توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 11:46
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
فلسطيني منكوب بقتل ابنه وهدم بيته خرج عن وعيه وجعل من نعله تليفونا يتصل من خلاله بالأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان ويعاتبه على صمته إزاء ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من جرائم يومية بحق الإنسانية وبشكل ممنهج ..!!هذا إذا كان لازال يعتبر الفلسطينيون والعرب في رأيه وعرف دول ومؤسسات العالم المتحضر بشرا ،وان لم يكن فليعتبروننا قططا وكلابا لتشملنا الرعاية ونحظى ولو بقليل من الاهتمام..!!
* *
الصورة تعبر أبلغ تعبير ..وتقدم كوميديا سوداء ساخرة إلى حد المأساة عن الشرائع والمواثيق الدولية الخرساء والتي يستطيع أصغر جنرال إسرائيلي أو أمريكي مهووس أن يبول عليها ،بل ويمزقها بصاروخ كما يفعلون بأطفالنا من بعقوبة إلى خان يونس..!!
*
مما لاشك فيه ان الأمم المتحدة بكل أجهزتها وفعالياتها باتت رهينة مختطفة بيد الإدارة الأمريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي أصبحت وكأنها مؤسسة أمريكية صرفة لا تختلف في أدائها السياسي كثيرا عن البيت الأبيض. وللأنصاف فان كوفي عنان بدأ أخيرا يحس بالحرج وأخذ يخرج عن النص الأمريكي ولو قليلا فيما يتعلق بالعراق وأقل منه في فلسطين .
ولكن كم من جريمة حرب سافرة وواضحة ترتكب بشكل شبه يومي في العراق وفلسطين و الأمين العام صامت ومجلس الأمن معتقل بالفيتو.
*
لقد ملأوا الدنيا صراخا ونداءات إنسانية عاجلة في أفغانستان أيام الاحتلال الروسي وأيام طالبان وفي البوسنة والهرسك وأخيرا في دارفور ولكن لم يكون الصمت العالمي من نصيبنا والعراق ..؟!!
هل لكوننا عربا لا نستحق معاملة إنسانية كباقي البشر..؟
أم لأن الأمر يتعلق بأمريكا وإسرائيل..؟!!
*
الأمم المتحدة لم تعد بهذا الشكل قادرة على أداء دورها المنصف والذي يبعث على التقدير والاحترام بل أصبحت مادة دسمة للنكت والتعليقات اللاذعة وهي بحاجة الى إعادة نظر وهيكلة جديدة وتشريعات متوازنة تتناسب والقرن الحادي والعشرين لكي تكون لها شخصية واضحة و إرادة قوية لحماية شرائعها وكسب الهيبة والاحترام .
ولعل بعض الدول الكبرى أو كلها لها مصلحة في بقاء الأمم المتحدة بهذه الصورة الباهتة ولكني اعتقد ان ضغطا عالميا متصاعدا من المثقفين ورجال القانون ربما ينجح في تحرير الأمم المتحدة و إطلاق سراحها ..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟