الانطلاقة 1|1|1965 تعود من جديد

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 01:58
المحور: القضية الفلسطينية
    

غدا يوم آخر وهو يوم جديد ,ولكنه يوم الذكري ,يذكرنا بالقديم الذي يجب ان لا ينسى وقد انزرع في وعي الشعب الفلسطيني رغم ارادة الاعداء ورغم ارادة الراغبين في طمسه .انه يوم الشعب الفلسطيني ,يوم مولده ,يوم انطلاقة ثورته.
فهل نحن مع مثل هذا اليوم على ميعاد؟
كنا سابقا نستهل مثل هذا الخطاب السياسي بتقديم التهنئة لقادة وكوادر وانصار حركة فتح كما تقتضيه الاصول واللياقة .ولكن هناك ظروفا واحوال عديدة تجعل التهنئة القلبية في القلب ,تعبيرا عن التقدير العميق للكادرات التي ناضلت وضحت واستشهدت ودفعت اثمانا باهضة من جسدها وروحها وعمرها في السجون وفي مختلف اشكال الضحيات.الاف الكادرات ضحت ومعها عائلاتها وان الكثيرين منهم لا زالوا يضحون من اجل الوطن ,من اجل فلسطين .
يجب ان نتذكر هذه المناسبة ويجب ان تظل في عقولنا وفي قلوبنا وارواحنا بل في تركيب جسدنا كي نورثها للاجيال مع جينات جسمنا .
لقد كانت البوصلة واضحة ,واشارتها واضحة ولا لبس فيها على احد .
انها تؤشر على فلسطين .انها فكرة تحرير فلسطين .انها اداة تحرير فلسطين .انها الدعوة لتحرير فلسطين .انها يوم القيامة من اجل فلسطين ومشردي فلسطين . انها دعوة للتمرد على واقع الشعب الفلسطيني . انها من اجل عودة اللاجئين .هل كان في هذا أي لبس؟
لم تكن حرب 1967 م قد وقعت ,ومع ان الضفة وغزة كانتا موجودتين,وهما فلسطينيتين كذلك ومن الاساس .
لقد كانت عملية تشكل فصائل الحركة الفلسطينية او تشكيل فروع فلسطين في الاحزاب القومية هي محاولة لانتشال فلسطين من الضياع وكانت فعلا على طريق الضياع .
لقد كانت انطلاقة الثورة هي الرفض .هي رفض ذبح ودفن القضية الفلسطينية ,وذبح ودفن فلسطين .فكانت القيامة في اول يوم في اول عام 1965 م
ولكن نحن الآن في اول يوم في اول عام 2012م أي بعد خمسة واربعين عاما .
هل هذه مناسبة احتفالية اذن؟ هل هي مجرد ذكرى لأيام عز وشرف ومضت ؟هل يجوز ان نحتفل بالدبكات والاهازيج كما لو اننا انجزنا كل المهمة الثورية الملقاة على عاتقنا؟ما هي طبيعة احتفالنا ؟هل نحتفل وبيدنا مبضع ؟
ايها الاخوة في فتح :ان المهمة التي انطلقت فتح من اجل انجازها لم تنجز بعد .بل زادت الاعباء بسبب حرب 1967 م,ولم ينجز منها شيئا ,ولم تتراجع الصهيونية عن شبر واحد من ارض الوطن .
ولكن فتح لم تبق على حالها .فهل هي الآن على قدر المهمة التي انطلقت من اجلها ؟
هل فتح ومعها شريكات فتح في انجاز المهمة على قدر الاستمرار في حمل هذه المهمة ؟
هل شعارات القوى الوطنية والاسلامية التي انطلقت كلها من اجل تحرير فلسطين ,هل ظلت على حالها ؟ام تقلصت مع مرور الزمن؟
انني احتفل بهذه الذكرى على طريقتي :
هي المراجعة النقدية لكل المسيرة .
هل الوحدة الوطنية مطلوبة ؟نعم ودائما وحدة قوى كفاحية من اجل التحرير (لا ارى اهمية للوحدة في تكتل ما من اجل تقاسم المناصب)
هل القوى الكفاحية موجودة ؟عندما تعذر على القوى الموجودة في الساحة المصرية ان تنهض بالمهمة الثورية تكفلت بها قوى جديدة!
هل المصالحة جزء من الوحدة الوطنية ؟الجواب هذا ليس سؤالا صحيحا ان الوحدة الوطنية في حالنا لا بد وان تكون على برنامج كفاحي ,اما الماصلحة فهي شكل من اشكال الائتلاف والتوافق على كيفية تشكيل الحكومة .ان لنا حالة خاصة فيما يخص الوحدة الوطنية وبالمناسبة لم ننجح حتى الآن في صياغة وحدة وطنية حسب الاصول توحد الطاقات والجهود في فعل ثوري ,فقط كان التوحيد هو تشكيل هيئات بتناسب عددي معين ولا تفعل هذه الهيئات بشكل موحد في قيادة وتنظيم المجهود الوطنيوتظل الاجسام الوطنية مستقلة تماما
هذه انطلاقة الثورة الفلسطينية .نقف امامها كمناسبة غالية على احشاء القلب, فانا من اهل البيت , وارى فلسطين وطني والقوى الساعية لتحريرها عزيزة وغالية وانا منها وهي مني .
وبهذه المناسبة نستذكر كل الذين قضوا على درب النضال الوطني الفلسطيني من القادة ومن عموم الشعب ,وكل الذين ضحوا بأي درجة من التضحية جرحى ومعتقلين ومبعدين ومتضررين واخص هنا امهاتنا ومكابدتهن
وادعوا الى مراجعة نقدية وليس هذا آخر المقالات لهذه المناسبة المجيدة

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات