهم للصهاينة وما هذا الانفتاح إلا اختراق الذهنية العربية وتهويد للعمل العربي ، ورضوخ لما هو كائن وقبول للأمر الواقع وكأن الدماء التي أهدرت منذ قام هذا الكيان قد ذهبت سدى وكأن الألسنة قد أصبحت بديلا عنها في التفاوض والانتصار للحقوق العربية ، فمتى تعي الفضائيات العربية إنها وهي تفعل ذلك – سذاجة أو عمالة – فهي إنما توطد الأمر للكيان الصهيوني وتفتح له بابا يلج منه إلى الذهنية العربية وتساهم عبر الأثير بنشر داء في العقول العربية لا أخطر منه .
#محمد_فوزي_العجيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟