أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - زاوية منحرفة .. لقراءة ساحة الحرب














المزيد.....

زاوية منحرفة .. لقراءة ساحة الحرب


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى نتمكن من قراءة الوضع اليوم بشئ من العلمية ..علينا الترجل قليلا من على صهوة العاطفة والاندفاع ..والابتعاد عن دافع الانتماء ..وعلينا البحث بحيادية عن مكمن الداء ..حتى نلمم بعض اطراف المشكلة التى تكاد تقضى على الاخضر واليابس ..فى هذه البلاد التى نعمة تنوعها الثقافى إنقلب الي نقمة .. بالامس سقطت طائرة تابعة للقوات المسلحة بالقرب من مطار الابيض بعد اقلاعها ومات كل طاقمها بعد ان إحترقت الطائرة ..وفقدنا فيها عزيز علينا ..شاب من خيرة ابناء منطقة عبرى التى تقع فى اقصى الشمال وهو الشاب الملازم اول طيار محمد صالح شوربجى ..ودلالة إنتماء الملازم لمنطقة المحس يؤكد لنا قومية القوات المسلحة ..واستعدادها للدفاع عن ارض الوطن ..ولكن ..!! هل كل المعارك التى تديرها القوات المسلحة وبأمر من الحكومة والتى يمثلها حزب المؤتمر الوطنى هى فى معتركها الصحيح ..فذات القوات المسلحة خاضت حربا دامت اثنان وعشرون عاما بالتمام والكمال وفى الآخر لم ينتصر فى المعركة سوى صوت العقل ..وصوت الحوار ..وبين إندلاع مشكلة دارفور وإنفصال الجنوب الكثير من العبر التى كان علي الحكومة إستيعابها ..فكل الاتفاقات الثنائية التى توقع عليها الحكومة لن تحل ولن تربط طالما هناك اطراف أخرى فى الساحة ..ولكل طرف مطالب ..وصوت البندقية لن يحل القضية وكلما تشعبت المشكلة وتعقدت كلما سيصعب على الحكومة الوصول لحلول حتى تفقد آخر الخيارات التى تضعها دائما فى اجندتها وهو الحوار ..فعندما طلّبت فى السابق الحركة الشعبية تطبيق الكنفدرالية رفضت الحكومة المطلب حتى جاء اليوم الذى عرضت فيه الحكومة ذات الكنفدرالية فرفضت الحركة الشعبية المطلب لأن سقف مطالبها إرتفع الي تقرير المصير ..واليوم الحكومة تسير فى نفس طريق تقرير مصير الجنوب ..فكلما زاد تصعيد الحكومة فى اتجاه الحرب ..والقضاء على الحركات المسلحة فى دارفور وكردفان والنيل الازرق ..عبر البندقية فلن تستطيع والتاريخ يحفظ لنا تماما حرب العصابات التى من المستحيل القضاء عليها .. قتل قائد العدل والمساوة خليل إبراهيم ..سيزيد فى مقبل الايام حدة الاحتقان فى ارض المعركة ..فسياسة التكتم على حقيقة ما يحدث فى الواقع له ظلال سالبة على المستقبل بعد ان تتكشف الحقائق من الجانبين ..فكل يوم يرحل فيه شاب من شبابنا فى الغرب او فى الشرق او فى الجنوب .. تدمع عيون كثيرة .. وتتحطم احلام كبيرة ..وتنطفيئ كثير من الشموع داخل البيوت ..فالحرب دمار ..وبؤس ..والمؤلم اكثر ..هو ان الجميع سودانيين ..من ابناء هذا الوطن ..فلماذا القتل..فكل القضايا ستحل ..وكل المطالب ستجد طريقا للتحقيق ..بالضغط الجماهير ..وبالنضال السلمى ..والحوار البناء ..وحتى الديمقراطية ..ستأتى سلميا ..الحرب لا توّلد سوى الضغائن والأحقاد ..والثأر ..فالماذا نزج بأبناء الوطن فى اتون حرب سياسية ..لا دفاع فيها عن ارض من مغتصب خارجى ..لماذا دائما نقع فى نفس الاخطاء ..ولا نتعظ بتجاربنا .. فالحرب تدمر النسيج الاجتماعى اكثر واكثر ..وتفتح طرقا لإنفصال ثانى وثالث لأجزاء من ارض الوطن ..لماذا لا نعترف بتعددنا الاثنى والثقافى والعرقى ..ونتعامل مع بعض على هذا الاساس لماذا لا نوقع جميعا على عقد مواطنة ..نتفق عليه جميعنا ..فكل اقليم من اقاليم السودان به مقومات دولة كاملة العضوية فى الامم المتحدة ..فالماذا نسعى لتفتيتها بأيدينا إنفصل الجنوب اليوم نتيجة السياسة العنصرية التى انتهجها المؤتمر الوطنى تجاه الجنوبيين فإختاروا الذهاب بدولتهم بعيدا عن هذه البلاد ..وغدا دارفور ستذهب نتيجة نفس السياسة التى تنتهجها الحكومة مع ابناء الغرب ..فالحكومة لا يهمها سوى البقاء فى السلطة ..وهذا خلل فى التركيبة النفسية لقادة النظام فمن اجل السلطة يذهب وطن كامل ..لا بل يجبر النظام الآخريين على حمل السلاح ..فالنظام لا يسمع سوى صوت الطلقات ولا يفقه سوى لغة الحرب والعنف ..فمن له مطالب ..عليه حمل السلاح حتى يجلس معه النظام ليستمع ويتحدث ..وهكذا يتازم الوضع ..ويسير نحو البتر والإنقسام والإنفصال ..فردة الفعل الطبيعية للسياسة الغير متزنة هى افعال غير متزنة بنفس القدر ..ونحن اليوم امام مرحلة جديدة فى تاريخ السياسة السودانية على انقاض السماحة السودانية ..والتى سنشهد فيها بداية ثقافة الإغتيالات السياسة ..إنتقاما ..وردا من كل الاطراف ..وهذه الساقية لا تتوقف عندما تبدأ فى الدوران ..فهلا تعقل النظام لينتقل من مرحلة النظرة الثنائية وحلول التجزئة الي نظرة شاملة لكل القضايا ..والتى تبدأ بالتحول الديمقراطى ..والاعتراف بالتعدد الثقافى ..والتوزيع العادل للثروة ..وإلا سيظل الشعب يعانى ..وسيصاب الوطن بلعنة الانشطار ..رغما عن الجميع ..فالمركز دائماً هو المسؤول الأول ..
مع ودى ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجندة ... الشباب
- حتشعلل .. وحتشعلل
- هى فوضى ... ولكن ..!!
- امثال هؤلاء ..لا يرحلون هكذا...
- لماذا يرفض النوبيين بناء السدود على ارضهم ؟...
- ولاء ... مدفوع الثمن..
- الصراع الدينى..والإستغلال الفكرى
- قرون نعجة ...وحلوة اللعبة..
- علقوا...الأسد...
- اليسار ..والوجه الآخر للعلمانية
- ويسكى حلال..وشربوت حلال...
- الأقلية العظمى ..وحوار التغير..
- دعوة...للرقص...
- وجع الطريق...
- الجنوب لم يكن للبيع ايضاً...
- حظر الحزب الشيوعى السودانى...
- كفاية...ثورة...
- بين الإستقلال والحرية.....مساحة للقمع..
- لا..لقتل القذافى ..دروس وعبر فى طريق الثورة..
- هوس إسرائيل...بين الموضة..و..الإستغلال


المزيد.....




- -مصدرها إيران-.. إسرائيل تصادر أسلحة متطورة كانت موجهة للضفة ...
- إسرائيل وحزب الله: انتصار أم انكسار؟ لبنانيون يتساءلون على م ...
- مسلسل -وتر حساس- يثير الجدل في مصر وبرلمانية تطالب بوقف العر ...
- السجائر الإلكترونية: هل هي خالية تماما من المخاطر والأضرار؟ ...
- عملية تجميل قد تُفقدك بصرك.. لماذا الإقبال على صبغ القرنية؟ ...
- منظمة سويسرية: حوثيون يقاتلون مع القوات الروسية في أوكرانيا ...
- هاليفي: عناصر -حزب الله- الذين سيقتربون إلى قواتنا وإلى الحد ...
- زاخاروفا: من مصلحة الدول المسؤولة عدم السماح لأوكرانيا بامتل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن التعامل مع -مشتبه بهم- اقتربوا من القو ...
- هيئة الأركان الأوكرانية: الوضع في الجبهة لا يزال صعبا ومتوتر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - زاوية منحرفة .. لقراءة ساحة الحرب