تاثير الاعلام البصري

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 16:37
المحور: الصحافة والاعلام
    

شهد العراق بعد التغيير السياسي في عام 2003 دخول الفضائيات والموبايل والعدد الكبير من محطات التلفزة المحلية والاذاعات المحلية وكذلك الانترنت وشبكة الفيسبوك والاعداد الكبيرة من الصحف اليومية , مقابل انحسار رقعة الكتاب المطبوع والمقروء . وانا شخصيا لااستمتع الا بالكتاب المطبوع . ان هذا الدخول المفاجيء للاعلام البصري احدث خللا لدى المتلقي وتشويشا , فا صبح لايستطيع التركيز على برنامج واحد او مسلسل واحد وبالتالي هذا المد الاعلامي اخذ كل وقت الشباب واهتماماتهم فلم يعودوا يبحثون عن الثقافة والادب خصوصا في غياب المسرح والمسرح الغنائي والاوبرا وبروز الاتجاهات الدينية في المجتمع . في هذه الفترة الانتقالية اصبح الشباب ملمين باحدث تقنيات الانترنيت والموبايل والبرامجيات , ولكن بالمقابل لايحسنون استخدامها ثقافيا وعلميا . وتشهد الثقافة والادب انحسارا وخصوصا في القصة والرواية والنقد . احد اسباب هذا الانحسار هو الظرف السياسي القلق الذي يعيش فيه العراقيون وكذلك تفشي الامية في المجتمع , وبحث المواطن البسيط عن لقمة العيش وعن الخدمات الاساسية . وكذلك اتجاه المتقفين والكتاب والشعراء الى الظهور المستمر على الفضائيات وهذا يستنزف وقتهم وجهدهم وفكرهم على حساب ابداعهم الادبي والفني . المطلوب من المثقف اندماجه مع هموم شعبه والتعبير عنها باعماله وتخصيص الوقت الكافي للتامل والقراءة والكتابة والابداع .على المثقف ان لايكون سياسيا مؤدلجا وداعية لحزب سياسي بل على المثقف ان تكون رسالته وطنية ولكن دون ان تؤثر على ابداعه , ولاتجعل الادب في خدمة السياسة وبنفس الوقت لاتجعل المثقف والاديب منفصلا عن الاحداث السياسية . ان الاهتمام بالشان السياسي شيء والانخراط في احزاب سياسية شيء اخر . ان العراق يمر بمرحلة انتقالية صعبة نحتاج فيها الى تفعيل دور المؤسسات الاكاديمية كالجامعات ومراكز البحوث وتنظيم عمل وسائل الاعلام . كما يتطلب الظرف اعطاء دور اهم لوزارة الثقافة وزيادة ميزانيتها واعطائها للمثقفين والمفكرين والادباء المبدعين وليس للسياسيين على مبدا المحاصصة السيئة . كما يتطلب الامر دعم اتحاد الادباء والكتاب في العراق والدعوة لبناء مقر جديد له يحتوي على كل الخدمات من قاعات للعروض والندوات ومكتبة ومقهى ومركز للانترنيت مع تنسيق الاتحاد مع دور نشر عربية لطبع المنتج التقافي العراقي وخصوصا نتاجات الشباب . اتوقع ان يكون للمثقف دورا كبيرا في مستقبل الايام . المثقف المنبثق من اوساط الشعب لا المثقف المتكسب والمتسول لغرض الارتزاق.

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات