أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير عباس - وطنية الساسة العراقيين ايام زمان














المزيد.....

وطنية الساسة العراقيين ايام زمان


محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصبح العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918 تحت الانتداب البريطاني بموجب اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت وقد عانى العراقييون كثيرا من ويلات هذا الاحتلال ولكن للحقيقة وللتاريخ نقول ان الجرائم والماسي التي ارتكبها هذا المحتل ضد ابناء الشعب العراقي الواحد انذاك تعتبر قطرة في بحر ازاء الجرائم والفضائع التي ارتكبها الاحتلال الامريكي للعراق بعد عام 2003 والذي يهمنا في هذا المقال ليس احصاء الفرق بين جرائم الاحتلالين وانما اسلوب تعاطي السياسيين العراقيين الذين ينصبهم هذا المحتل معه حيث نلاحظ في حقبة الاحتلال الامريكي الذي استمر اكثر من ثمانية سنوات ان هيبة الدولة العراقية قد مسخت تماما بالاضافة الى ان اكثر السياسيين العراقيين الذين تولواالمناصب الحكومية فيه لم يكن لهم أي اعتبار سيادي او وطني ان صح التعبير بدليل ان ابسط جندي امريكي يستطيع ان يتجاوز وينتهك حرمة أي مسؤول عراقي مهما كان منصبه والشواهد على ذلك كثيرة هذا بالاضافة الى اننا لم نسمع طيلة فترة الاحتلال الامريكي للعراق ان مسؤلا عراقيا قد عبر عن وطنيته برفض امرا او تصرفا او قرار اصدره المحتل كان يعتقد انه ينتقص من سيادة بلده هذا الكلام يقودنا الى ذكر احدى المواقف الوطنية التي كان بطلها المرحوم السياسي المخضرم ناجي شوكت الذي تقلد العديد من المناصب الادارية والسياسية الى ان اصبح رئيسا للوزراء في فترة من فترات التاريخ السياسي للعراق الحديث حيث ذكر في مذكراته التي طبعت اكثر من اربعة طبعات لاهميتها في كشف جانب من جوانب ادارة الدولة العراقية منذ اواخر الاحتلال العثماني ولغاية نهاية الحكم الملكي انه في عام 1922 تم تعيينه متصرفا للواء الكوت وعند مباشرته لعمله لاحظ في مبنى المتصرفية ان هنالك غرفة واسعة ذات باب كبيرة مع مدخل خاص لها وعلى سطحها توجد سارية يرفرف عليها العلم العراقي فتوقع انها غرفة المتصرف ولكن اتضح له فيما بعد انها غرفة المشاور البريطاني حيث كان في كل متصرفيه في الالوية العراقية مشاورا بريطانيا وهناك غرف صغيرة اخرى في البناية عليه أن يختار احداها لتكون غرفته وقد ادهشه هذا الامر بل ازعجه كثيرا وعند الاستفسار من سلفه عن هذا الامر اجابه انه لا يهتم لمثل هذه المظاهر فرد عليه انها ليست امور شخصية وانما تدخل في صميم كرامة الحكومة وسلطتها فامر بنقل اثاث غرفة المشاور البريطاني ووضع بدلها اثاث غرفته وباشر العمل فيها وكان المشاور البريطاني حينها في اجازة خارج العراق وعند عودته من الاجازة ومباشرة عمله استغرب من فعل المتصرف الجديد وسأله ان هذه الغرفة مخصصة لحكام اللواء وانه هو الحاكم في لواء الكوت فرد عليه السيد ناجي شوكت بالقول يا مستر هيجكوك وكان هذا هو اسمه انت الان لست بالحاكم بل الحاكم هو انا بصفة كوني متصرفا للواء اما انت فتشغل منصب المشاور فقط وهذا ما اتفق عليه الجانبان البريطاني والعراقي فاستشاط المشاور البريطاني غضبا وقال انه سوف ينقل الامر الى المستشار البريطاني في وزارة الداخلية على اعتبار ان ادارة مسؤوليات جميع الالوية العراقية انذاك تعود الى هذه الوزارة فرد عليه المتصرف بالقول حتى لو فرضنا جدلا باني سأتلقى امرا من وزير الداخلية باخلاء الغرفة موضوعة البحث وتسليمها اليك فاني سوف اجمع حاجياتي واتوجه الى بغداد لتقديم استقالتي وفضح هذا الامر عبر وسائل الاعلام فبهت المستر هيجكوك لهذه المفاجأة وفكر كثيرا في الامر وقرر التراجع عن كلامه وقدم للمتصرف دعوة الى تناول الغذاء سويتا وتم تسوية الامر وديا ولا قى هذا الموقف تجاوبا كبيرا من قبل موظفي المتصرفيه وانتشر الامر بين الاهالي مما زاد في شعبيته بين الناس وحبهم له . هذ الحادثة لها معاني كثيرة وما احوجنا الى استلهام هذه المعاني والدلالات في الوقت الحاضر الذي تمر به العملية السياسية في العراق حيث نفتقد الى المشاعر الوطنية والمواطنة في تصرفات العديد من الساسة العراقيين الذين يفضلون مصالحهم الشخصية ومنافعهم على سيادة وكرامة الوطن



#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكنوقراط هم الحل
- العراق يراهن على حصان خاسر
- واقع التعليم الجامعي الاهلي في العراق
- السرقة في وضح النهار
- المواطن الغالي الثمن
- قناة الشرقية ومواجهة التحديات
- الصحفي العراقي والسلطة الرابعة
- الشيعة اعداء العرب بدل اسرائيل
- مسلسل سقوط الطغاة العرب
- القرضاوي يحمي المسيحيين
- اسلامنا الى اين
- منافذ بغداد وهموم المواطنين
- اسرائيل والتعويضات العراقية
- تردي الاداء الوظيفي
- الوالي العثماني تذكر انه مسلم
- مستوى ثقافة عضو البرلمان العراقي
- بدون تعليق
- النائبة مها الدوري اين انتي من السيدة موري كيلي
- لن ننساك يا كامل
- الفساد الغير معلن


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير عباس - وطنية الساسة العراقيين ايام زمان