أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - سوريا الحنونة بين أخذ ورد














المزيد.....


سوريا الحنونة بين أخذ ورد


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 13:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بحثت عن كلمة مناسبة غير الحسد لأعبر فيها عن إعجابي بقدرة الكاتب حكم البابا على زعزعة ركود إعلامنا المزمن, ووجدتها أخيرا: أغبطك!. فقد تمنيت لو كنت أنا الذي كتب ردَّه على الباحث نبيل فياض, ولكن بطريقتي الخاصة بالطبع. فبرمية ناجحة, سقطت الحجر في وسط البركة, ثم تتالت المويجات في كل اتجاه ردودا وتعليقات في موضوع حساس هو علاقة الأجهزة الأمنية بالمواطن, وتحديدا الكاتب أو المثقف أو الناشط. وما إن خفتت التعليقات على مقاله حتى رمى حجرا آخر في موضوع أكثر حساسية هو حب الوطن – سوريا, بأن عبَّر عن انزعاجه من أغنية "أنا سوري يا نيالي". وللحق فقد كتب عن هذا الموضوع أولا د. منذر خدام "أنا سوري مو نيالي" وأثار مقاله بعض اللغط, ولكنه كان أقل مقارنة بتلك الردود التي انهالت على مقال حكم البابا, ربما بسبب نشر مقالة البابا في صحيفة رسمية, وليس على الانترنت.
فأين هي المشكلة؟ وهل هي في أن أحدا, مثل حكم البابا أو المصنفين في خانته, لا يحب وطنه؟ بينما يحبه القائمون على أمور البلاد, ومن في حكمهم؟ وهل القضية المختلف عليها تتعلق بحب الوطن فعلا؟.
لنفترض أن سوريا أمٌّ, ولديها عدة أبناء, وقد أورثتهم حصصا متفاوتة, أو استطاع أحدهم أن يأخذ منها أكثر مقارنة بباقي أخوته, لسبب ما جعله قريبا منها, أو ذا حظوة عندها. فكيف ستترتب, عندئذ, العلاقة بين الأبناء من جهة, وبينهم وبين أمهم من جهة ثانية؟. من حيث المبدأ, لا يمكن للأم إلاَّ أن تحب أبناءها, وكذلك الأبناء؛ لكن هذه العلاقة لا يمكنها أن تخفي الشعور بالظلم واحتجاج المظلوم بطريقة ما على أخيه, ولومه لأمِّه. أما المحظوظ من الأخوة فيُرجعُ احتجاج أخيه لأسباب أخلاقية, وليس لها علاقة بلب الموضوع, وخاصة إذا لم تكن العلاقة تضامنية بين الأخوة.
ولننزل إلى أرض الواقع الاجتماعي. فالمشكلة في سوريا هي في الطريقة التي يتم فيها توزيع الثروة, وحصول البعض عليها كامتياز, أكثر من كونها نتيجة لآليات التراكم الاقتصادية المعروفة. ففي فنلندا مثلا, لا يمكن لهذا النقاش أن يحصل بهذه الصيغة, وربما سيُعدُّ جدلا سفسطائيا؛ وذلك لأن صندوق التكافل الاجتماعي والضرائب العالية التصاعدية على الرأسماليين والمساواة أمام القانون, تخفِّف من مشاعر الظلم والأحقاد الطبقية. إذن, المشكلة في حب سوريا ليست في الحب نفسه, بل في الرسائل التي يريد كل منّا توجيهها للآخر, فيعبر أحدهم عن امتعاضه وظلمه, بينما يزايد الآخر مكابرا على قناعته بظلم الآخرين. أما حب الوطن الصادق البريء فإننا نلمسه, على سبيل المثال, في سلوك ذلك المهاجر الذي لا يريد أن يموت إلا على أرض وطنه.
لم أكن أريد الخوض في مثل هذا النقاش, الذي يُعدُّ ضربا من تزييف الوعي, لو لم أقرأ في نشرة "كلنا شركاء..." (28/12/2004) بضع كلمات كتبها السيد فراس طلاس موجها كلامه إلى الصحفي عماد شعبان, بعد أن كتب هذا الأخير مقالا عبّر فيه عن كرهه لحكم البابا, وجاءت كما يلي: "الأخ عماد شعبان، ما أجمل كلامكم وما أقبح كلام حكم البابا.
كلنا نعتز بسوريتنا ومن لا يعتز بسوريته ألا يخجل من النظر في عيون بقية السوريين؟".
فبالفعل, ليس للسيد فراس طلاس الوقت لتدبيج المقالات تعبيرا عن حبه لسوريا, أو ليماحك في الثقافة! فثمة من ينطق باسمه, بوعي أو بلا وعي, ولا يحتاج سوى أن يوجِّه آيات الشكر والامتنان لمثل هذا الصحفي على الصدفة الرائعة!.
إن المشكلة ليست في حب سوريا – الأم, إنما في الطريقة التي يريد البعض منا أن نحبَّها بها, وندوخ في حبها, لتعمى بصائرنا وحسب. أليست هذه هي المشكلة؟!.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة
- تفاؤل استراتيجي وتشاؤم تكتيكي
- لا تتحقق السيادة إلا في ظل الديمقراطية
- انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها
- تفكيه السياسة السورية وتنكيهها
- طلب انتساب
- التديُّن العُصابي والتديُّن الراقي
- عن الأستاذ الجامعي مرة أخرى
- قومجة وأمركة ومقاومة


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - سوريا الحنونة بين أخذ ورد