|
عن اي سلف -صالح- يتحدث الاسلاميون؟!(2)
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 23:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في القسم الاول ذكرت مختارات معروفة جدا "لمحاسن السلف الصالح". وهي موثقة تاريخيا، وفي كتب اسلامية من عهد الدولة الاسلامية على مختلف مراحلها. وما اعتقدت انه من الضروري الاشارة الى مصادر. فهي معلومات يعرفها القاصي والداني. من يقرأ طبعا. اما هؤلاء الذين يكتفون بالاستماع لانصاف اميين يخرفون من فوق المنابر فلا يقتنعون، حتى لو اوردت القرآن كمصدر لما تقول. يستمعون فقط لما يخرف به هؤلاء المسعورون المولعون بالتحريض على التكفير، والقتل. قادة الاسلاميون يعرفون الحقائق جيدا، فلا يردون. ويتركون بسطاء الناس ليوغلوا بالاخرين شتما، وقتلا. المعلومات التي ذكرناها، اوالتي اضافها الاصدقاء مثل حكاية الصحابي :"الجليل" المغيرة بن شعبة، وقصته مع ام جميل. فلم يجلد، ولم يرجم لانه "صحابي" من السلف "الصالح" تسمى باسمه الجوامع، والمدارس، والشوارع، والمكتبات، والمستشفيات. حكاية خالد ابن الوليد، واغتصابه زوجة مالك بن نويرة. لم يعاقب لانه "سيف الله المسلول". الذي سله على النساء المسلمات، وغير المسلمات. الامر الذي ازعج عمر بن الخطاب، قبل ان يصبح خليفة، لكنه عفا عن صاحبنا المغيرة، عندما اصبح "اميرا للمؤمنين". تلك، وغيرها نماذج معروفة جيدا. البعض، ينكرها، واخر يكذبها، او يفندها، والبعض الاخر يبررها. لكنها موجودة، شاء البعض ام ابى، في سيرة "الصحابة"، و"السلف الصالح". الامرالاخر الذي تجدد تأكيده، ان هؤلاء غير المصدقين، لا يملكون غير السباب، والشتم، وتوجيه التهم. او التعالي عن الاعتراف بالاخطاء، كما فعلها، ممثل الاخوان، مؤخرا، في مقر نقابة الصحفيين المصريين عندما واجهوه بان الاخوان المسلمين خانوا ثورة يناير فرد بصلافة المتجبر: "اسكت انت، نحن اكبر، من ان نرد عليكم". ياسلام على الديمقراطية الاسلامية، والدولة المدنية الاسلامية المرتقبة في مصر الثورة. احببت هذه المرة ان اذكر صاحبنا، الذي اتهمنا بالعمالة، وغيرها. بامثلة اخرى عن محاسن سلفه "الصالح". واستجيب بنفس الوقت لرغبات الاصدقاء، ممن، ردوا، مشكورين، على الاخ، الذي اتهمنا بالتزوير، وافحامه بمزيد من الامثلة، ومزيد من الفضح لمحاسن السلف الصالح. فالتاريخ يحدثنا، مثلا، انه (لما لم يستطع المغيرة بن شعبة، والي معاوية على العراق في تهدئة المعارضة العراقية لحكمه عزله بوال من طراز مختلف هو زياد بن ابيه. وقد اظهر زياد مواهب ارهابية في صدر الاسلام، وصار قدوة لمن بعده من الولاة، والحكام المسلمين. وهو مشرع لعدة امور سارت عليها السلطة الاسلامية فيما بعد، مثل منع التجول، والقتل الكيفي، وكان يعرف عندهم بالقتل على التهمة، او على الظن، وقتل البرئ لاخافة المذنب. وقد طبقه على فلاح خرج ليلا للبحث عن بقرته الضائعة خلافا لقراره بمنع التجول في الليل، وقتل النساء، وهو غير مالوف عند العرب. ويخبرنا الطبري "تاريخ الامم والملوك. القاهرة 1939،4/176": ان وكيل زياد على البصرة، وهو الصحابي سمرة بن جندب اعدم ثمانية الاف من اهلها تطبيقا لمبدأ زياد في القتل على التهمة. ويروي السمعاني في "الانساب" ان زياد امر، بقطع لسان رشيد الهجري، وصلبه لانه تكلم بالرجعة (اللباب في تهذيب الانساب لابن الاثير. القاهرة 1307 هج، 2/85). والحكم بقطع اللسان تطوير مبكر لفن التعذيب يدل على السرعة التي تقدمت بها دولة الاسلام في طريق تكاملها كمؤسسة قمعية). هادي العلوي."من تاريخ التعذيب في الاسلام ص،13" .المعروف ان زياد بن ابيه العصر الحديث صدام حسين طبق كل اساليب زياد، والحجاج، واضاف اليها كل تجارب الطغاة في العالم القديم، والحديث. معروف ايضا، ان الاسلاميين يعتبرون صدام شهيدا اسلاميا وربما من الصحابة، والسلف الصالح. يروى عن عمر بن عبد العزيز انه قال: "تشبه زياد بعمر فافرط، وتشبه الحجاج بزياد فاهلك الناس". والمقصود عمر بن الخطاب. وهذا الكلام، للاسف، فيه تبرير لجرائم هذين السفاحين من رجل عرف بسماحته.
يمكن اقتصار الامثلة على جرائم السلف الصلح في زمن النبي، والخلفاء الراشدين من بعده. بعد ذلك، ان سمحت الظروف، ولم ينفذ الاسلاميون تهديدهم بالقضاء علينا، باعتبارهم وكلاء الله في الارض، والله شديد العقاب. ونحن جنينا على انفسنا بما كتبنا. نكتب، اقصد ننقل ما كتبه الاولون عن السلف الصالح. لكن بودي تنبيه الاخ المعترض، ان القتل، والتعذيب، والتشنيع لم يمارس فقط ضد شيعة علي، اوالمعارضين، بل شمل كل المحكومين، ومنهم مؤسسي المذاهب الاسلامية الاربعة المعترف بها من الازهر، والاخوان المسلمين، والسلفيين، والجهاديين، وغيرهم. فقد جلد ابو حنيفة مؤسس المذهب الحنفي مائة سوط بامر من حاكم العراق الاموي عمر بن هبيرة بسب رفضه عرضا بالعمل في ادارة الحاكم. وقد نفذ الحكم بالتقسيط كل يوم عشرة اسواط. وكان الهدف من التقسيط اعطاءه فرصة التراجع، وقبول المنصب الذي عرض عليه. لكنه لم يفعل. ويروي ابن عبد البر في "الانتقاء" ان والي المدينة العباسي امر بجلد مالك بن انس مؤسس المذهب المالكي، لانه افتى بعدم شرعية البيعة للمنصور، لانها اخذت بالاكراه فامر الوالي بتاديبه. وذلك برفعه من من يديه، ورجليه، بعد ان قلبوه على وجهه، وجلدوه على ظهره.
قتل عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن ابي طالب ببتر يديه، ورجليه، ولسانه، وسمل عينيه، ثم قطع راسه. كما اعدمت امراة في زمن النبي بامر من زيد بن حارثة، بربطها الى فرسين جريا بها، لانها كانت تهجو النبي. كما ورد عن النبي محمد في حادث العرنيين. وقد استولوا على ابل النبي، وقتلوا راعيها النوبي، وقطعوا يديه، ورجليه، وغرزوا الشوك في عينيه، ولسانه حتى مات. فارسل النبي في طلبهم، فقطع ايديهم، وارجلهم، وسمل عيونهم، والقاهم في الشمس حتى ماتوا. عن ابن عبد البر في "الاستيعاب". الامثلة المذكورة اعلاه عقوبات(قصاص) وفق مبدأ المقابلة بالمثل، وهو مبدأ مستمد عبر التوراة من قوانين حمورابي.
اخبار حروب الردة تشير، ان ابو بكر ضمن تعليماته اوامر بالاحراق. ذكر الطبري وقائع نفذت فيها اوامر ابي بكر."الكامل في التلريخ". والبلاذري يذكر في "فتوح البلدان" ان خالد بن الوليد احرق بعض المرتدين بعد اسرهم. ولما اعترض بعض الصحابة عند ابي بكر ردهم بقوله:"لا اشيم سيفا سله الله على الكفار". رغم ان النبي نهاهم عن التعذيب بالنار. وقصته مع هبار بن الاسود معروفة. كان للنبي ثأرا شخصيا معه، لانه طارد ابنته زينب حين هاجرت من مكة الى المدينة لتلتحق بوالدها، وضربها فسقطت من بعيرها فاجهضت. اوصى النبي سراياه ان ظفروا بهبار الاسود ان يحرقوه. ثم استانف:"لايعذب بالنار الا الله" وامرهم بقطع رجليه ويديه بدلا من ذلك. ظفر محمد بهبار في فتح مكة، وعفا عنه. توسط له ابو سفيان. هذا غيض من فيض كما علق احد القراء. اما ادعاء انني استلم بعض الدولارات لاكتب ضد الاسلام. فاتمنى على الاخ الاسلامي، ان يتوسط لي عند الامريكان، مؤسسي القاعدة، او عند المخابرات البريطانية، مؤسسي الاخوان المسلمين. ليحصل لي منهم علي "كم دولار| لاشتري بها المصادر الاسلامية الغالية الثمن، لاتجنب الذهاب الى المكتبات المختصة للاطلاع على "محاسن السلف الصالح". خاصة، وان الاخوان المسلمين، تحالفوا رسميا، وعلنيا مع اوباما، وقادتهم من سوريا، ومصر، وتونس، وليبيا، واليمن ضيوفا اعزاء هذه الايام على البيت الابيض في واشنطن. للحديث صلة!
رزاق عبود 29/12/2011
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن اي سلف -صالح- يتحدث الاسلاميون؟!
-
ماذا يعني شعار -الاسلام هو الحل-؟!
-
ورحل البصري الوسيم، معلم الجميع محمود عبدالوهاب!
-
الرحلة الاخيرة للمهاجر.الشاعر الانيق مهدي محمد علي يودعنا عل
...
-
عطية زايد البهادلي-ابو شهدي- بطل من الداكير
-
سورية شعب ثائر ، ونظام جائر
-
من مصر الضباط الاحرار الى مصر الشباب الاحرار!
-
تحرير ثورة التحرير
-
اجواء اوربا المسممة بالدعاية الاسلامية!
-
متى يعيد الحزب الشيوعي العراقي النظر في طبيعة علاقته مع المث
...
-
شاعر سويدي يحصل على جائزة نوبل للاداب
-
قتلة الاطفال في دمشق وصنعاء يحظون بدعم امريكي!
-
الجماهير الليبية تستعيد جماهيريتها!
-
سوريا البعث تتوارث السلطة وتورث القمع!
-
نكتة الرئيس السوري(البايخة) الملطخة بالدم!
-
اليونان عورة الرأسمالية المكشوفة!
-
من عراق صدام الى عراق المالكي!
-
اخطاء اياد علاوي القاتلة!
-
ضخامة الرئيس طالباني حامي حمى القاعدة في العراق!
-
الوضع في اليونان اسئلة واجوبة بسيطة لازمة معقدة!
المزيد.....
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|