أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - انقرة وصناعة العنف














المزيد.....

انقرة وصناعة العنف


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 07:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن الهجوم التي شنتها الطائرات التركية على المدنيين الكورد في شرنخ الكوردية تضع الوعود والاصلاح الديمقراطي امام اختبار صعب، بل وتضع المشاريع التي تدعو اليها العدالة والتنمية محل التساؤل حول مصداقيتها بالنسبة للكورد الذين عانوا الكثير من التهميش والبطش على ايدي اجهزة البطش والعسكر الاتاتوركي، ففي الوقت التي تحاول الكورد نيل حقوقهم السياسية والمدنية عن طريق الوسائل الديمقراطية والتمثيل البرلماني تضع الحكومة التركية الكثير من المعوقات تحت مسميات لم تعد تغني عن الحق شيئا، فبدلا من إثبات حسن النوايا حول المشروع الديمقراطي في تركيا، وإعادة صياغة دستور مدني نرى التوجه العكسي من قبل المؤسسة العسكرية في تعاملها مع الكورد، فالتنمية السياسية وتحقيق مشروع 2023 للعدالة والتنمية لا يتحقق في ظل الانتهاك الواضح لحقوق ثاني اكبر قومية في تركيا، بل وتضع من جديد الملف الكوردي في راس قائمة المعوقات امام ديمقراطية تركيا ونهضتها الاقتصادية، إن الاستمرار في إطلاق الشعارات و الكلمات المعسولة من قبل القيادات المدنية التركية لم تعد تجني نفعا، وان العنف المستمر من قبل العسكر سوف يرسخ عقلية العنف المضاد ويضع الشباب الكوردي امام خيار المقاومة المسلحة، وهذا ما لا يرجوه العقلاء في كلا الجانبين.
والتساؤل هنا، هل من الممكن ان تخطا القيادات العسكرية ولا تفرق بين المدنيين وقوات العمال الكوردستاني؟ وهل من المقنع اخبار الرأي العام العالمي على ان ما حادث في شرنخ كانت نتيجة خطا عسكري في ظل التطور العسكري للقوات التركية واستخدام طائرات ال F16 ؟
ولمعالجة القضية المطروحة والتساؤل البدائي حول خلفية تلك العملية لابد من ربط الاحداث والمعطيات السياسية التي تحدث في انقرة بالعوامل التي تفرز مثل تلك الاحداث، فالحدث تعبر عن حالتين:
الاولى: استمرارية غطرسة المؤسسة العسكرية، وتوجه سياسة القوة المرنة التي اعلنتها العدالة والتنمية نحو مستقبل مجهول، بل وتثبت للمتابع والمشاهد بان القوة ما تزال تشكل الاولوية في سلم الخيارات التي يتبعها انقرة، إن الكورد في تركيا اليوم يعانون من اثار حرب خفي بين المؤسسة العسكرية التي تحاول إعادة اثرها في المجتمع التركي وبين توجهات الحكومة التي تظهر للرأي العام التركي على انها القوة الوحيدة التي تصان كرامة ووحدة تركيا.
والثانية: ترتبط بالتطورات الحاصلة في المنطقة العربية وخوف تركيا من استغلال الكورد لورقة الربيع العربي ومحاولة قيام الربيع الكوردي التي سوف تهدد وحدة تركيا وتضرب المصالح الحيوية لأنقرة، إن انقره حاولت منذ الايام الاولى من الثورات الاستفادة القصوة منها ومحاولة تعبئة الجماهير العربية نحو التجربة التركية كونها الاولى في العالم الاسلامي من حيث التزاوج بين الاسلام والمدنية الحديثة. إلا ان الحالة السورية قد اثرت سلبا على السياسة التركية وذلك بسبب القلق التركي من الاكراد في سوريا، ومحاولة استخدام نظام بشار للورقة الكوردية في التعامل مع الموقف التركي تجاه ثورة الشعب السوري.
إن ادارة السياسة بحالة الانفعال لا تثمر في اي بلد، ولا بد من الاعتراف بالحقائق التاريخية والدينية للشعوب القاطنة في الشرق الاوسط ومحاولة الحصول على تأيد الشارع من خلال ادارة السياسة العقلانية، اخيرا لابد من القول بان مثل هذه الممارسات سوف تضع تركيا امام خياريين احلاهما مر، إما انهيار وحدة الصف التركي وهذا ما لا يقبله منطق العقل في السياسة التركية، أو حدوث الربيع الكوردي وهذا بحد داته تهديد احمر حول المبادى التي قامت على اساسها الجمهورية التركية.
واخيرا لابد من القول بان الخطواط العملية من قبل العدالة والتنمية في معاقبة المسؤولين عن مجزرة شرنخ ستكون المقياس الاساسي حول مصداقية الوعود التي يتبناها العدالة والتنمية، لان احترام حقوق الانسان وكرامته تعد المقياس الاساسي في المقارنة بين الانظمة المدنية وغير المدنية.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي والعواصف المتوقعة
- الرقم التركي في الربيع العربي
- طهران وتصدير الفوضى
- تركيا من الطرف الى المحور -1-
- جمهورية البطش العربية
- الانتحار السياسي
- ثورة العولمة
- سياسة التردد
- الشارع الكردي ودور الايدولوجيا
- الزلزال السياسي ونهاية الاصنام
- طبخة عراقية بأيدي أجنبية
- صناعة الردع في بغداد!
- أنقره وازماتها المتجددة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - انقرة وصناعة العنف