سليم سوزه
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مازال صوت ذلك المعمم الالفيني المقزز يدور في رأسي وهو ينغص فرحتي بسقوط دكتاتور العراق صدام حسين يوم التاسع من نيسان، العام الثالث بعد الالفين، حيث يقزم تلك الفرحة باساطير دأب على سردها امثاله.
قوات غازية محتلة تهتك القيم العراقية الاصيلة! تنشر ثقافة الكفر والبطلان في ارض الرافدين! تحارب مبادئ الاسلام الاصيلة! تروع الانسانية وتسرق احلامها! توزع مجلات السيكس وصور الخلاعة! تنتهك اعراض العراقيات! هذا ما كان يقوله "عالم الغيب" معممنا المذكور وكأن القيم العراقية لم تنتهك! وثقافة الكفر لم تتسيد! ومبادئ الدين لم تحرف! والانسانية لم تشوه! والخلاعة لم تنتشر! والاعراض لم تنتهك بعد!!
بسم الله بدأت العبوات وملأت الشوارع الجثث ليصبح العراق تحت نيران التفخيخ والتفجير طوال ثمانية اعوام ونيف، لم نفرح بذلك السقوط! تفجير تلو التفجير! عبوة وراء عبوة! خطف يتبعه اغتيال! حرب طائفية واخرى مناطقية وثالثة سياسية لم يعهد معها العراقيون الراحة والاطمئنان! كل ذلك بسبب ذلك الصوت النشاز!
نعم.. لقد تم تأجيل الفرحة حتى اشعار آخر! ولما تقرر "المقاومة" ذلك! او تأذن لنا القاعدة بهذا!
انتظرنا ثمان سنوات عجاف .. وهانحنذا نرى ان ذلك "المحتل" قد خرج غير مأسوف عليه، فاقتربت ساعة الفرح اخيرا.
تم الانسحاب الامريكي كما وعد "الكفار" وكما نصت اتفاقيتهم الامنية على الخروج نهاية عام 2011 ، كل شيء جرى بذات السلاسة وذلك اليسر. اخيرا سنفرح! اخيرا سيكون لنا عيدا وطنيا تجتمع عليه كل الاطراف المتنازعة! اخيرا لا دبابة ولا طائرة ولا مجلة سكسية امريكية ستبقى في البلد! اذن هو النصر وما النصر الا من عند الله.
لا لم تحن ساعة الفرح بعد! مالذي يجري! الم نطالب كلنا باخراج المحتل؟ الم يطالب المعممون والمتدينون والسياسيون والمثقفون ونخب المجتمع المختلفة بمن فيهم عاهرات "الكمالية" باخراج ذلك المحتل؟ الم تتذرع المقاومة "الشريفة" بل وحتى غير "الشريفة" ان سبب رفع السلاح هو وجود الاحتلال الامريكي؟ فمالذي يحدث اذن؟ لما هذه التفجيرات والاغتيالات والعبوات والمظاهرات والمشاحنات والخلافات والانقسامات؟؟
لقد سقطت الاقنعة وبانت الوجوه اذ ليس "الاحتلال" سوى شعارا يتستر خلفه الطائفيون والمجرمون والارهابيون الذين هم ذاتهم سرقوا فرحتنا يوم سقوط الدكتاتور واليوم يسرقونها ايضا في يوم خروج المحتل.
اولاد البغايا لعنكم الله .. لقد نغصتم علينا فرحة يوم السقوط واليوم تنغصون علينا فرحة الخروج. فمتى يفرح العراقيون اذن؟؟؟؟؟
#سليم_سوزه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟