أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عيسى بن ضيف الله حداد - العلمانية والإسلام














المزيد.....

العلمانية والإسلام


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية والأسلام
في العلمانية: يتأسس السبيل لتحقيق المواطنة الحقة، ولا ديمقراطية بدون تطبيق فعلي لمفهوم المواطنة..
تأتي هذه الحقيقة المتمثلة في تلك الكلمات القليلة، كحصيلة واقعية للتجربة التاريخية للبشرية، وتتجسد بشكل عياني في الواقع العالمي القائم. وبذا يكون التواطؤ على هذه الحقيقة تحت أي صياغة كانت.. تمثل بواقعها عملية غش وتزييف خطير ..
ما بين العلمانية والإسلام: أتذكر أنني قد قرأت في زمن مضى مقولة للمفكر العربي السوري الياس مرقص: إن العلمانية ضرورية للإسلام وللمسلمين، حتى لو لم يكن هناك مسيحي عربي واحد.. – كان ذالك في زمن ظهر ثمة من يقوّل فيه، إن العلمانية هي مجرد مقولة صادرة من نخب تنتمي للمسيحيين العرب.. والسؤال، لماذا العلمانية ضرورية للإسلام..؟
أولاً- غدت العلمانية قبل كل شيء ضرورة ملحة لتحرير عالم الإسلام من فتن الانقسام.. ولعل ما نراه قائماً في حالة الاستقطاب القائم ما بين التوجه السياسي للإسلام السني (سلفياً أم إخوانياً)، والتوجه السياسي للإسلام السياسي الشيعي (متمثلاً، بحزب الله وأمل وتيار جيش المهدي.. و.. الخ)، من حيث راح الأول(السني) يتجه تركياً وأميركياً وغربياً، وراح الثاني (الشيعي) للتوجه إيرانياً.. بل وغدت طبول الحرب تدق بكيفية أو بأخرى بين الطرفين.. - وللتذكير أن مثل هذا الاستقطاب الخطير لم يكن قائماً في حقبة صعود التيار القومي العربي (الناصري والبعثي والقومي العربي) في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، مع أن هذا التيار لم يطرح في برنامجه علناً علمانية الدولة (وكان ذالك من إحدى أخطائه) – ولنا أن نرى أنه لو أقدم التيار القومي لاعتماد الديمقراطية وسلك سبيل المواطنة في ذالك الزمن– وكانت له القدرة على ذالك - لما وقعنا في هذه الهوة المتمثلة بهمجية الطائفية الوحشية ومخاطرها العابرة والقادمة على المنطقة.. ولعل انفصال جنوب السودان عن شماله أتي كنتاج لغياب المناخ العلماني الديمقراطي في المجتمع السوداني، ذالك المناخ الكفيل وحده بتحقيق المواطنة.. ولنا ما حدث ويحدث في العراق ولبنان والبحرين خير مثال (والحبل على الجرار)
ثانياً – الحل العلماني يعمل على تحرير الإسلام من توظيف نصوصه للهدف السياسي، من حيث كون السياسة هي بطبيعتها وضعية، تمثل مصالح ونزعات لحل مسائل واقعية، لا يمكن للنص الديني كما أتى عليه، أن يقدم الحل لها، من حيث كونه قد انبثق في ظروف تاريخية مغايرة.. وحتى لو تم استنباط نصوص لها صلة بتلك المسائل الوضعية، فإن تأويل النص يأخذ بعداً تأويلياً متعدداً، وهذا بحد ذاته ما أدى إلى الانقسام السني والشيعي في صفوف الإسلام، فضلاً عن ظهور الطوائف والنحل الأخرى، والمذاهب المتعددة..
ثالثاً- يتمتع الدين في المجتمع العلماني، بنظرة تاريخية وقيمية إيجابية، تسمح له بالتأقلم والتكيف مع تطوّر الأزمنة، بحيث يتجاوز النظر الدوغمائي القطعي المتمثل بالطقوسية والوثنية النصوصية والجمود المذهبي.. ولعل مثل هذا النظر القطعي هو ما حمل أكبر الأثر في تأجيج المشهد السلبي للإسلام لدى المجتمعات الغربية، حينما راح الخطاب الديني الإسلامي المسيطر، يركز اهتمامه في بلاد الغرب أو بالكاد، على لباس المرأة وجنسويتها..
رابعاً- إن النهج العلماني الذي ينطلق من الفهم التاريخي للظاهرة الدينية، وينظر إليه كحلقة هامة في تطور البعد الحضاري والمعرفي والأخلاقي للمجموع البشري.. يضع الدين بعيداً عن التداول السياسي، ويحفظ له هيبته وجلاله وحتى قدسيته..
خامساً – إن علمانية الدولة والنظرة العلمانية للدين في مجتمعاتنا العربية، تجعل من الدين عامل توحيد وقيمة ايجابية، في حين يحدث العكس عندما تم ويتم زج الدين في عالم السياسة، حيث يتحوّل إلى عامل فرقة وتمزيق، والتجربة التاريخية ماثلة أمامنا..
سادساً – في التباين بين منطلق المنظور العلماني ومنظور الإسلام السياسي ، يمكن تحديد التباين الأساسي في الآتي: - إن المنظور العلماني في أفقه الجدلي التاريخي، يرى في الإسلام مكوناً حضارياً وعاملاً حاسماً في تشكل هوية المنطقة وصياغتها تاريخياً، كما كان له الدور الفاعل في مسار تاريخ العالم وتطوره الحضاري..- في المقابل عبر منظور الإسلام السياسي في أفقه الدوغمائي القطعي، يتم اختزال الإسلام إلى شريعة ناظمة للحياة ونصوص محلقة فوق التاريخ، وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، وعندما اصطدمت أو تصطدم هذه النظرات بصعوبات ما في هذه النصوص (وكثيراً ما يحدث ذالك)، تسعى لتأويلها وتكييفها، الأمر الذي لا يخضع بواقعه إلا للرغبات والمصالح والنزعات، مما قد أدى ويؤدي إلى نشوء النحل والطوائف والمذاهب.. ونظراً للمنظور القطعي المتأصل في منطلق كل من هذه الأشكال، تنشأ القطعيات أي تتمتع كل منها (الطوائف والنحل والمذاهب) بدوغماويتها التي لا يأتيها الباطل والريب من بعد أو من قرب، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع بكل أشكاله المخففة والمحتدمة (حدث ذالك بين البروتستانت والكاثوليك في أوربا، و بين الإسلام السني والشيعي لدينا)..
وفي معظم الأحيان يكون الصراع بين تشققات الأشقاء، أشد ضراوة فيما بين الأشقاء.. وقد يلجأ البعض للاستنجاد بالأجنبي لقهر الأخوي.. (والأمر لاح وراح يلوح)
والسؤال: أمام هذه اللوحة، أي من الطرفين (العلماني أم الإسلام السياسي) أحرى بصيانة الإسلام من كل أشكال الاستغلال..
كنتيجة- لنا أن نرى، إن الحل المفضل للمسألة الدينية في المجتمع في عصرنا، تتلخص بكونه مسألة شخصية أو النظر إليه في أقصى مدى، كمرجعية أخلاقية عامة، تعكس حضورها في أفق متطوّر...- ولا إكراه في الدين



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عيسى بن ضيف الله حداد - العلمانية والإسلام