ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 11:24
المحور:
حقوق الانسان
عام جديد يستل انفاس عام قديم
في قطيعة تامه بين ماض ومستقبل ،عام جديد ينهي جريمتة في العام القديم ، العام هو العام ، والزمان هو الزمان ، وستبقى تدور الارض حول الشمس لاعوام ثم اعوام ، ولكن الانسان ليس هو الانسان ، الطبيعه ليست هي الطبيعه ، سالته : كم عمرك ؟ اجابني : في نهاية الخمسينات ، لي اخ لم اره منذ خمس وعشرون عاما ولي اب ولي ام ولا اعرف ان كانوا على قيد الحياه ام لا ! انه الانسان وانانية الانسان ، ومعاناة الانسان بين تقلبات الاعوام ، لا اعوام من غير انسان ولا انسان من غير اعوام ، انها تراجيديا الانسان وانانيته ، انه التاريخ الشمسي او الهجري او العبري ، انه الهيكل الذي تحركه عضلات تاريخ الانسان ، الانسان يصنع التاريخ ، والانسان يضع الارقام والانسان يضع نهاية وبداية العام ، تاريخ الانسان على صدر امراه ، هي ما تبقى له من ملاذ في تراجيديا وجوده ، في مجتمعاتنا العربيه يبدو انها نهاية التاريخ ، ذلك التاريخ الممتد من قبائل يعرب الى امراطوريات لا تغيب عنها الشمس الى محارق لا تقل ضراوة عن محارق اليهود ، يبدو ان التاريخ في مجتمعاتنا يسير الى الوراء ، لا اعرف تفسيير علمي لذلك ، الا قانون اينشتاين ، من الممكن ان نلتقي بابي سفيان ، وابا جهل عمر بن هشام وعنتره بن شداد ، تاريخنا الان يمشي الى الوراء بسرعه ، نسير عكس الشعاع وبنفس سرعته ، وربما نلتقي ثانية بمحمد بن عبد الله .
نحن نبرهن كل يوم اننا فاشلون ، نحن قلبنا السنين واستبدلناها بماض عصي عنيد ، كل عام وانتم بخير ، ولكل قطر يصبح على وطن ، ضاع في متاهات التاريخ ، استبشرنا خيرا بقدوم الربيع ، والربيع لا يحتاج الى رافة احد فهو قادم لا محاله ، لكن نحن من شوه الربيع وعدنا الى السنين العجاف ، ربما نحتاج الى يوسف اخر ، وقد نلتقي به مع نهاية التاريخ .
انها ماساة الانسان انها معاناة الانسان على يد اخيه الانسان منذ قتل قابيل هابيل ، انها انانية الانسان التي لا حدود لها ، ما الفرق بين النرجس والياسمين ! ما دام عبيرهما واحد ! ولكن يبقى حضن امراة دفيئا يابى الاستسلام ، ويعطي الحياه لمن لا يريد الحياه ، يرسم التاريخ لمن فقد البوصله .
كل عام وانتم بخير
ادم عربي
تورنتو
#ادم_عربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟