ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 13:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن ما يسمى بالمراقبين المبعوثين من طرف الجامعة العربية إلى سوريا لمعاينة الوضع الكارثي هناك وتنفيذا للمبادرة العربية ليس ذلك سوى نزهة بين
المقابر والأشلاء . فالمفجع في هذه المهمة الموكولة لهؤلاء المراقبين هو تصريحهم بأن ما يحدث في البلد ليس بالأمر المقلق . فالدبابات تنسحب وتتخفى ريثما يمر الوفد لتظهر من جديد فتقوم بسفك دماء المحتجين وهكذا دواليك بالمناطق التي يحل بها هذا الوفد ثم ينسحب لينتقل إلى أماكن
أخرى من البلد فكأنه تبادل للأدوار والمعلومات والتنسيق المحكم بين النظام الإجرامي ووفود الجامعة العربية المتلكئة أو العاجزة عن تنفيذ بنود
المبادرة على الوجه الصحيح والمطلوب . فالمجازر التي حدثت قبل حلول الوفود لم ينخفض منسوبها عن الوتيرة التي اعتاد النظام عليها في القتل والتنكيل والمداهمات والإعتقالات من قبل . بل ظلت هي هي . والألاعيب والحيل الماكرة والإدعاءات الكاذبة التي استعملها النظام ولا زال في تعامله الإعلامي ظلت هي نفسها ولم تتأثر بتاتا بهذه المبادرة العربية التي أصبحت حاليا شبه مسرحية محبوكة بدقة تخدم النظام وتعطيه الوقت
الكافي لمزيد من القتل .
الشعب السوري العظيم يواجه المجازر الأسدية وحده والعالم يرقب ما يحدث عبر فضائية الجزيرة وغيرها من الفضائيات الأخرى . والدبابات وفلول الجيش والأمن والشبيحة تعيث في البلد السوري قتلا وتعذيبا وحشيا همجيا طال حتى الأطفال والنساء ومداهمات واعتقالات بعشرات الآلاف
فهل ما نشاهده على الفضائيات من دبابات تجوب الشوارع وتقصف الأحياء يحتاج إلى معاينة ؟ وهل الجامعة العربية إستطاعت يوما أن تحل
مشكلة واحدة من مشاكل العرب وما أكثرها ؟ وهل هذه الجامعة نفسها إستطاعت أن تحل مشاكلها الخاصة والمزمنة ؟
إن حالة سوريا ونظامها الإجرامي الديكتاتوري المستبد حالة معقدة ولها خيوط إقليمية ودولية لا تستطيع أن تفكها جامعة عربية عاجزة وفاشلة منذ
تأسيسها ولهذا على هذه المؤسسة الضعيفة أن تعرض الحالة السورية على الأمم المتحدة وعلى محكمة الجنايات الدولية لأن هناك جرائم ضد
الإنسانية يقوم بها النظام مدعما من جهات إرهابية تتحدى المجتمع الدولي بشكل سافر وممنهج وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الإنسانية.
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟