محمود الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 07:41
المحور:
القضية الفلسطينية
مقال-محمود الحاج
غزة هي اوضتي " 350 كلمة في حب غزة "
راهنت أصدقائي قبل أربعة أعوام علي أني سوف أكمل دراستي الجامعية في احدي جامعات جمهورية مصر العربية , لكني لم استطع أن اخد اقل حقوقي لكي اذهب إلي هناك ,وهي كتيب اسود مرسوم عليه نسر ذهبي شامخ , علي مدار ثلاثة سنوات رسمت علي أوراقه ال 48 أحلامي كانت تذاكري, جعلني ذلك أري صورة هذا النسر الشامخ عصفورا محبوسا في قفص اسود , كان هذا جواز السفر الفلسطيني
فقدت الأمل في الذهاب إلي هناك , لدرجة أني في احدي الحوارات العابرة سألت نفسي " من منا يسكن الأخر غزة أم أنا " لهذا كانت غزة تطردني منها بعد كل حوار .
تجمعت في رأسي علي مدار ثلاثة أعوام أصوات لم اعتاد سماعها وتشكلت أمامي مشاهد لم أكن فلسطينيا إن لم أراها , حرب غزة كان لها النصيب الأكبر , يومها كنت في تل الهوا ورأيت ما بثته القنوات المعربة بعيني , كانت هدية غزة لي , وكأنها كانت تقول لي ماذا كنت ستفعل لي وأنت هناك ,لهذا أحببت غزة بالرغم من غلاء المعيشة , وعدم تشابه الحياة مع سابقتها قبل الانقسام الفلسطيني .
كان هناك الكثير من المشاهد التي جعلتني فخورا بهويتي منها طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة , كان هذا بمثابة عيد ميلاد جديد لنا , وآخرها صورة قائد كتائب القسام أبو محمد الجعبري وبرفقته الجندي المعاق شاليط بالملابس المدنية , وكأنه يقول " نحن من سنلبس كل جنودكم قمصان شاليط " , زينت كل هذه المشاهد في عقلي بفرحة كل الفلسطينيين بالوحدة الوطنية , ووصلت لقناعة بأنني فلسطيني شامل لكل التنظيمات فأنا ابن الشعبية عندما أفكر , وابن الفتح عندما اتحدي , وابن القسام عندما اغضب
منذ أيام وفي طريقي إلي الجامعة , قابلني صدفة شاب عرفته منذ أربعة سنوات في مدرسة الثانوية تحدثنا لمدة ساعة تقريبا عن ما كنت احلم به وأنا في المدرسة, , سألني هل حصلت ما حلمت به وأكملت دراستك بالخارج, فكانت إجابتي له سؤال, هل تستطيع أن تنام خارج غرفتك (اوضتك) قال لا , قلت بكل سخرية يا صديقي غزة هي اوضتي .
#محمود_الحاج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟