أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الرب عام 2012














المزيد.....

الرب عام 2012


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 23:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يا رب:كن إلى جانبنا في عام 2012كما وقفت دوما إلى جانبنا في العام الماضي والأعوام التي مضت,لقد تعذبنا في العام الماضي كثيرا وسكبنا كثيرا من الدموع ونزفنا من عيوننا ومن تحت آباطنا وكان الألم ينبع من تحت الخاصرة ويشتد علينا كثيرا حتى كادت أعناقنا أن تلتوي من كثرة ما صرخنا ومن كثرة ما مارسنا من الشد على أعصابنا, وذقنا في العام الماضي كثيرا من الآلام وأكلنا الهوى والزفت وطين الشتاء,ولولاك ولولى ما عندك من نساء ورجال وأبناء لكنا الآن في عداد المفقودين أو المسجونين أو المجلوطين بالسكتة القلبية أو بالسكتة الدماغية, لقد خسرنا في العام الماضي كثيرا من الأشياء التي تفرح القلب أو التي يطير لها القلب من القفص الصدري طيرانا, وكسبنا كثيرا من الآلام التي يحسدنا عليها الناس ويكاد أن يحسبها البعض أفراحا وزغاريدَ,ولقد أكلنا كثيرا من البرد وكثيرا من الأذى وتعرضنا لكثير من المواقف المحرجة,ولقد رشحنا كثيرا من العرق الذي كاد أن يغسل رؤوسنا,وخسرنا في العام الماضي كثيرا من وزننا المعنوي والجسدي ولكن كسبنا معرفتك ومعرفة أبناءك المخلصين لك, ولقد هزنما الأحداث العالمية ولقد أثرت فينا تلك الأحداث ويكاد رأسي أن ينطوي على كثير من الآلام وكثيرٍ من الجراح المؤلمة وكنت أنت تقف لنا بالمرصاد , لقد شبعنا وارتوينا من جراحاتنا ولقد همنا على وجوهنا في الشوارع ولكن بفضل أبنائك يا رب عدنا من جديد وعرفنا من جديد أهلنا وبيوتنا وأصحابنا, ونرجو منك هذا العام أن تكثر لنا من أبنائك المخلصين ونرجو منك أن لا تدعنا على قارعة الطريق, لقد مضى العام الماضي بكل ما به من جراح وحروب وثورات وويلات وكنت أنت وحدك من يتفقدنا بين الحين والحين.

وكل الناس تذهب إلى المنتزهات ليستريحوا بعض الوقت من التعب والإرهاق الذي تعرضوا إليه طوال النهار,وبعض الناس تذهب إلى الملاهي الليلية ليطردوا عنهم الهم والحزن والنكد الذي تسببت لهم به مشاكل الحياة اليومية, وبعض الناس تأكل الحبوب المنومة ليذهبوا عنهم الاكتئاب والقلق والخوف والرهاب العصبي, وبعض الناس تستريح وهي تلوكُ في فمها قصص الأصحاب والجيران وهفواتهم وأخطائهم ومواقفهم المضحكة أو التي تبعث على الاستغراب ,وبعض الناس تهضم في معدتها الذكريات المؤلمة والحنين إلى الماضي لكي تتخلص من التعب والارهاق ولكن وحدهم الذين يعرفونك يأتون إليكَ لكي تخلصهم مما لا يستطيعوا الخلاص منه رغم أنكَ لا تملك صيدلية للحبوب المنومة ولا تملك المنتزهات ولا حتى النوادي الليلية, وتقول :

تعالوا إليّ جميعكم لتستريحوا من طول السفر دون أن تأخذوا حبة منشط أو حبة فيتامين أو حبة (زهزهه), وتعالوا أيها المعذبون في الأرض وارتووا من دمائي,تعالوا أيها المعذبون لترتاحوا جميعكم على كتفي,وتعالوا أيها المسخوطين لتستريحوا على جثماني الطاهر, تعالوا أيها المنبوذون وتعالوا يا أيها المبعدون عن أحضان أمهاتكم لأحتضنكم بكل ما أوتيت هذا العام من قدرة على سد الجروح وبكل ما أوتيت من فرط المشاعر والأحاسيس, تعالوا لأنقذكم من أنفسكم ومن الشرير تعالوا أيها الخائفون من بداية هذا العام إلى صدري لتشعروا بالأمان وتعالوا لنتفاهم على قصة الوجع والآلام والحرمان, وتعالوا يا أيها التائهون في الأرض فأنا الطريق الذي يوصلكم إلى الخلاص, تعالوا واستظلوا بجسدي بدل أن تستظلوا بظلال الأشجار, تعالوا إذا أحسستم بالتعب لترتاحوا طويلا وتعالوا إذا أحسستم بالعذاب فأنا أفضل لكم من الأندية الليلية فأنا أستطيع أن أخلصكم من اللعنات التي تقع بحقكم, تعالوا يا أيها المغلوبين في الأرض لأنتصر لدينكم تعالوا معي فأنا الذي لا يخون أحبابه وأنا الذي لا يفشي سر أصدقائه تعالوا يا أيها الباحثون عن حضنٍ يؤويكم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصعب شيء عندي
- أين ذهب حزب الوفد؟
- الموت في فصل الشتاء
- أبو يوسف السوري
- فكرة القومية
- 2011 سنة العجائب
- صناعة اللحوم
- نقد الإسلام السياسي
- أسئلة محيرة
- أردني مرفوع الراس
- وحدي في البيت
- هل كان سلوك محمد مطابقا لدعوته؟
- الاسلام لا يتحمل المسئولية
- إسلام أبي هريرة
- الانسان الطمّاع
- من أجلي أنا
- التوبة والاعتزال
- سياسة محمد
- مواطن بلا دين إسلامي
- الوجه الجميل لليهود


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الرب عام 2012