سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
حين كان أبو طُـبَـر في بغداد
كان أبو إبَـر في لندن …
قصة البائس أبو طُـبَــر التي لـفّــقَــها البعثيون لتفتيش كل مسْــكنٍ ببغداد ، معروفةٌ الآنَ أكثر ممّـا يلزم .
لكنّ قصة أبو إبَــر مختلفةٌ نوعاًما .
أبو طُــبَــر كان يقتل بوسيلةٍ من أدوات الإنسانِ الأوّل ، وهي الطُـبَــر .
أمّــا أبو إبَــر فكان يقتل بوسيلةٍ مستحدثــةٍ هي إبرةُ الطبيب .
ثمّ أن المدينة التي كان أبو طُــبر يمارس فيها عمله ، هي مدينةٌ مفتوحةٌ لكل مجرمٍ وغازٍ ومغامرٍ …
أمّــا أبو إبَــر فكان يمارس عمله ( القتل ) في عاصمةٍ عريقةٍ ، هي أعظمُ عاصمةٍ أوربيةٍ : لندن …
الآنَ ، عليّ القولُ ببساطةٍ : إن أبو إبَــر ، الطبيب القاتل ، هو إياد علاّوي تحديداً .
معروفٌ أن المجرم إياد علاّوي ارتبطَ منذ وقتٍ مبكِّــرٍ جداً بجهاز " حنين " الصدّامي ّ ، جهاز القتل والتعذيب والإختطاف ،
وقد كوفـيءَ على إخلاصه ، بأن قُــبِـلَ طالباً في كلية الطبّ العراقية ، وهو الغبيّ ، غيرُ المؤهَّلِ ، وبأنْ زُحِّــفَ من سنةٍ
إلى أخرى ، حتى خُــرِّجَ طبيباً …
لم يتعلَّــم الغبيُّ هذا ، من الطبِّ ، إلاّ أمراً واحداً :
كيف يزرق الإبَــر …
*
وتمضي الأعوامُ …
ويُــفْــرَزُ إياد علاّوي مسؤولاً عن محطة لندن لجهاز " حنين " .
والحقُّ أن محطة لندن لم تكن مسؤولةً عن الـجُزر البريطانية فقط ، بل أن أذرعها تمتدُّ لتطال أوربا بأسْــرِها .
أمّــا مسؤولية إياد علاّوي في محطة " حنين " فكانت الأمرَ الوحيدَ ذا العلاقةِ بالطبِّ ، طبّ الجريمة : زَرْق الإبَــر !
كان الـمعارِضون يُســتدرَجون إلى السفارة العراقية ، أو الخطوط الجوية العراقية ، وغالباً ما كان هؤلاء شبّـاناً ، بحجة الحوار أو تجديد وثيقة …
وفي القبو ، قبوِ المبنى ، يظهرُ ، بغتةً : إياد علاّوي ، الطبيبُ القاتل ، مُشْــهِــراً إبرتَــه .
في الغالب تكون الإبرةُ للتخدير :
يوضَــعُ المرءُ الضحيّــةُ في صندوقٍ ، تنقله إحدى سيارات السفارة ، ويرسَــلُ إلى بغدادَ ، على طائرة الخطوط الجوية العراقية ، بريداً دبلوماسيّـاً !
في بغداد يتمُّ " التعاملُ " مع البريد : التعذيب ، فالقتل ...
المحاكم البريطانية حكمتْ على تشابمان ، الطبيب القاتل ، بالسجن مدى الحياة .
أمّـا إياد علاّوي ، الذي تنطبق عليه القوانين البريطانيةُ ، فما يزال مطلَقَ الســراح ِ …
إلى حينٍ ؟
لندن 30/12/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟