|
الاسلام..الطفوله..حقوق الانسان .......الجزء الثالث
ابو الحق البكري
الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 19:37
المحور:
حقوق الانسان
هناك تناقض وتقاطع واضح وكبير بين لوائح الاعلان العالمي لحقوق الانسان والطفل بخاصة ،ورؤية الاسلام السياسي والتي تقودهم الى موقف لا يحسدون عليه ،فأما ان يلغون تراثهم التاريخي حرقآ ويعطلو النصوص كونها تتناقض مع المنهج الانساني او ينزعو عباءة الاسلام ويرتدو حلة مدنيه جديده ،وهذان امران غير واردان في قاموسهم اليوم. تشير الروايات الاسلاميه الى ان محمد وكما جاء في السيره الحلبيه : عن عائشه قالت : اتتني امي واني لفي ارجوحه مع صواحب لي ، فصرخت بي وما ادري ما تريد مني ، فأخذت بي حتى وقفت على باب الدار وانا انهج حتى اسكن بعض من نفسي ، ثم اخذت شيئ من ماء فمسحت به وجه ورأسي ثم ادخلتني الدار فأذا نسوه من الانصار في البيت ، فقلن : على الخير والبركه ،فأسلمتني اليهن ، واصلحن من شأن فلم يرعني الا رسول الله ضحى ، فأسلمتني اليه ، وانا يومئذ بنت تسع سنوات وفي لفظ : ثم اقبلت تقودني حتى وقفت بي عند باب الدار ، واني لأنهج حتى سكن نفسي ، ثم دخلت بي ، فأذا رسول الله جالس على سرير في بيتنا ، وعنده رجال ونساء من الانصار ، فأجلستني حجره ثم قالت : هؤلاء اهلك بارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك ، فوثب الرجال والنساء فخرجو، فبنى بي رسول الله في بيتنا . ويشير الرواة الى ان عائشه لم تكن ممتلئه الجسم ولا كان في بدنها براره بل كانت نحيفه مهفهفه وهي بعمر تسع سنوات ومحمد بعمر ثلاثه وخمسون سنه وله قوة جماع تفوق قوة اربعين رجلآ كما مثبت بالاحاديث والسير. اليس هذا اغتصاب صريح للطفوله وقتل لبراءتها وانسانيتها ؟ فكيف يمكن لنا اليوم ان نسير على نهج هذا الموروث الذي يسيئ الى كرامتنا وعقلنا وابداننا ويلغي حريتنا و وجودنا و يحيلنا الى العدم . ومن الملاحظ والجدير بالاهتمام الى ان هذا التجاوز اللا اخلاقي لم يرد ذكره في اكثر عصور التاريخ الانساني وحشية ولم يكن واردآ فيما يسمى بالعصر الجاهلي الذي سبق العصر الاسلامي ، ولم يرد ذكره في اقسى المجتمعات خارج اطار خارطة الاسلام الجغرافيه . وتتعارض هذه الروايه وبشده مع الماده (19)من الاعلان العالمي لحقوق الطفل والتي تنص : تتخذ الدول الاطراف جميع التدابير التشريعيه والاداريه والاجتماعيه والتعليميه الملائمه لحماية الطفل من كافة اشكال العنف او الضرر او الاساءه البدنيه او العقليه او الاهمال و المعامله المنطويه على الاهمال ، واساءة المعامله والاستغلال بما في ذلك الاساءه الجنسيه وهو في رعاية الوالدين او الوصي القانوني عليه او اي شخص اخر يتعهد الطفل برعايته. واذا ما اردنا ان نبني ونثقف من اجل تأسيس عائله متماسكه تحمل مبادئ انسانيه ايجابيه قيمه قادره على العطاء تتواصل مع محيطها بشكل علمي انساني يتوجب عليها ان تبني ذلك على اساس من المحبه وصدق الكلمه لتفعل علاقاتها مع محيط العائله بما يسهم في تنشئة الطفل بشكل نموذجي بعيدآ عن كل اشكال التسلط الاسري والمجتمعي ، واذا ما كان ذلك هو السلوك العام الواجب اتباعه لكل اسره في المجتمع نكون قد وفقنا فعلآ في بناء مجتمع نموذجي قادر على مواجهة الضغوط وفق الضوابط الحيه المقبوله لحقوق الانسان ليسهم في خلق مجتمع حضاري متطور . وبالتاكيد ان هذا البناء الانساني يتعارض وبناء الشخصيه الاسلاميه وخاصة بنيته الاجتماعيه ،واذا ما سلكنا طريق بناء الشخصيه الاسلاميه اجتماعيا فان هذا يعني اتخاذ منهج كاذب ومخادع يستند على التقيه الاسلاميه. ورد في مختصر صحيح مسلم 1810 عن ابن شهاب قال : ولم اسمع رسول الله يرخص في شيء مما يقول الناس كذبا الا في ثلاث ،الحرب ،والاصلاح بين الناس ،وحديث الرجل امراته وحديث المراه زوجها . ولو قلبنا العلاقات الانسانيه منطقيا لوجدناها تصب في هذه الخانات الثلاثه ،حيث ان المراه وزوجها هما المكون الاساس للعائله والمجتمع ..والاختلاف والتوافق بكل اشكالهما يمكن ان نضعهما في خانتي الحرب والاصلاح وعلى ضوء ماذكر فان العلاقات الانسانيه لايمكن اقامتها وبناءها على اسس خاطئه،لذا يتوجب الالتزام والتقيد بالنصوص والضواط الحضاريه الحره التي تعتمد لوائح حقوق الانسان . ومن جانب اخر تشير الايات القرانيه صراحة الى ان ابراهيم نبي الله وخليله اراد ذبح ابنه بسكين كما تذبح الخراف وهو لم يتجاوز سن الطفوله لا لذنب اقترفه ولكن لرؤيا راها نبي الله في منامه (فبشرناه بغلام حليم ،فلما بلغ معه السعي قال يابني اني ارى في المنام اني اذبحك ،فانظر ماذا ترى ،قال ياابتي افعل ما تؤمر فستجدني انشاء الله من الصابرين ،فلما اسلما وتله للجبين ،وناديناه ان ياابرهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين ) ..الصافات.. هل يمكن لهذا النبي بتعامله الدموي هذا مع ابنه الا ان يكون سفاحا ، ؟ وهل يمكن لهذا السفاح ان يبني مجتمعا ودوله؟ وهناك من الايات مايشير الى ابادة اقوام ومجتمعات بكاملها ودون استثناء عن طريق الصيحه او الريح الصرصر العاتيه او الزلزال كما في قوم لوط وعاد وثمود..وبالناكيد فان هناك الكثير من شرائح هذه المجتمعات من لايستحق العقاب وبخاصة الاطفال ..فما ذنبهم مما اقترفه الاخرون ؟ يقول الامام جلال الدين السيوطي في كتاب (الاتقان في علوم القران )روى عبدالله بن احمد في زوائد المسند عن علي قال : قال رسول الله :ان المؤمنين واولادهم في الجنه وان المشركين واولادهم في النار ثم قرا رسول الله(والذين امنو واتبعناهم ذريتهم في ايمانهم الحقنا بهم ذريتهم ). هذا هو العدل الالهي ،وهذه هي الارضيه التي يقف عليها الاسلام السياسي في بناء الدوله والانسان .ومن المهم ان نذكر بان الماده (16)من الاعلان العالمي لحقوق الطفل تنص على ما يلي : لايجوز ان يجري اي تعرض تعسفي او غير قانوني للطفل في حياته الخاصه اواسرته او منزله اومراسلاته ،ولااي مساس غير قانوني بشرفه او سمعته 2- للطفل حق في ان يحميه القانون من مثل هذا التعرض او المساس هذا هو القانون الدولي..وهذا هو الوجه الحضاري للانسان..وشتان ما بين هذا وذاك.
#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام ..الطفوله..حقوق الانسان ... ....الجزء الثاني
-
الاسلام ..الطفوله..حقوق الانسان .........الجزء الأول
-
شكرآ أمريكا..!!
-
شيوخ الاسلام..وشباب الثوره
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|