|
المزور فرحان والوزير حيران
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 11:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما ينطبق الوصف العراقي الشائع ( شليلة وضايع راسها ) على عمل الدولة ومؤسساتها الامنية ...نجد ان الامور تسير من سيء الى اسوأ وبدون اي حل ,. ,واقرأ عليها السلام ... و كما نقول باللهجة العراقية اشرب عليهه ماي باجة ..ولاسيما عندما يختلط الحابل بالنابل ولاتتوفر ابسط الكفاءات والقدرات الادارية ... وتبخر الاخلاص في العمل والنوايا...وفقدان الثقة بين الساسة والطامعين ... وبالنتيجة تضيع الحقيقة ...والكل يتهم الكل كما تشاهدون وما تسمعون ... ويبقى المواطن المسكين ( مثل الاطرش بالزفة يلتفت يمنة ويسره ) وهو الضحية وهو من يدفع الثمن ... العراقي هذا الانسان الطيب والمسحوق والمضحي وطيلة السنوات الماضية عاش الارهاب بكل مأسيه ...وتعايش معه بالرغم من الثمن الباهض الذي يدفعه يوميا من ارواح الابرياء ومن احباءه واقرباءه واصدقائه...وللاسف يبقى المسؤول بعيدا عن تحسس الام هذا المسكين ...وللاسف ايضا يختزل قضيته بحفنة من الدنانير ...باسم التعويضات كما يفعل الوزراء ومحافظ بغداد بعد كل تفجير مباشرة (وكانها كليشة حفظوهه اله بالابتدائية )...وكان تيتم الطفل او ترمل المرأة ..او فقدان المعيل أو ضياع تحويشة العمر ...تحل بحفنة من الدنانير (يوعد بها وقد يراها او قد تنسى وتصبح ذكريات )...وهذه المبالغ ان حصلوا عليها لاتكفي لسد مصروفات الدفن او اقامة الفاتحة ومصاريف العزاء ... الخلاصة ...الارهاب مستمر يضرب متى شاء واينما شاء ...ومسؤولينا الميامين والمحترمين ( واحد يجر طول والاخر يجر عرض وأقبض من دبش ) ...ولو انني لست اخصائي في مكافحة الارهاب والارهابين كالسفيرين الامريكيين ( ابو حيدر السيء الصيت بريمر وما تبعه المدعو نكروبونتي ) ...ولكن مع هذا ( اكو نبي وصلوا عليه ) وعندنا عقل ونميز ان للارهاب مفاصل عديدة ومهمة ...ان شاءت حكومتنا العتيدة ...تفكيك هذه المفاصل واحد تلو الاخر ...تستطيع وبسهولة القضاء على الارهاب وحواضنه ومصادر تمويله ... ولكن للاسف ( وهذا ما كتبت ونبهت عنه عدة مرات سابقة ) ...ويبقى الوزراء والنواب والمسؤوليين الامنين (جنهم ما يدرون منين جاية السطرة )...وكانهم في واد ونحن الضحايا في واد ثاني ..لايسمعون ..ولايقرؤون .. وكان القضية لاتهمهم ..ومثل ما يوصفون العراقيين مثل هذه الحالة (اذان المسؤول واحدة معمولة من طين والاخرى من عجين ) ... ما دفعني للكتابة ...ولكي لاننسى في خضم مهزلة الهاشمي والمساجلات والتصريحات النارية من هذا الطرف او ذاك والشحن الطائفي وحرق اعصاب الشعب ...ولنتذكر كيف صرحت اللجنة القانونية (وبفرح غامروسعادة باهرة وكانها فتحت جنة قلعة )... انها توصلت الى صيغة قانونية لاعفاء المزورين ...ما عدا من درجته الوظيفية معاون مدير عام فما فوق ( بربكم اكو ا واحد يقبل بهالحجي المخربط ؟؟؟ يله ما علينا ...المشرعين في الحكومة ومجلس النواب ... ماخذينه على كد عقولنا )... وهنا اتوقف مليا عند اخر خبرين عن التزوير والمزورين ...كلكم تذكرون الخميس الاخير الدامي ..وانا كمواطن عراقي بالتاكيد لن انساه...وكنت اتابع الاخبار على الفضائيات بلهفة وقلق وحالي كحال اي عراقي منكوب...واذا باول خبر اسمعه من الناطق ان ثلاث سيارات انفجرت .. وهي تحمل لوحات ارقام (مزورة ) ...وهنا يجدر بنا التوقف قليلا ...ليش المسؤوليين الامنين ما يدرون شكد سيارات مسروقة ومهربة تمشي بالشارع ؟؟؟ ومديرية المرور ابطأ من السلحفاة في منح ارقام السيارات ؟؟؟ وعملية التزوير ثابتة على المجرمين ...وهي ليست اول مرة يزورون فيها ...ومن قام بعملية التزوير ...هو عراقي له اسم وعنوان وجريمة ... وبالتاكيد هو ليس بدرجة وزير او مدير عام او محافظ او حتى معاون مدير عام ...وهل عملية التزوير اقتصرت على ارقام السيارات ؟؟؟...او شملت تزوير هويات وباجات مرور وربما وثائق مكملة اخرى ؟؟؟ فهل يعقل او يقبل ان تقوم الحكومة والنواب الاشاوس باعفاء المزورين من جرائمهم ؟؟ من خلال اصدار قانون العفو العام المزمع اصداره ؟؟؟ والنتيجة التي توصلت اليها من مراقبتي لما يجري من احداث ... ان المسؤول (متونس على التفجيرات والقتل العشوائي )وبصراحة اقولها انهم غيرجادين في مكافحة الارهاب ... واتهامهم للاجهزة الامنية بالاندساس والاختراق ... عندهم اسهل من مقاومة عملية الاختراق بسبب الوثائق المزورة ... كلنا نعلم ان وضع الخطط لمكافحة الارهاب والارهابيين لايضعها شرطي او جندي او حتى ضباط صغار ...وانما المسؤول عنها هم القيادات ..وبما ان القيادات ملتهية يالشفط واللفط .. يبقى الصغار يدفعون الثمن يوميا .. اما الامر الثاني الذي حيرني واثار في نفسي الخيبة والغضب ... هو ما اعترف به ومن على شاشة احدى الفضائيات في مقابلة خاصة مع الاستاذ حسن الشمري وزير العدل عندما سأله المذيع عن عملية هروب قاتل محافظ السماوة من عقوبة الاعدام (وعلى عينك يا حاجب )...وعلى سؤال ...هل في وزارتكم فاسدون ؟؟؟ اجابه الوزير وبصراحة جديرة بالاحترام (مني على الاقل )... نعم يوجد في الوزارة ودوائر الاصلاح ( السجون ) فاسدون ومرتشون وممن يحمل وثائق مزورة ... واعجبني اكثر في الوزير صراحته وصدقه في ملاحظة جديرة بالانتباه ...عندما قال ...المصيبة ..عندما تطلب الدائرة من الموظف حامل الشهادة المزورة بجلب شهادة (صحة صدوركما معروف ومعمول به حاليا..) يجلب صاحب الشهادة المزورة كتاب يؤيد صحة الصدور للشهادة المزورة!!!!!!!!... اليس من حقي انا كمواطن أن اتساءل..لولا فقدان الرادع والعقوبة ..لما وصلنا الى هذه الحالة المزرية ...عندما يقف الوزير المسؤول وهو وزير العدل حيران لايدري كيف يعالج المشكلة ... لانه وحيد ( واليد الواحدة لاتصفق ) ... وظاهرة غريبة اخرى وهي خلط الاوراق عند رموز الكتلة العراقية وبقية الكتل.. وهي تحاول رد الصاع صاعين الى كتلة دولة القانون في صراعهما من اجل البقاء في السلطة ولاسيما بعد مهزلة اصدار مذكرة القاء القبض على الهاشمي ( سواء صحيحة او ملفقة كما يدعون )...وهي مطالبتهم وعلى شكل شرط واجب التنفيذ قبل العودة من مقاطعة العملية السياسية .. الا وهي المطالبة باطلاق سراح المعتقلين وفورا... سؤالي اين كنتم ياسادة يا قادة يا كرام ؟؟؟طيلة سنوات الاحتلال والسجون مليئة بالمعتقليين وانتم ووزراءكم بالحكومة ...لم لم تطلقوا سراح المعتقليين والغالبية العظمى منهم ابرياء؟؟؟؟ ولماذا لم يدرج هذا الشرط في اتفاقية وتفاهمات اربيل وقبل تشكيل حكومة الشراكة الوطنية كما تسمونها ؟؟؟؟ الان وبعد ان اعتقل 3 من حماية الهاشمي ...اصبح اطلاق سراح المعتقلين شرط للتسوية بينكم وبين دولة القانون ؟؟؟؟ وانا اقولها ...والله شاهد على قولي هذا ...لا احد منكم ياسياسي العراق اليوم يفكر بهذا الشعب المظلوم بجدية تتناسب مع مأساوية الوضع الراهن ؟؟؟... تفكرون بمنافعكم وكراسيكم ومناصبكم وامتيازاتكم وجيوبكم ... وتنسون هذا الشعب ..ترون بام اعينكم .. الشرطي يقتل والجندي يقتل والعامل (الكولي ) في المسطر يقتل والمرأة وطفلها بالشارع يقتل وبدم بارد ..وانتم على مناصبكم تتقاتلون وللفتنة الطائفية تخططون ...ولتقسيم العراق تعملون ؟؟؟ والمصيبة الادهى والامر باعداء العراق وراء الحدود تستنجدون ...والله هذا عيب وامر يثير الحزن في النفس ....فيا قادة الكتل السياسية ....والنواب ... توقفوا عن الدفاع عن القتلة والمجرمين ... توقفوا عن الدفاع عن الفساد والمفسدين ... توقفوا عن الدفاع عن التزوير والمزورين ... اللهم اانتقم ممن لايخافك ويخشاك ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ........... اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ... الموقع الفرعي للكاتب http://www.ahewar.org/debat/add.art.asp?i=2790
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوصاية امريكية بعد انسحاب ؟؟؟؟
-
هذا يحدث بالعراق وبس !!!
-
انتصر الدم العراقي على جبروت الاحتلال
-
حتى فرحتنا مخيفة ياناس ...
-
من يكفكف دموعي ؟؟؟ويخفف من همومي ؟؟؟
-
الرئيس اوباما ..والانسحاب من العراق .. اصاب او أخطأ ؟؟؟
-
اليسار العراقي يصحوا وينتفض من جديد
-
اللهم لاشماتة بمقتل الطاغية القذافي
-
الدبلوماسية الامريكية تستفز مشاعر العراقيين
-
يا فقراء ( احتلوا وول ستريت في المنطقة الخضراء )
-
الهروب للامام من استحقاقات الشعوب
-
تهانينا والف مبروك ..الاحتلال باقي (شكال بهلول ؟؟)
-
الاعلام الامريكي وتعامله مع مصائب العراقيين
-
الفيتو الصيني الروسي ...ضربة معلم يسارية
-
مصيبتنا الخفية
-
عتب على الامريكان
-
سيضيع شعبنا بين السياسة والجريمة
-
متى ينقلب السحر على الساحر ؟؟؟
-
التعصب الديني ومأساة 11ايلول
-
الدين ومصائب الشعوب
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|