أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2














المزيد.....

تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 19:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما على صعيد الخوف مما يمكن أن يؤدي إليه صعود الإسلام السياسي في سوريا من إمكانات عودة التفجيرات الإرهابية إلى مدن العراق فهو تخويف أكثر مما هو خوف حقيقي, وهو من جهة أخرى تأسيس لنظريات افتراضية قد لا يكون لها دليل إلا في عقل المفترض ولا يجوز الاعتماد عليها لتأسيس إستراتيجيات ذا أثر كبير على مستقبل العلاقات بين شعوب المنطقة, كما أنه أمر من الخطأ التفكير به, فكيف بتأسيس نظرية سياسية عليه.
إن من الصعوبة بمكان تصور كيف يمكن الوقوف بجانب حاكم ظالم ضد شعبه الصابر والمظلوم لمجرد الخوف من إمكانية أن يكون بين البدلاء من هو كاره للشيعة العراقيين, كما إن إجراء من هذا النوع, أي الوقوف مع الحاكم الظالم ضد الشعب المظلوم, لا يمكن له أن يتفق مع قوانين السياسة حتى في جانبها الميكافيلي, هذا إن افترضنا أن الميكافيلية تعني الطلاق الكامل بين الأخلاق والسياسة, وهي نظرية لا أعتقد أن المرحوم ميكافيلي قصد بها ذلك أبدا, كما ولا أعتقد أن من العدالة استخدامها لتلويث موقف الشيعة في من خلال ارتكاب إثم عماده الوقوف مع الظالم تحسبا من ظلم من سيخلفه.
وإني أتساءل.. ألا نكون بموقف كهذا قد باركنا للأسد جرائمه ضد الشعب العراقي, فهو أيضا بإمكانه أن يفسر مساندته للقاعدة في حربها ضد العراقيين كونها كانت لجوء إلى حالة اضطرار دفاعا عن مستقبل الشعب السوري ولإفشال التجربة الجديدة في العراق التي تحمل تهديدات خطيرة على نظامه.. إنه تبرير هنا وتبريرهناك, وسيكون هذان التبريران صالحين للإستعمال ولكن فقط من قبل أصحاب العقول الخائبة والضمائر الميتة.
والغريب أن ذلك الموقف الذي يرتكبه أولئك السياسيون بضغط من مصالحهم الظلامية الخاصة سرعان ما يجد الصدى لدى كتاب ينبرون سراعا للدفاع عن هذه المواقف المريضة التي لا يجابه أصحاب التفكير المتواضع أية معضلة في إدراك نقاط ضعفها ومواضع تناقضاتها الذاتية المخجلة, وهؤلاء الكتاب الذين دججوا المقالات في مديح موقف رجل دولة القانون ضد الهاشمي وأظهروا غيرتهم الشديدة على القضاء المستقل وتركوا له حق التقرير في هذه القضية المضرة بآمن الشعب العراقي هم أنفسهم الذين لم يبخلوا بحرف واحد من حروفهم الأبجدية في مديح موقف حكومة المالكي تجاه بشار الذي كان قد قتل من العراقيين عشرات الألوف وذلك بتأكيد من المالكي نفسه الذي طالب بمحاكمة بشار من قبل مجلس الأمن.
ولا أدري كيف يكون دم خمسة عراقيين أتهم الهاشمي بالتشجيع على قتلهم أهم من دماء عشرات الألوف من العراقيين الذين كان بشار قد أتهم بدعم وإيواء وإرسال قتلتهم.. هذه المواقف إن لم تكن تعبر عن نفوس مريضة ألا تعبر إذن عن عقول مريضة, وحينما نستعيد موقف أولئك الكتاب التبريرين الذين دبجوا المقالات في تفسير تلك الخطوة المشئومة فلسوف نجد أنهم أكدوا على أن ذلك سيكون خيره للعراقيين وهي قرارات تتناغم مع تعريفات السياسة كونها, اي الساسة, هي البحث عن المصالح, وقد أكون مع هؤلاء في موقفهم هذا غير إني سأتساءل.. لماذا تراجع الحرص على - القضاء الذي لا يعلى عليه - في قضية دماء عشرات الألوف من العراقيين الذين اغتالهم بشار لتحل محله تفسيرات سياسية لخطوات وضعت القانون والحرص على الدم العراقي في جيبها أمام قضية عراقية يقال اليوم أن القانون وحده هو الحكم..
نعم والله نحن مع دماء العراقيين, ولكن مع دماء كل العراقيين وليس مع دماء فئة واحدة منهم فقط.
نعم والله نحن مع القضاء ولكن على شرط أن يطبق على الجميع.
ولنترك للحظة قضية المالكي وبشار وقدسية القانون وحرمة القضاء واستقلاليته ولنسأل هل يجوز لنفس الرجل الذي سجد توا لهيبة القانون, وصنّمه تصنيما, أن يخرج من غرفته لكي يوافق فورا من غرفة أخرى على العفو عن ( عصائب الحق ) وهم مجموعة كانت قد صدرت ضدها أحكاما بالإعدام وقضوا فترة سنوات في السجن قبل أن يعفى عنهم.
فلماذا نصنع من القانون صنما في قضية الهاشمي بينما نأكل هذا الصنم في قضية عصائب الحق. أليس القانون هو القانون يا (بتاع ) القانون أم أن القضية فيها (واوي) كبير يتحدث بلغة غير مفهومة لأنها لغة لدولة مجاورة, أو لغة حقد طائفي ميئوس من شفائه.
وإذا كان السادة الكتاب الغيورين على القضاء العراقي, ومن يهرع مباشرة وبدون تمحيص لتوزيع مقالاتهم في رسائل إيميلية سريعة, سيقولون إن قضية عصائب الحق هي قضية تقتضيها ظروف المصالحة العراقية, فلماذا لا يكونوا حريصين على هذه المصالحة في قضية الهاشمي أيضا ويعالجوها بشكل متوازن قبل أن يمزقوا طبلة آذاننا بحديثهم النشاز عن القانون والقضاء الذي لا يجوز مطلقا التخلي عنه في أصعب الظروف وأشدها حلكة.
إن كل هذه المواقف المتناقضة هي نتيجة طبيعية لسياسة مرتكبة لا يمكن تفسيرها مطلقا خارج دائرة الولاءات الإقليمية وضياع الإرادة الوطنية التي بإمكانها لوحدها فقط, لو أنها تماسكت وتوحدت وتحررت أن تؤسس لقرارات سياسية وقضائية لا تحمل ازدواجية مربكة وقاتلة.
ولكن بوجود إرادة تابعة وفئوية وطائفية فإن القرارات السياسية غير متوقع منها سوى أن تأتي مرتبكة ومضحكة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...


المزيد.....




- مع تقدم القوات الأوكرانية.. روسيا تقدّم آلاف الدولارات لوظائ ...
- فيضانات وأضرار كبيرة في ألمانيا بعد عاصفة عنيفة وأمطار غزيرة ...
- سيرا على الأقدام.. قصة شابين إيرانيين هربا إلى ألمانيا
- بينيت يطالب بتغيير القيادات السياسية والعسكرية
- روسيا تكشف عن ناقلة جنود مطوّرة في منتدى -الجيش-2024-.
- اكتشاف هام قد يساهم في محاربة اضطراب شائع لدى الأطفال
- مارك زوكربيرغ يزيل الستار عن تمثال لزوجته
- الكشف عن طائرة نقل ضخمة روسية مسيرة ذات الإقلاع العمودي في م ...
- موسكو تندد بمحاولات الاستخبارات البريطانية تجنيد الدبلوماسيي ...
- الهند.. العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في جميع عينات المل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2