فضيحة تزوير نتائج انتخابات مؤتمر الفرع في جامعة حلب

سارة امين

الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 11:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في جامعة حلب
تحت شعار "على نهج التطوير و التحديث نبني سوريا المستقبل" انعقد مؤتمر الفرع في جامعة حلب يتاريخ 28/11/2004 لانتخاب أعضاء المكتب الاداري على مستوى الجامعة (الذي يتم كل سنتين) كخطوة تالية للانتخابات السنوية التي تمت على مستوى الكليات، ليتم تتويجه بالانتخابات على مستوى سورية التي تتم كل 4 سنوات (ويصدف أن هذه السنة ستجري انتخابات على مستوى سورية، وستجري في الشهر الثالث على الأغلب)
و قد تم تهيئة الساحة الجامعية للمؤتمر باعلان حملة تطهير وطني شاملة بدأت في اعتصام الهندسات بتاريخ 25/2/2004 و مازالت مستمرة و قد تضمنت الحملة سلسلة من الاجراءات القمعية (فصل خمسة طلاب نهائيا من الجامعة و طالب و طالبة لمدة سنة بموجب قرار لجنة الانضباط 1575 –نشر الاتحاد الوطني لطلبة سوريا اعلانات في جميع الكليات تضمنت أسماء 97 طالب و طالبة للتحقيق معهم علماً أن لائحة ال97 كانت تضم كل الطلاب الذين سولت لهم أنفسهم أن يشاركوا بأي تظاهرة تكتسب طابعاً سياسياً منذ 3 سنوات حتى أن بعض الأسماء كانت خارج القطر وبعضها الآخر كانت متخرجة من الجامعة وقد أسفر التحقيق عن توجيه عقوبات اتحادية ل80 طالب تراوحت بين الفصل من الاتحاد و الانذار –تشكيل لجنة انضباط ثانية قررت فصل طالب لمدة سنة و آخر نهائيا من الجامعة علما أنه مفصول مسبقا لمدة سنة ثم تخفيف العقوبة الى الفصل لمدة شهرين- التلويح بلجنة انضباط ثالثة أثناء الامتحان تم تأجيلها للاعلان عنها في بداية العام الدراسي ......و ما تزال هذه اللجنة الشبح مؤجلة تبعا للظروف الأمنية -تتويج هذه الاجراءات باعتقال 11 طالب من جامعتي حلب
و دمشق أفرج عنهم بعد 13 يوم باستثناء طالب من جامعة حلب –محمد عرب- و آخر من جامعة دمشق-مهند الدبس- قدما لمحكمة أمن الدولة بتهمة مناهضة أهداف الثورة ..)
و لعل هذه الفعاليات التي سبقت المؤتمر هي فقط التي ميزته عن المؤتمرات السابقة
لم يخرج هذا المؤتمر في فعالياته عن التقليد السائد في المؤتمرات الطلابية حيث بدأ المؤتمر بالتقرير السياسي الذي ألقاه رئيس المكتب الاداري و طبعا تحدث التقرير بلغة عثمانية متخشبة –عفوا سيدي الرئيس ...مع أنك تعتبر الخشب مادة حية الا أنه يوحي لي بالجمود و البلادة –عن بركات ثورة 8 آذار المظفرة ..توزيع الكتب مجانا و ادخال الماء و الكهرباء الى القرى دون ا لتطرق طبعا الى شعارات الثورة وحدة-حرية-اشتراكية... التي باتت مصدر احراج للحزب القائد الذي أصابته لوثة الخصخصة و ما يرافقها من تقنيات جديدة في النهب و السرقة يسيل لها لعاب عدد غير قليل من اللصوص القدامى الذين ملوا الجبة العسكرية....و يفضلون الآن طم رجل أعمال جنتلمان .كما عرج التقرير على منجزات الحركة التصحيحية التي زادت اعوجاج الأوضاع و رسخته بيد من نار و حديد ليصل الى مسيرة التطوير و التحديث التي لها طنة و رنة و هي تمشي على الصراط المستقيم فهي تريد أن تصلح الأوضاع الاقتصادية المتردية و تفسح مجال من الحرية لتنفيس الغليان الشعبي دون أن يمس الاصلاح خلود حزب البعث أو رعايته الكريمة لدم المواطن و ماله و عرضه وطبعا لم يغفل التقرير القضايا القومية التي لطالما تاجر بها النظام و استمد شرعيته المأفونة منها و على رأسها القضية الفلسطينية
و بلغة مائعة مزجت بين شعارات المقاومة و الكفاح المسلح و رفض أي تنازل عن الحقوق الفلسطينية بعنترية مذهلة ..و بين الحديث عن السلام و التفاوض ..بواقعية مقنعة. خلص التقرير الى المصطلح الذي ابتكرته الديبلوماسية السورية... "السلام العادل و الشامل" سلام الشجعان-صمت الحملان- وهو سلام لاضعف في تسلم فيه و أنت القوي...!! تفاوض فيه بثقة..و أنت الممثل الشرعي لشعبك الذي قدمت اليه كالغضنفر على ظهر دبابة لتبني أنت و أبناء عمومتك ......وعشيرتك دولة القانون و المؤسسات و ترسخ مبادىء الحرية و الديمقراطية مستعينا بأجهزة الأمن ال17 و أقبيتها و بوسائل التعذيب التقليدية و المعاصرة !! تساوم فيه ...وظهرك متين فالوحدة الوطنية بين أبناء شعبك مبنية على مفهوم مواطنة حقيقي يتجاوز الانقسامات الطائفية و الاقليمية و الاثنية ........و لأن دولتك و هو الأهم واحة الديمقراطية التي تنتصب شامخة على الحدود الاسرائيلية –فلسطين..سابقا-
و....... لهذا كله فلا ضرر من السلام .....و لا ضرار.
و يحتل لبنان –أم نحن الذين نحتله- حيزا بسيطا من التقرير ...حيث تحدث التقرير عن ضرورة تلازم المسارين السوري و اللبناني (شعب واحد في بلدين) و الرفض الرسمي و الشعبي للقرار الامبريالي -1559-الذي يستهدف المقاومة و حرمة التراب اللبناني ..دون الاجابة على أسباب ازدياد حجم ظاهرة تصدير ألاعيب الخفة السياسية السورية الى لبنان مثل تعديل الدستور في دقائق ...أو مسيرات الولاء المليونية الكرتونية التي تعد أسوأ مقياس للشرعية و الشعبية في آن معا , و دون أن يكون التقرير ندا لأفكار مخبولة تخشى على لبنان من الأيادي السورية التي عاثت في سوريا فسادا و ما زالت ...و التي تناست الجولان و لاهم لها الآن الا-مزارع شبعا-
و يتسع نطاق المزايدة و الجعجعة في قضية الاحتلال الأمريكي للعراق ...اذ رغم اصرار التقرير على وصف التواجد الأمريكي في العراق بالاحتلال بلغة شعاراتية قومجية ...الا أنه لم يوضح سبل مقاومة الاحتلال و موقفه من الحكومة المؤقتة ...و بالطبع لم يتطرق الى تجارة الأسلحة الناشطة على الحدود السورية العراقية المدعومة من قبل مسؤولين في النظام السوري و تدخل المخابرات السورية و علاقاتها المشبوهة مع قوى عراقية في الداخل .....ليتحول العراق الى لبنا ن آخر أي الى ورقة بيد النظام ...ترتع فيها المخابرات السورية انتهى التقرير السياسي ....ليستيقظ البعض على أصوات التصفيق العالية ..التي أعطت البشارة بانتهاء الكرب –التقرير السياسي- الذي كان فرصة مناسبة للبعض لينام ...فيما عانى من استعصى عليه النوم من تعتق المفردات و سطحية الخطاب ..و لعل القلة القليلة من الطلبة فهمت الرسالة الرسمية بين السطور ...ألا شأن لكم في شأنكم السوري
يبدأ التقرير النقابي بالحديث عن انجازات الاتحاد الوطني لطلبة سوريا و على رأسها سياسة الاستيعاب الجامعي و تأمين فرصة التعليم المجاني لجميع الطلبة –هذه السياسة التي كانت تلبي حاجة سلطوية في الثمانينات لتأمين انضواء أكبر عدد ممكن من الشباب في كنف السلطة و اضفاء بعض الشرعية على قيادة حزب البعث للدولة و تملكه لمؤسساتها من خلال اظهار سياسة الاستيعاب على أنها الوجه الجميل لقبح المادة الثامنة من الدستور و احدى تجليات الرعاية البعثية للمجتمع فيما يمكن تسميته بالعقد الاجتماعي البعثي- لم يتطرق التقرير بعد سرده لعدد الطلبة المستجدين في جامة حلب-كاحدى الانتصارات- الى أزمة رفع معدلات القبول الجامعي بشكل هستيري بالتزامن مع افتتاح عدد من الجامعات الخاصة كترجمة لسياسة الدولة الجديدة المتواطئة مع القطاع الخاص و التي تعمل على تدميرالبنية التحتية للقطاع العام –و منها الجامعات الحكومية- بخطوات منظمة و مدروسة ...يغدو معه الحديث عن سياسة الاستيعاب و عن دور الدولة الرائد في التعليم تطرفا اشتراكيا مخبولا لا يواكب روح العصر و يتناقض مع الواقع و امكانياته كما أغفل التقرير ذكر الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الرسوم الجامعية من 500 ل س الى 6000 ل س و رسوم التسجيل في المدينة الجامعية –بخدماتها التعيسة جدا- من 25 ل س شهريا الى 4500 ل س ... فجأة و بدون مقدمات........فاذا افترضنا أن ذلك يعود الى عجز في ميزانية الجامعة ...فلماذا لا يتم كشف النقاب عن الميزانية بشفافية و عن مواطن العجزفيها ... و بالتالي سبل معالجتها و دراسة الجدوى الاقتصادية من الاجراءات السابقة و معرفة عدد الطلبة المتضررين منها ... و ذلك في سياق خطة متكاملة لتحسين وضع الجامعات الحكومية .(الا اذا كان نشر الميزانية يشكل خطرا على الأمن القومي .. ..!!).
و لماذا تتجاهل الادارة الجامعية النتائج الكارثية لظاهرة الافساد الفجة المتأتية من اختيارالمسؤولين الجامعيين وفق معيار الولاء للسلطة لا الكفاءة العلمية و الادارية ,و انعدام آليات المساءلة و المحاسبة بحقهم ..مما حول الجامعة الى ساحة مستباحة للصفقات المشبوهة وبأرقام خيالية و.........و لماذا ما زالوا يطربوننا في تقاريرهم النقابية بمجانية التعليم في سوريا .....تلك الهبة التي منحها الحزب القائد ثم تراجع عنها (بصق بصقة ثم لحسها) ,وكمن يناشد الوقت أن يكون ورقة التوت التي تستر عوراته الفاضحة , تحدث التقرير بسرعة عن الفعاليات التي رعاها الاتحاد من حفلات فنية و أمسيات شعرية ومعارض و محاضرات ثقافية –على قلتها- دون ذكر تفاصيل اعدادها التي تبدأ بتقديم طلب لرئيس المكتب الاداري قبل أسبوعين على الأقل من موعد اقامة الأمسية أو الحفلة حتى يتمكن فرع الأمن من دراستها على أن يتضمن الطلب أسماء العازفين و أسماء الأغاني و كلماتهاو قد تم رفض احداها بحجة أنها تضمنت نشيد الخبز و الورد لأن كلمة الخبز تعني شيوعية و رفض أخرى لوجود عازف كردي في الفرقة الموسيقية و قد ترفض لمشاركة أسماء معينة يرتاب الفرع في ولائها اما الندوات الثقافية فيتم فيها استضافة أسماء معروفة بارتياطها الوثيق بالسلطة من بعثيين و حتى شيوخ جوامع مثل أحمد حسون و البوطي .....لتقليم ما تبقى من ارادة الفعل و المشاركة في هموم الوطن بآيات الاعراض عن الدنيا الفانية و تركها لولي الأمر الذي تجب طاعته و التخويف من الأفكار الشيطانية التي تثير البلبلة في هذا المجتمع الهادىء المتماسك ....الذي لاطاقة له بتحمل جنون العقل و ارتيابه فيما اتفق عليه العامة .كما في قوله جل جلاله "كنتم خير أمة أخرجت للناس" حيث يحذف مفتي السلطان "تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر"
لم يذكر التقرير أسباب نز ع المكتب الاداري ل للوحات الفنية المعلقة في المقصف المركزي و التي كانت ملفتة للنظر لتميزها ......و قد علم الطلبة أن ذلك يعود الى أن من رسمت اللوحات فنانة كردية فيما تشدق أحد أعضاء المكتب الاداري بأن في هذه اللوحات سوداوية و كآبة و ........و نفسية الطلبة تهمهم بالدرجة الأولى !!
كما لم يقدم الاتحاد اعتذارا عما فعله بلطجيته بالاشتراك مع أعضاء الفرق الحزبية حين دخلوا الى مقصف كلية الهندسة الكهربائية و أخرجوا الطلاب و الطالبات من المقصف بالقوة ثم طلبوا من مدير المقصف أن يغير لون الدهان الى الأبيض لأن لون المقصف الحالي يشبه ألوان العلم الكردي –و هو نفس لون المقصف المركزي الذي لم يتم تغييره-و عندما سألهم المدير من هم؟ أجابوه بأنهم الله و عليه أن يطيع أوامرهم ....و عندما اشتكى الطلبة الى عميد الكلية أجابهم أنه ليس بامكانه أن يتدخل ....(و ذلك يوم ذكرى حلبجة حيث حدثت مصادمات عنيفة في الجامعة )
انتهى التقرير النقابي الذي يفترض أن يقدم فيه الاتحاد الوطني لطلبة سوريا –رغم أن النظام الداخلي للاتحاد يعرفه على أنه منظمة بعثية ...!فكيف يكون ممثلا لجميع الطلبة في الجامعات السورية رغم أن عدد كبير منهم ليس بعثيا –ما أنجزه للطلبة خلال عام دون أن يتطرق التقرير الى ميزانية الاتحاد....أو دور أعضائه في ازدهار تجارة كتابة التقارير الآمنية في الطلبة أو تداخلاته مع فروع الأمن ...أو انحياز المنظمة للسلطة ....و ضد مصالح الطلبة -كما حدث لدى صدور المرسوم رقم 6 حيث انبرى الاتحاد للدفاع عنه و عندما أحرجوا من قبل الطلبة قدموا للطلبة أعذار واهية مثل أن الدراسة التي قرر المرسوم بموجبها لم تكن جيدة ثم قالوا أنه لم تكن هناك دراسة و أن الجامعة و الاتحاد فوجئوا بالمرسوم .......وأما العذر المضحك المبكي الذي قدمه أحد أعضاء المكتب الاداري فهو أن المرسوم وضع أمام الرئيس مع أوراق أخرى و قد وقعه الرئيس دون أن ينتبه اليه ...-ليكون الاتحاد أداة لترويض الطلبة و في أغلب الأحيان أداة لقمع الطلبة بأسلوب ديمقراطي –يجدر بنا الاشارة الى دور الاتحاد المشين في أحداث القامشلي و تواطئه ضد الطلبة و السكوت عما حدث بحقهم من اعتقال و تعذيب و استغلاله الوضع لتحويل المدينة الجامعية الى ثكنة مخابراتية تتصيد فيها العناصر الأمنية الطلبة و تبتزهم و بالأخص الطالبات-
يعلن رئيس المكتب الاداري عن المداخلات السياسية بأعصاب باردة بعد أن تم فصل أغلب الناشطين من الجامعة و الاتحاد ...لضمان عدم مشاركتهم في المؤتمرات الطلابية ...و بالتالي خنق أي بادرة لظهور حراك طلابي سياسي فاعل و مؤثر في الحياة السياسية و رغم هذه المحاولات اليائسة ....لم تخلو المداخلات من المطالبة بالغاء حالة الطوارىء و الافراج عن المعتقلين السياسيين والاعتراف بحق حرية الرأي و التعبير الذي يكفله الدستور لكل مواطن في ظل دولة القانون و المؤسسات-فجامعة حلب لن تعود للصمت بعد الآن- أحد الطلبة من الحزب القومي السوري الاجتماعي ذكر في مداخلته بلواء الاسكندرون المحتل من قبل تركيا ..! و اختزل المفردات بأن أحضر ترابا من أرض اللواء قدمته احدى الطالبات في زجاجة على المنصة... "فذكر ان نفعت الذكرى " و قد علق احد الطلبة بـأنه في المؤتمرات القادمة سيجلب أحدنا .....تراب من دمشق.كما ألقى الطلبة الأكراد مداخلات حول أزمة القامشلي و ضرورة التأكيد على الوحدة الوطنية في ظل احترام الآخر و الاعتراف بقوميته في اطار مفهوم مواطنة حقيقي يتجاوز الانقسامات ا لطائفية و الاقليمية و الاثنية و طالبوا ايضا بالافراج عن المعتقلين
لم يسمح للطالبة ريم عرب بالقاء مداخلة بحجة انها عضوة مكتب اداري احتياط –رغم أنها ألقت مداخلة العام الماضي و بنفس الصفة التنظيمية-و لعل ا لسبب يعود الى أن ريم عرب ...(أخت أخوها ) ...و اذا كان محمد عرب معتقل في سجن عدرا الآن ... فانه من الممكن منع ريم من الكلام وفق قوانين الاتحاد الارتجالية الشديدة المرونة كما أثارأحد الطلبة قضية اعتصام الهندسات احتجاجا على المرسوم 6 الذي يلغي التزام الدولة يتوظيف خريجي كليات الهندسة و ما تعرض له الطلبة المعتصمون من اهانة و ضرب على يد الرفاق البعثيين في ساحة الحرم الجامعي .!تحت شعار أنها ..جامعة البعثيين-الذي سمعناه سابقا عندما نزل الرعاع البعثيين أنفسهم الى نفس الساحة و خربوا الاعتصام المفتوح و ضربوا الطلبة و أتلفوا الأدوية التي تبرع بها الطلبة بحضور رئيس المكتب الاداري بتاريخ 7 نيسان عيد ميلاد حزب البعث ..ليحتفلوا على طريقتهم -والذين لم يوفروا أرجلهم لرفس الطالبات و الذين تحركهم أرجلهم –عفوا-عقولهم لكسب ود حزب البعث-العبث-العظيم و تساءل الطالب عن دور الاتحاد في فصل الطلبة من الجامعة و الاتحاد و اعتقال الطلبة ال11 ......و تقديم الطالب محمد عرب الى محكمة أمن الدولة بتهمة مناهضة أهداف الثورة .....و ماذا سيكون مصير هذا الطالب الذي كان ناشطا وطنيا في ظل الاتحاد و ما الدعم الذي ستقدمه له المنظمة الشرعية و الوحيدة لطبة سوريا ؟؟! أغلب الطلبة كانوا يتوقعون أن يكرر الرفيق عمار ساعاتي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا ما قاله نائبه "فبضاي جامعة حلب" علي علي- في معرض رده على سؤال وجهه أحد الطلبة في كلية العلوم عن قضية الطالب محمد عرب ...بأن محمد عرب شخص حقير و عميل و أن له ارتباطات بجهات خارجية و هو يعمد الى اثارة المشاكل في جامعة حلب –و لا أدري كيف فات هذا المتبجح أنه يحرج السلطة القضائية متمثلة بمحكمة أمن الدولة اللاشرعية و الاستثنائية و التي لم توجه الى محمد عرب تهم العمالة و اكتفت بتهمة من لاتهمة له "مناهضة أهداف الثورة "....في حين أنه ينبري كمسؤول في الاتحاد على مختلف المنابر بتوزيع نياشين العمالة الرخيصة على طلبة معروفين بمواقفهم الوطنية ..و لعلي أدري هنا أن من حق الطالب محمد عرب- بعد الافراج عنه-رفع دعوى قضائية على"علي علي" كمسؤول في الاتحاد يتلاعب بقضية خيانة الوطن كما لو أنها علكة يلوك بها يستعين بها في سعيه الدائب على تقديم ولاء الطاعة ..و ليكون عصا السلطان و وجهه ...و قفاه .و الجدير بالذكر أن علي علي نفسه كان ينادي محمد عرب بأنه حبيبه, و قد رحب به السنة الماضية في مؤتمر كلية الآداب و قدمه على أنه ضيف شرف و طلب منه أن يجلس في الصف الأول و قد أبدى محمد تحفظه على ذلك بأنه ليس سوى طالب عادي و لا داعي للمبالغة أما أن يرد-عمار ساعاتي-بأن المعتصمين في ساحة الحرم الجامعي ..! لم يتعرضوا للمضايقة أو الضرب من قبل الرفاق البعثيين فهذه وقاحة و بجاحة لاتحتمل خاصة و أن عدد غير قليل من الموجودين في المؤتمر شهدوا الاعتصام ... يتبارى رئيس الاتحاد في الكذب على الطلبة .... قي
مسابقة أكبر كذبة ...وهو يعرف أن الطلبة يعرفون أنه كاذب و ليس من المستبعد أن يفاجئنا في المؤتمر القادم ...بأنه لاوجود للشعب السوري ....و أنه لا يرى ال17 مليون سوري ..وفي موقف مشرف يسجل للمنظمة كانجاز عظيم في وجه التحديات الحقيقية التي يتعرض لها الوطن يعلن عمار ساعاتي " نعم أنا من خبرت الأمن عن الشباب في مقصف أوركيد، وأنا من طلب منهم سجنهم "
( لأن هؤلاء الطلبة يهددون أمن الوطن ...فهؤلاء الفاسدون مسؤلون عن نهب القطاع العام و تفتيت عرى الوحدة الوطنية ....و هم أسوأ من الحكومة الاسرائيلية التي قبلنا التفاوض معها بدون شروط تذكر) و يتابع عمار ساعاتي كلامه ..."من أراد أن يجاسب المسؤول عن اعتقالهم.. فليحاسبني أنا ..."
-وصلت بنا جزاك الله عنا كل خير الى بيت القصيد- فليحاسبك أنت .... أنت تعلم أنه لاتوجد آلية قانونية تسمح بمحاسبتك مهما انتهكت من القوانين فقانون تنظيم الجامعة الارهابي الذي صدر1982 في ظروف استثنائية مفصل بحيث يستطيع أن يضع كل الطلبة في قفص الاتهام و يعرضهم للمساءلة و الملاحقة دون أن يحق لهم الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء أو مساءلتك أنت و من معك من المسؤولين في الاتحاد ....و لاينسى عمار ساعاتي أن يلحق جملته اللاذعة بتعليق حضاري مقيت ....و هو أن محمد عرب الآن في ذمة القضاء الآن و هو الذي سيحكم ..(المحكمة الاستثنائية ...التي تثق بها كثيرا ...و تستمد شرعيتك منها ...و تستمد شرعيتها منك )
و قد تدخل الدكتور هبو أمين فرع حزب البعث في الجامعة لدمغ العقول بحججه المنطقية -و هو المعروف بأنه يخلط في حديثه الحابل بالنابل- وحجته أن محمد عرب و زملاؤه كانوا لايشاركون في الاعتصامات الرسمية –الاجبارية- التي تدعو لها الدولة في ذكرى الانتفاضة ..و ..الحرب الأمريكية على العراق ..و أنه –الدكتور هبو- كان ينظر حوله فلا يرى هؤلاء الطلبة الذين لايشاركون الا في اعتصامات طلابية مستقلة- تقام وتدار ويدعى إليها من قبل طلاب مستقلين وبمشاركة رسمية ضئيلة تمثلت بمشاركة الاتحاد الوطني لطلبة سورية من خلال تبنيه المادي لبعض النشاطات في خطوة كانت جيدة جداً في تلك الفترة-. . .
عزيزي الدكتور هبو ..أظن أن محمد عرب و زملاؤه غير مسؤولين عن ضعف بصرك نظرا لتقدمك بالعمر و لو أنك عدت الى أي فرع من فروع الأمن ال17 فانهم سيؤكدون لك أن هؤلاء الطلبة كانوا يشاركون في تلك الاعتصامات الكرنفالية كما أنهم شاركوا في مظاهرة الطلبة الأكراد في المدينة الجامعية في حلب –عندما اندلعت حوادث القامشلي-و هي المظاهرة الوحيدة التي لم يحدث فيها عنف و قد كان من المتوقع لهذه المظاهرة أن تكون مجزرة حقيقية كما حدث في باقي المظاهرات في مختلف المحافظات حيث سمح لهم بالتدخل بعدما عرضوا هم ذلك حقنا للدماء و كانوا في الصف الأول في محاولة لاحتواء الغضب الطلابي الكردي الذي كان من الممكن أن يشتعل بسهولة وسط استفزازات سلطوية تعهدت بالرد بالنار و الحديد واستفزازت طلابية (هتف أحدهم بحياة صدام حسين )
و أظن أنه من واجبي أن أذكر الدكتور هبو بأنه حضر عدد من الاعتصامات الطلابية المستقلة تلك ...و ألقى فيها كلماته العصماء وقد أظهر انزعاجه في مؤتمر الفرع –قبل سنتين- من مظاهر السلبية و اللامبالاة عند الطلبة تجاه القضايا الوطنية و استشهد باحدى الاعتصامات المستقلة التي لم يتجاوز عدد الطلبة المعتصمين فيها 50 طالب ....- الذين وصل عددهم إلى حوالي 400 طالب في اعتصام الهندسات ليكون اعتصاماً قاعدياً بامتياز على الرغم من كل أشكال التضييق والتهديد بالفصل وإغلاق أسوار الجامعة أمام الجميع – و قد خاطب محمد عرب أليس من المعيب أن يشارك 50 طالب فقط في اعتصام طلابي من أجل القضية الفلسطينية ...!
و قد أزالت ريم عرب في مداخلتها استغراب الدكتور هبو ...حيث ذكرته بأن الطلبة يمتنعون عن المشاركة في المظاهرات خوفا من كاميرات الفيديو المخابراتية ...التي تلاحق المعتصمين و تحتفظ لهم بصور تذكارية لدى فروع الأمن بالاضافة الى العناصر الأمنية حيث خصص لكل طالب عنصر أمن أو أكثر...-توأم روحه- انتهى الرد على الداخلات السياسية و النقابية ....بشفافية و بكل مصداقية , و من شاء أن ينفلق أو يعترض على ما سمعه فليحاسب عمار ساعاتي ....ان استطاع اليه سبيلا
بدأت عملية الانتخاب التي يعتز الاتحاد بأنها تعتمد على الحاسب ...و هذا دليل على نهضتنا المعلوماتية التي ترقى الى منافسة الهند أو ..ماليزيا
و بعد أن ظهرت النتائج ....التقط عمار ساعاتي ورقة النتائج بحركة بهلوانية و كمن يطوي مخطوطة قديمة ثمينة.....دسها في جيبه ثم اصطحب عبد العزيز حسن و هو عضو قيادة فرع الى غرفة لتطوير النتائج و تحديثها بينما كان أعضاء المكتب الاداري ال12 السابقين جالسين بهدوء و أريحية لم نعتد عليها ....عندما كنا نرى وجوههم في مثل هذه المواقف مصفرة و عليها علامات التوتر و الاضطراب
بمحض الصدفة البحتة ...و بحضور عمار ساعاتي و عبد العزيز الحسن في غرفة لوحدهما .. انتقلت ريم عرب من الترتيب 3 بين الناجحين الى المركز 31 ب184 صوت.... و نجح جميع أعضاء المكتب الاداري ال12 السابقين ...رغم انخفاض شعبيتهم الى الحضيض و امتناع الأغلبية عن التصويت لهم و بمحض الصدفة نفسها حصل حسين كشتو على أعلى الأصوات 311 صوت.... و هو عضو مكتب اداري سابق يشهد له بدوره في اعتصام الهندسات.....من شتمه للطلبة و اهانتهم الى اشتباكه مع عدد كبير منهم بيديه و رجليه-و وصفه للطالبات المعتصمات بالفاجرات(اتهامات الفجور جاهزة للطالبات –حيث يدعي الاتحاد تفعيله لدور الطالبات في الاتحاد ...- و اتهامات العمالة و الخيانة للطلاب...) ليس غريبا أن تزور الانتخابات بحيث يحصل حسين كشتو على أعلى الأصوات فالاتحاد الوطني لطلبة سوريا ...يحتاج في مسيرة الاصلاح و التطوير و التحديث .....الى من يكرس سياسة الدعس و الرفس و الركل و يحافظ على تقاليد البعث-العبث-العظيم
لفت نظري منذ أيام لقاء الرئيس الايراني محمد خاتمي مع طلاب الجامعة ...على احدى القنوات الفضائية العربية ,حيث اتهمه الطلبة بالكذب عليهم و التنكر لوعوده البراقة لهم بالاصلاح...و طالبه معظمهم بالاستقالة... و الغريب أنه لم يدافع عن الرئيس الايراني الا الطلبة المحافظون ..
قارنت هذا مع ما يحدث في مؤتمراتنا الطلابية –تذكرت المؤتمر العام الذي سينعقد في آذار ... و الذي يمتنع رئيس الجمهورية عن حضوره منذ سنوات دون مبرر- و قارنت الطلبة الايرانيون معنا
نحن الطلبة السوريون... فنحن ليس لدينا أية شكوى لأنه لاأحد يكذب علينا .....و ان كذب فلا يحق لنا أن نطالبه بأن يعتذر .... فكيف أن يستقيل ..؟

و النصر لقضية طلبتنا المغيبون عن وطنهم رغما عنهم .......و أحيانا بارادتهم


سارة أمين
طالبة في جامعة حلب

#سارة_امين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات