|
«القصف الصاروخي» لجريدة قاسيون الشيوعية
فارس رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 13:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إن ما يثير الدهشة ذلك القصف الصاروخي الأنترنيتي التي بدأ يطلق بغزارة على ما يطرح في جريدة قاسيون، حيث لا يمر يوم إلا ونجد مادة على أحد مواقع الإنترنيت تبدأ بالشتائم مروراً بفقدان كل القيم الأخلاقية والجمالية لشكل الحوار. فمن هؤلاء الذين لا يدركون أية طريقة للحوار سوى النبش بين الأنقاض متناسين أية طريقة لحوار وطني يشرف كل السوريين، بالرغم من أنه في خلال السنوات الخمس التي مرت كان لهذا التيار والذي يتَّكون من الشيوعيين بمختلف فصائلهم والذين يسعون لإيجاد حوار سليم مبدئي سواء داخل «حزبهم» غير المعلن، أو على صعيد الساحة السورية السياسية من خلال الندوات التي أقيمت بدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أو من خلال الاعتصامات والمظاهرات التي فقدت من الساحة السورية منذ عقود كإحدى الأدوات النضالية للدفاع عن حقوق الفئات المسحوقة مروراً بتطوير هذا النضال خارج حدود الوطن السوري بالمشاركة في المظاهرة العالمية التي دعى إليها الحزب الشيوعي التركي ضد حلف الناتو والأمريكان، أو من خلال جريدة قاسيون، دون إقصاء الآخر. فالسيد منير شحود الذي يجعل نفسه جسراً للتواصل مع الليبرالية الجديدة والذي بات القاصي والداني يعرف ما تجره من ويلات ودمار شامل اقتصادي سياسي اجتماعي لبنى الدول والمجتمعات. هذا التواصل الذي بات يثير الشبهة على الرغم من أن جريدة قاسيون أوضحت لمرات عديدة من المقصود بالليبراليين الجدد ذلك المرتبطين بقوى الخارج ويشكلون الداعم الأساسي في الداخل والذين ينهبون الدولة والمجتمع. وعلى الرغم من أن الليبرالية الجديدة أصبحت واضحة المعالم إلا أنه من المستغرب وغير المفهوم أن الذين يجب أن يدافعوا عن الليبرالية الجديدة كونها أداتهم الأساسية العصرية من أجل نهب أوسع لا يبرزون على السطح في حين الذين لا ليس لهم من الليبرالية الجديدة أي موطئ قدم سواء أكان سياسياً أو اقتصادياً يصبحون «وجه السحارة» وكأنهم أصبحوا كالمجاهدين الأفغان يحاربون ضد السوفيت الكفار بفتاوى دينية ودنيوية أمريكية وكأن الصواريخ الأمريكية المدماة تطلق لتعوض كل كافر بمسلم. فالليبرالية التي كانت تمثل فكر الرأسمالية في أوج تقدمها وقد كان لها من آفاق تقدمية بشكلها التاريخي على صعيد المجتمع أصبحت اليوم أداة رجعية بالفكر والممارسة . لذلك فالشيوعيون السوريون ينظرون إلى الوقائع في حركتها وليس في ثباتها أو في بقاء هذا المصطلح أو ذاك.فها هي الليبرالية الجديدة «الشريفة» مرت على تخوم مصر والعراق فمهلاً! وعندما يطرح مسألة الارتباط بالخارج، يقصد بها هؤلاء الموجودين على الأرض في الواقع السوري والذين يحاولون إعادة هيكلة الدولة بشكل يزيد من حجم النهب الطفيلي. أما من يريدون أن يكونوا «وجه السحارة» وقد أعمتهم ردود الفعل تجاه ممارسات النظام هنا وهناك...فلأمرهم العجب!! وما يثير السؤال حقاً لماذا هؤلاء يكرهون الشيوعية؟ بالرغم من أنهم لا يملكون شيئاً،وهم من الطبقات المسحوقة ؟ ويحاولون القضاء عليها، يهاجمون الستالينية و يكرهون الاشتراكية على الرغم من الدور الكبير الذي لعبه ستالين على صعيد الحركة الثورية العالمية والدور الإيجابي للإتحاد السوفيتي كصديق للبلدان العربية والمساعد على استقلاها إلى جانب نضالات تلك الشعوب من الليبراليين «القدماء». وأن ما يثير الاشمئزاز حقاَ من هؤلاء الذين يحاولون ربط هذا التيار الشيوعي الجديد الذي بدأ يتخلص من جموده وعدميته ويسعى لحوار جاد مع الجميع باسم هذا الشخص أو ذاك. فحقيقة ذلك أنهم لا يملكون أي أساس للحوار ولا حتى أخلاقياته ويعتمدون في أطروحاتهم على شتم هذا الشخص أو غيره. وعلى ما أظن إن كان السيد منير شحود ملماً بالماركسية كما يدعي! سيدرك حتماً بأن السيد ماركس لم يكن يحمل شهادة التعليم الابتدائي عندما اكتشف قانون التناسب. فالتناسب بين الأجور والأسعار ضروري من أجل البقاء. وإن كان لك القدرة اليوم بالحصول على هذه العملية البسيطة من الجمع والطرح للحصول على طعامك، فإن هذه العملية أصبحت معقدة عند إخوانك في مصر والعراق وكأنهم نسيوا الجبر بفضل أولئك الليبراليين الجدد لأنه لم يبقى أي شيء كي يجمع ويضرب ليحصلوا على لقمة طعامهم. إن الفساد الذي يتغلغل في عمق المجتمع السوري كان نتيجة لأسباب كثيرة، وعلى الرغم من أن الشيوعيون كانوا ومازالوا يطرحون الحلول الجدية لاجتثاث الفساد والمفسدين ب طرح المفهوم الشامل والمتكامل للإصلاح من خلال الترابط ما بين المسألة الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الديمقراطية. وأخيراً أن الذين يدافعون من أجل كرامة الوطن والمواطن ويناضلون من أجل وطن حر بشعب مقاوم للخارج والداخل ويدعون إلى حوار ديمقراطي تفاعلي وطني مع جميع القوى النظيفة سواء في المعارضة أو في النظام - على الأقل وفق المقاييس الوطنية السورية - لهم الحق في إبداء موقفهم من هذه الظاهرة أو تللك كونها تمس وطنهم من الأقصى إلى الأقصى. فمهلاً يا سيد منير........ وأتمنى أن تتحّمل أسس الحوار كما تحّمل أولئك «المعترين مادياً» أكل البطاطا أثناء رحلتهم إلى اسطنبول لمدة أربعة أيام ليقولون لا للبربرية الليبرالية الجديدة الأمريكية، ويقولون لا لتدمير العراق وقتل الفلسطينيين.
#فارس_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف ستساعد بقايا سيارة الـBMW بهجوم المشتبه به السعودي على س
...
-
إسرائيل تواصل هدم وجرف المنازل والبساتين في الجنوب اللبناني
...
-
حادثة بـ-نيران صديقة- تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحم
...
-
الحوثيون يحذرون الدول من مساندة إسرائيل في غاراتها على اليمن
...
-
الثاني في أسبوع.. زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزر فانواتو
-
في ظل تهديد -وباء رباعي-.. المصادر الغذائية الرئيسية لفيتامي
...
-
مباشر - سوريا: تركيا ستفعل -كل ما يلزم- إذا فشلت الحكومة الج
...
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 13 شهيدا جراء قصف إسرائيلي متواصل على
...
-
الحوثيون يكشفون خسائر الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة
...
-
قوة متحالفة مع جيش السودان تسيطر على قاعدة -الزُرق- بدارفور
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|